أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر رزوقي نجم - اصنع وطني بيدي














المزيد.....

اصنع وطني بيدي


ناصر رزوقي نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


هو يوم ولادتي المشئوم
هو يوم لم يمر علي إلا مرة واحدة لكنه يوم تافه
لكن لدي سؤال لماذا ولدت في أول يوم من الشهر
هل كان أبي منتظر راتبه كي أولد أم أمي اغتسلت من دورتها الشهرية أم إنا أول من يسقط في مرحاض العالم
ها إنا أعيش لحظات ولادتي بعد مضي 42 سنة ولا لعلم لي لماذا ولدت
إنا متأكد كان الجو حار والكهرباء مقطوعة والشوارع يملئها التراب و ( الطسات ) هو يوم حزين لأني اسمع صرخات أمي بهذا اليوم وهي تلدني كم حملتاه عبء في هذا اليوم وكم إنا دكتاتوري في هذا اليوم
أنا كذالك كنت اصرخ عندما خرجت من رحمة أمي ودخلت في ظلم وحقد هذا العالم كنت أتحسس بغض جارتنا لان أمي ولدت طفل وهي ليس لديها أولاد رأيت نظرات زوجت عمي وهي تنظر لي بحقد كوني كنت حينها جميل واحمل براءة الطفولة رأيت وجه أبي وهو يفكر بكيفية سد رمقي
كنت ابكي بكل قواي على ما حصل لي من أهانه في عالمي الجديد حينما قطعوا رابط السري بيني وبين عالمي
وها إنا أعيش في عالم لا علم لي عنه بشيء
لكن كنت اختنق من الهوى لأنه ملوث بحقد ونفاق وحسد حاولت إن أتحسس الأشياء من حولي وإذا بيدي تقع على خنصر زوجت عمي لمستها محاولا كشف ما يدور حولي وإذا أحس بقرصه بأناملها الحاقدة جعلتني أعود لصراخي من شدة الألم
حاولت أمي إسكاتي بحملها جسدي اللين وتدنيها لي ووضع صدرها في فمي كي ترضعني فقد كانت هنا المصيبة الكبرى لأني أحسست حينها بأني ارضع من صدر حديدي ويملئ فمي شيء من البارود
بكيت حينها على ما حصل لي
حاولت جاهدا إن اصبر نفسي بهذه حياة رميت يدي حول عنق أمي وبدأت أشم رائحتها فأحسست حينها إن شيء من التخدير يضرب جسدي واغفوا بدون أسباب
إحساس لم أحس به من قبل حينما استيقظت من نومي وجدة نفسي مكتوف الأيدي والأرجل بدون سبب حاولت إن أفتح ما إنا مكتف به لكن بدون جدوى حينها أصابني الشك بأمي قد تكون هي الأخرى من إرادة مذلتي في هذا العالم بدأت بالصراخ هل من احد إن يفتح قيدي وإذا بأمي تضمني إلى صدرها مرة أخرى وهي متعبه والنعاس يملئ جفونها ضانتا بي إنني جائع ولا علم لديها بأني جائع لحريتي
رفضت صدر أمي بفمي لأنه كان أداتي الوحيد للتعبير عن ما أعانية
ونظرت إلى عيناي وهي متعجبة من ما افعل وحاولت ظمي لصدرها ثانيتا بطريقتها الفطرية محاولتا إسكاتي كي تنام هي كونها متعبة من ولادتي
فبقيت إنا ودعابي الذي يخرج من فمي وبعض ما خرج من خلفي ألهو به ومزجت بينهما فكانت النتيجة وطن
فكانت لعبتي هي الوطن
لعبتي الأولى إن امزج ما يخرج من فمي وما يخرج من خلفي فقد كانت لعبتا مسليه وجميله وهي التي صبرتني حتى الصباح
صحوة من نومي وانأ مؤمن بوطني الجديد الذي صنعته بنفسي في ليلة أمس بهرتني سعادة أمي وهي تحضنني بكل أشيائي وقد بدأت تداعبني كي ترسم الفرحة في فمي فتبسمت لها مجاملتا حفاظا على إن أرى تلك البسمة مرة أخرى
كانت أمي طيبة القلب وكانت تحب المسجد لكنها لا علم لديها عن رب المسجد فهي متصوفة بحب الأولياء الصالحين مع العلم هي لا تعرف حتى اسأميهم لكنها تحبهم حتى لو كانوا أصنام قريش
نامت أمي في إحدى أليالي وبقيت مستيقظ حينها فررت من حضنها الدافئ ورحت ازحف إلى نافذة الغرفة ووجهت نظري إلى السماء صديقة أمي فنظرت وها إنا لا أرى إلا ظلام دامس تخترقه بعض النجوم البعيدة عاودت النظر مرات عدى فلم أجد تلك الأسماء التي كنت اسمعها من فم أمي ولم أرى رب المسجد
وفي هذه الإثناء سمعة أصوات تعلو في السماء خارجة من بعض المساجد المستيقظة نظرت إلى ما حوالي فلم أجد غير أمي وحضنها الدافئ
فعدت إدراجي وندهت على أمي كي تستجيب إلى ما تحبه
وكل العادة مارست طقوسها وعادة إلى النوم وما زلت وحيدا من جديد فتذكرت لعبتي المفضلة وجمعت ما يخرج من فمي وما يخرج من خلفي كي اصنع وطن
وها إنا كبرت وشاهدة لعبتي على حقيقتها وطني ممزوج من ما يخرج من فمي وما يخرج من خلفي هكذا أصبحت أرى البشرية وجميع الأشياء







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطر
- استعمار الفكر
- خوف الخوف
- المراه والجلاد
- هلوسة2
- غسل العار لمن
- دمي يسيل
- محمد والعراق


المزيد.....




- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر رزوقي نجم - اصنع وطني بيدي