أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - اللجان الحزبية غير المفوضة ودورها في قيادة الحزب الشيوعي العراقي 1947-1949















المزيد.....


اللجان الحزبية غير المفوضة ودورها في قيادة الحزب الشيوعي العراقي 1947-1949


سيف عدنان ارحيم القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت بعد القاء القبض على سكرتير وأعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي(فهد،حازم،صارم)،في دار الصيدلي ناجي شميل في 18/1/ 1947 نكسة بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي وعلى الرغم من هذا الأمر فأنه لم يسبب أنقاطعاً لمنظمات الحزب الشيوعي فقد تشكلت لجان حزبية غير مفوضة من قبل مؤتمر الحزب الذي يعقد لتفويضها للعمل وأستمر عمل تلك اللجان حتى انعقد الكونفرنس الثاني عام 1956 للظروف الحرجة التي مر بها الحزب الشيوعي فكان عمل تلك اللجان المؤقتة هو لتسيير دفة الحزب وتستند في عملها في بادئ الأمر بما يصلها من المكتب السياسي المرسلة من قادته في السجن عبر عوائل المسجونين وكانت الرسائل تكتب بماء البصل يوقع فهد بعض الرسائل تحت مسمى الحاج فكان من جملة ملاحظات فهد على ما يقوم به الحزب الشيوعي من اعمال ويبدي وجهة نظره حول الأوضاع السياسية الداخلية والعالمية وطلب القيام بالاضطرابات والأعمال الثورية المختلفة.
وكانت أولى هذه اللجان التي تشكلت لقيادة الحزب هي لجنة(يهودا ابراهيم صديق،وابراهيم شاؤول،ومير يعقوب ويوسف زلوف ،ومالك سيف،وعبدالوهاب عبدالرزاق)وكإجراء وقائي سريع قام يهودا بنقل المطبعة من محلة المهدية الى الكرادة الشرقية وبدأ بإعادة تنظيم الحزب في مناطق العراق.
وكان من جملة الذين استدعاهم يهودا صديق للعمل في صفوف الحزب هو مالك سيف الذي وصل بغداد في نيسان 1947 ليسكن وكراً حزبياً في محلة باب الشيخ 1947 لتنقل اليها المطبعة لكون المطبعة هي العمود الأساسي لتوجيه الجماهير عن بقاء التنظيم الشيوعي دون أن يتعرض لنكسة بعد اعتقال قادته،وتمكن يهودا من الحصول على مقال افتتاحي لفهد لنشره في العدد الجديد من القاعدة وكانت صلة الوصل بين قادة الحزب في السجن والمركز هي الن ناجي شميل زوجة الصيدلي الذي القى القبض على قادة المكتب السياسي في منزله فتمكن اعضاء اللجنة من نشر المقالات والاحتجاجات بحكم الإعدام الصادر على قادة الحزب في سجن الكوت.
وتمكن اعضاء اللجنة من مد جسور التنظيم لبقية الوية العراق من بينها تنظيم المنطقة الجنوبية والشمالية وفرع الأرمن وعزز موقف الحزب انضمام جماعة اللجنة الوطنية التي يرأسها زكي خيري وشريف الشيخ وعلي الطعان وجاسم الطعان لصفوف الحزب الشيوعي ووافق فهد على قبولهم والاستفادة من جريدة الأساس لنشر المواضيع التي تهم الحركة الوطنية.
ونشطت المنظمات التابعة للحزب الشيوعي لتعزيز تواجدها ومن بينها المنظمات النساشية التي كان على رأسها نزيهة الدليمي إضافة الى المنظمات الأخرى في الوية العراق.
