أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - قراءة في فصة وطن العصافير لوهيب نديم وهبة















المزيد.....

قراءة في فصة وطن العصافير لوهيب نديم وهبة


سهيل ابراهيم عيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


قراءة في قصة
" وطن العصافير"
لوهيب نديم وهبة
بقلم: سهيل إبراهيم عيساوي

*****************
الكاتب المبدع وهيب نديم وهبة، يتحفنا بالألوان الجميلة من الأدب المزركشة بالإبداع الحقيقي، من شعر ومسرحيات ونثر وأدب الأطفال والفتية، وفلسفة، وهو من الأدباء الجادين الذين افلحوا في طرق الأبواب العالمية مبكرًا، فترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية منها الفرنسية والانجليزية والعبرية وغيرها، فازت أعماله بعدة جوائز تقديرية في العالم العربي.

قصة وطن العصافير: القصة صدرت عن "دار الهدى للطباعة والنشر كريم"، بطبعة عبرية وعربية في كتاب واحد، طباعة أنيقة، غلاف سميك، رسومات الفنانة "صبحية حسن"، تدقيق لغوي "الدكتور صفا فرحات"، الترجمة العبرية "برويا هورفيتش"، يقع الكتاب في 86 صفحة من الحجم المتوسط، تاريخ الإصدار 2014 الطبعة الأولى.

قصة وطن العصافير: تتحدث القصة عن غابة تستيقظ على أهازيج العصافير، وفي وسط الغابة بحيرة، وشمس ترفع راية السلام، ونهر يشق طريقه وسط الغابة، يقطن على ضفافه الحطاب العجوز الذي يحب الغابة وطن العصافير، يعمل على إعداد أكوام الحطب ليحولها الى الفحم السحري الذي يطرد البرد القارس ليمنع وقوع الناس في القرى المجاورة والمدينة فريسة للبرد والصقيع، لكن في أحد الأيام استيقظ العجوز وقد صمتت الطيور عن الغناء، وتم قلع العديد من الأشجار، العديد من الحيوانات الغريبة دخلت الغابة ودبت الرعب في وطن العصافير، الفيلة تهز الأشجار وتسقط أعشاش العصافير، تدوسها الفيلة وتمضى في التخريب. عم القتل والخراب الغابة، تطفو على النهر العصافير الميتة، امتطى حصانه واخذ ما استطاع من أكياس الفحم الى المدينة لكن الخبر وصل قبله الى سكان المدينة الذين ظنوا أنه من بين القتلى، عندما جاء حاكم المدينة، خرجت أفعى سامة من أكياس الفحم، ولدغت الحاكم الذي فارق الحياة، عندها ألقى الحراس القبض على الحطاب بتهمة التآمر وقتل الحاكم، كذلك خرجت آلاف الأفاعي من عربة الفحم وقتلت وأخافت الناس الآمنين، بصعوبة كبيرة أثبت واقنع المحقق انه هو الحطاب وعرض خطة للسلام بين العصافير والفيلة والتماسيح، وهي اقتسام الغابة بين العصافير وسائر الحيوانات، وترويض الفيلة لخدمة الإنسان، وقام سكان المدينة يقودهم الحطاب بتعمير الغابة وتقويم ما تكسر من أشجار، وردم الحفر، ومد أنابيب المياه وعادت أصوات العصافير تزقزق من جديد وأصبحت الغابة مرتعًا للحيوانات وللعصافير، وتم فك الحبال التي كانت الفاصل بذلك ازيلت الحدود وعادت مياه البحيرة نقية.

أسلوب الكاتب: استخدم الكاتب الرمزية على لسان سكان وطن العصافير، من طيور وحيوانات، فيلة وتماسيح وأفاعي وحصان، وعواصف ورياح، مثل أسلوب كليلة ودمنة التي ترجمها إلينا ابن المقفع، بهذا الأسلوب ينجح الكاتب في أصال رسالته بسلاسة يشبوها بعض الغموض، كذلك النص لا يستسلم للقارئ من أول نظرة. استخدم الكاتب لغة راقية أكثر بها من الاستعارة والتشبيه، بلغة شاعرية جميلة زادت من روعة النص.

