أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - الفتنة العراقية بين مواقف مشرفة ومواقف مخزية















المزيد.....

الفتنة العراقية بين مواقف مشرفة ومواقف مخزية


احمد الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في العراق هذه الايام من اقتتال طائفي ذو الامتداد المتأصل والمتجذر منذ ايام تفجير قبتي الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء والى هذه اللحظة اخذ اشكال متعددة, فبعد ان كان الاقتتال على نحو افراد وعصابات ومليشيات تطور الى مؤسسات واحزاب وبالتالي اخذ شكله الحالي بين دولة وشعب – كما يراه البعض – وبكل اشكاله المتعددة كان هو يصب في مصلحة أجندات خارجية تدفع بالطرفين – سواء كانوا يشعرون او لا – الى هذا الاقتتال والتناطح والتصارع ذو الشكل الطائفي, والهدف منه هو رسم خارطة جديدة للعراق على ضوء القومية والمذهبية من جهة, ومن جهة اخرى اضعاف العراق وتمزيق وحدته لكي يتم الاستحواذ على كل ما موجود فيه من خيرات وحسب مبدأ " فرق تسد" وهذا تم التأسيس له منذ أيام الحاكم المدني في العراق "بول برايمر" الذي شكل مايسمى بمجلس الحكم على اساس مذهبي طائفي قومي ومنه وقع العراق في الهاوية الطائفية التي تفجرت مع تفجير القبتين المطهرتين كما اوردنا.
فبعد ان كانت "ظاهرا" الصراعات الطائفية بيد المليشيات - من الطرفين – تحولت الان بيد حكومات وسلطات دولية واقليمية "علنا" وكأن العراقيين – جيش وشرطة وشعب- اصبحوا جنود بيد تلك الحكومات التي اثارت الفتنة بينهم واخذت تتفرج عليهم !!, فهذا الطرف خاضع لسيطرة الدولة الفلانية وذاك الطرف خاضع لسيطرة الدولة الفلانية وهذا امر واضح لايمكن ان ينكره أحد, لكن هذا الصراع والاقتتال ماذا جنا منه العراقيون سوى القتل والدمار وهتك الاعراض وانتهاك المقدسات وسفك الدماء والتشريد والتطريد وويلات ومآسي ومعاناة حتى تاجوز الامر مرحلة الكارثة الانسانية؟؟!!, فصار الامر يحتاج الى تدخل من كل الخيرين من العراقيين "حصرا " لان غير العراقيين لا يهمهم مايحصل في العراق وهم السبب في مايجري وضع يدك على من تشاء وكل من يتدخل بالامر يريد تحقيق مصلحة شخصية ونفعية لدولته او مؤسسته, لكن العراقي وبحكم تواجده بين افراد بلده ويعيش معاناتهم ويتألم لهم يكون هو صاحب الكلمة الفصل والقرار السليم الذي يحط من وزر البلد.
ولنضرب مثال بسيط بين موقفين صدرا من شخصيات دينية بخصوص مايجري الان في العراق, الموقف الاول والمبادرة الاولى هي لسماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الذي طالب بوقف الاقتتال وانهاء سفك الدماء واستعداده لتحمل مسؤولية الوساطة بين الطرفين خدمة للشعب والوطن, أما الموقف الثاني هو تصريح من يدعون او يسمون أنفسهم بالمرجعية العليا وهو التعبير عن مدى الالم لما يحدث والشعور بالحزن الشديد!!! بالله عليكم أيهما الخيار الامثل والحل الافضل لهذه القضية ؟! هل التدخل بالمباشر افضل أم الشعور بالحزن والالم ؟! هل هذا الشعور بالالم والحزن يجعل الاطراف المتصارعة تتوقف عن الأقتتال لان السيد متألم وحزين؟ ام انها تريد ما يخرجها من هذه الدوامة التي لو بقيت سوف تكون مهلكة للجميع بدون اي استثناء؟ هذا موقف العراقي وهذا موقف الغير عراقي...
والان اضعكم بالصورة وبتفصيل اكثر دقة عن مبادرة السيد الصرخي الحسني, إذ يقول ...
{... نحن على استعداد ان نكون كوسطاء وبمايرضي الله سبحانه وتعالى على مصلحة الشعب بكل طوائفه, وكل توجهاته, وصيانة لأرواح ابنائنا من الشرطة, من الجيش, من الجهاز الامني, من المتطوعين, من التشكيلات الشعبية, سواء كانوا في هذا الجانب أو في ذاك الجانب, ورحمة بأبنائنا ببناتنا بنسائنا بامهاتنا بخالاتنا باخواتنا بمن تسكن او تعيش او تتواجد بالعراء وتحت الضيم والقهر والذل, فندعو الجميع ان يتخذ ويكون عند المسؤولية الشرعية والاخلاقية ويحل هذه المشكلة بأسرع وقت, وأيضا ندعو الجانب الاخر, وأيضا نحن على استعداد ان نواصل الطرفين ونخص بالذكر يعني النصيحة موجه للحكومة فالحكومة أومن بيده القرار يعرف من حاول ركوب موجة التظاهرات التي حصلت في المناطق الغربية, من اراد ان يستغل هذه القضية, من كان يراقب هذه القضية, من كان ينتظر ان تكسر شوكة الجيش او الشرطة ما قبل الانتخابات, قبيل الانتخابات, اثناء الانتخابات, مابعد الانتخابات, لتستغل هذه القضية لجانب ولقضية انتخابية ولكسب اصوات ولخداع ناس, نحن نعلم يوجد من يراقب, يوجد من ينتظر سقوط او انحدار او انهيار في مكان ما للسلطة وللدولة وللأجهزة الامنية, نعلم بوجود هذا لكن المفروض لا نلتفت لهذا وانما قضية الدماء هي الاولى, حقن الدماء هو الاولى, علينا ان نمد يد والكلام يشمل انتهازيي ومستأكلي كل الطوائف, يشمل سياسيي كل الطوائف, ليس فقط طائفا دون طائفة اخرى, ومن هنا نقول على الدولة على السلطة ان تمد اليد لمن له التأثير وله القرار, وحسب ما نعتقد وحسب الاستقراء, نوجه الدعوة من هنا ايضا دعوة الى سماحة الشيخ السعدي, سماحة الشيخ الرفاعي, سماحة الشيخ الضاري, الى الاستاذ علي حاتم, الى الاستاذ رافع الجميلي, ممن نسمع اسمائهم ونستقرء ان لهم الدور والفاعلية في اطفاء هذه الفتنة, انها فتنة, لعن الله من اوقدها, ومن يجذر فيها ويؤسس فيها, ونقول لنتدارك هذا الامر, وعلى الدولة ان تحتضن, وعلى المسؤول ان يحتضن الناس, ان يحتضن الشعب, يحتضن مايسمى بالمعارضين, يحتضن ممن ساهم وشارك وكان طرفا في هذا القتال والاقتتال,وليتحاور معهم بالمباشر وليسمع منهم وليعطي لهم مايستحقون كأبناء شعب ووطن وهم أصحاب مطالب اصلية حقيقية ومشروعة, كأبناء وطن واحد ومن حقهم ان يطالبوا بما يستحقون, حتى نفصل بين الناس وصاحب الحاجة الفعلي وبين الانتهازي وبين التكفيري بين العصابات بين المليشيات بين القوى الضلامية التي تحاول ان تستغل مثل هذه الامور...}.
أليس هذه هي الدعوى الحقيقة والرغبة الحقيقية في حقن الدماء؟ أم الشعور بالحزن والالم يكفي لحقن الدماء؟! وهذه الدعوى حقيقة تبين مدى التمسك والرغبة الحقيقية في إخراج العراق والعراقيين من حمام الدم الطائفي الذي صنعته يد الاعداء, وكل من لم يبلي هذه الدعوة الصادقة الوطنية العراقية الخالصة يعتبر هو من صناع القتل ومن العاملين على اثارة الفتنة وتابع وخاضع لتلك الدول الاقليمية التي تسعى لتمزيق العراق, اما من يلبي ويستجيب لهذه الدعوة ويدعمها فهو بالفعل وطني وعراقي وحر ويدعو لحقن الدماء ويدعو للسلم والسلام, فتلبية هذه الدعوة سوف تكون هي الخط الفاصل بين دعات السلام ودعات القتل والارهاب.

