أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فياض اوسو - اهتراء الشمولية بانتهاء المرحلة














المزيد.....

اهتراء الشمولية بانتهاء المرحلة


فياض اوسو

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان كل ما حصل ويحصل لسوريا ولشعوب المنطقة وامتداد المعاناة بحجم التحالفات وتبادل الصفقات وتدني القيمة المستحقة للفرد السوري في بلدان اللجوء والهجرة سببها طول امد عمر المرحلة، والذي بدوره يعود لأسباب لا يمكن تجاهلها الى جانب الطبيعة البشرية في المجتمع الشرقي وموقعه الجيوسياسي.
وأولى الاسباب هي وحشية النظام في مواجهته لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة و تمسكه بمقاليد الحكم و توظيف كل طاقات الدولة السورية من البنية التحتية في سبيل بقاء الهيكل المنسجم مع مشاريع روادها احدى محاور التحالفات التي اتضحت معالمها لدى العامة، واتسعت دائرتها ابتداءً من دول تدعي العَظمى ووصولا الى تنظيمات تعمل على الارض في سوريا وتؤيدها افراد وجماعات، وبالمقابل الصدق بالمطالبة والايمان بتحقيقها اللذان يتحلان بهما غالبية الشعب السوري في مواجهة الواقع المرير الذي كان يتحمله طوال هذه السنوات العصيبة التي مضت، والرغبة الملحة لوضع حد للمعاناة التي فاقت كل الامكانات المعتادة للطاقة البشرية المكنونة في عمق أي إنسان، لتلد دافعا قويا في المقاومة المباشرة لمؤثرات الايجابية للظلم الممارس والاستهتار في قتل الابرياء وعدم الاعتبار لأي رادع اخلاقي او قانوني يذكر، ومما لا يمكن التغاضي عنه السبب الآخر المؤسس للحالة السورية ووضع الاقليمي المرافق، هو الارادة الدولية التي تدير المحاور وتمركز نقاط التقاء في جغرافية سوريا، في جعلها مساحة واسعة للحرب والفوضى، كتهيئة لتصدير ادواتها من السلاح والتطرف، لصوغ وترويج لتفاهمات جديدة تستدعي اعادة رسم خطوط عريضة، والتي بدورها تغرس الفرقة بين مكونات المجتمع الشرق الاوسطي بكل فئاته، التي عملت عليها اغلب الانظمة والحكومات المنطقة لبث روح العداوة وتمزيق الانسجة المتداخلة المستوفاة من زبدة تمازج الثقافات لأغلب حضارات العالم قِدماً، تلك المارة والمستقرة في هذه المنطقة قديما وحديثا منذ تكوين البشرية على وجه الارض وحتى يومنا هذا.
إلا أن ارادة الفرد بغض النظر عن انتمائه القومي او الطائفي ستنتصر في النهاية على احتمالات المخططين لمشاريع كبيرة في جعل دماء الابرياء وقودا وطاقة لإنجاحها عن طريق تخندقهم في محاور مواجهة لبعضها البعض باستغلال العاطفة الجياشة لحب الانتماء والقدرة على الدفاع عنها مكملة مسلسل السياسية الاستبدادية لعقليات الانظمة الدكتاتورية بوجه جديد وبشكل اعمق وتنشيطها بتسريبات هنا وهناك عن دراسات تؤكد التفكير في تقسيمات على اسس عقائدية واثنية على امل تقديمها لشعوب المنطقة كحل بديل للحالات الصراع والتنازع الدائر فيما بينها.
ومن هنا لا بد من القول بان التنوع في الانتماءات المؤدية الى وجهات النظر متباينة والنزاعات القائمة على اساسها لا تندمل عبر وصفة اسعافية لعلاجها، تلك المقدمة من اطراف تدير المحاور والاقطاب لتمرير مصالح مشتركة ترضي بها الاطراف ذات الصلة وفق استراتيجيتها هي، علماً أن المشروع مهما كان قريبا من الوقائع الملموسة على الارض، فلن يستمر وينضج ما لم تتوفر له مقومات نجاحها، واحدى اهم تلك المقومات هي ارادة ابناء المنطقة المعنيين بالموضوع بشكل مباشر، لأنها تلامس مصالحهم وتبنى على ظهر اطفالهم ناهيك عن جوانب اخرى تخص تاريخهم وبناء حضاراتهم من جديد.
ومع الاسف كل طرف يبحث عن موطن قدم لمصالحها في المنطقة، باعتبارها اصبحت ساحات مفتوحة ومباح فيها كل انواع القتال، وبمختلف الجنسيات ولغايات عدة، سواء كانت اقليمية او دولية دون أي اعتبار لضحايا الابرياء والدم الذي اراق ويريق الى يومنا هذا والكرامة الانسانية التي تداس بأقدام الجهلاء لمعنى الحياة والحرية ومبادئ حقوق الانسان.
فمن يريد أن يتبرع بتقديم الحلول لشرقنا، عليه أن يمتلك القدرة والنيّة على تهيئة الظروف، لخلق بيئة صحية للتعبير عن الرأي الفرد أولاً، علماً أن الحقيقة غائبة دائماً عن الوقائع بوجود التضاد فيما بين المنابر والخنادق، فالحقيقة الوحيدة التي يمكن ان يستند إليه بالنسبة للدول والحكومات الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعموم المنطقة، هي لغة المصالح التي يتقنها الجميع ولا مساومة عليها مهما سقطت انسانيتهم.
الغد آت لا ريب فيه ، والمرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة مؤقتة مهما طالتْ وسيعاد ترتيب الأمور إلى نصابها بوجود الإرادة القوية التي لا تسقط بانعدام الضمير العالمي، فالذي يحصل في سوريا الآن أكبر من أن يوصف بالكلمات وتعجز كل لغات العالم عن صياغتها بالتعابير.



#فياض_اوسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن في مجسم تسكنه ألاعيب الاقليمية والطائفية
- كابوس يسقط الوطن
- التلاؤم مع شروط البيئة
- حيز التسيب الخلقي في السياسة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فياض اوسو - اهتراء الشمولية بانتهاء المرحلة