أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - الأسلام السياسي بين مطرقة الدولة وسندان الدين















المزيد.....

الأسلام السياسي بين مطرقة الدولة وسندان الدين


خضر عواد الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاسلام السياسي بين مطرقة الدولة وسندان الدين :
إلأسلام السياسي : مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي أستخدم لتوصيف الحركات التي كانت تؤمن بالتغيير وتؤمن بالإسلام باعتباره نظاماً سياسياً للحكم ، وتعتبر دول مثل إيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان، والصومال أمثلة عن هذا المشروع ، وان كانت هذه الأنظمة تستخدم مصطلحات مثل حكم الشريعة أو الحاكمية ، اذاً السياسة جزء أصيل في تكوين هذه الاحزاب والحركات الاسلامية كونها أتخذت الشريعة دستوراً مؤمنة أن الأسلام بطبيعته الشمولية دين ودولة ، وأن السياسة هي وسيلة للحركات الاسلامية لبلوغ الهدف النهائي وهونظام الحاكمية و تطبيق الشريعة نظاماً للحكم ، تبعا للشيخ حسن البنا والمودودي وعبد القادر عودة، وكثيرين آخرين الذين أسسوا لنظرية أنّ الإسلام دينٌ ودولةٌ ونظامٌ كاملٌ للحياتين الخاصة والعامة .
يعتبر مصطلح الإسلام الأصولي بالإنجليزية:( Islamic Fundamentalism) من أول المصطلحات التي تم استعمالها لوصف ما يسمى اليوم "إسلام سياسي" حيث عقد في سبتمبر عام 1994 م مؤتمر عالمي في واشنطن في الولايات المتحدة باسم " خطر الإسلام الأصولي على شمال أفريقيا" وكان المؤتمر عن السودان وما وصفه المؤتمر بمحاولة إيران نشر "الثورة الإسلامية" إلى أفريقيا عن طريق السودان بعد ذلك تدريجياً وفي التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح "الإسلاميون المتطرفون" واستقرت التسمية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 على الإسلام السياسي .
يعتبر تنظيم جماعة الأخوان المسلمين بمصر والذي تأسس في مارس من العام 1928 على يد الشيخ حسن البنا الحركة الأم أو الحاضنة التي أنتجت معظم الجماعات الأسلامية في العالم الاسلامي حتى بلغت 72 حزب أسلامي بالاضافة إلى بعض الاحزاب الاسلامية الاخرى كما هو الحال جبهة الانقاذ الاسلامية بالجزائر والمؤتمر الشعبي السوداني اللذان كانا قريبين بفكرهما من حركة الاخوان المسلمين ، ولقد كانت الجماعة في بداية نشأتها دعوة الى الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي قبل أن تتحول إلى تنظيم أصبح واحداً من أهم اهدافه أقتحام العمل السياسي للوصول إلى مرحلة لاحقة لقيادة الأمة ولقد كان حسن البنا حريصاً على أبلاغ رسالته الدعوية تلك ففي مايو 1947 كتب حسن البنا منشوره المشهور (رسالة نحو النور) وهي متضمنه مطالبه الخمسين لأصلاح شأن الأمة وبعث بها على شكل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب وكذلك رؤساء الأحزاب والجمعيات معتبراً فيها أن الأسلام هو الحل وأنه المؤهل لقيادة الامة بالقول (وإننا إذا سلكنا بالأمة هذا المسلك أستطعنا أن نحصل على فوائد كثيرة منها أن المنهاج الإسلامي قد جرب من قبل وشهد التاريخ بصلاحيته، وأخرج للناس أمة من أقوى الأمم وأفضلها وأرحمها وأبرها وأبركها على الإنسانية جميعاً وله من قدسيته واستقراره في نفوس الناس ما يسهل على الجميع تناوله وفقهه والاستجابة له ) .
لقد أتيحت للحركات الاسلامية فرصة ذهبية خلال عامين منذ أقدم التونسي محمد بوزيد في ولاية سيدي بو زيد في كانون الاول 2010 على أحراق نفسه أحتجاجاً على الحالة المتردية التي كان يعيشها بالأضافة إلى ماتعرض له من أذلال على يد أحدى الشرطيات ،هذه الفرصة ربما لم يكن حتى يجرء أن يحلم بها أكثر المتفائلين من القيادات الأسلامية لقد كانت بداية مفاجأة صاحبها أمل كبير من قبل الجماهير التي أقترعت لتلك الأحزاب بديلاً عن حكم العسكر في بلدان ما أطلق عليه الربيع العربي تونس ومصر وليبيا ، أن الحديث عن الأسلام السياسي حديث عن تاريخ مهم من حياة الأمة الاسلامية والعربية فلقد شغلت التيارات والحركات الأسلامية حيزاً مهماً من التراث السياسي والأيدلوجي من خلال نشأتها وضروف تطورها أو من خلال رموزها وأدبياتها التي أغنت المكتبة العربية وحاولت أن تقدم الأسلام بديلاً عن النظم الشمولية التي كانت بديلاً عن مرحلة الأستعمار في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم ، من الواضح أن حركات الإسلام السياسي وقعت أن تدرك ذلك ضحية التوقيت المفاجأ للثورات من ناحية وضحية لما حققته من أنتصار أنتخابي واضح أنساها أن شرعيتها الانتخابية تظل منقوصة دون نجاح وأكتمال تجربة الأداء الحكومي ، فالرغبة في الحكم دون برنامج حكومي تجعل من الصعب على أي حاكم مواجهة المجتمع ، ولقد حاولت الحركات المنضوية تحت عبائة الجماعة أن تحافظ على بقايا شكلها الدعوي وهنا نقرأ التعريف الموجز الذي أورده واحداً من رموزها وهو الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بتونس حيث يقول مانصه "نقصد بالحركة الإسلامية جملة النشاط المنبعث بدوافع الإسلام لتحقيق أهدافه وتحقيق التجدد المستمر له من أصل ضبط الواقع وتوجيهه أبداً، وذلك نظراً لأن الإسلام جاء لكل زمان ومكان ، فحتّم أن تكون رسالته متجددة بتغيير أوضاع الزمان والمكان ، وبتطور العلوم والمعارف والفنون وبناءً عليه ، فإن اهداف الحركة الإسلامية ، واستراتيجيتها ووسائل عملها ستختلف باختلاف الزمان والمكان) المصدر راشد الغنوشي الحركة الاسلامية ومسالة التغير ص11 .
ولقد ساعد الأطار العام لشكل الدولة في البلدان العربية والاسلامية والتي في معضمها دول دينها الرسمي هو الدين الاسلامي على تسهيل مهمة هذه الأحزاب وفي حوار لراشد الغنوشي في الموقع الاخباري مغرب برس في العام 2008 يقول ( لا يحتاج الاسلاميون للقيام بانقلابات على الدول القائمة لتحويلها دولا إسلامية فهي دول إسلامية سواء أكان من جهة أن غالبية سكانها مسلمون، أم كان من جهة دساتيرها فكلها تقريبا تنص على أنها دول ليست علمانية معادية للإسلام أو محايدة إزاءه، بل لها دين هو الاسلام وقد تشرح ذلك بأن الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد أو الرئيسي للتشريع وهو شرح مترتب على أصل الاعتراف بأن للدولة دينا هو الاسلام، وإذن فما يحتاج الاسلاميون إلا لتفعيل هذه الحقيقة حتى تمتد آثار هذا الجذع في كل فروع هذه الدولة ولا تظل مجرد شعار خاو وضربا من النفاق ) . لكن يبدو أن ما حصل بعد ذلك لهذه الاحزاب بعد أن تمكنت من بلوغ أقصى غاياتها وهي سدة الحكم أنها عجزت أن تقدم مشروعها الألهي على انه الحل لجميع مشاكل العصر فلقد كانت المهمة أكبر من مرجعية أحادية وتحولت بوقت قصير إلى مؤسسة ثيقراطية كان همها الوحيد أن تثبت وجودها و تجمع بيدها أكبر قدر من السلطات دون الألتفات إلى شركائها في الوطن والذين رفعوا معها شعار الثورة والتغير كما فعلت الجماعة بمصر في عهد الرئيس محمد مرسي أول رئيس اخواني منتخب في 24 يونيو 2012 حيث أصدر أعلانه الدستوري في 22 نوفمبر 2012بعد شهور قليلة من توليه السلطة محاولاً وضع جميع السلطات تحت يده وكان من الأسباب الرئيسية التي أطاحت بمشروع جماعة الاخوان التاريخي بحكم مصر .
في الجزائر التي ليست بعيدة عن مصر وتونس كانت تجربة الجماعات الاسلامية المتمثلة بالجبهة الاسلامية للأنقاذ التي أسسها عباس مدني وعلي بلحاج في 18 فبراير 1989 بعد التعديل الدستوري وأدخال التعددية الحزبية بالجزائر أثر الانتفاضة الشعبية في 5 اكتوبر 1988 ، كانت التجربة مريرة ومنفرة للجزائرين عموماً خصوصاً بعد قرارات حضر الجماعة وأعلان الأحكام العرفية بعد فوزها بالانتخابات البرلمانية في 26 ديسمبر 1991 وفازت باغلبية ساحقة بلغت 82% بعد أنتقال السلطات إلى المجلس الاعلى للدولة بعد أستقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في 11 يناير 1992 وبرر المجلس قراراته بحضر الجماعة والغاء الانتخابات بأن الجماعة كانت تهدد التجربة الديمقراطية الفتية للجزائر ، وتبع ذلك أعمال عنف بدأت باغتيال الرئيس محمد بوضياف ولم تنتهي إلا بالعشرية السوداء أو الحمراء التي أمتدت من العام 1992 حتى العام 2002 بسلسلة عنيفة من أعمال القتل والتخريب وأستهداف مؤسسات الدولة والشعب الجزائري مخلفة ورائها اكثر من 200 الف قتيل ومليارات الدولارات ، يبدو أن الجماعات الاسلامية بعد أن فقدت معظم مكتسباتها التي حصلت عليها خلال فترة قصيرة من عمر الربيع العربي مازالت تنظر بعين إلى حلمها القديم بقيادة الامة وبعين أٌخرى إلى واقع أصبحت فيه أداة تعطيل مٌهمشة لم تعد فيه تملك القرار بأن تكون مؤثرة وفاعلة .
خضر عواد الخزاعي



#خضر_عواد_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات من تأيخ العراق الحديث الشيخ عبد الواحد الحاج سكر إنمو ...
- شخصيات من تأريخ العراق الحديث طالب النقيب إنموذجاً
- الدعوة الى تحريم الانتخابات والمراهنة على خلط الاوراق
- صناعة التأريخ
- الانتخابات العراقية والبديل الغائب
- تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - الأسلام السياسي بين مطرقة الدولة وسندان الدين