|
ثَورَةُ الحُبِّ
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 15:54
المحور:
الادب والفن
ثَورَةُ الحُبِّ
ضَعِي يَدَكِ المُرْتَعِشَةَ عَلَى صَدْرِي.. عَلَى شَفَتِي عَلَى شَعْرِي، فَلَمْ أَعُدْ أُطِيقُ الإِنْتِظَارْ، تَفَحَّصِينِي جَيِّدً، أَلَمْ أنْضُجْ بِمَا يَكْفِي، حَتَّى تَرْفَعِي عَنْ وَجْهِكِ يَا مَلَاكِي الخِمَارْ، حَتَّى تَأذَنِي بِبَدْءِ الرَّبِيعِ، بِبَدْءِ إِنْتِفَاضَةِ القُلَوبِ الحُمْرِ، وَتَكْسِرِي القُيُودَ فِي نُفُوسِ العَبِيدِ، وَنُفُوسِ الأَحْرَارْ، هَيَّا خُذِي المُبَادَرَةْ.. كُونِي كَمَا عَهِدْتُكِ، لَا تَتَرَدَّدِي فِي إِتِّخَاذِ القَرَارْ، لَنْ يَفْعَلْهَا سِوَاكِ.. أَنْتِ مَنْ سَيُشْعِلُ قُلُوبَ العَاشِقِينَ ثَورَةً، أَنْتِ مَنْ سَتَكُونِينَ لِثَورَةِ الحُبِّ شَرَارْ، هَيَّا إِنْهَضِي وَقَرِّرِي زَمَنَ الحُبِّ، وَاِرْفَعِي عَنْ زَهْرَةِ اليَاسَمِينِ السِّتَارْ، لَا تَهْتَمِّي يَا عَزِيزَتِي.. أَنَا جَيْشُكِ، لَنْ تَكُونِي وَحْدَكِ فِي وَجْهِ الإعْصَارْ، أَنَا مَنْ سَيُطْفِئُ حَرِيقَ شَفَتَيكِ، أَنَا مَنْ سَيَذُبُّ هِجَاءَ الثَّعَالِبِ عَنْكِ، وَأَنَا مَنْ سَيُخْمِدُ فِي أَحْشَائِكِ النَّارْ، سَأَنْتَصِرُ لَكِ عَلَى الحُزْنِ، سَأَسْحَقُ لَكِ مَنْ صَنَعَ مِنْ أُمَتِي قَطِيعَ بَهَالِيلٍ، وَسَأَنْتَقِمُ لَكِ مِنْ سُيُوفِ التَّتَارْ، هَاتِي يَدَاكِ.. إِنِّي أَذُوبُ شَوقً لِتَقْبِيلِ شَفَتَاكِ، إِنِّي أَذُوبُ شَوقً، إِنِّي أَحْتَرِقُ تَوقً، لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ الحَقِّ فِي نُصْرَةِ نَهْدَاكِ، هَاتِي يَدَاكِ.. وَإِمْسَحِي الدَّمْعَةَ المَجْرُوحَةَ فِي عَيْنِي، بِأَنَامِلِكِ الصِّغَارْ، ثُمَّ أَعْلِنِي عَلَى الدَّهْمَاءِ بَدْأَ المَعْرَكَةْ، لِيَعْلَمَ المُشَعْوِذِونَ أنَّ مَصِيرَهُمْ هُوَ ألتَّهْلُكَةْ، وَأَنَّهُ قَدْ إِنْهَارَتْ مِنْ حَولِهِمْ الأَسْوارْ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ ثَورَةَ الحُبِّ عَلَى حِقْدِهِمْ لِلأُنُوثَةِ قَدْ بَدَأَتْ، وَإِنَّ نَحْنُ لَهَا، وَنَحْنُ لَهَا جُنْدٌ، وَنَحْنُ لَهَا لَثُوَّارْ، هَاتِي يَدَاكِ يَاسَيِّدَتِي وَإفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ، فَالأُنُوثَةُ مِصْبَاحٌ بِهَا الرُّوحُ تَأْنَسُ، وَبِهَا الحَيَاةُ تُنَارْ، إِفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ يَا إِمْرَأةْ.. فَأَنْتِ الغُصَّةُ الكُبْرَى فِي حَلْقِ الأَشْرَارْ، إِفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ وَتَبَاهِي بِهَا، فَفُحُولَةُ الجُّبَنَاءِ لَيسَ لَهَا إِلَا الخِسَةَ، وَالنَذَالَةَ، وَالعُهْرَ إِفْتِخَارْ، رُجُولَتُهُمْ، وَشَرَفُهُمْ، وَشَجَاعَتُهُمْ بَينَ أَفْخَاذِهِمْ، فَهَلْ هُنَاكَ مِنْ خِزْيٍ، وَعَارٍ، أَقْسَى وَأبْشَعُ مِنْ هَذَا العَارْ.. يَالِلعَارْ يَالِلعَارْ، أُمَّةٌ أَرْقَى أَمَانِيهَا، شَمْشَمَةٌ، وَحَمْحَمَةٌ، وَدَنْدَنةٌ تَحْتَ الزِّنَارْ، يَالِلعَارْ يَالِلعَارْ.. إِنْهَضِي.. مَنْ هَؤُلَاءِ الرِّعَاعِ؟ حَتَّى يُعْدِمُوا ضَفَائِرَكِ، حَتَّى يَسْلِبَوا النُّورَ مِنْ عَيْنَيْكِ، مَنْ هَؤُلَاءِ الأَمِعَاتِ الأَبْقَارْ، إِنْهَضِي.. لِنَدُكَّ حُصُونَ الكَبْتِ فِي عُقُولِهِم، وَنَحْرِقَ عَمَائِمَهُمْ المُتَعَفِنَةَ، وَنَنْفُضَ عَنْ اَحْلَامِنَا الغُبَارْ، لِنَرْقُصَ رَقْصَةَ النَّصْرِ عَلَى جُثَّةِ تَخَلُّفِهِمْ، وَنُعْدِمَ فِي سَاحَةِ الحُرِّيَةِ، سَيفَهُمْ المَكَّارْ، هَاتِي يَدَاكِ يَا أُنْثَى.. فَفِي حَلَبَاتِ النَّصْرِ يَنْتَظِرُنَا الرِّفَاقْ، لِتُلْقِي فِي قُلُوبِهِمْ وُرُودَ الحُبِّ، وَتُلْقِي عَلَى مَسَامِعِهِمْ، قَصَائِدَ الإِنْتِصَارْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ يَا حَلَبْ
-
اِقْتَرِبِي مِنِّي
-
لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ
-
آهٍ يَا أُمِّي
-
أنتِ وطني
-
يا سبحان عينيك
-
بني يعرب
-
اهواك بلا اسباب
-
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
-
إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم
...
-
الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم)
...
-
حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة-
...
-
رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا
...
-
فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
-
“شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا
...
-
تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
-
رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا
...
-
“فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|