وبالرغم من نشاط الحزب الشيوعي الداخلي فلم تكن له اتصالات منظمة مع الأحزاب الشيوعية الأخرى وإنما اقتصرت على تبادل المنشورات بين حزب وآخر عن طريق تعارف بعض الأعضاء،فكانت من ضمن الأسئلة التي ترد على الشيوعيين المعتقلين هو علاقة الحزب الشيوعي العراقي بالسوفيت وعن تمويل الحزب مالياً فكانت أغلب الاعترافات ان التمويل هو من دفع اشتراكات الأعضاء ومن مردودات الجريدة إضافة الى الأكتاب الذي يصدره الحزب لأعضائه وللمؤازرين بسبب ضائقة مالية يمر بها.
وفي خضم تلك الظروف الحرجة التي مر بها الحزب الشيوعي والتنافس بين قادة اللجنة التي تدير سياسة الحزب الشيوعي حتى طفت على السطح قضية معاهدة بورتسموت في كانون الثاني 1948 والتي مكنت الحزب الشيوعي العراقي من يعيد قوته الجماهيرية والتنظيمية فتمكن من عقد جبهة مع قادة حزب الشعب وجماعة حزب الديمقراطي الكردي وجماعة كامل قزانجي وشكل الحزب لجنة عليا من طلاب المدارس العالية ضمت الأحزاب المؤتلفة فكان والتي توجت بمظاهرات 19/كانون الثاني 1948،فكان هدف الحزب الشيوعي من تلك المظاهرات ايجاد ارضية لنشاطه والإعلان عن مطاليب الحزب في الشعارات التي ترفع وإظهار نشاط الحزب علناً في الشوارع ليلتفت لها الناس والاستفادة من الوضع الجديد الذي سيخلف رفض معاهدة بورتسموث بمجيء وزارة ديمقراطية.
ولكن عمر هذه اللجنة لم يدم طويلاً بسبب كبس أوكارها في 12/10/1948 في محلة الهيتاويين في بغداد وعثر فيها على كل من يهودا ابراهيم صديق وجاسم حمودي وهادي عبدالرضا وعزيز محمد ووالدته ومالك سيف وكتاب موجه الى يهودا صديق موقع بتوقيع فهد والذي على اثره اعيدت محاكمته وبدأ مالك سيف ينهال بالاعترافات عن نشاط الحزب وأوكاره وأعضائه وعندما وجه قاضي التحقيق لقادة المكتب السياسي عن معرفتهم بأعضاء اللجنة فكان الجواب النفي رغم وجود مالك سيف أمامهم في التحقيق وهذا الموقف من قبل مالك سيف يعود لكون القيادة أوكلت ثقتها لشخصه دون معرفة بقوته التنظيمية .
وحكم على اعضاء اللجنة المركزية من قبل المجلس العرفي العسكري الأول برئاسة العقيد عبدالله رفعت النعساني في 12/2/1949 بالإعدام شنقاً بحق يهودا ابراهيم صديق وحكم على كل من جاسم حمودي وحساني علي وعزيز محمد وعبدالسلام الناصري بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة مع المراقبة بعد خروجهم من السجن لمدة 5 سنوات.
وبالرغم من ما سببته تلك النكسة الجديدة في تاريخ الحزب الشيوعي والاعترافات المسهبة من قبل قادة اللجنة عن تنظيمات الحزب أوقع الكثير فريسة بيد عناصر الأمن وقد جرت محاولة لملئ الفراغ القيادي في تشرين الأول 1948 حيث شكل عزيز الحاج علي حيدر ومحمد عبداللطيف وهاشم عبدالله الأربيلي المركز لحين قيام ساسون شلومو دلال من كوادر بغداد تنظيم بغداد بالاتصال بعدد من رفاقه الذين بقوا محافظين على صلاتهم التنظيمية وشكل لجنة استمرت من كانون الأول 1948 حتى 19 شباط 1949 وضمت إضافة الى ساسون كل من رفيق توفيق جالاك وصبري عبدالكريم واحمد عباس(عبد تمر)،وعبدالرزاق مطر،وتمكنوا من شراء مطبعة صغيرة بـ(23)دينار والحروف بـ(36)دينار لطبع منشوراتهم وجهاز رونيو واستأجروا لهم دوراً لإخفاء الكوادر الحزبية.
