أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مها فهد الحجيلان - ماذا يحصل في إدارة تعليم الزلفي؟















المزيد.....

ماذا يحصل في إدارة تعليم الزلفي؟


مها فهد الحجيلان

الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


نشرت صحيفة الوطن في عددها رقم 1748 بتاريخ 13 يوليو 2005م، تغطية للنشاط الذي أقامته إدارة تعليم الزلفي قبل سنتين تقريباً على مسرحها والذي كان يقوده ويشرف عليه الإرهابي محمّد بن شظاف الشهري؛ وعرضت مقاطع من فقرات الحفل والكلمات التي قُدّمت فيه. وهي مقاطع تشجع على الإرهاب علانيّة وبلا تردّد وتدعو إليه وتحرّض الناس على القتل. ولعلّنا إذا علمنا أن قائد الحفل ومشرفه قد فجّر نفسه وقتل الأبرياء في مجمّع الحمراء بعد فترة ليست طويلة من تقديمه للحفل- سنعرف جيّداً كيف يفكّر هؤلاء المجرمون وكيف يستغلّون التعليم لبث أفكارهم العنيفة على طلاّبنا بمباركة وتشجيع من بعض المسؤولين في التعليم.

لاشك أنّ إدارة تعليم الزلفي ممثلة في مدير تعليمها وفي إدارة النشاط المدرسي فيها مسؤولة مسؤوليّة تامّة عمّا حصل؛ لأنّها هي التي تضع برنامج الحفل عادة أو تقرّه وتشرف عليه، ومن الصعب أن نقبل أن تكون إدارة تعليم الزلفي في غفلة عمّا يحصل على مسرحها! وإن صحّ ذلك فهي مشكلة أكبر. لسنا بحاجة إلى بيان خطر هؤلاء الإرهابيين المتغلغلين في مؤسساتنا التعليميّة، فقد أثبتت الأحداث تورّط كميّة ليست قليلة منهم سواء في مباشرة العمل الإرهابي وقتل الأبرياء أو في تقديم المساعدة والعون ونشر فكرهم بين الطلاّب.

وأودّ هنا أن أبيّن أنّ ثمّة منطقة غامضة بين فكر هؤلاء الإرهابيين وبين تصريحات بعض مسؤولي التعليم التي ينفون فيها الإرهاب من التعليم نهائياً أو يتهرّبون من اتّخاذ قرارات حاسمة ضد المعلمين والمشرفين والمسؤولين الذين تثبت علاقتهم الفكريّة بالإرهاب. وهي منطقة متداخلة يستثمرها الإرهابيون لصالحهم لفرض سيطرتهم وفكرهم المتطرف على طلابنا ومدارسنا. ولابد من التوضيح بأنّ تهرب بعض مسؤولي التعليم من مواجهة هؤلاء الإرهابيين والتصدذي لخطابهم الأيديولجي بلغة قوية واضحة- يعدّ من السبل التي أعطت الإرهابيين فرصة لاستغلال منابر التعليم بجرأة أكثر دون خوف من الملاحقة. وأستغرب كثيراً أنّ مدير تعليم محافظة الزلفي الذي ينشر مقالاته في موقع إدارة تعليم الزلفي على النت لم يصف بشكل واضح هؤلاء بأنهم إرهابيّون؛ فهو يسمّيهم في مقالاته -التي اطلعت عليها- بأسماء مختلفة كالضالين والحاقدين أو المتطرفين أو الجهلة.. ومعلوم أنّ دلالة هذه الكلمات أخفّ وقعاً؛ فالضال تُرجى له الهداية، والمتطرّف يمكن أن يقترب من الوسطيّة، والحاقد مريض نفسي يرجى له الشفاء، والجاهل يمكن تعليمه، وهكذا. ومن يتتبّع مقالات سعادته يلاحظ أنّ ثمّة أملاً لديه في أن يعود هؤلاء الإرهابيون إلى الحقّ والهداية؛ كما إنّ سبب جرائمهم في نظره يعود إلى وجود مسوّغات باطلة ودعاوي متهافتة يعتمدون عليها. يقول سعادة الشيخ مدير تعليم الزلفي في مقالة بعنوان "مملكة الإنسانيّة" منشورة على النت: "إن ما حصل في بلادنا التي تأسست على قواعد الإسلام، وهي رمزه ومأوى الأفئدة ومحط آمال المسلمين من اعتداءات وتفجيرات، وإزهاق للأنفس المعصومة وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة، وإخلال بالأمن الذي أكرم الله به هذه البلاد المباركة بما ابتدعه الجهلة من مسوغات باطلة ودعاوى متهافتة؛ ما هي إلا جرائم بشعة وشنيعة لا يُقرها الدين ويرفضها العقل والمنطق." ويلاحظ أنّ مقدمته الدينيّة السابقة -التي فصلت بشكل كبير بين اسم إنّ و خبرها- هي تكرار معروف لوصف بلادنا وصفاً دينيّاً فقط؛ وهو أمر لايشك فيه أحدٌ ، بل إنّ الإرهابيين أنفسهم يتّخذون من هذا القول ذريعة لقتل الأجانب في بلادنا باعتبارها مأوى الأفئدة وبلاد الحرمين..الخ! أمّا وصفهم بأنهم "جهلة" فهذا لايمكن قبوله إذا علمنا بأنّ السيد محمد بن شظاف الشهري كان معلماً كما إنّ غيره من الإرهابيين لديهم مؤهلات تعليميّة ويعرفون ماذا يفعلون جيداً؛ ولايمكن قبول وصفهم بأنهم فعلوا ذلك بسبب كونهم جهلة، بل إنّهم قتلة متعمّدون للقتل وترويع الآمنين.

ثم يتابع مدير تعليم الزلفي في مقالته السابقة وصف هؤلاء الإرهابيين، فيقول "ولا شك أن مَنْ وراء هذه الأعمال الإجرامية ما هو إلا ناقمٌ حاقدٌ أقض مضجعه استتباب أمننا، واجتماع كلمتنا، والتفافنا حول قيادتنا، وازدهار مخرجاتنا، واستضاءة العالم بنور دعوتنا..فامتلأت قلوبهم المريضة بالحقد، وتميّزت أعينهم من الغيظ حسداً من عند أنفسهم على ما اختصت به هذه البلاد من خيرات ومنجزات جعلتها بحق (مملكة الإنسانية) في دنيا اليوم.." فمن الجليّ هنا أنّه يرى أنّ هؤلاء الإرهابيين ماهم إلا حاقدون فقط على أشياء عدّدها؛ ويمكن أن نختلف معه في هذا التفسير إذا علمنا أنّ أغلب هؤلاء الإرهابيين هم مواطنون سعوديون وليس السبب عائداً إلى حسدهم لنا بسبب الأمن لأنّهم مشاركون لنا في هذه النعمة!، لكن السبب يعود إلى ارتباط الإرهاب بفكر أيديولوجي متعمّق أكبر من أن يكون أمراً نفسيّاً عارضاً يمكن الشفاء منه كالحقد والحسد. وقد ذكر من ضمن أسباب الإرهاب "ازدهار مخرجاتنا" ولا أدري إن كان يقصد مخرجات تعليم الزلفي الذي ثبت أنّه خرّج لنا عدداً من الإرهابيين؟ أم يقصد منهج التعليم في بعض مدارس الزلفي التي ترفض النشيد الوطني وتكسّر صور حكامنا وتمنع التصوير والموسيقى وكل مظاهر الفرح كما نشرت ذلك صحيفة الوطن في وقت سابق؟ بل إنّ بعض الأهالي أكد لصحيفة الوطن في عددها بتاريخ 1747 أنّ "المناخ التعليمي الذي يسيطر عليه بعض المتشددين أسهم في هذه النتيجة..." وأنّ بعض المدارس توجه الدعوات إلى المتطرفين ليلقوا الخطب على طلابها. فأي مخرجات تعليميّة هذه؟ وأين إدارة التعليم من هذه الأحداث التي تجري في مدارسها؟

كما إنه يصف جرائمهم بأنّها أفعال شاذّة، يقول مفتياً في مقالة بعنوان "أين مكتسباتهم": "...هي تصرفات شاذة لا يقرها ديننا الإسلامي الحنيف وهو بريء منها كل البراءة، ومن قام بهذه الأعمال التخريبية أو أعان عليها فهو خارج عن تعاليمه". ولابد من شكر فضيلة الشيخ على هذه الفتوى التي وصم فيها الإرهابيين بأنّهم خارجون عن تعاليم الدين، لكنه لم يبيّن مقدار خروجهم عن تعاليم الدين، إذ نخشى أن يكون خروجاً مؤقّتاً بسبب الضلالة أو الحقد أو الجهل الذي سبق أن قال به مبرراً حصول تلك الأفعال الإجراميّة!

والعجيب أن سعادة أو فضيلة الشيخ مدير تعليم الزلفي يعتقد أنّ لتلك العمليّات الإرهابيّة مكتسبات معيّنة في ذهن الإرهابيين؛ ولم يشأ ذكرها لكنه فقط خاطب هؤلاء الإرهابيين –أصحاب المنهج الدخيل في نظره- بقوله: "وأخيراً يا من اغتر بهذا المنهج الدخيل اسأل نفسك وأقنعها بالإجابة: ماذا نتج عن العمليات السابقة من مكتسبات.. هل تحققت مدينة الأحلام؟!" ومن الواضح أنّ مدينة الأحلام التي يريدها الإرهابيون هي من المكتسبات التي كان يسألهم عنها مدير تعليم الزلفي؛ ومعلوم أن كلمة "مكتسبات" تحمل دلالة إيجابيّة بارتباطها بالغنيمة والمكسب؛ وكأنّه يعتقد أنّ ثمة مكاسباً يسعى إليها الإرهابيون لكنّهم لم يحققوها! ويكرر السؤال عن الهدف من هذه التفجيرات في مقالة بعنوان "مثالية التطرف"، إذ يقول: "وأخير قلي بربك يا من تتبنى هذا الفكر؛ ما المحصلة النهائية من هذه الأعمال المشينة غير الصد عن دين الله ؟؟". ولست بحاجة إلى الإشارة إلى أنّ الأسلوب اللغوي الذي قُدّمت فيه مقالات مدير تعليم الزلفي قائمة على العاطفة من خلال استخدام عبارات مثل "قل لي" و"بربك" و"يامن اغتر"، و"اسأل نفسك".. وغيرها من العبارات الإنشائيّة التي تحاول إثارة المتلقّي عاطفيّاً لكنها لا تعتمد على المناقشة العقليّة أو التربويّة التي ينبغي أن تصدر من مسؤول تعليمي كبير باعتباره يكتب لمنسوبي التعليم غالباً في موقع إدارته بأسلوب يفترض فيه أن يتّسم بالعلميّة والمنطق.

ولابد من التوضيح هنا أنّ اللغة الخجلى التي يخاطب فيها مدير التعليم هؤلاء الإرهابيين غير فاعلة، وربما نستطيع القول بأنّها لا تُشعرهم بالرفض التامّ لما يقومون به في إدارة تعليم الزلفي وفي غيرها من تحريض ودعم فكري للإرهاب وتشجيع عليه من خلاله استغلال منابر التعليم المختلفة كالمسرح والنشاط. ومن المؤكّد أن فضيلة الشيخ مدير تعليم الزلفي قد بذل جهداً في مقالاته لكي يبيّن أنّ الأعمال الإرهابيّة سلبيّة وضارّة، لكنّ موقفه اللّين في وصف الإرهابيين بالجهلة أو الحاقدين مثلا قد يجعلهم يتحرّكون من دون أن يعي تحت غطاء الكناية استغلالاً لشعوره الديني فيمرّرون الأنشطة المدرسيّة والبرامج بشكل غير مباشر، ولاشك أن ماعُرض على مسرح إدارة تعليم الزلفي قبل سنتين دليل واضح على هذا الاستغلال لطيبة مدير التعليم و لفكره الديني الذي يصبغ مقالاته حول الأحداث والقضايا الإسلاميّة المختلفة.

ونتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تنشر المسرحيّات والأنشطة التي تُقام في إدارات التعليم أو في المدارس على مواقع تلك الإدارات على النت لكي يتمكن المواطنون والمسؤولون من متابعتها والتعرّف عليها، مع ذكر أسماء القائمين عليها. نحن اليوم بحاجة إلى أن نتابع مايجري في مؤسساتنا التعليميّة وأن نسائل كل ما يقال ويفعل فيها؛ فالثقة التي أعطيناها لهؤلاء هي التي جرّت علينا الويلات وخلقت من بعض طلاّبنا أناساً يتّسمون بالعنف والنزق والتهوّر وربّما الإرهاب. وهاهي الأحداث من حولنا تثبت كل يوم ضلوع سعوديين في الإرهاب في أمريكا وفي العراق وفي الشيشان وفي أفغانستان وفي أماكن أخرى من العالم تحت ذرائع أيديولوجيّة معيّنة.



#مها_فهد_الحجيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة المحاكمات الفكرية ضدّ الكتّاب
- المجتمع الصحي يتكامل فيه الرجل والمرأة
- كيف تدعم المراكز الصيفيّة التي تقيمها وزارة التربية والتعليم ...
- لماذا لا تُسند المراكز الصيفيّة إلى مؤسسات أهليّة؟
- التعدّي على الخصوصيّة الفرديّة في المجتمع السعودي
- أسلوب التعبير عن الاختلاف في الرأي عند الإسلاميين
- العنف وثقافة الموت في مدارس البنات
- كيف يدعم الإنترنت الإرهاب في السعودية؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - مها فهد الحجيلان - ماذا يحصل في إدارة تعليم الزلفي؟