أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله حبه - روناك شوقي..اصداء المسرح الصامد














المزيد.....

روناك شوقي..اصداء المسرح الصامد


عبدالله حبه

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 13:42
المحور: الادب والفن
    



تعود المخرجة والممثلة المسرحية روناك شوقي لمقابلة الجمهور في عمل مسرحي جديدعلى قاعة ستانيسلافسكي في مسرح "كويستورس ثياتر" في لندن في عرض مسرحية " همس الياسمين " . وقد كرس هذا العمل لتكريم والدها الفنان المبدع خليل شوقي احد رموز المسرح العراقي البارزة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بمناسبة يوبيله التسعين. ولا اريد التحدث هنا عن انجازات هذا الفنان الكبير في الاذاعة والتلفزيون والمسرح في العراق والتي اوردتها عريفة الحفل قبيل بدء العرض فهي معروفة.


لقد قامت روناك بإعداد النص المسرحي كعادتها في العديد من اعمالها السابقة، فهي تحب الغوص في غمرة التأليف الى جانب الاخراج والتمثيل. واقتبس نص عرض "همس الياسمين " من قصة " الشقيقتان " للكاتبة الكولومبية ماريا ديل سوكوروغونثالث. إن الشئ الرئيسي الذي جذب انتباهي هواختيار موضوع لا صلة له بالعراق وفي مناسبة تكريم شخص خليل شوقي الذي ابدع بالذات في اداء ادوار الشخصيات العراقية وفي المواضيع العراقية. لقد كان من الافضل حسب رأيي الانطلاق من هذا لدى اختيار النص المسرحي ، لاسيما ان الجمهور يتكون من العراقيين ولو انهم في المهجر. ولكن موضوع العرض الحالي لا يقترب حتى من مشاكل المجتمع العراقي. وحبذا لو قدمت لنا روناك شوقي بهذه المناسبة احد اعمال الكتاب المسرحيين العراقيين. وقد برز لدينا العديد منهم منذ فترة الخمسينيات وحتى الوقت الحاضر. كما كان من الممكن اقتباس النص، ما دام الأمر يتعلق بالاقتباس ، من قصة او رواية لآحد كتابنا الكبار مثل ذوالنون ايوب وعبدالملك نوري اوغائب طعمة فرمان او مهدي الصقر او فؤاد التكرلي. وقد اخرجت فرقة " استديو الممثل" سابقاً ومنذ تأسيسها عرضا مقتبساً من حكايات ألف ليلة وليلة. ويبدو أن الفنانة روناك شوقي مولعة بتقديم مسرحيات من طراز"المسرح النفساني"، حيث يتم التركيزعلى المعاناة النفسية للشخوص في ظروف معينة بدلا من التركيزعلى طرح قضية اجتماعية اوتأريخية ليست ذات طابع فردي. إن المسرح العالمي يتوجه حاليا نحو التعميم والتجريد عموما، حيث تقدم حتى المسرحيات الكلاسيكية بأساليب غير تقليدية. ففي مسرح "تاغانكا" في ،موسكو خرج فلاديمير فيسوتسكي على الجمهور في دور"هاملت" لشكسبير وهو يعزف على الجيتار. وقدم مسرح بوشكين في موسكو مسرحية "جعجعة بلا طحن" لشكسبير ايضا وبأزياء عصرية. بينما قدم مسرح"جلوب" البريطاني"عطيل"بهيئة ضابط من مشاة البحرية البريطانية، وبدت ديزدمونة لابسة الصديرية الواقية من الرصاص. ربما ان الهدف من كل ذلك هو تقريب العرض الى اسلوب تفكير المشاهد المعاصر حتى اذا لم يكن الموضوع محليا.
واعتقد ان مشكلة المسرح العراقي في المهجر لا تزال مرتبطة بالموضوع العراقي. لكن فرقة" استديو الممثل" قدمت سابقا "حفلة التيس"، ومن ثم قدمت "عندما تهوى الملائكة" واليوم تقدم "همس الياسمين"وجميعها بعيدة عن الاجواء العراقية.
لقد عرفت روناك منذ ان درست في معهد" غيتيس " في موسكو في ورشة الاستاذ ميرسكي في الثمانينيات من القرن الماضي بعد تخرجها من معهد الفنون الجميلة في بغداد في عام 1977. وقد شاركت روناك كممثلة في مسرح ماياكوفسكي في موسكو في تمثيل احد الادوار في عرض مسرحية بوشكين "يفجيني اونيجين". وجذبت روناك انتباهي في المعهد منذ ذلك الحين في كونها موهبة متوقدة ولاتعرف الكلل في البروفات المضنية. وقد اثنى عليها اساتذتها في المعهد لكونها جادة في التعامل مع دراستها. وخشيت كثيرا ان نفقد هذه الموهبة بعد خروجها من العراق مع غيرها من المسرحيين الى المنفى في سورية اولا ومن ثم في لندن ثانيا . علما ان الكثيرين من المسرحيين الآخرين فقدوا في شتى القارات اوعملوا في احدى البلدان العربية في سياق الهجرة القسرية بسبب الاوضاع المأساوية في العراق في العهد السابق. اما روناك فلم تستسلم لظروف الغربة الصعبة، وواصلت العمل حيث عملت في سورية في فرقة بابل المسرحية وشاركت في اعداد واخراج وتمثيل عروض"المملكة السوداء "لمحمد خضير و"وحشة" لتشيخوف و"المومس العمياء" لبدر شاكر السياب. وحاولت في عام 2010 تذكير الوطن بوجودها حين سافرت مع فرقتها من لندن الى بغداد وقدمت عرض "حفلة التيس" في المسرح الوطني. لكنها قالت حول هذه التجربة المريرة:" انك اذا رجعت كمواطن فهي مسألة سهلة، ولكن اذا رجعت كفنان ومنسي فتلك مسألة في غاية الصعوبة". ان صمود روناك في موصلة العمل في ظروف الغربة الصعبة مسألة تستحق الاعجاب فعلا. ومهما كانت الملاحظات – وانا أعرف انها لا تضيق بالنقد لرحابة صدرها - على هذا العرض اوذاك من العروض التي تقدمها فإن هذا لا يقلل من قيمتها الفنية والثقافية.
ان جميع ابطال مسرحية " همس الياسمين"هم من النساء . وقد نجحت روناك في اختيارالممثلات اللواتي يحمل بعضهن وكذلك بعض الفنيين لقب "شوقي". وتبدو جليا للعيان خبرة مي شوقي في دور العمة وعشتار المفرجي ورويدة شوقي وحتى ربيع العبايجي ( التي تمثل لأول مرة في عمل مسرحي كبير) والتي اكتسبت بلا ريب المهارة في البروفات الكثيرة . ومن المعروف أن روناك تهتم بكل صغيرة وكبيرة في اداء ممثليها.
لكن حبذا لو كان الديكور اكثر بساطة، فهو لم يكن عنصرا مساعدا لاداء الممثلات بل العكس شتت الانتباه لدى الجمهور.كما ان الموسيقى لم تكن تتفق مع اجواء العرض المسرحي. وكان من الافضل ان يقوم بهذه المهمة احد المحترفين.
وعموما يمكن القول ان عرض"همس الياسمين" كان ناجحاً، ولقي الترحيب لدى الجمهور. فهو يشكل احد اصداء المسرح العراقي الصامد في الغربة. ونتمنى ان تواصل فرقة " استديو الممثل" عملها النبيل والمبدع والانتقال به لاحقا الى ارض الوطن حيث خمدت شعلة المسرح الجاد بالرغم من محاولات المسرحيين الشباب لايقادها من جديد.
17/5/2014



