دمي يسيل

ناصر رزوقي نجم

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 08:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تطايرت افكاري وتبعثرت كأوراق هاجة من حولها ريح تحمل في ذراتها صوت اطلاقات نارية شلة حركة جسدي المرهق من اثر الحر الشديد وانطفاء التيار الكهرباءي المستمر في بلدي . حينها استيقظة مرعوب من نومي المتقلب مابين افكار المعيشة الصعبة وما بين هاجس الخوف الذي طالما راودني وانا في حضن امي التي كانت تفعل بعض الحركات المرعبة كي اخلد الى النوم وما بين القلق والترقب خشية ان يداهم الدار بعض المسلحين لسبب ما .لملمت اشلاءي وحواسي واتجهة نحو النافذة التي تهشم زجاجها من جراء اتفجار قريب من داري قبل بضعة ايام حتى تصدعت الجدران من اثر الحروب والانفجارات والمروحيات التي تكاد ان تنزل على صطح داري المسكين ولااريد ان اطيل الكلام بما يفعل الخنازير الحمر المنقذة في بلدي حتى راح جميع العالم يعرف نواياهم ومع الاسف هناك من يصدق ويؤمن بهم. تطاولت نضراتي من خلال النافذة على ناصية الطريق واذا بي ارى بعض الملثمين وهم حاملين السلاح يمضون بمركبتهم غير مبالين بما تركوا خلفهم من فعل جبان تاركين شابً ممددً على الطريق وهو مكتوف الايدي ومعصب العينين .اتجهة مسرعاً نحو الباب وها انا قريب من الشاب الممدد والهدوء يملء كل عضو في جسده عدا ثقبين يتدفق منهما نهري دجله والفرات الاحمر . تقربت منه اكثر واكثر حتى راحت يدي تلامس جسده . وتحسست اعضاء جسده واذا بي اتحسس كف امه التي كانت تداعبه وتغسله وتحرص على ان يكون باحسن شكل . اين هي الان ياترى كي ترى ابنها وهو بهذا الحال والتراب يغطي ملامح الشباب . هنا كانت اهات ولوعات كبر ابيه المتعب الذي ضحا من اجل ان يرى ولده وهو يرتدي البزه البيضاء والى قربة عروسته الجميلة . وتجرات اناملي اكثر حتى راحت تمسح التراب من على شفتيه وراحت تتساقط معها القبلات وابيات الشعر التي كان يغازل بها حبيبته ومرت مابين انفاسي رائحة عطره وكاني اتسكع مابين ازقتنا الجميله ولمت الاصدقاء وهم يتمازحون ويتغنون باصوات مثل رفرفت اجنحت الفراشات كي تسمع حبيباتهم تلك الاغاني وكأني اجالسهم في تلك المقاهي البغدادية وشرب معهم شاي ابو الهيل . وهنا اصفر وجهي وتجمد الدم في عروقي وانا انظر الدمه وهو يسيل ويمتزج مع سواد الاسفلت وراحت صرخاتي تدق باب السماء حتى راح الموجودين يضعون اصابعهم في اذانهم كي لا يسمعوا صرخاتي انه دمي انه دمي انظرو انه دمائنا لا تشعرون وهو ينزف من رؤسكم يا عرا.......... ؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل