أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي حاج بكري - الجريمة المنظمة بحق الشعب السوري














المزيد.....

الجريمة المنظمة بحق الشعب السوري


لؤي حاج بكري

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجريمة المنظمة بحق الشعب السوري ..

وفقا للمفاهيم العلمية تعتبر الجريمة سلوكا مضادا للمجتمع يستوجب المعاقبة القانونية ، وتشير معظم الدراسات إلى اعتبار كل سلوك فردي مسبب للضرر الفردي أو العام مع توفر القصد الجنائي جرماً واضحاً وبيناً، وإذا كانت الحروب بين الدول وفقا لقناعات من يقومون بها مسألة متعلقة بالوطنية، إلا أنها قد تسببت بجرائم كبيرة بحق الانسانية نتيجة لظهور النزعات الفاشية والنازية، مما دفع لإنشاء هيئة الأمم المتحدة وإقامة مجلس أمن دولي، فيما تعتبر مسألة النزاعات المحلية داخل كل مجتمع مسؤولية أساسية للدولة بمؤسساتها المختلفة التي تحقق بالديمقراطية منعاً لأي اقتتال أهلي ، واعتبار السلوك العنصري المنظم في أي مجتمع جريمة انسانية كبرى بحق غالبية أبنائه.
إن ما يجري على الاراضي السورية ومنذ الخامس عشر من آذار لعام 2011 لا يمثل في الحقيقة سوى سلوكا اجراميا متصاعدا بحق الشعب السوري، سلوكا تسبب بإزهاق حياة مئات الآلاف وفي تجويع وتشريد الملايين وفي تدمير ونهب قسما كبيرا من المساكن والممتلكات، بغض النظر عن تلك القناعات التي تتمسك بها قوات النظام والميليشيات المدافعة عنه ، أو عن قناعات الكتائب والتشكيلات المسلحة الساعية لإسقاطه، وإذا كان السلوك الاجرامي يبدو بارزاً عند أولئك المسلحين الغرباء عن المجتمع كمحترفين دوليين للإرهاب، كما ظهر في المجازر المروعة للميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والإيرانية، وكما ظهر في تقطيع الأجساد والرؤوس عند العناصر الجهادية السنيّة الوافدة من الشيشان والعراق وليبيا وتونس، فإن هذا السلوك عند معظم المشاركين بالمعارك الدائرة من السوريين ووفقا لقناعاتهم المختلفة يفترض أن يكون غائبا وبخاصة تجاه المدنيين.
لكن العودة إلى اليوم الأول في درعا ولإطلاق الرصاص الحي على صدور المحتجين العزل من قبل بعض العناصر الأمنية ، وإلى ما يحصل في سورية منذ ذلك اليوم وحتى الان ، للبحث في الأسباب التي لم يعد من المفيد بعد كل ما جرى أن تبقى عرضة لمختلف التأويلات، أسباب لا يمكن أن يقدرها سوى السوريين وحدهم، ليتمكنوا من رسم ملامح الطريق للحل الذي يتعثر دوليا بغياب التقديرات الواقعية لتلك الاسباب ، وفي ظل دوافع مختلفة من غير السوريين في اتخاذ مواقف منطلقة من مصالحهم أولا وقبل كل شيء، ففي المجتمع ذو المكونات المتعددة وذو الأغلبية السنيّة، قد يكون للحديث عن الحرب الأهلية والعلوية السياسية وما شابه حضورا في أذهان الكثيرين، فالنظام القائم والذي أرسيت دعائمه بعد 1970 هو نظام استبداد فردي أسسه حافظ الاسد وورثه لابنه بالاستناد إلى سلطة الجيش والأمن دون أي الاستناد إلى أي سلطة ايديولوجية أو سياسية معينة، فإذا كانت الانقلابات العسكرية المتتالية وطبيعة حزب البعث هما المسببين الاساسيين في ذلك الاستناد، فإن السيطرة