المغرب: التقويم التربوي : إصعد للشجرة إنزل من قال لك ذلك ؟

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 06:55
المحور: المجتمع المدني
    

في سبتمبر من سنة 2011 سيئة الذكر ..و أصوات الحرب والإضطراب في ليبيا و مصر و اليمن و سوريا و غيرها ، كان الدخول المدرسي في المغرب غير عادي .. سمعنا الكثير من التدابير تخص المؤسسات التعليمية من بعض مديري هذه المؤسسات .البعض منهم قال بأن المديرين تلقوا تعليمات توصي الأساتذة بعدم إثارة التلاميذ ..هكذا قيل لنا شفويا دون أن نتوصل بأي مذكرا ت مكتوبة في الموضوع .و معلوم أنه حين تبدأ السنة هكذا فالمتوقع هو إنجاح التلاميذ في نهاية السنة ..وهذا ما حدث بالفعل ..
يُستنتج من هذا أن "التعليمات" المقصودة مبررة سياسيا لتفادي الفوضى وهذا شيء مفهوم .لا أحد يستطيع أن يعيش في بلد كسوريا اليوم .
لكن جانب الموضوعية للتقويم العلمي لمكتسبات التلاميذ خلال السنة الدراسية المقصودة أي 2011/2012 يبدو أنه قد أصبح في مرتبة ثانوية بالنسبة للهاجس من حالة لا تراد للبلد ..وهذا أيضا مفهوم .
إذن على القائمين على السياسة التعليمية في بلدنا أن لا يتحدثون إلينا اليوم و كأن شيئا لم يحدث أو كأن هيأة التدريس هي المسؤولة عن فشل أي خطوات تتخذها وزارة التربية لإنجاح المدرسة .بالعكس أي مبادرة ترمي للرفع من مستوى تلاميذ المغرب و وعيهم العام و مسؤوليتهم و جنوحهم نحو السلام لخلق مواطنين متعلمين و مسالمين فهي مرحب بها دائما و أبدا.و هذا هو المأمول ... من يستطيع أن يرفض الخير والفضائل أو يمنعها...
من هذه الفضائل في التأهيلي:
1- الواجب تدريس العلوم الحديثة بالفرنسية حتى تمكن التلاميذ من الدراسة في الجامعة بنفس اللغة التي درسوا بها في التأهيلي و لايكون أي عائق لغوي أمامهم .هذا هو المنطق طالما لم يتم تعريب المواد العلمية الحديثة بالجامعة .
2- إعادة الثقة لهيأة التدريس و ذلك بحذف الجهوي في السنة الأولى باك و إعتماد المراقبة المستمرة و مجالس الأقسام في الإجتياز للمستوى الموالي كما هو الشأن في الجذوع ،و عدم إلزام الأساتذة بإعادة أوراق الفروض للإدارة حتى يتم توزيعها على التلاميذ للرجوع إليها كمراجع لهم بعد الإطلاع عليها أثناء تصحيح الفروض و تصحيح أخطائهم .وجعل السنتين اللتان قبل الباكلوريا سنتي تهيئ لها في الشعب المختلفة وتدريس التوالد البشري في الجذع المشترك آداب و حذف علوم الحياة والأرض من مواد الأولى باك آداب طالما هم تخصص آداب ولا يسألون فيها في أي إمتحان .
3- توحيد الباكالوريا على الصعيد الوطني و إعتماد نقطها فقط لنيل هذه الشهادة .
4- توحيد المناهج ومراجعتها و توحيد الكتب المدرسية على الصعيد الوطني و تخفيف عمل الأكاديميات ليشمل فقط تنظيم إمتحانات الباكلوريا على الصعيد الجهوي وتحويلها إلى مراكز للبحث التربوي و التكوين المستمر .
5- بما أن درجات الحرارة تكون مرتفعة في سبتمبر فالأنسب أن تبدأ السنة الدراسية بالنسبة للتلاميذ كما كانت في فاتح أكتوبر.أما بالنسبة لهيأة التدريس و إدارة المؤسسات فيمكن إلتحاقهم قبل ذلك ..
6- في برنامج مسار يستحسن أن لا تعطى نقط المراقبة المستمرة و المعدلات إلا في نهاية كل دورة إذ هذه الأثناء هي التي يكون الجميع في حاجة لبرنامج يحسب المعدلات بدقة و يخفف المهمة على هيأة التدريس والإدارة.أما نقط التلاميذ إثر كل فرض فيمكن أن تكون لدى الآباء و التلاميذ معا من خلال إدارة المؤسسات .
7- لا يلزم المدرسون بإتمام المقررات خلال السنة و إنما بجودة التعليم و تهييئ التلاميذ للباكالوريا أحسن تهييئ و تكوين مؤهلاتهم و كفاءاتهم المعرفية والعلمية حتى لا تكون المقررات هي المستهدفة و إنما التلاميذ و هذا لا يعني ان اتمام المقررات لا يعد واجبا .و إذا كان معلوما أن إستعداد التلاميذ و مستويات ذكائهم من الطبيعي جدا أن تكون مختلفة لأساب عدة ، فالوقت يجب أن يعطى لكل تلميذ تلميذ لملاحظة إخفاقاته ونجاحاته لتقويم ما يجب تقويمه و ليس للمقرر.
إذا تم الأخذ بهذه الإقتراحات البسيطة في التأهيلي ، فأعتقد أن التقويم سيكون تحصيل حاصل لسنوات نجاح قادمة لا محالة و إسترداد لعهد ذهبي مضى . تحياتي للجميع ..

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل