أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد زهران - الانتخابات القائمة فردي أم قائمة ؟















المزيد.....

الانتخابات القائمة فردي أم قائمة ؟


فريد زهران

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب هذا الموضوع نصا قبل صدور الدستور الحالى و انشره اليوم للمساهمة فى النقاش الدائر فى بلادى حول نفس الموضوع
نصت مسودة الدستور، التي أعلنتها لجنة الخبراء العشر ، أن الانتخابات ستجرى بالنظام الفردي، وهو الأمر الذى أثار، ولا يزال يثير، جدل واسع في الشارع السياسي بصفة عامة، وداخل أروقة الأحزاب والقوى السياسية بصفة خاصة، وفى البداية نسجل اعتراضنا على أن يحدد الدستور النظام الانتخابي الذى يفترض أنه قابل للتغيير تبعاً للظروف والأحوال، بينما الدستور، الذى يتضمن مبادئ وأسس إدارة علاقة المواطن بالدولة يفترض انها أكثر ثباتاً واستمراراً، ولذلك فنحن نطالب أن يحدد القانون النظام الانتخابي وليس الدستور، وبعيداً عن هذه الملاحظة المنهاجية يمكننا القول أن هناك ثلاث اتجاهات رئيسية حول النظام الانتخابي المقترح :
الأول: هو الانتخابات بالقائمة النسبية.
والثاني: هو الانتخابات الفردية.
والثالث:هو الانتخابات بالنظام المختلط الذى يجمع بين الفردي والقائمة.
أنصار الانتخابات بالقائمة النسبية يرون أن هذه الطريقة ستتضمن تمثيل المرأة والأقباط والشباب والشخصيات السياسية القومية صاحبة الخبرة أو الرؤية، حيث يمكن وضع هؤلاء الممثلين، لهذه الفئات المهمة وغيرها، في مراكز متقدمة مما يضمن فوزها، بالإضافة إلى أن الانتخابات بالقائمة ستعطي لقيادة أي حزب سياسي قوة في إدارة الحزب وتعطى دفعة قوية للأحزاب، ومن ثم تساعد في إنضاج الحياة السياسية لأنها ستدفع القيادات المحلية هنا وهناك إلى الانخراط في الأحزاب من أجل الترشح، وهو أمر-مع مرور الوقت- سيربط بين هذه القيادات المحلية والتوجهات الفكرية والسياسية للأحزاب، ويخلق - مع مرور الوقت- كوادر حزبية تحظى بعمق شعبي محلى في الأقاليم والمحليات، مما سيعيد بناء النخبة، وفقاً لأسس ومعايير جماهيرية بعد أن اعتدنا أن نرى السواد الأعظم من أبناء النخب المصرية، على اختلافها، مجموعات معزولة عن الجماهير، لا بحكم أفكارها أو ممارساتها أساساً، ولكن بحكم سنوات الاستبداد التي حرمتها من العمل في صفوف الجماهير، وكرست عزلتها، و هو ما أدى عمليا إلى سقوط العديد من أبناء هذه النخب في براثن أمراض العزلة بدءاً من التعالي على الناس، مروراً بالانكفاء على الذات ومحاولة تحقيق مكاسب شخصية. وانتهاءاً بالشللية، وضيق الأفق، والابتعاد عن مصالح الجماهير.
القائمة النسبية لن توسع المجال السياسي من خلال زيادة قوة الأحزاب فحسب، ولن تجعل هذه الأحزاب جاذبة للقيادات المحلية الشعبية فحسب، ولكن القائمة النسبية ستدفع أيضاً الجمهور، الجمهور الواسع، إلى الاهتمام بالسياسة. كيف ؟ إذا كان المرشح فرد فمن المتوقع ان تدور التساؤلات بين الناخبين ، أو بين الناخب ونفسه ، حول ما إذا كُنت أعرف المرشح فلان الفلاني أم لا؟ وهل هو قريبي ؟ أو بلدياتى ؟ هل هو مُحسن و كريم؟ هل هو تقى ورع؟ ... إلى آخر هذه التساؤلات التي تتعلق بشخص المرشح المراد انتخابه، وسيكون آخر تساؤل محتمل هو انتماء هذا المرشح لحزب ما أو اتجاه سياسي ما، وفى المقابل عندما يتساءل الناخب مع غيره من الناخبين أو بينه وبين نفسه: هل أصوت لصالح الإخوان أم الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي؟ سيكون لزاماً عليه، بقدر أو بآخر، أن يحاول معرفة شئ ما عن هذا الحزب أو عن هذه الجماعة، وسيسترجع مع أقرانه أو جيرانه أو أقاربه ما يعرفه عن هذه القوى، أو الأحزاب، لكى يتخذ قراره، سيحاول معرفة شئٍ ما عن رموز الحزب ومواقفه السياسية، وسيحاول أن يستمع لقيادات الحزب في الإعلام وسيستمع منهم إلى دفاعهم عن أفكارهم وبرامجهم، كما سيسمع من الآخرين أيضا هجوماً على أفكارهم وبرامجهم، وهكذا تدفع المعركة الانتخابية بالقائمة الناس دفعاً للاهتمام بالسياسة، ويزاد المناخ السياسي ثراءاً واتساعاً، لأن نسبة -لا يستهان بها- من الناخبين قد يزداد اهتمامهم بالأمر إلى حد انضمامهم للأحزاب أو مشاركتها في العمل السياسي بقدر أو بآخر.
وفى المقابل ستدفع الانتخابات الفردية القيادات المحلية دفعاً إلى التخلي عن انتمائهم الحزبي، إذا كان لديهم انتماء أصلاً، لأنهم سيندفعون إلى الترشح بصرف النظر عن إرادة أحزابهم في مواجهة بعضهم البعض لأن انتماءاتهم لأحزابهم لم تنضج بعد إلى الحد الذى يدفعهم إلى الالتزام بقرارات الأحزاب، أما من لم يكن له انتماء حزبي، فإنه لن يكون حريصاً على الانتماء لحزب ما، ما لم يكن ذلك مفيداً له بشكل مباشر، وستكون الأحزاب الجذابة للمرشحين، في غياب أحزاب لها شعبية - مثل الإخوان أو النور فى الانتخابات السابقة، أو الوفد مثلاً قبل 1952، وفى غياب أحزاب الدولة التي يفوز مرشحها بالتزوير أو الضغط الإدارى- ستكون الأحزاب الجذابة هي الأحزاب التي يمكن أن تقدم دعماً مادياً للمرشح بصورة مباشرة من خلال إمداده بالأموال، أو بصورة غير مباشرة من خلال توفير ظهور إعلامي للمرشح مثلا، وهكذا يصبح المال بكل أسف هو المعيار الأكثر أهمية لقياس قوة الحزب بدلاً من الأفكار والآراء أو التماسك والوجود التنظيمي.
دور المال في الانتخابات الفردية لن يقتصر على جاذبية الأحزاب الأكثر ثراءاً بل سيمتد لكى يجعل المرشح الأكثر ثراءاً هو المرشح الأقوى، المرشح الذى لا يستطيع الانفاق على الدعاية الانتخابية ببذخ فحسب، ولكنه المرشح الذى يستطيع التبرع لمسجد والإغداق على الجمعيات والروابط التي تضم العصبيات داخل دائرته وتقديم الدعم للأسر المحتاجة، والنقوط ببذخ، أو بالأحرى بإسفاف، في المناسبات الاجتماعية المختلفة من طهور وأفراح وسبوع ... إلخ، وأخيراً فأن المرشح، الذى يستخدم المال باعتباره أداته الرئيسية للفوز، سيحاول بالطبع شراء الأصوات ليس من خلال الرشاوى الانتخابية فحسب ولكن من خلال البطاقة الدوارة أيضاً.
حصل الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، على 20 مقعداً في البرلمان السابق نجحوا كلهم من خلال القوائم حيث لم يصل إلى الإعادة من بين كل مرشحي الحزب البالغ عددهم 44 مرشحا على المقاعد الفردي البالغ عدد 166 مقعداً إلا مرشح واحد، قبطي، لم ينجح في الجولة الثانية.
وكان من بين الذين نجح الحزب في دفعهم للترشح والفوز، نواب أقباط مثل د.عماد جاد، و د. حلمى صموئيل، ونائبة من النساء وهى سناء السعيد، وشخصيات سياسية مثل زياد بهاء الدين، وشباب مثل زياد العليمى، وباسم كامل، وقيادات نقابية مثل خالد شعبان، وقيادات محلية مثل العمدة صلاح، والحاج وجيه، والحاج محمد جويلي ... إلخ وبالطبع لم يكن من الممكن أن ينجح أيٌ من الأقباط والمرأة والشباب أو الشخصيات السياسية ما لم يحرص الحزب على أن يحتل هؤلاء المرشحين- ولاعتبارات مهمة جداً لا تخفى على أحد- مراكز متقدمة في القوائم.
لماذا إذن يتحدثون عن الانتخابات الفردية؟ لعل الإجابة على هذا السؤال تعود بنا إلى المقال السابق وحديثنا عما يمكن أن يكون صراعا مكتوما بين أنصار الدولة الوطنية والقوى الديموقراطية ولعل ذلك يكون مجال حديث قادم بإذن الله.
فريد زهران
نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى
ورئيس مجلس ادارة مركز المحروسة للنشر و الخدمات الصحفية و المعلومات



#فريد_زهران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها ليست مجرد مباراة :أوقفوا إهانة وإذلال المصريين في العال ...
- مقدمة تقرير العنف ضد المرأة
- مقدمة تقرير مبادرات الإصلاح فى الشرق الأوسط
- الأخلاق بين الضرورة الاجتماعية والإيمان الدينى
- فى رثاء مصطفى وعزت وعبد الباسط جيل السبعينات يواصل العطاء
- رفع حالة الطوارئ أو معركة التحديث ومسؤولية القوى السياسية
- القمع الفكرى داخل الأحزاب السياسية فى مصر
- قراءة في نتائج انتخابات نقابة الصحفيين
- دعوة للحوار حول مبادرة تجديد المشروع الوطني - مصر
- لا للحرب . والاستبداد . والهيمنة . نعم للسلم . والديموقراطية ...
- مسيحى ما علاقتك بالانتفاضة


المزيد.....




- علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء
- ملوحاً بـ -اتفاق وشيك-.. ترامب يُعلّق على ردّ حماس بشأن مقتر ...
- فيضانات عارمة في تكساس: 13 قتيلاً على الأقل وأكثر من 20 فتاة ...
- انطلاق سباق فرنسا للدراجات من مدينة ليل والسلوفيني بوغتشار م ...
- نيوزويك: ما تجب معرفته عن مغادرة مفتشي الوكالة الدولية للطاق ...
- يوهان فاديفول وزير الخارجية الألماني
- رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النو ...
- ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل
- ترامب يعرب عن استيائه بعد مكالمة مع بوتين
- القسام تؤكد قتل جنود إسرائيليين في عملية بخان يونس


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد زهران - الانتخابات القائمة فردي أم قائمة ؟