المطلقة للأسد على تلك المؤسسات العسكرية عبر الطائفة العلوية قد فتحت الباب أمام نشوء سلوك اجرامي منظم تجاه المجتمع، فلقد بينت أحداث الثمانينات تلك الفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين من قبل القطاعات العسكرية ذات السيطرة العلوية الأبرز (والتي عرفت حينها بسرايا الدفاع والوحدات الخاصة)، وها هي قطاعات الفرقة الرابعة والأمن الجوي وسلاح الطيران وكتائب صواريخ السكود إضافة لميليشيات الدفاع الوطني تقدم اليوم وبشكل فاقع سلوكا اجراميا لم تعرف المجتمعات البشرية ما يماثله.
إن تلك المجازر المتلاحقة وذلك التدمير المتعمد، كما يجري في العديد من المناطق السورية، وكما تمثّل مؤخرا في استهداف مدرسة عين جالوت وسوق الهلك، لا يمكن أن توصّف إلا بالسلوك الاجرامي رغم إصرار رأس النظام على تسميتها بالحرب على الحاضنة العامة للإرهاب، كذلك فإن تلك الهدنة الاخيرة التي أعلنت في حمص بعد ما تعرضت له من قصف وتدمير هائل، لا يمكن أن تكون إلا هدفاً لإخراج من تبقى في أحيائها القديمة، فإذا كانت تلك الحرب قد تسببت حتى الأن بتهجير أكثر من أربعة ملايين سوري خارج بلادهم، وتتجه نحو التسريع بتكثيف البراميل المدمرة وبشتى الاساليب لتهجير المزيد من مناطق سورية معينة، أمام غياب أية إمكانية لحماية المدنيين محلياً أو دولياً، وأمام تبعثر التشكيلات المسلحة الساعية لإسقاط النظام وضعف تسليحها، مع اعتماد معظمها على تحقيق السيطرة على مواقع محددة، وقيام بعضها بإلقاء قذائف الهاون العشوائية على المناطق التي يسيطر عليها النظام بهدف توسيع مناطق سيطرتها، فإن تلك الحرب لا تحمل ملامح واضحة لصراع اجتماعي داخلي ، ولا تهدف إلى ما يراه البعض من تقسيم قائم بانتظار الاعلان عنه، بقدر ما تظهر وبشكل جوهري حرب إبادة وتطهير وتهجير تمارسها عصابات إجرام منظمة، حربا تستهدف وكما يبدو التغيير في تركيبة المجتمع السوري بما يسمح لاستمرار النظام القائم ، تغييرا يتجه نحو فرض توازن اجتماعي جديد على الطريقة اللبنانية أو العراقية، وتغييرا لا يذكّر إلا بما جرى في المنطقة منذ عقود بعيدة، حين قامت عصابات الهاغانا الصهيونية المنظمة والمدعومة من بعض الدول بتشريد قسم كبير من الفلسطينيين، فهل تختلف كفر قاسم عن عين جالوت، وهل يعيد التاريخ نفسه وتنجح تلك العصابات الأسدية ومن يقاتل بجانبها ويدعمها في تحقيق ذلك، وهل سيبقى المجتمع الدولي صامتا على تلك الجريمة بحق الشعب السوري، كما صمت يوماً على مسألة تشريد الفلسطينيين التي شكلت قضية عودتهم إلى ديارهم أكبر معضلة إنسانية حتى اليوم.



#لؤي_حاج_بكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تمكن الاسلاميون في سوريا
- أوهام التقسيم من منظور سياسي مختلف
- البيضا ..مجزرة من نوع جديد
- علويون في الثورة السورية - مؤتمر القاهرة
- الصراع الثقافي في بلدان التحرر الوطني - سوريا نموذجا
- الثورة السورية والوجه الاسلامي
- المعارضة السورية والحل السياسي
- وبرغم كل ما يجري في سوريا


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي حاج بكري - الجريمة المنظمة بحق الشعب السوري