أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليل ابراهيم - الخواجة عبد القادر تحفة الدراما المصرية لهذا العام














المزيد.....

الخواجة عبد القادر تحفة الدراما المصرية لهذا العام


عالية خليل ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


موسم 2012 للدراما المصرية الرمضانية يعد بحق كرنفالا فنيا مبهرا وبهيجا للعقول والقلوب،الدراما المصرية صاحبة الخبرة والتجربة والتاريخ بأستنادها الى موروثها الممتد تاريخيا وابداعيا وبأستثمارها لايجابيات التغيير السياسي وغياب رقابة الدولة عن الاعمال،وطاقة الحراك الجماهيري اثناء وبعد نجاح الثورة المصرية تقدم اعمالا تستحق المشاهدة والاشادة في ذات الوقت.
من تلك الاعمال المهمة مسلسل الخواجة عبد القادر،اهمية المسلسل الرئيسية تكمن في موضوعته الجديدة والمهمة،ومن ثم جاءت العناصر الفنية الاخرى لتكمل وتعزز ثرائه الفكري ورسالته الانسانية القيمة،فبينما تضج الدراما الرمضانية في كل عام بصور الدم والصراعات العنيفة والحروب وتستمد من عوالم الخراب الاجتماعي وتجار المخدرات والمهربين والقتلة والمزورين موضوعاتها وشخصياتها،وهذا ما يتناقض مع حرمة الشهر الفضيل والذي يحتاج فيه الانسان للصفاء الروحي والتأمل الصوفي في الحياة والموت وتهفو فيه النفس للعطاء والتوبة والهداية،من الصفاء الروحي والتأمل الصوفي استمد الخواجة عبد القادر موضوعه المميز الذي شكل مفارقة ذكية لما يطرح من موضوعات اغلبها ان لم يكن كلها مستهلكا في التناول.
ترى ماذا تبقى من فكرة الله رمزا للرحمة والمحبة والامان والسلام بعد كل هذا الكم المتقاتل والمتناحر من الاديان والطوائف والملل والنحلل؟ هل ضاع الايمان الحق وسط هذا الزحام من التجاذبات الدينية والمذهبية المتضاربة،الكاتب {عبد الرحيم محمد} مؤلف المسلسل طرح رؤيته الخاصة في هذا الموضوع او الازمة التي تعصف بالعالم وبشعوب الشرق على وجه التحديد. الايمان عند الكاتب خفقة نور يوقدها الله في قلب من يشاء من عبادة،والقلب يظل الهادي والدليل على هذا الفيض ،الفيض الالهي الذي موطنه الشرق المفعم بالدهشة والالغاز والاسرار،الخواجة عبد القادر والذي كان اسمه هربرت مواطن بريطاني يهودي الديانة يعيش جميع ايجابيات المواطنة البريطانية في العمل والسياسة والاقتصاد لكنه مع كل ذلك يشعر بخواء روحي وملل قاتل من كل ما يدور حوله في الحياة فينغمس في متعة شرب الخمر ويظل غارقا في نشوتها لايصحو ليل نهار،يلجأ للشرق للخلاص من ازمته تاركا الغرب من حيث لا عودة،وفي الشرق يكتشف ذاته الاخرى ويعلن اسلامه على يد شيخ صوفي سوداني يدعى عبد القادر ويأخذ اسمه ،يشرق قلبه بنور المحبة والايمان ويشعر انه قد اهتدى للطريق الذي كان يبحث عنه في زوايا روحه.
في صعيد مصر يكتشف الخواجة عبد القادر شرقا اخر،شرقا موصوفا بالقسوة والظلم ،الشرق المظلم يمثله عبد الضاهر الاقطاعي الانتهازي المتحالف دائما مع الحكومات المستبدة ليحمي مصالحه واملاكه التي شيدها على انقاض عرق الفقراء،يدخل الخواجة في صراعات متكررة مع عبد الضاهر،وكان اخر تلك الصراعات ،عشقه الطاهر لزينب شقيقة عبد الضاهر وحين يخطبها تكون نهاية الخواجة بالحرق ،والانبعاث مرة اخرى وليبنى له مقام في تلك المنطقة من الصعيد.
