أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - من هو المسؤول: الضحية أم الجلاد؟














المزيد.....

من هو المسؤول: الضحية أم الجلاد؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1259 - 2005 / 7 / 18 - 11:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كم نحن بني البشر قساة لا رحمة في قلوبنا, كم نحن بني البشر لا نعير العواطف الإنسانية وقدرة الإنسان وطاقته على تحمل مشاق طريق التنوير الطويل أي أهمية تذكر, كم نحن لا نعرف غير الجلد في موقع الاحتضان, ومنح الإنسان الذي يعيش محنة مروعة, الدفء الإنساني الضروري بدلاً من توجيه الشتائم والاتهامات غير المعقولة, كم نحن لا نميز بين الضحية والجلاد ونقلب المعايير, فندين الضحية ونسكت عن الجلاد, كم نحن جلادون .. وكم ..وكم؟ من هو الجبان يا سادتي يا كرام, هل هو السيد القمني, أم المجرم الذي هدده بالموت, وهو في قمة إبداعه الفكري الإنساني؟ هل هو السيد القمني, أم المجتمع الذي عجز عن توفير الحماية له؟ هل السيد القمني جبان أم الحكومة التي تحتضن هؤلاء القتلة ولا توفر الحماية للضحية؟ من هو الجبان يا سادتي الأبطال, هو أم نحن الذين لا ندافع عنه بل نوجه له أصابع الاتهام بالجبن وبكل ما هو غير عقلي وغير مقبول؟

دعونا نحتكم إلى عقولنا لا إلى عواطفنا الجياشة أو العفوية غير الواعية..., دعونا لا نفقد توازننا في وقت المحنة في مواجهة مفكر خدم قضية التنوير خدمة كبيرة ورائعة ولسنوات طويلة, وستبقى كتبه مناراً لمن يريد أن يستفيد منها ويتعلم عليها. لا يجوز توجيه السهام لأسد جريح, فهو منا نحن بني البشر, فهو جزء من القافلة التي تسير رغم نباح الكلاب السائبة. علينا أن نحمله على أكتافنا إن تعب من بعد المسافة ومشاق الطريق, أن نحمل عنه المهمة ونواصل الدرب, أن نحميه!
من مر بالمحن السابقة, من عانى من اضطهاد وقتل الإسلاميين السياسيين المتطرفين الإرهابيين, من يعرف وحشيتهم في بقر بطون الحوامل في الجزائر وقتل الأطفال الرضع, من نحر رؤوس الشيوخ والنساء المسنات والشباب المثقف المتنور والديمقراطي والعلماني, عندها يدرك معنى الرجفة الإنسانية في قلب إنسان كبير, يدرك معنى الاحتضان الضروري في وقت المحنة الراهنة من أجل أن نساعد الإنسان الحر على النهوض, لا أن ندفعه إلى الهاوية, فلكل إنسان هفوة ولكل حصان كبوة, يا سادتي الأفاضل؟ هل بهذا الأسلوب نستطيع الدفاع عن الذين يشاركون معنا في عملية التنوير الديني والاجتماعي والسياسي, ثم لا ندرك قدرة هذا الإنسان أو ذاك على تحمل المزيد من الصعاب, ولا ندرك الخطيئة التي ينبغي تحميلها تلك الحكومات التي لا تدافع عن حرية رأي أبناء الوطن وتتركهم عرضة لتهديدات القتلة, أولئك الذين اغتالوا فرج فوده وهجروا قسراً نصر حامد أبو زيد وقتلوا المئات والآلاف من أبناء الجزائر والعراق ولبنان وسوريا و...الخ.

لقد كان القمني وما يزال علماً من أعلام الفكر التنويري, إنساناً شامخاً بفكره وقدراته على خوض الحوار والدفاع عن رؤيته في مواجهة الرأي الآخر. تعلمنا منه وتعلم آخرون وستبقى كتبه تقرأ من آخرين وآخرين بالرغم من سيوف الجلادين المسلولة والمسلطة على رقبته ورقاب الآخرين, بالرغم من البنادق المشرعة إلى صدره وكواتم الصوت الموجهة من خلفه. سيبقى الناس يؤشرون بأصابعهم إلى هذا الكاتب الإنسان الذي فجر في الكثير من الناس الكلمة الصادقة والحجة السليمة والرؤية الواعية والوعي بالواقع وبمشكلات الإسلام والمسلمين الراهنة. هل يحق لنا أن ندين إنساناً بالجبن وقد هدد بالموت وربما هددت زوجته وهدد أطفاله وكل عائلته, في حين لا ندين المجتمع الذي لا يدافع عنه ولا الحكومة المسؤولة عن حمايته؟
كم أتمنى أن يعتذر هؤلاء الذين نالوا من كرامة السيد القمني وهو في محنته الإنسانية الراهنة, وأن يسعوا إلى توفير الحماية له ليمارس الكتابة بالفكر الذي تبناه عن قناعة كاملة ولم يتخل عنه.
لا أرضى بالموقف الذي اتخذه السيد القمني ولا أقره عليه, ولكني لا أشعر بالأسى للسيد القمني, بل أحس بضرورة احتضانه.
في حياتي النضالية التي تجاوزت خمسة عقود ونيف مررت وتعرفت وعايشت مناضلين مروا بظروف نضالية قاهرة لم يتحملوا قهر الجلادين المجرمين, أجبروا في لحظة ضعف إنسانية على تقديم البراءة من الفكر الذي تبنوه والكلمة التي كتبوها والنضال الذي خاضوه, ولكنهم لم يفقدوا إنسانيتهم, ودفء الآخرين هو الذي أعادهم إلى دروب النضال الشاقة والطويلة. لقد أدنا البراءة وأدنا الجلاد أولاً وقبل كل شيء وانتقدنا الضحية ولكن فهمنا ضعف الإنسان وقدرته على التحمل والتباين بين البشر في هذا المجال. لا أتمنى لمن جلد السيد القمني أن يمر بذات التجربة التي يمر بها اليوم السيد القمني, لأني لا أريد له مخاض التجربة القاسية التي يعيشها السيد القمني.
لنعمل معاً, لنتكاتف, لنحمي كتابنا المتنورين والديمقراطيين من المجرمين المهووسين بالقتل ورؤية سيول الدماء وجثث الضحايا المتناثرة. إن هؤلاء الذين يهددون السيد القمني, هم من نفس الهوية, من فكرية وسياسة الذين يفجرون السيارات المفخخة ويفخخون الانتحاريين الجبناء في بغداد ويقتلون مئات الناس كما حصل أخيراً في بغداد والمسيب وغيرهما. لنردد معاً: قول الشاعر السماوي:
وإذا تكاتف الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي درب يسلكون!

برلين في 17/7/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمرك: واقع متطور وآفاق واعدة
- من أجل مواجهة إرهاب الإسلاميين المتطرفين في العالم في ضوء أح ...
- هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم ...
- لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!
- هل طرأت تغيير ات فعلية على فكر وممارسات القوى القومية العربي ...
- العراق والتعذيب الجاري في المعتقلات العراقية الراهنة!
- هل من بديل عن شعار -الدين لله والوطن للجميع- في العراق؟
- القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - من هو المسؤول: الضحية أم الجلاد؟