رسالة الكاتب:
1- الدعوة المفتوحة للسلام: تجسد القصة دعوة صريحة للسلام بين الشعوب، وفي كل منطقة في العالم تمزقها الصراعات العرقية أو الدينية والمذهبية أو القومية أو الحزبية أو حتى العائلية والقبلية، من خلال إيجاد حل شبه عادل دون التنكر للواقع الجديد.

2- دعوة لتقبل الآخر: يدعو أن تتقبل العصافير وجود الحيوانات في وطن العصافير بالمقابل تحترم الحيوانات العصافير ولا تنكر وجودها.


3- عدم الاستسلام وابتكار الحلول: الحطاب الذي كان يقبع في غياهب السجون وفي أقبية التحقيق، لم يستسلم وحاور وأقنع السجان بعدالة قضيته، ونجح في إقناع أهل المدينة بوجوب تعمير الغابة وتقديم يد العون للعصافير.

4- قبول الواقع: الكاتب يشير إلى وجوب الإقرار بالتغييرات على أرض الواقع وعدم نسفها للوصول إلى حل، فالحل لديه لم يكن طرد الفيلة وسائر الحيوانات بل وضع حدود اصطناعية واقتسام الغابة، وبعد استتباب الأمن تزال الحدود يعيش الجميع بانسجام واحترام ومحبة.


5- ضرورة وجود شخص قيادي: بعد مقتل الحاكم بلسعة أفعى، اخذ المحقق على عاتقته مهام صعبة وجريئة للخروج من الفوضى العارمة التي اجتاحت المدينة والمنطقة.

6- التعاون سر النجاح: عادت العصافير تزقزق والشمس تحتضن السلام بفضل التعاون والتسامح.


7- أهمية حب الوطن: حب المكان والانتماء له وتقديم التضحية وهذا ما جسده الحطاب المخلص.

8- ضرورة وجود رؤية لقائد: رؤية يلهم بها الجماهير.


9- عدم تصديق الاشاعات والاكاذيب وخاصة في زمن الفوضى والحرب.

10 – ضرورة سماع صوت الآخر: ضرورة تقبل الآخر وسماع صوته وإسماع صوتك وهذا الأمر ظهر جليًا، من خلال صدور القصة بلغتين في كتاب واحد، ليصل إلى الشبيبة العربية واليهودية في آن واحد.

جمالية في النص: الكاتب المبدع "وهيب نديم وهبة" كاتب، يملك ناصية الحرف ويطوع الكلمات لتعزف للقارئ أجمل الإلحان السرمدية. أمثلة على كلمات ومصطلحات جميلة: ص 37 " كانت الغابة تستيقظ "، تغني للحياة أغنيات الكفاح والعمل"، هذا النهر.. يجري كالحصان الأبيض الجامح"، " والشمس تسقط في حضن البحيرة رافعة راية السلام والسكينة في وطن الغابة "ص 38" وغصة في القلب"، يهزمك الزمن"،ص 39 " البرد يزحف على أطراف الغابة"،"والجدران ترجف من البرد "ص 44" كان الحصان يطوي الأرض كما يطوي الموج صفحات الماء"،ص 45" طارت عيناه بلمح البرق إلى ضجيج العربة"ص 49" الأشجار محنية تقبل الأرض"،"اغتالوا الصباح وفرح النهار"، ص 50" العصافير أخذت السماح لها الملجأ"،ص 55" حصان تجري بعيدًا عن الحقيقة " ص 57 " كيف أصبح وطن العصافير سرابًا " ص 59" انتشرت قصة الرجل الغريب كالحريق" ص 63 " اعرفها مثل كف يدي " ص 69 " اعتلت الدهشة وجوه الحاضرين"،ص 70 " الابتسامة تعلو الوجوه "ص 73 " والأفكار تدور كالساعة في رأسه"،ص 74 " قفز النوم إلى عينيه"، ص 77 "الغابة تنهض من جديد". كل هذه التعابير الجميلة تشير إلى كاتب ماهر يصاحب اللغة العربية ويصافحها بحرارة، ليوسع رقعة الثروة اللغوية لدى القارئ.

