|
شبح الحزب الشسيوعي يثير الرعب لدى عبد الحسين شعبان
عادل حبه
الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في وقت سابق، قرأنا على صفحات الانترنت رسالة وجهها الرفيق جاسم الحلوائي إلى عبد الحسين شعبان بمناسبة صدور كتابه " النار ومرارة الأمل – فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية"، والذي يدور كما يبدو حول السيرة الذاتية للفقيد عامر عبدالله. لقد تضمنت رسالة الرفيق جاسم حلوائي عدداَ من ملاحظاته حول الكتاب، حيث دقق وصحح بعض ما جاء في الكتاب بقدر ما يتعلق بتاريخ الحزب الشيوعي ودور الفقيد عامر عبدالله في نشاطه، منتقداً الاطناب والمبالغة في دور الفقيد عامر عبدالله، على حساب تجاهل دور الشهيد سلام عادل. وقد قال العقلاء إن المبالغة في الاطناب والمدح هو الذم بعينه. ولم تخرج رسالة الرفيق جاسم الحلوائي هذه عن إطار القراءة النقدية المهذبة والتدقيق الموثق والانحياز إلى الموضوعية والمسؤولية التاريخية لما ورد في بعض جوانب الكتاب ووجهة نظره فيه، وحول الدور الحقيقي للشهيد سلام عادل ودور الفقيد عامر عبدالله. وفي ختام رسالته طرح الرفيق الحلوائي عدداً من الاسئلة على المؤلف كي يجيب عليها الكاتب ويدقق في المعلومات الواردة في كتابه ويصححها. وهو أمر مقبول في إطار ما ينشر من دراسات نقدية وتدقيق أكاديمي بحت. ولكن ما أثار الدهشة أن عبد الحسين لم يرد على الاسئلة بأسلوب لائق، بل انهال بانفعال عنيف وبشكل غير أكاديمي على ملاحظات الرفيق جاسم الحلوائي. فخرجت ملاحظات شعبان عن إطار الحوار البنّاء والمهذّب المفترض أن يتحلى به من يحمل شهادة عليا؟؟؟. فـ "الضوء" الذي ألقاه عبد الحسين شعبان على رسالة الرفيق الحلوائي ما هو إلاّ ضرب من التكفير الذي يحرّم على البشر مناقشة أية مادة يسطرها عبد الحسين شعبان أو من هو على شاكلته، وهي ممارسة غريبة على المحيط الأكاديمي وأخلاقياته. لقد وصف شعبان رسالة الرفيق الحلوائي بأنها "قراءة اغراضية فيها الكثير من الافترائات على الواقع"!!!، ولم يشر شعبان إلى هذا الكثير من الافترائات على الواقع، وكأن الحقيقة التاريخية هي حكر على عبد الحسين وليس بمقدور أحد مسها. كما تضمنت هذه "الاضواء" اساءات شخصية، عندما يصف عبد الحسين الرفيق الحلوائي بما يلي:"ولعل ذلك أمراً مثيراً للدهشة والتساؤل: أحقاً إن مستوى التفكير انحدر إلى هذا القدر من السطحية والسذاجة؟". وهكذا يصل الغرور بشعبان إلى حد بأنه يوسم من لا يتفق معه في الرأي شعبان بالسذاجة والسطحية!!!.(التشديد من الكاتب). ولم يكتف شعبان بهذه الإساءة، بل وسّع دائرة هجومه ليشمل بقيحه وسموم غيضه وتخبطه جريدة طريق الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي العراقي التي نشرت رسالة الحلوائي، ويقول:" وكنت سأهمل أو أتجاهل مثل تلك التعليقات، لكن الأمر اتخذ أبعاداً أخرى بعد نشر الرسالة في الجريدة، وحتى وإنْ كان مرجوع الجريدة أكثر من مبيعها، فإن القصد أصبح واضحاً للجهة التي تقف خلف جاسم الحلوائي، والتي تريد "أكل الثوم بلسانه" أو أنه يتطوّع لأكل " الثوم" نيابة عنها، مع أن في الثوم فوائد جمّة، وذلك لأن بعضها لا يجرؤ على السجال، وإنما يختفي وراء الآخرين"!!!. فلماذا أصاب عبد الحسين هذا القدر من التوتر والانزعاج إذا كانت الجريدة لا يقرأها أحد على حد تعبيره؟؟؟؟