أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى مدثر - مشاهد من (صح النوم)














المزيد.....

مشاهد من (صح النوم)


مصطفى مدثر

الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


نقف هكذا في أعلى نقطة من الوادي!
لا نعلم شيئاً . بل نجهل في اعتدادٍ تحسدنا عليه نجيمات الصباح في براحها!
القرية، (صح النوم)، تحتنا، يجرجرها عملاقان يسيطر عليهما نعس غريب.
لولا تلاشيهما مثل دخان لقلت إنهما من أعيان القرية في آمادٍ أخرى سحيقة حكى عنها الأجداد لآبائنا.
لم يستطع أكثرنا أن يتعرف على الممشى المؤدي لبيته أو على أغراض تخصه.
وبعضنا الذين استطاعوا أن يقروا في بيوتهم بفعل أدعية زائفة أو استثناءات يصعب فهمها، ظلوا هناك،
يتابعون من نوافذهم المعتمة وبأفواه فاغرة، ما صهلت به جياد الفجيعة في تحدرها من ما بدا وكأنها آفاق
السماء، بينما بيوتهم ظلت تتحرك في وهن وتصدعٍ ولوعة. كانوا كركاب محتجزين في قطار سيقطهم في
طبيعة لا تعرفهم.
لم يستنزف بكاؤنا على الضحايا كثيراً قبل أن ننخرط، نحن كبار (صح النوم)، في تفعيل الوسائل التي
تعيننا على رفع أطنان من الأدعية وتجلياتها المعدنية ملتفتين بشكل خاص لغياب نسبي للتوسل وللترحم الملّح.
كنت أعتقد أن الوقت نفسه، كما الأوقات اللاحقة له، لم يكن مناسباً للدعاء بخاصة ذلك الذي يعتقد اللاهجون
به أن فيه أفكاراً جديدة أو أصيلة! فأحسن الأدعية لا يتخلى عن لا الناهية، وتذهب اللغة إلى الجحيم، كالعادة،
هي وأدواتها. كنت قد نصحت بالتوقف عن الدعاء وتحويله إلى أمنية سرية وخافقة. معروف أن خفق القلب
لا يحتاج اللغة. قلت لهم: بالمرة دعونا نحتفل بالإحجام عن تكرار الدعاء بعد تخليصه من أدوات النهي والأمر.
هكذا يمكن أن نستعيد حياتنا السهلة وبتلبيات، ربما، أسرع.
إعتقدت أن السبب وراء تعاساتنا هو افراطنا في الدعاء! كما حدث في الماضي نستطيع تصوّر إله متكدر
المزاج بسبب إمطاره بوابل من أدوات النصح والنهي وربما الأمر بترك أشياء وفعل غيرها مما يرى أصحاب
الدعاء أنه أحسن (له) وكل ذلك كان على الدوام مصحوباً بهستيريا الإعادة والتكرار.
أذكر هذا الصديق.
طلب أشياء في تأبين صديقه المتوفي استدعت أن ينتحي به جانباً أحد رجالات (صح النوم) ويعنّفه على قسوة
طلباته علينا. كان الصديق قد طلب أن يُغسل الميت بنوع معيّن من البَرَد (الثلج) معروف بندرته في انحائنا
وكما لاحظ الحكيم (شبُور)، في استقصاء صوري كلفته به، فهذا البَرَد مستبعد حتى من قائمة اللاموجودات
التي أنعمنا عليها بوجود وافر في بيئتنا!
وبعد إيداع الميت في بطن قبره، طفا راجعاً فأشرت على صديقه أن يصمت، فصمت!
همست في أذنه: لن يحتاج أن يغسله أحد بعد الآن. إنه أوان المسيل يا صديق. ألا ترى؟
كانت الأرض تتصدع تحتنا وتلين.
رفات اليوم تلتحق بها رفات الأمس. يكاد عناقٌ يقع بينهما!
وعند الرخو من الأرض تدور الرفات جميعها، تنثني خصورها ثم لا تلبث أن تدرك مستقرها في حبورٍ نحو ماءٍ بعيد!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاحنة ليلة، قصة قصيرة
- واقعة مؤلمة، قصة قصيرة
- تماماً، ليس بعد- قصة قصيرة


المزيد.....




- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى مدثر - مشاهد من (صح النوم)