أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - الفيس بووك في العراق ،ثلاجة الموتى














المزيد.....

الفيس بووك في العراق ،ثلاجة الموتى


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 11:08
المحور: المجتمع المدني
    



اي بداية اكتب وانمّق وأختار واستطيع التركيز؟ أي كلمات جميلة الحزن صادقة المعاني باسقة الآلم لاتريد ان تقبضها قبضة اناملي لتكون هنا شاهدا على سيول مدمرة من احزان كل يوم في العراق؟ لاداعي للتساؤل ومخالطة الريبة ومعانقة التساؤل......فإنا أملك السؤال وأملك الجواب واملك بينهما دموعا ليس مُهماً إنها على آهبة الإستعداد العسكري لتلبية نداء الواجب اليومي!! من غرابة التطور أنه في العراق بعد كل الحرمان صرنا لانستغرب ان تكون بائعة الفجل المحترمة المهنة الأمية تملك هاتفا نقالا تعرف كيف تضغط على زر الإجابة والسبب لكي يطمئن عليها آهلها من مصير مجهولية كل يوم في العراق... لذا دخل الفيس بووك حياتنا كالعالم وأحدث نقلة نوعية وتواصلا إعذروني إذا كنت آرى الجانب الإيجابي المشرق فيه فقط... لان كل منا ينظر لجهة قصده ومرامه ورؤيته لإي مايفعل...ومن اغرب الغرائب في حياة الفيس بووك العراقي، علما لإني وضعت هذا التصنيف الإقليمي له...أنه في العراق صار ثلاجة وليس مقبرة لصور الموتى!! فما يكاد العراقي الباقي على قيد الحياة يسمع بوفاة آحد من معارفه حتى يبادر فورا لوضع صورته في الفيس بووك! متناسيا ان تلك البسمات للميت وصورة إشراقة عينيه وشبابه وهو الغالي تمزق البطين والآذين وشغاف القلب بل تقلع الصورة بمخالبها ، القلب نفسه من قفصه الصدري!! فأنت تتامل حيا أصبح ميتا وبتراجيديا لم ترسمها براعات هوليوود نفسها...كنت قد كتبت نفس الموضوع قبل سنوات (أيها البحارنة الأعزاء لا تنشروا صور شبابكم الشهداء) وعذرا إن أقتبست بعض ماكتبت لإن ظاهرة النعي العراقي الفيس بووكي ظاهرة ربما اجد سطوعها عراقيا قبل اي دولة في الكون!!
ألا يخجل الموت من التربّص بالاطفال والشباب والنساء ؟. إنكم تؤلموننا وتؤذوننا وتسحقون صمتنا وصمم أسماعنا بنشر صور شبابكم الذين رحلوا بتراجيديات نسمع كل يوم لها لونا جديدا وسيناريو مستحدثا وتوصيفا غريبا حتى عن التداول نستذوق حزنه القاتم في شفاه أحداقنا وتجعلون مسيرة الدموع تتموج وتتعرج بمسارها من أحداق عيوننا وتقّرح اجفاننا ومآقيها الى قلوبنا تهزّ فيها نخوّة النزف اليومي معكم دون جدوى!! نحن العراقيون أقرب للالم والحزن من حبل الوريد لاننا نعرف عندما تتعانق الاهات والحسرات في مسيرة دم نازف مع غياب ترسمونه لنا بخبر يذوب لإطلالة شاب في مقتبل العمر أو مغادر لسن الطفولة يفرح قلب امه بنشأته لحظة ولحظة لترسله الأقدار معانقا شهقة أب وانفطار قلب ام دائمة النظر للمستقبل المرسوم لوليدها ... يفارق امانيه ومستقبله وهواياته وتبقى لامه ذكريات ملابسه المعلّقة في الاحداق لافي دواليب الملابس، يقينا كانت تشمّ تلك الملابس وتفكر في نوع العطر الذي ستطيبها به، وإذا رحيق الشهادة يعطّربشذاه ذاك جسد المجد المظلوم الموسوم شابا حتى كتبه المدرسية تنادي فراق يديه للابد من دون جدوى ويبقى أصدقاؤه يتداولون الدموع بدل الحوار سنوات ليتشظى عندهم حب الوطن الذي يمحق كرامتهم برصاصه وهوج أفعال مدروس العنف. وكنت أيضا من باب تحسس الألم اليومي كتبت قصة بعنوان ( ثلاجة الموتى) وفعلا هاهي صفحات الفيس بووك تتعطر بصور ضحايا الانفجار في مدينة خانقين العزيزة عندما اندس همجي حقود بين جموع محتفلة بحب الرئيس الطالباني وهم يرونه لاول مرة بعد وعكته الصحية... ليدمر ويقتل العشرات وفيهم من تخرّج لتوه.. شباب تبحث الدموع عن دم لتبكيهم.. فهل عرفتم لماذا الفيس بووك العراقي اليوم هو ثلاجة الموتى؟ فليدرسها علماء الإجتماع والظواهر الكونية والبيئيون لايهم.. والمهتمين والمستشارين وإعذروني إني قد قفلت حسابي في الفيس بووك لإني آرى بالعين مالايصدمني بالشاشة الكمبيوترية من حزن دافق كل يوم! الرحمة لمظلومي العراق والصبر والسلوان للبطون التي انجبتهم وضّيعت الأحزان لاغير، معالم المحاجر والاجفان فيهّن..من شدة بكاء الفراق.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة الانتخابية العراقية تقاتل موسوعة غينيس
- لاتقحموا أم المؤمنين عائشة في كرة القدم!
- مأساة مجتمعية بإنتحار طالب طفل! فاشل دراسيا
- ديمقراطية بالملابس السوداء لطلاب جامعة صلاح الدين في العراق
- هل الفلوجة مُحاصرة أم هي تحاصرنا؟
- 4 عراقيات شهيدات يلتحقن بركب مجد الخلود
- عيد الأم ونوروز والانبار تحصد ارواح الشباب العراقي
- عيدك ياعراقية...شهوق الدمع
- ألغاز إنتخاب رئيس لإتحاد كرة القدم العراقي
- رونالدو أم ريبيري سيفوز بجائزة افضل لاعب لعام 2013؟
- أينحاز الفيفا لميسى؟
- أيتامنا يتصدق عليهم الغرباء وحكومتنا تتفرج
- نادي الآرسنال اليوم هو مسعود او زيل
- عجيبة الدنيا الثامنة تحصل في العراق بالصحافة
- عرافّة تتنبأ بعدم فوز المالكي بولاية ثالثة
- ياخليجيون ،البصرة أشهق وأبهى من مقاطعتكم الرياضية
- قبك مأساة مدرسة عراقية تلج التاريخ بدماء تلاميذها
- مفتي الضلالة السعودي العلوان سجينا خلف الجدران
- هل الشيخ العريفي يُبطل السحر الكروي؟
- الكويت تورّد للعراق مواد التموينية الحمورابية


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - الفيس بووك في العراق ،ثلاجة الموتى