مريم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 13:50
المحور:
الادب والفن
يتيمةٌ أنا من دونِك
كغريبةٍ ألقى القدرُ بها وحيدةً
في فراغٍ واسعٍ خَلَت منه الاتجاهاتْ
كتائهةٍ في صحراءٍ عريضةٍ
ما رأت النجومَ يوماً و لا عَرفَت السمواتْ
كنبتةٍ بريةٍ تموتُ وَحدها
بعد ان مُنِعت مطراً سقاها يوماً طعم الحياةْ
يتيمةٌ أنا من دونِك
كطفلةٍ انتُزِعَتْ من حضنٍ كان يُدفئها
ليُلقى بها في حُضنِ بردِ الذكرياتْ
كوحيدةٍ التجأت إلى العتمةِ فزعاً
فجرّعَ الزمنُ عُمرَها كأساً ملأها بالإنهزاماتْ
كراكبةٍ لموجةِ الحزنِ العالية
تُغرقُها حيناً في الألمِ
و حيناً تقذفُ بها إلى الظُلماتْ
يتيمةٌ أنا من دونِك
كإِسمٍ لا يُعرفُ صاحِبُهُ
و كوجهٍ كَساهُ ضياعُهُ ثُقلِ حيرةِ التساؤلاتْ
كورقةٍ هشةٍ سقطت عن غصنٍ كانَ يحمُلُها
لتتقاذفَها من بَعدهِ كل الرياح العاتياتْ
كشجرةِ خريفٍ ضعيفةٍ
أَحرَقت لها صواعقُ الحرمانِ أغصانَها العارياتْ
يتيمةٌ أنا من دونِك
كحسناءٍ من بعدِكَ فَقَدتْ جَمالها
فاعتزلت الناسَ و خاصمتْ وجهها في المرآةْ
كإمرأةٍ ما عَرفَها الحبُ يوماً
فدثرَت أُنوثتُها وانضمت لقافلةِ الشقياتْ
كعاشقةٍ حرموها معشوقَها
فتَجرَّعَت لأجله الموتَ أملاً منها بالنجاةْ
مِثلهنّ صرتُ أنا حبيبي
حين أيقنت أن حياتي من دونك ليست حياةً...
إنما عينُ المماتْ
#مريم_الحسن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