، أية شماتة "أكاديمية" هذه. ويصر شعبان على تطاوله ويقول :"ولعلّ الحلوائي أو غيره لا زالوا يعزفون ذات اللحن القديم، لأنهم يعيشون في الماضي، وإن "غيرتهم" من عامر عبدلله و"حسدهم" حرّكت الكوامن الحقيقية والدوافع الدفينة، المصحوبة بالأحقاد والكيدية..."، دون أن يشير إلى مظاهر الحسد والغيرة والكيدية في رسالة الرفيق جاسم الحلوائي، علماً أن الرفيق الحلوائي لم يوجه أية إساءة ولم يبخس بدور الفقيد عامر عبدالله في الحزب. ويذهب شعبان أكثر في فقدان توازنه ليعلن " وبكلّ الأحوال فالرسالة تحمل وجهة نظر كاتبها الذي أحترمه، سواءً كان مكلّفاً بكتابتها أو كتبها إرضاءً لبعض الجهات المتنفّذة، ولكنها تمثّل رأياً لا بدّ من التعامل معه من موقع الاختلاف والاجتهاد والنقد والمسؤولية أيضاً". اني أتسائل: أي تعامل "اكاديمي" هذا الذي مارسه في رسالته؟؟. إن الكاتب في عبارته الأخيرة يصر أيضاً على أن كل من يناقش كتابات عبد الحسين شعبان، لا بد وأنه مدفوع ومكلف ومسير من جهات متنفذة تحرك هذا وذاك لتفنيد ما يورده من عدم دقة وتزوير للتاريخ، وخاصة بقدر ما يتعلق بالحزب الشيوعي العراقي. إن إشارة شعبان إلى ذلك قد ترتد عليه، فلربما سيطرح الكثير من المتابعين والقراء على شعبان نفس السؤال عن الجهة المتنفذة التي تقف وراء شعبان وتكلفه وتموله في نشر المقالات والكتب التي تنطوي على اتهامات ظالمة وتزوير لتاريخ الحزب الشيوعي؟؟، هذا الحزب الذي وفر لشعبان الفرصة للحصول على شهادته في جيكوسلوفاكيا. وهو سؤال مشروع لأن الكاتب لا يترك مناسبة إلاّ ويوجه سمومه ضد الحزب الشيوعي العراقي دون غيره. إن شعبان في هجومه المتواصل على الحزب يتستر على المسؤول عن الكوارث التي حلت بالعراق ولا ينبس بأي كلمة ضدهم؛ وفي المقدمة حزب البعث وسياسته الخرقاء. فهذا الحزب منّزه ولا يتحمل مسؤولية ما حل بالبلاد من وجهة نظر شعبان، فالحزب الشيوعي هو الذي يتحمل مسؤولية ضحاياه. كما أنه يتجاهل كل ما تلحقه بالشعب العراقي فصائل الارهاب من أمثال "القاعدة" و "داعش" وحلفائهم من فلول البعث وأجهزة المخابرات العراقية السابقة وضباط الحرس الجمهوري بعد انهيار الطغيان من قتل جماعي وسلب ونهب وأخذ الاتاوات وحرق المزروعات وحجب المياه عن كل المحافظات الجنوبية واغراق ضواحي بغداد بالمياه. ولا يرف لشعبان أي جفن ولا يتحرك وجدانه تجاه ما لحق من موت بالعشرات من الشيوعيين خاصة بعد انهيار الطاغية. فهذه الافعال الشنيعة لا تحرك ضمير ووجدان وقلم شعبان ضد هؤلاء المتوحشين. فهل هو دليل على تواطؤ شعبان مع هذه الجهات؟؟