المسلسل رحلة بحث عن النقاء والطهرانية الروحية بعيدا عن التخبط في ظلمات التعصب والظلم والكراهية ورحلة بحث عن الانسان في الانسان.
ولا تقل الناحية التقنية للعمل عن الناحية الموضوعية بل ان الفصل بين الناحيتين يعد فصلا تعسفيا لان الدراما لاتسير الا بقدمين هما السيناريو والاخراج لكن يمارس الفصل بدوافع شرح التفوق وابرازه ساطعا للعيان.
لطالما عد يحيى الفخراني من اصدق واشف الفنانين الذين انجبتهم الدراما والسينما المصرية،فالدكتور الفخراني هجر الطب ليبحث عن ذاته في فن التمثيل وقد وجدها بالفعل،فنان موهوب حد الافتتان بأدواره وصادق حد اختفاء ذاته وبقاء الشخصية التي يجسدها.في الخواجة عبد القادر كان يحيى الفخراني يعد للجمهور مفأجاة اخرى بالاضافة الى اداءه المميز،هذه المفاجأة هي ابنه{شادي الفخراني}مخرج المسلسل
شادي الابن يوقع تجربته الاخراجية الاولى مع والده بقلم مخرج متمرس بدأ من حيث انتهت جميع تجارب المخرجين الذين سبقوه،وكان التصوير اهم تحديات العمل،فكان مبهرا بمدياته وافاقه وقد استثمر بشكل فاعل الاماكن المفتوحة لتتناسب مع الاجواء الروحية والصوفية للقصة،فالتصوير تم في مواقع مختارة ولم يصور في مدينة الانتاج الاعلامي مثل الاعمال المصرية الاخرى.ادارة التصوير كانت اجنبية للحصول على افضل النتائج ، الاهتمام بأدق التفاصيل سمة هي الاخرى ميزت العمل الذي تدور احداثه في احدى قرى الصعيد بين زمنين،الاربعينيات اثناء الحكم الملكي والتسعينييات اثناء الحكم الجمهوري ويتم الانتقال بالتفاصيل والاحداث من تلك الحقبة الى الفترة القريبة من المعاصرة حيث الهدم لحواجز الزمن الذي تغير في بعض التفاصيل ولم يتغير في جذوره ما بين من يسلكون طريق الله الخواجة عبد القادرويكمل طريقه كمال وولده الذي يتصور ان الانتماء للتيارات الدينية السلفية هو من يوصله بحقيقة الايمان، وبين من يسلكون طريق دنيا الفناء والكراهية عبد الضاهرومن بعده ابنه.ما يثير الجدل هو اعتداد النص بالدعوة الصوفية للوصول الى النقاء الروحي وهذا ما يعيد الى الاذهان الطريقة او المذهب الصوفي بكل سلبياته وايجابياته ويدعو لاثارة السؤال عن الحل المناسب للمأزق النفسي والروحي الذي تعيشه شعوب الشرق وينعكس سلبا على الواقع السياسي لتلك الشعوب.



#عالية_خليل_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نصوص المسرح الحسيني الخالدة: -هكذا تكلم الحسين- للكاتب ال ...
- مسلسل {ضياع في حفر الباطن}الوثائقية خطوة نحو الدرامية
- سيناريو المطر والرصاص / تفاعل القصيدة مع الفنون السمعبصرية و ...
- اطلاله على مدونات السجناء -حاكم محمد حسين انموذجا-
- تراتيل الزمن الجميل الزمكانية الفلكلورية في قصة -أنين الضفدع ...


المزيد.....




- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليل ابراهيم - الخواجة عبد القادر تحفة الدراما المصرية لهذا العام