https://www.youtube.com/watch?v=e9JH9TH8Lpc

الكاتب :: احمد الملا



#احمد_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع وطني لانهاء الاقتتال الطائفي في العراق
- نظرة تأملية على فكر الشيخ ابن تيمية
- الحرب الطائفية في العراق ... أسباب ودوافع
- عصابات ومافيات وحركات جعلت اسم المهدي عنوانا لها !!!!
- الشعب ينتظر وعدكم بالعودة... يامراجع خلف الحدود
- اللهم عجل بظهور المرجع ؟؟!! هذا لسان حال الشعب العراقي
- العمامة في البرلمان ... تقويم اعوجاج أم امعان في الفساد
- المشروع البريطاني -الصليبي- لتمزيق الاسلام
- القحطاني وزير الامام أم وزير الشيطان ؟!
- التشبه بالنساء بدعوى التقية ... انحراف فكري عقائدي أخلاقي
- مواقف مرجعيات دينية تزين صفحات في مذكرات أمريكية
- ضرورة الأمانة العلمية في التحليل العقائدي التاريخي
- أرجحية المدرسة الأصولية على المدرسة الإخبارية حقيقة يثبتها ا ...
- الأسوة بالرسول وأهل بيته خط أحمر عند الكثير من المتصدين
- تاريخ الأمة الإسلامية بين الدس والتحريف والتنقيح
- العراق بين مطرقة المفسدين وسندان السلطة الرابعة
- العراق من وادي الرافدين الى وادي السراق والساكتين
- الصرخي الحسني وبيان مفهوم الاجتهاد والأعلمية
- المسير إلى كربلاء ... ليس عادة وإنما عبادة وأمرٌ بالمعروف ون ...
- قيادة العراق بين تغيب الإعلام وصرخة الواقع


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - الفتنة العراقية بين مواقف مشرفة ومواقف مخزية