، لربما سيكشف التاريخ عن الكثير من الخبايا والوقائع. إن عبد الحسين يتجاهل مآثر الشيوعيين والشيوعيات وصمودهم بوجه طغيان البعث وجرائمه. فهو لا يكتب مثلاً عن ما حل بالشهيدة البطلة سحر أمين منشد من مصير درامي على أيدي أوباش البعث، وهنا أورد فقرات عن مأثرتها ليطلع عليها القارئ الكريم: "جرحت سحر اثر مداهمة قوى الامن دارها. والقي القبض عليها وكانت حاملا وقد انجبت ولدها محمد وهي في السجن، وكانت قد اقترنت بالشهيد صباح طارش. وتم الحكم عليها بالاعدام بقرار من محكمة الثورة. وفي يوم تنفيذ حكم الاعدام في سجن ابي غريب، طلبت احضار بدلة زفافها وارتدت البدلة في يوم تنفيذ الحكم وهي تزغرد بعد خروجها من غرفة الاعتقال متوجهة الى غرفة الاعدام على مرأى ومسمع من السجناء وقذفت بقلادتها الذهبية عليهم مما اثار تعاطف السجناء معها. ". الشهيدة سحر أمين منشد إن شعبان يحمل الحزب الشيوعي مسؤولية كل هذه الضحايا التي قدمها الحزب منذ سقوط أول شهيد شيوعي، هو الرفيق شاؤول ابراهيم طويق، في بغداد عام 1946 انتصاراً للشعب الفلسطيني ضد الصهيونية وتضامناً مع الشعب المصري من أجل جلاء القوات البريطانية من أرض الكنانة، ومروراً بشنق قادة الحزب في شوارع بغداد عام 1949 ارضاءً لارباب الحرب الباردة، ولا ننسى الشهيد عواد الصفار الذي سقط دفاعاً عن الشعب المصري ضدد العدوان الاسرائيلي الفرنسي البريطاني عام 1956.... وضحايا النكبة الوطنية في 8 شباط عام 1963، حيث يحمّل شعبان الحزب خطأ مواجهة الانقلابيين الذين كانوا ينفذون مخططاً للولايات المتحدة وشركات النفط الذين زودوا الانقلابيين مسبقاً بأسماء وأماكن الشيوعيين ومن أجل تصفيتهم قبل أن يتخذ الحزب قراره بالتصدي لهذه العاصفة الصفراء. وفي هذا يتناغم عبد الحسين "المفكر" و "الاكاديمي" مع كل أعداء الشعب العراقي في فتاويهم وسلوكهم الاجرامي ويبررها لهم. إن من بين ما يثيره عبد الحسين في رسالته من انتقادات ضد الحزب هو تكرار لــ"القوانة المخدوشة " التي يصر على ترديدها حول مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في العملية السياسية بعد سقوط النظام، معتبراً ذلك ضرب من الاثم متناسياً أن العراق قد تحول بفضل طيش النظام السابق ورعونته إلى بضاعة دولية رخيصة خاضعة لردود فعل سلبية دولية وعقوبات صارمة كتلك التي تعرض لها النظام النازي في ألمانيا والفاشي في أيطاليا والعسكري في اليابان. وفي ظل هذه الأوضاع الملتبسة، لا يمكن لأية جهة وطنية سياسية إلا أن تتعامل مع هذا الواقع المرير الذي خلفه لنا النظام السابق لعلاجه دون اللجوء إلى الحرب التي لم يعد للعراقيين طاقة على الاستمرار بها. علماً إن الحزب عبّر عن رأيه برفض الحرب والتدخل الأجنبي. كما أنه لم يشارك لوحده في العملية السياسية التي تلت انهيار الطاغية، بل شاركت غالبية قوى المعارضة العراقية، والتي تظافرت جهودها في النهاية وفي عام 2010 لتمهيد الطريق لخروج القوات الامريكية من العراق سلمياً وبدون جعجعة بعض المسلحين والمشبوهين والقتلة الذين كان يتعاطف معهم شعبان. ومن المفارقة التي لا بد أن نلفت نظر القارئ إليها، أن شعبان كان من ضمن طاقم المروجين للتدخل الأمريكي في العراق بدليل إنه قدم كل خدماته للدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي وشارك بفعالية في نشاط المؤتمر الوطني العراقي الذي رعته الولايات المتحدة بدرجة رئيسية. فقد انتخب شعبان أميناً عاماً للمؤتمر الوطني الموحد في اجتماعه الذي عقد في مدينة صلاح الدين، الذي عقد برعاية وأموال أمريكية في نهاية عام 1992. وكان عبدالحسين يستلم راتباً مصدره التمويل الأمريكي وليس غيره. ولم يخف أقطاب المؤتمر آنذاك على لسان الجلبي وعلاوي وغيرهم من بعض أقطاب أطراف المعارضة عن علاقاتهم بالولايات المتحدة والتعويل عليها مادياً وسياسياً وطلبهم منها في احداث تغيير في العراق ودافعوا عنه. وهو أمر يعرفه الجميع ويدركه كل الادراك بالطبع شعبان، ويعرف الكثير من تفاصيله وأسراره باعتباره شغل منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي الموحد. ويبدو أن من ضمن مهام عبد الحسين في المشاركة في نشاط المؤتمر هو تقديم المعلومات الى المخابرات العراقية، وهو ما شعر به أحمد الجلبي لاحقاً بسبب تسرب هذه المعلومات وكثرة الزيارات المشبوهة لعبد الحسين إلى قبرص آنذاك وبجوازات متنوعة. وهذا ما قصم ظهر البعير وانتهت العلاقة مع المؤتمر الوطني الموحد، وشرع شعبان بالعمل المشترك صراحة مع فلول البعث والمنظمات الارهابية، وكثر تردده على السفارة العراقية في براغ وحضور الاجتماعات مع السفير العراقي منذر المطلك، إلى جانب تشديد هجومه على الحزب الشيوعي. وفي النهاية قام ضمن وفد من شلة البعث وحارث الضاري وأضرابهم بزيارة إلى ليبيا لاستجداء القذافي، وقدم شعبان "مؤلفاته" إليه قبل أسابيع من أندلاع انتفاضة الشعب الليبي التي وضعت نهاية لهذا الحكم الغريب في ليبيا. إن استجداء البعض هي خصلة من خصال عبد الحسين التي جربها مع بعض قادة الحزب وطلب من بعضهم أن يتحول إلى "عضيد" لهم، ولكن فشل في مسعاه ولهذا توجه إلى القذافي وبعض المتنفذين السورين والبعث العراقي ليشفي غروره. وتعود حليمة إلى عادتها القديمة، ويردد شعبان في "اضوائه" على ما حل بمصير علاقة بعض الرفاق بالحزب، ويعتبر ذلك ضرب من اضطهاد الحزب لهم. ففي مثال الفقيد ثابت حبيب العاني، لا يشير شعبان ولا حتى يلمح إلى أن من قدم إلى قيادة الحزب المعلومات والوشاية المغرضة ضده هو الفقيد عامر عبدالله، هذه الوشاية التي حصل عليها من قبل رجل المخابرات والبعثي أياد علاوي. وبقي الفقيد عامر عبدالله حتى أواخر حياته على قناعة بصحة المعلومات المغرضة التي وافاه بها أياد علاوي. في حين أن الحزب وبعد بضع سنوات وبعد التدقيق في المعلومات، فقد اعتبر أن هذه المعلومات كاذبة وأبلغ الفقيد ثابت العاني ذلك من قبل الرفيق عزيز محمد، وألغيت القرارات الاحترازية الخاصة بتجميده، وعاد إلى العمل في منظمات الحزب. فلماذا لا يذكر شعبان هذه الحقيقة ويحمل الحزب أوزار هذه الدسيسة ضد الفقيد العاني. كما يعزف شعبان من جديد على وتر معزوفة اليمن، وكأن كارثة وطنية قد حلت هناك. إن شعبان يعلم علم اليقين ما جرى هناك، ولكنه يسعى على الدوام إلى تزوير الاحداث وبث سمومه ضد الحزب والتأليب ضده. فبعد اضطرار الكثير من العراقيين