ملاحظات على هامش النص:
- النص العربي قبل النص العبري: كنت أفضل أن يكون النص العربي في بداية الكتاب ثم يليه النص العبري، لان النص مترجم من العربية إلى العبرية.
- بعض الكلمات لم تطبع كما يجب: هنالك أربع كلمات في القصة في النص العربي لأسباب فنية لم تظهر كاملة، رغم أن القارئ يستطع معرفتها، وهي ص41 "الأبيض" ، ص63 "المدينة"،69 " في المدينة".

اسئلة مقترحة:
- إلى ماذا ترمز غابة وطن العصافير؟
- إلى ماذا ترمز الأفاعي في القصة؟
- إلى ماذا ترمز الفيلة والتماسيح التي اجتاحت الغابة؟
- كيف قتل حاكم المدينة؟ وهل يتحمل الحطاب وزر ذلك؟
- كيف أقنع الحطاب سكان المدينة بضرورة بناء الغابة ووطن العصافير؟
- ما رأيك بأسلوب المحقق؟
- كيف نجح الحطاب بترويض الحيوانات لتصبح صديقة الإنسان ومسالمة؟
- كيف تظهر الدعوة للسلام في أرجاء المعمورة من خلال القصة؟
- هل تؤيد ترجمة النصوص العربية الجميلة إلى لغات أخرى ولماذا؟
- هل خدمت الرسومات النص؟ ما رأيك؟
- اقترح نهاية أخرى للقصة.
- اكتب رسالة إلى المؤلف توضح رأيك حول القصة.
- أشر إلى احد المواقف التي وردت في القصة ولا تتفق بها مع الكاتب.
- كيف ظهر مبدأ نقبل الآخر في القصة؟
- هل تنطبق القصة على واقعنا؟

خلاصة: نجح الكاتب وهيب نديم وهبة، في تقديم قصة ناجحة قادرة على التفاعل مع الأحداث والقارئ والواقع، بأسلوب جميل يطرح قضية عالمية تهدد الأمن والسلم العالمي.



#سهيل_ابراهيم_عيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة - جزيرة ياشكا - للكاتب يوسي ابو العافية
- قراءة في قصة الرمان المر ، تأليف ميسون اسدي
- قراءة في قصة -أمي وأبي منفصلان- ،تأليف حنان جبيلي عابد
- دِراسَة ٌ لِقصَّة - يارا ترسمُ حُلمًا - للشاعر والكاتب الأست ...
- ما أرخص الدم العربي
- قراءة في قصة - ملابس احمد ..تصرخ - تأليف ليلة حجة ،بقلم سهيل ...
- رحيل الشاعر مصطفى مراد وايام من الذاكرة
- مصر تدخل في نفق مظلم
- كفرمندا تحتفل بمشروع القارئ الصغير والكتابة الابداعية
- ادب الاطفال رسالة وامانة
- قراءة في قصة كيف اصبحت ممثلة ؟ ، تأليف الاديبة ميسون اسدي، ب ...
- قراءة في قصة الحلم تاليف مجموعة طلاب
- قراءة في قصة زفاف حليب وشوكلاطة ، تأليف سهيل كيوان
- قراءة في قصة من هو صديق راني السري ؟ تاليف جودت عيد
- ندوة في مدرسة ابن سينا في كفرمندا بمناسبة اصدار كتابي - اورا ...
- لقاء مع الشاعر والأديب سهيل عيساوي من كفرمندا اجراه حاتم جوع ...
- براءة المسلمين وادانة امريكا
- صدر كتاب : كواكب مضيئة في سماء كفرمندا
- الضمير العالمي في اجازة مفتوحة
- حكم هزيل على مبارك اغتيال للثورة وصفعة للثوار


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - قراءة في فصة وطن العصافير لوهيب نديم وهبة