أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر أبو رصاع - من الذي يدفع عن الدين المُتهِم بالعلمانية ام المُتهَم بها؟














المزيد.....

من الذي يدفع عن الدين المُتهِم بالعلمانية ام المُتهَم بها؟


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 07:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية في اوربا المسيحية كانت حلاً لا بد منه للتصدي للكهنوت الديني، نعم وباعتراف الكنيسة لاحقاً كانت الاخيرة تمارس نفوذها الكهنوتي وسلطتها لتقف عائقاً في وجه التقدم والتمدن، فلم يجد المجتمع بداً من اخذ نفسه بعلمانية تكف يد المؤسسة الكهنوتية عن اجهزة الدولة ومؤسساتها.
عند المؤمنين برسالة محمد خاتم الانبياء والرسل الاصل أنه لا توجد لا رهبنة ولا مؤسسة كهنوتية كالكنيسة، الاصل ان الدين للجميع وللجميع الحق في ان يقرأ كتاب الله وان يفهمه وان يدافع عن ذلك الفهم وان تقابل الحجة فيه بالحجة لا بالإرعاب ولا بالاتهام في العقيدة، وان يعتقد الانسان بما يشاء دون ان يجد من يكرهه على فهم أو حتى ايمان معين، لأن الحكم على ذلك لله ولله وحده، فالأصل إذا ان مجتمع يمثل المسلمون المؤمنون اغلبيته ليس بحاجة لتبني العلمانية والدفاع عنها، أما وان البعض يتهم من يدافع عن تلك القيمة العظيمة وهي الحرية في الفهم والاعتقاد التي ارسى كتاب الله قواعدها بالعلمانية، فنقول له ان كانت هذه هي العلمانية فاعلم بانك تعادي ما حاول الخطاب الإلهي نفسه تكريسه كما نفهم منه مباشرة، فالذي رفض الكهنوت ورفض الوصاية على عقول وضمائر البشر باسم الله ليس من تصفهم بالعلمانيين وإنما الله سبحانه عندما انكر ذلك على نبيه نفسه رغم ان معه الحق فقال عز من قائل: {ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.
وإذا كنا ازاء ادارة اجهزة الدولة والتشريع وبشكل اكثر دقة معرفة وفهم حدود الله وشرائعه، وكانت تهمة العلمانية موجهة ضد من يطالب بفتح باب الاجتهاد المغلق، وضد من يرفض ان يقزم عقله ووجدانه وتقزم قدراته ومعارفه لتوضع دون اناس من بني آدم اجتهدوا واخرجوا للناس فهمهم وعلومهم في العصور الوسطى، وضد من يقدم قراءته واجتهاده وفهمه فأهلا ومرحبا بها تهمة، لأن شريعة الله جعلت المحرمات في اضيق الحدود وفتحت الباب واسعاً على قواعد عامة اغلب موضوعات التشريع فيها مصالح مرسلة واصل الاشياء فيها الاباحة، وتركت للمشرع الارضي ان يعمل في ذلك الاطار ويجتهد للمجتمع فيخدمه لأن ارادة الله العليا هي خير الانسان وسعادته وتقدمه ورفعته، ولم تقبل من الانسان ان يتذرع بغيره أو ان يبرر قصور قدرته وفهمه بتحميلها لآخر يتبعه، ولم تقبل من الانسان ان يعول على غيره فيسلمه عقله، ولم تجعل فهم الدين منوط بجماعة دون غيرها ولا جهة دون أخرى كما يتمنى الكهنوتيون في كل ارض وفي كل دين.
اقول: لا اجد مبرراً لتبني العلمانية في مواجهة كتاب الله، ببساطة لأني لا اجد فيه ما يلجئني إليها، فلا هو اعطى امتياز الدين لاحد على حساب آخر ولا هو قصر الفهم على جهة دون اخرى، ولا هو اسس لقواعد الكهنوت ولا انتج كنيسة ولا جماعة اكليريكية كهنوتية تنطق باسمه دون العالمين، فما حاجة المؤمن بالخطاب الإلهي الذي جاء به محمداً اصلاً للعلمانية؟! اما إذا كان التصدي لمن يعاندون الخطاب الإلهي ويسيؤون فهمه، ويحرصون على انشاء كهنوت وتصنيف الناس على ضفافه، وتنصيب انفسهم اوصياء ينطقون بما يريد الله وبما لا يريد، هو العلمانية عندهم فأهلاً بها تهمة، اهلاً بها دفاعاً عن ما نفهمه من الخطاب الإلهي وما صرح به في اطار الدفاع عن حرية العقيدة وحرية العبادة وحرية الفهم والاجتهاد والعمل، دفاعاً عن صلاحية نعتدها في الدين لكل زمان ومكان، دفاعاً عن ان لا يكون لأي جهة أو فرد الحق في ان يحاكم ضمائر الناس ويقرر نيابة عن الله من هو المؤمن ومن هو غير المؤمن، انها حرب الفكرة الحرة حرب اسس لها خطاب الله سبحانه ضد التأله مع الله وضد الإشراك به.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييد المشرع لتعدد الزوجات لا يخالف شرع الله
- تقييد المباح أو الإلزام به
- اعادة التدوير السياسي
- العبدلي
- دستور يا اسيادنا
- دستور الجماعة (3. في الحقوق والحريات الاساسية)
- دستور الجماعة (2.مخاطر الدولة الدينية)
- دستور الجماعة (1-3)
- الثورة المصرية في خطر
- مرسي وفخ النوايا الحسنة
- طبيعة الاستبداد
- تلك ليست مهمتي
- قراءة في الثورة العربية المعاصرة
- الحراك الشعبي الأردني- بؤس المشهد أم بؤس القراءة؟!
- إني اراني اعصِرُ نفطاً
- رفع الدعم وسعر صرف الدينار الأردني
- الأردن- الغاز المصري واكاذيب الاستبداد
- دولة الرئيس
- الأردن- شرعنة الاستبداد
- مصر- كشف الحساب أم رأس النائب العام؟


المزيد.....




- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025.. ثبتها لعيالك الأن
- أحمد العبادي يساءل السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول ...
- قائد الثورة الاسلامية: شعبنا سيحقق النصر بالتأكيد
- لماذا يستهدف تنظيم -الدولة الإسلامية- الأقليات؟
- دروز إسرائيل يدعون أبناء الطائفة لعبور الحدود مع سوريا
- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025.. ثبتها لعيالك الأن
- كيف نشأت الطائفة الدرزية وأين تنتشر في الشرق الأوسط؟
- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر أبو رصاع - من الذي يدفع عن الدين المُتهِم بالعلمانية ام المُتهَم بها؟