إلى الهجرة خارج العراق بعد الهجوم الوحشي ضد الشيوعيين في عام 1978، برزت بعض الممارسات من قبل بعض اعضاء الحزب جراء أجواء الاحباط التي عمت كل منظماته، وتتمثل في التخلي عن الضوابط والقواعد التي حددها النظام الداخلي في ذلك الوقت. هذه المعايير التي قبل بها كل من انخرط في صفوف الحزب آنذاك، وبضمنهم عبد الحسين. وحدث ذلك في منظمة سوريا واليمن على وجه الخصوص. وقد بدأت هذه الممارسات في اليمن الديمقراطية منذ أن تولى السيد عدنان عباس مسؤولية المنظمة في اليمن، واتُخذت بعض الاجراءآت الانضباطية ضد البعض، ثم تصاعد هذا الميل عند تسلم الفقيد رحيم عجينة مسؤولية المنظمة لاحقاً، حيث تم اتخاذ اجراءات انضباطية ضد عدد من اعضاء الحزب استناداً إلى ضوابط ومعايير النظام الداخلي المعمول به آنذاك. أما طلب المنظمة من السلطات اليمنية طرد هؤلاء من اليمن فهو كذب وتزوير لا يليق بالكاتب وبالدرجة العلمية التي حصل عليها. فهذا التزوير يضع ظلال من الشك حتى على الشهادة التي حصل عليها. وحبذا لو قام شعبان بتسمية هؤلاء المطرودين وعددهم ومتى حدث ذلك، بدلاً من الاشارة العابرة والاتهام الفارغ. نعم لقد غادر البعض من هؤلاء اليمن الديمقراطية بارادتهم، وبمساعدة مسؤول "المنبر" الذي انتمى إليه شعبان، حيث اتصل بالسفارة العراقية في عدن والتي قامت بتسهيل سفرهم إلى العراق. وبقي البعض الآخر في اليمن الديمقراطية وقطعوا صلتهم بالحزب، ولكن رفضوا العودة الى العراق، وحصل البعض منهم على زمالات دراسية خارج اليمن وفي أحد البلدان الاشتراكية دون أن تقوم السلطات اليمنية بأبعادهم عن اليمن على حد زعم وتزوير عبد الحسين. إن كل هؤلاء الشخوص أحياء يرزقون، وكان على شعبان أن يلتقي بهم، لا أن يزور الحقائق. وينطبق نفس الأمر على عودة آخرين مثل خليل الجزائري وماجد عبد الرضا وحسين سلطان وعبد الوهاب طاهر وناصر عبود وآخرون، حيث تعاون البعض مع الحكم في العراق بقناعة سياسية منهم حول ضرورة عودة "التحالف" مع حزب البعث والتبشير بدعوات النظام حول الاخذ بالديمقراطية في ادارة البلاد. ولكن ما حدث هو أن تم اعدام خليل الجزائري بدعوى تورطه في العلاقة مع فاضل البراك. إن خيار هؤلاء هو خيار ذاتي وموقف سياسي مسبق منذ أن بدأ الحزب التفكير في تعديل سياسته عام 1978، والانتقال إلى معارضة حكم البعث بسبب التحول الجذري في سياسة الحكم. وهو موقف ليس له علاقة بـ"الاجواء الارهابية" التي سادت الحزب كما يحلو وصفه من قبل عبد الحسين، أو أنه على حد وصفه" أقرب إلى مجزرة قاعة الخلد، حين اقتاد صدام حسين 22 قيادياً بمن فيهم ثلث أعضاء القيادة القطرية، إلى ساحة الإعدام، و33 كادراً قيادياً،...". وهناك من اتخذ موقفاً مخالفاً للحزب، ولكنه ظل على معارضته لحكم البعث، ولم يرتم في أحضانه أو دعى إلى التحالف معه من جديد. وابتعد آخرون عن النشاط السياسي والتزموا بيوتهم كما هو الحال بالنسبة للمرحوم عبد الوهاب طاهر وناصر عبود. لا نريد أن نستطرد في تناول كل الخمسين صفحة التي سطرها عبد الحسين "ليناقش" الرفيق جاسم