#عبدالله_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى ال450 لمولد شكسبير
- الرواية العراقية
- تأملات شتوية عابرة في المسألة التشيخوفية
- رحلة ذكريات
- اوكرانيا .. مأساة شعب او شعبين !
- واقعية الكم
- السينما بين الفن والبزنيس
- السينما بين الفن والبزنس
- في ذكرى رحيل غائب طعمة فرمان
- جماليات التخطيط في فن محمود صبري التخطيط
- صديقي ارداشيس كاكافيان .. رحلة العذاب من ضفاف السين الى مياه ...
- بلاتونوف - كافكا الروسي *-.. ومحنة الانتلجنسيا الثورية الروس ...
- الموسيقار العراقي فريد الله ويردي
- اصداء الحنين لى نينوى
- وقفة في تيت غاليري....مع الفنان ضياء العزاوي
- ملحمة -الأم الشجاعة- ..صرخة داوية ضد الحرب ..أين نحن منها !
- مأسان الرفيق قسطنطين...دون ميخوت الثورة البروليتارية
- الاصلاحي بيوتر ستوليبين ... والمشنقة الحديدية
- المنابت الفلسفية لفن محمود صبري
- المخرج السينمائي الروسي الكسندر سوكوروف


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله حبه - روناك شوقي..اصداء المسرح الصامد