أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الخيانة الوطنية..!















المزيد.....

الخيانة الوطنية..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الخيانة مفهوم عام ، وتشمل حالات كثيرة ومتنوعة ، خاصة وعامة ، وما أقصده وأعنيه بالخيانة هنا ، خيانة الوطن ، وهي ما تعنيه التواطؤ مع العدو والغدر بالوطن ، بشكل مطلق ، ولم تكن الخيانة مرهونة دائما بفرد يتواطأ مع أجنبي لقاء أجر أو منصب، بل هناك حكاما وقادة لم يكونوا بحاجة للمال أو للجاه يخونون أوطانهم ويقفون ضد مصالح ومصائر شعوبهم ، ومن يقلب صفحات التأريخ القديم والحديث يجد أمثلة متعددة ومتنوعة للخيانة الوطنية ، وبغض النظر عن الدوافع والمبررات التي يسوقها الخائن للدفاع عن هذا التواطؤ ، فهي خيانة بكل المقاييس ، إلا أن أكثرها خسة وانحطاطا عندما يتواطأ الحاكم مع أجنبي ، أي أجنبي ، ضد مصالح شعبه ووطنه أو جزء منهما ، وفي التاريخ العراقي الحديث أطلق الشعب العراقي والحركة الوطنية العراقية صفة الخيانة على نوري السعيد لأنه تواطأ ضد المصلحة الوطنية العراقية مع الاستعمار والدولة البريطانية ، كما نال هذا اللقب عن جدارة ، قيادة وكوادر حزب البعث العربي الإشتراكي ، وكل قيادات وأشخاص ، القوى القومية والرجعية ، عندما تواطؤا مع الإنكليز والأمريكان في 8 شباط الأسود عام 1963 واسقطوا حكومة ثورة 14 تموز ، وما رافق هذا الانقلاب من استباحة لدماء الشعب العرقي ، كما استحق هذا اللقب مرات عدة ، صدام حسين ، ولم تكن المرة الأخيرة عندما تواطأ مع شاه إيران وبمباركة المخابرات الأمريكية ال. C.I.Aعلى إبرام معاهدة الجزائر في العام 1975 التي كانت نتيجتها تصفية الحركة القومية الكردية ، بتسليم مواقعها وأسلحتها لحكومة النظام الفاشي مقابل تعديل الحدود ، باقتطاع جزء من مياه وأراض عراقية لصالح إيران ، دون إقرار شرعية دستورية لهذا الإجراء ، لتشمل مناطق مختلفة من أراض حدودية عراقية واقتسام شط العرب ـ العراقي ـ مع إيران ، هذه الخيانة ما كان لها مبرر ، سوى الحقد القومي ـ الفاشي على الشعب الكوردي ، وحب الزعامة ، لصدام ، والظهور بمظهر البطل القومي أمام العنصريين العرب. ونتيجة لتعالي إدانة ونقد الحركة الوطنية العراقية لإبرام هذه المعاهدة ، ولأسباب أخرى كثيرة غيرها ، تهاوى التحالف المبرم بين البعث والحزب الشيوعي العراقي وقوى عراقية أخرى ، ليبدأ فصل جديد من السياسة العراقية ، حيث يبعد البكر وأزلامه عن رئاسة الدولة والحكومة ، ليحل محله صدام حسين وأتباعه ، ممزقا المعاهدة التي أبرمها بنفسه مع شاه إيران ، عند بداية حكم جمهورية إيران الإسلامية ، موحيا للعالم أن إبرامها كان تحت ضغوط البكر وطاقم حكمه ، ولم يكن هذا التحول في النهج السياسي العراقي الجديد ، والذي تمثل بإعلان حرب على إيران ، سوى مرحلة تواطؤ وخيانة جديدة ولمساومة مجهولة النتائج ، بين صدام ونظام حكمه الفاشي مع الولايات المتحدة الأمريكية ، للوقوف بوجه الحكم الإسلامي الجديد وتحجيمه ، إن لم يكن إسقاطه ، مقابل إطلاق يد صدام ونظامه ، ليكون بديلا عن الشاه فيما أوكلت إليه من مهام في منطقة الخليج في حالة تحقق الهدف الذي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية ، وبفشل هذا المخطط بعد حرب دامت ثماني سنوات دمرت البشر والحجر ، ليس لم يحقق صدام ما كان يحلم به من زعامة على المنطقة ، بل على العكس خرج من الحرب منهكا ، مثقلا بالديون وتلاحقه تبعاتها ، ومن ضمنها السبب الظاهر والمعلن لحربه ، إلغاء معاهدة الجزائر .
وخلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور الجعفري لإيران طرح الجانب الإيراني التصديق على معاهدة الشاه ـ صدام في العام 1975 ، مستغلة إيران الوضع المثالي للحكومة ، حيث تتمتع بأغلبية ساحقة في البرلمان ، ولربما ـ لاعتقادها ـ أن مثل هذا الظرف لن يتكرر مرة أخرى ، معتقدة أن البعد الطائفي ـ للحكومة ـ يلعب دورا إيجابيا في تكرار خيانة جديدة ، يوصم بها هذه المرة د.الجعفري رئيس الوزراء ، وكتلة الأغلبية التي يمثلها ، وكل حكومته ، وعلى الرغم من أن د.الجعفري استطاع أن يتملص دبلوماسيا من هذا المطلب الإيراني ،إلا أن الزيارة لم تحقق كل ما كان يحلم به رئيس الوزراء والوفد المرافق له ، من مكاسب تعزز موقعه ومواقع كتلته الانتخابية ، فإيران لم تعترف بما للعراق من طائرات أودعها صدام حسين عندها عشية حرب الخليج الثانية ، ولم تقدم مساعدات مادية ، أو أمنية ،جدية وملموسة في مكافحة الإرهاب والتهريب ، بكل أشكاله المنطلق من الأراضي الإيرانية ..بدورها إيران لم تحقق كل ما كانت تسعى إليه من هذه الحكومة ، إلا أنها حققت ما هو أخطر من الاعتراف بمعاهدة الجزائر ، حققت اعترافا من كتلة الحكم الطائفية ، بتواجد القومية الفارسية رسميا على الواقع العراقي ..!
مباشرة بعد سقوط النظام الفاشي عام 2003 دخل النظام الإيراني بكل ثقله لأن يدفع بمئات الآلاف من الإيرانيين للدخول إلى الأراضي العراقية ، وكان أغلب هؤلاء هم من الأجهزة الأمنية والمخابراتية ، يحملون معهم ملايين الدولارات لشراء الذمم والعقارات في مختلف أنحاء العراق ، بدأ من المدن المقدسة وعلى امتداد المنطقة الجنوبية المحادة لشط العرب ، بحيث أصبحت اللغة السائدة في هذه المناطق هي اللغة الفارسية ، وبعد الانتخابات تمت السيطرة المطلقة للطائفية ، العراقية والإيرانية ، على هذه المدن، وتم اضطهاد وتهجير مواطنين من مناطق سكناهم غير موالين طائفيا لهذا النهج ، ومن غير المسلمين والقوميات الأخرى ، ليحل محلهم إيرانيون ، وربما في خطوة لاحقة سيتم منحهم الجنسية العراقية ، إن لم يكن قد حصلوا عليها فعلا ، وفي هذه المناطق تحققت قيادات فرضت الشكل الإيراني في الحياة اليومية والعادية على المواطن العراقي ، وأصبح الموت يهدد كل من لم يرضخ لهذا التوجه المصحوب بسكوت السلطة عنه ، كما هو ليس بغفلة عن المرجعية التي تدعم هذا التوجه ، وتم التمهيد لتشكيل إدارات الحكم وأجهزتها العامة ، الأمنية خاصة ، على أسس طائفية بحتة وموالية لإيران حصرا ، وبعيدا حتى عن موافقة الحكومة ذات النهج الطائفي، أو الاعتراف بها وبقوانينها ، ناهيك عن رفض لتنفيذ كل قرارات الحكومة الغير منسجمة مع توجهات هذه الإدارات ، ويجرى العمل على المطالبة بتشكيل فدرالية ، أو فدراليات ، على أسس طائفية بحتة ، بعيدا عن الواقع العراقي المتمسك بهويته الوطنية ، متجاهلين المصلحة القومية وكل القواسم الوطنية العراقية الأخرى ، ولتثبيت هذا الواقع وفرضه على المجتمع العراقي ، يجري الالتفاف على النتائج السلبية التي أسفرت عنها زيارة الجعفري بعدم المصادقة على معاهدة الجزائر ، وبالتزامن مع مجيء رئيس إيراني متشدد جديد هو ، نجاد أحمدي ، ذو التاريخ الإرهابي " المجيد " والمرتبط تنظيميا بقوات بدر منذ تأسيسها ، والمشرف ميدانيا عليها منذ تأسيسها في العام 1982 وعلاقته الحميمة بقائدها هادي العامري ، يجري التحضير لطبخة خيانة " طائفية " يتم إعدادها وتهيئتها لإدخالها ضمن مواد الدستور الجديد ، تقر وتعترف بالقومية الفارسية ولغتها ، من ضمن المكونات والتشكيلات القومية للمجتمع العراقي ، الهدف والغاية منها فصل المناطق الحدودية العراقية الغنية بالماء والنفط وإلحاقها بإيران ، وبذلك لا يتم تحقيق الهدف الذي تضمنته اتفاقية الجزائر الخيانية فقط ، الذي تمثل بتنازل صدام عن بعض المناطق الحدودية ، ومقاسمة شط العرب ، بل الذهاب إلى أبعد من ذلك بسلخ كل المناطق الجنوبية العراقية ذات الأغلبية العربية ، والحاقها مستقبلا بإيران الفارسية ، وبذلك تتحقق كامل الأطماع الإيرانية عن طريق تواطؤ خياني طائفي ـ عراقي .. إن تنفيذ هذا المخطط الطائفي ونجاحه ، يعني فيما يعنيه تزكية النهج القومي ـ العنصري وصحة مواقفه واجراءاته طيلة حكم القوميين العرب بعد سقوط جمهورية 14 تموز ، ليس بموقفه من حكام إيران وسياساتهم فقط ، بل بموقفه ، الشوفيني المدان ، من إجراءات التهجير التي شملت آلاف المواطنين العراقيين ، والتسليم بصحة قراراته المتخذة بهذا الشأن على مدى العهود المتعاقبة للحكم القومي ضد " طائفية " بعينها ونهجها الموصوف بالخيانة والعمالة والتآمر على العراق والحاق الأذى بشعبه ..! إن أمام كل مكونات قوى الشعب العراقي ، مهمة إسقاط هذا النهج الخياني وتعريته ، المتمثل بالزحف نحو الدستور وترسيخ حقوق وهمية غير موجودة لدولة ما انفكت تصدر لنا الإرهاب والموت بكل أشكاله ..إن لجنة صياغة الدستور وأعضاء الجمعية الوطنية ، ناهيك عن مجلس الرآسة ومجلس الوزراء ، كلهم يتحملون المسؤولية الأولى والمباشرة في إقرار بند " القومية الفارسية " في الدستور الجديد ، وسيصم التاريخ بالخيانة العظمى لكل من يساهم في إقرار هذا البند أو التدليس عليه ..! وعلى القوى السياسية الوطنية والديموقراطية والقومية والدينية ذات النهج الوطني ، من الأحزاب وحركات منظمات مجتمع مدني والشخصيات الوطنية والسياسية مقاومة هذا النهج والتصدي له وفضحه وتعرية القائمين به وعليه لإسقاطه ، وبعكسه ، تقسيم العراق حاصل والحرب الأهلية على الأبواب ، والنكوص على الأعقاب واقع ، ولا ينفع آنئذ نقد لموقف أو اعتراف بالخطأ..!
24 تموز 2005
[email protected]




#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..!المرأة وحقوقها عند مؤسسة شهيد المحراب
- عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز
- عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز /القسم الأخير
- عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز /القسم الأول
- انتفاضة معسكر الرشيد وحسن سريع وقطار الموت والظرف الراهن ..!
- ثورة العشرين وحقوق الأمة..!
- خلط الأوراق ..لمصلحة من في المنطقة.؟
- الجمعية الوطنية العراقية والقضايا الساخنة ..!
- المرحلة المنصرمة ودروسها ..!
- القوى العلمانية وصياغة الدستور ..!
- الحقوق المصادرة والعهد الجديد
- زرعوا فأكلنا ..فماذا سنزرع ..؟
- اقطعوا الطريق..!
- الحزب الشيوعي العراقي ..عود على بدء..!
- مصلحة الوطن فوق الطائفة ..!
- الهم الوطني ..!
- ريزان المغربي ..وصدام حسين !
- الدستور . . ولادة مشوهة
- ألأمانة ..والسؤال الملح !!
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالف الكوردي ..إلى أين ..؟!


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الخيانة الوطنية..!