الحلوائي كي لا نزعج القارئ الكريم ونثير الملل عنده. ونكتفي بإشارة عبد الحسين إلى أن " الإقرار بالخطأ أمرٌ حميدٌ"، وأن "الشيوعية سلوك وقيم وأداة تعبير عن الحق والجمال والخير"!!!. فلو كان الاقرار بالخطأ فضيلة، فلماذا لم ينتقد عبد الحسين نفسه عندما توجه مع فلول البعث والارهابيين إلى ليبيا لتقديم الولاء إلى الديكتاتور معمر القذافي واستجداء تأليبه ضد بلادهم، وهو الذي قد تلطخت أياديه بدماء الكخيا والآلاف من الليبيين وحتى غير الليبيين؟؟ فهل إن ذلك جزء من مسؤوليته في "اللجنة العربية للدفاع عن حقوق الانسان" التي كان يرأسها لفترة ؟؟؟. إن عبد الحسين خلال كل فترة علاقته بالحزب الشيوعي، يختار الموقف الذي يتعارض مع موقف الحزب صحيحاً كان أم خطأ. فقد عارض موقف الحزب أثناء عقد الجبهة مع البعث، ولكن ما إن انفرط عقد الجبهة حتى وقف ضد سياسة الحزب عندما انتقل الحزب إلى صفوف المعارضة وليمد الجسور مع البعث. وظل ينتظر أي موقف للحزب كي يعلن تبنيه لموقف يتعارض معه !!!. فهل هذا التحول في الموقف له علاقة بحادث القبض عليه من قبل حكم البعث عام 1978 عندما كان يؤدي الخدمة الالزامية في الجيش، واطلاق سراحه بشكل يثير الشكوك وتسلمه جواز سفر عراقي غير مزور وتوجهه إلى دمشق؟؟. وهل هذا التبدل في المواقف واللعب على الحبال هو جزء من صفات الشيوعي الذي يرنو إلى الحق والقيم؟؟؟؟ حسب تعبيره.. إنه لأمرعجيب فعلا. نصيحة إلى عبد الحسين أن يتخلى عن دربه الوعر وطريقه المسدود، ويعود إلى العقل السليم وكتابة بحوث موضوعية بعيدة عن التشفي والنكايات والاحقاد والاكاذيب. فطريق فبركة الاتهامات والأكاذيب ضد الحزب الشيوعي العراقي جرّبها البعض من "مالك سيف" إلى "الرفيق رائد" و" الراصد" وأمثالهم وعلى صفحات الجرائد العراقية الصفراء، ولكن جميعها وجدت طريقها الى مزبلة التاريخ. 15/5/2014
#عادل_حبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيلدغ الناخب العراقي من نفس الجحر للمرة الرابعة
-
احياء لتراث بهجت عطية المشين
-
خواطر في يوم الشهيد الشيوعي
-
معالجة آثار النازية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
-
الاحساس ممنوع
-
منعطفات خطيرة في تاريخ الشعب العراقي
-
اتفاقية جنيف وتداعياتها
-
رعب اليمين المتطرف في ايران واسرائيل وامريكا من عملية التفاو
...
-
وجهة نظر أخرى لهاشمي رفسنجاني
-
ماذا لو أدليت بصوتي لصالح روحاني
-
العلمانية ركن أساسي في ارساء نظام ديمقراطي
-
خير الله طلفاح وصالح مهدي عماش يعودان إلى شوارع بغداد
-
حكاية الحاج
-
نصف قرن على رحيل الشاعر ناظم حكمت
-
مجتمعان....أحدهما انساني والآخر جمهورية اسلامية
-
ملحمة انتفاضة معسكر الرشيد ضد انقلابيي شباط في الثالث من تمو
...
-
على هامش انتخابات الرئاسة في إيران- نظام ديمقراطي برلماني أم
...
-
الفائدة من أن تصبح ثوراً
-
كيف نغيّر العالم أحاديث عن ماركس والماركسية
-
النفط والغاز وراء العبث الطائفي السني الشيعي ونزيف الدم في ا
...
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|