أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - أين الله؟














المزيد.....

أين الله؟


حسن كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 17:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عنوان هذا المقال هو نفس عنوان المجموعة القصصية للمحامى والأديب كرم صابر. والتى على أثرها تم الحكم عليه بخمس سنوات, بتهمة التعدى على الذات الإلهيه, والتعدى على الذات الآلهية تعنى تشوية صوره الله. ولذلك سيكون ذلك المقال محاولة للبحث عن أى صورة لله الذى تم تشويها.

والسؤال الآن:
ما هى صورة الله؟

أو بشكل أدق:
ما هى صورة الله عند الإنسان؟

صورة الله عند الإنسان هى ثمرة اجتهاد عقلى, أى تأويل, على حد قول مراد وهبه. ومن ثم فهناك عدة صور لله عند الإنسان بحكم تعدد التأويلات, وعدم وجود إجماع حول صورة واحدة لله سواء فى الفكر الفلسفى أو الديانات. وبالتالى فليس ثمة صورة واحدة بل ثمة صور متعددة. وكل صورة تنفى الأخرى.

ففى الحضارة الفرعونية, فى مقال بعنوان "من العقل الفرعونى إلى العقل الإلكترونى" لمراد وهبه, يقول: أن الحضارة الفرعونية كانت حضارة تدور حول " فرعون ", وكان فى البداية, ابن حورس ابن ازيس ثم أصبح ابن رع وفيما بعد أصبح رع, ورع هو إله الشمس, ثم قرر فرعون أن يكون هو الإله بلا شريك فأدمج الآلهه الأخرى ومن ثم أصبح هذا الإله هو الإله الواحد المطلق الذى لا شريك له. وهذا يتفق على نحو ما ذكرة فرويد, فى كتابه "موسى والتوحيد" بأن عقيدة التوحيد قد أخذها موسى من أخناتون.

أما فى تاريخ الفكر الفلسفى, تم الحكم على سقراط بالإعدام لإنه كان ينكر الآلهه ويدعو إلى آلهه جديدة. وفى الواقع سقراط كان ينكر آلهه معينة وهى الآلهه فى جبال الآولمب عند اليونان, وكان يبحث عن بديل لها. وعند الفارابى الله له صفات فهو عقل محض وخير محض ومعقول محض وعاقل محض. أما عند ابن سينا هو الموجود الواجب الوجود الذى لا يمكن أن يكون وجوده من غيره أو لا يكون لسواه إلا فائضاً عن وجوده. أما عند أرسطو فهو علة غائية, فيقول أرسطو: للعالم غاية ذاتية هى نظامه وغاية خارجية هى المحرك الأول علة النظام. وعند ابن رشد, الله غاية ذاته. (المعجم الفلسفى, مراد وهبه, 2011, دار قباء).

وفى بحث بعنوان (نيتشه وعلم اللاهوت) لمراد وهبه, يستعرض صور أخرى عن صوره الله فى الفكر الفلسفى. فمفهوم الله عند أفلاطون ليس واضحاً فهو تارة الموجود الكامل أو المعقول فى مقابل العالم المحسوس على نحو ما هو وارد فى محاورة "فيدون". وفى "المأدبة" يوحد أفلاطون بين الواحد ومثال الخير أو بين الواحد والجمال ذاته. ويتفق كل من أفلاطون وأرسطو بأن الله مفارق للكون, لأن هناك ما يرى أن الله غير مفارق للكون, وذلك من الوجهة الأنطولوجية, التى تؤمن بوحدة الوجود الذى ينكر هذا العلو لأنه يوحد بين الله والطبيعة, فالله مرادف للطبيعة, على نحو ما يرى سببوزا. أما نيتشه فقد أعلن أن (الله قد مات) وذلك فى كتابه هكذا تحدث زرادشت.

وفى تاريخ الفكر اللاهوتى المسيحى أصدر الأسقف الإنجليكانى جون روبنسون فى 19 مارس 1963 كتاباً عنوانه «لنكن أمناء لله»، جاء فيه أن الله ليس هناك ولا هو فوق ولكنه فى العمق بمعنى أنه أساس جميع الموجودات, وهذا قد يتفق مع مذهب وحدة الوجود, الذى ينكر أى علة مفارقة لهذا الكون. بينما أصدر توماس التيزر كتاب بعنوان (انجيل الإلحاد المسيحى) جاء فيه : أن الله قد مات فى زماننا, وفى تاريخنا, وفى وجودنا, وأن نيتشه قد اقتنص هذا المفهوم فى القرن التاسع عشر, وبقى على اللاهوتيين فى القرن العشرين التبشير بهذا الحدث وسط الجماهير على الإطلاق, والجماهير المسيحية على التخصيص ذلك أن المفهوم التقليدى عن الله من حيث هو مستقل عن العالم المخلوق ليس إلا أسلوباً مؤقتاً من أساليب التفكير, وإسقاطاً للاغتراب الذى يعانى منه الإنسان مع ذاته. أى أن الإنسان يكون صوره لله خارجة عن الكون نتيجة شعورة بالاغتراب عن هذا الكون وعجزة عن تفسير الكون تفسير علمى.

وفى عام 1966 نشر وليم هاملتون مع توماس التيزر كتاباً عنوانه "اللاهوت الراديكالى وموت الله" ويرى هاملتون أن مسألة موت الله هى حدث تاريخى ثقافى تم فى أوروبا وأمريكا فى القرنين الأخيرين, وما على الإنسان إلا التكيف مع هذا الحدث, وقبول الموت التاريخى الثقافى لأنه لم يعد صالحاً لتحريره من القلق واليأس. أما القس البروتستانتى بول فان يرى فى كتابه (المعنى العلمانى للإنجيل) أن لفظ "الله" لم نعد فى حاجة إليه لأنه بلا معنى. (سلطان العقل, مراد وهبه, 2007, دار قباء).

أما فى تاريخ الفكر الإسلامى دعت المعتزلة إلى سلب الصفات عن الله , وذلك لأن عدم سلبها فيه إساءة إلى الذات الإلهية, وهذه الإساءة تتمثل فى القول بأن ثمة تشابهاً بين الإنسان والله, ومن شأن هذا القول أن يخرج الإنسان من أهل التوحيد إلى أهل الشرك. وعلى الجانب الأخر, فقد أدان أهل السنة, رأى المعتزلة عن صورتهم عن الله لأنه يعطل الألوهية من معناها، وعلى ذلك فصورة الله عند أهل السنة لها أسماء وصفات متعددة وهى التى يمكن التدليل عليها بأسماء الله الحسنى.

والسؤال إذن:
أى صورة لله قد تم تشويها؟



#حسن_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية تجديد الخطاب الدينى بين السيسى والأزهر
- نقد العقل الإرهابى
- السلطة الدينية بدستور 2013
- رئيس مسلم لدستور 2013
- مضابط لجنة ال 50
- دستور سيد قطب 2013
- من يحكم ؟ الإنسان أم الله ؟
- الرسول محمد لم يكن يحكم
- الديمقراطية ليست صناديق !
- هل يلغى الإسلام العقل ؟
- كيف نزل الوحى ؟
- هل يمكن أن تكون ليبراليا من غير أن تكون علمانيا ؟
- العلمانية و ثقافة التسامح


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - أين الله؟