وتميزت اللجنة التي شكلها ساسون شلومو دلال بكونها فترة عصيبة في تاريخ الحزب الشيوعي لكونها الفترة التي اعدم فيها محاكمة قادة المكتب السياسي وتشكل المجلس العرفي العسكري الأول في 10 شباط 1949 من حاكمه عبدالله رفعت النعساني وعضوية الحاكمين خليل زكي مردان وفريد علي غالب وأصدر المجلس حكمه بالإعدام بحق فهد وصارم وحازم بدلالة الفقرة الثالثة من المادة الأولى من قانون ذيل العقوبات البغدادي رقم 51 لسنة 1938،وتم تنفيذ الحكم بحقهم في 14-15 شباط 1949،وفي اليوم التالي اصدرت اللجنة الجديدة في 15 شباط بياناً بياناً ووزعته في مختلف الالوية منددة بالإعدام ورفعت اللجنة شعار"يريدوها حرب ابادة فلتكن حرب ابادة"وهذا الشعار لا يتناسب مع موجة الأعتقالات التي طالت العديد من كوادر الحزب ومنهم من آثر ترك الحزب خوفاً من الملاحقة والأعتقال لاسيما تعلق الكثيرين بشخص مؤسس الحزب فهد فكان الأجدى بتلك اللجنة اتباع تكتيك الحفاظ على التنظيم وصلة المركز بالأقاليم بدلاً من رفع شعار الحرب الذي سبب ارهاصات جديدة للحزب ولكن يبدو انها محاولة منه لإبراز قوة الحزب الشيوعي جماهيرياً.
فكان توزيع تنظيمات الحزب كالأتي:
1-يؤسس فرعاً كردياً للحزب الشيوعي العراقي وتناط قيادته رفيق توفيق جالاك.
ويتكون فرع المنطقة الكردية من كل:
أ-اربيل ومسؤولها عبداللطيف السعدي. ب-السليمانية ومسؤولها حميد عثمان.
ج-كركوك ومسؤولها فؤاد بهجت. د-الموصل ومسؤولها عمر محمد الياس.
2-يصبح صبري عبدالكريم سكرتير المنطقة الجنوبية ومركزها البصرة.
ويتكون فرع المنطقة الجنوبية من كل:
أ-البصرة ومسؤولها زكي وطبان. ب-العمارة ومسؤولها فاضل عباس.
ج-المنتفك ومسؤولها فائز عاصم.
3-الحلة مسؤولهها جواد كاظم. 4-النجف مسؤولها محمد علي النجفي.
5-الكوت مسؤولها محمد الشيخ أحمد . 6-المسيب مسؤولها جعفر ابو العيس وصلاح الخزرجي.
أما المناطق غير المتصلة بالحزب لظروف الملاحقات فهي (ديالى-الدليم –الديوانية).
فيؤكد ساسون شلومو دلال على ضرورة تنظيم الحزب بتأكيده بأن"ان الشيوعية ليست مجرد فكرة أو نظرية أو أقوال ليس لها سلاح تحقق بها أهدافها فالتنظيم أي الحزب الشيوعي العراقي وجميع المنظمات التي يقودها ويرشدها هو ركن من أركان الشيوعية في العمل"،بالرغم من الدور الذي أداه دلال فإن الخلافات بقت ملازمة لتلك اللجان فاعتراض كل من أعضاء اللجنة المركزية صبري عبدالكريم سكرتير المنطقة الجنوبية للحزب ورفيق جالاك سكرتير الفرع الكردي على عمل ساسون لادل لكونهم رفضوا أن تجير البيانات باسم اللجنة المركزية حيث أننا لسنا لجنة مركزية فكان يأتي بالبراهين والدلائل على اننا لجنة مفوضه،ولكن عمر هذه اللجنة لم يستمر طويلاَ فسرعان ما القي القبض عى أحد كوادر الحزب الشيوعي العراقي وهو مجيد رؤوف في 17 /2/1949 ليعترف بأنه يسكن وثلاثة من الشيوعيين في دار في منطقة القاطرخانة فكبست تلك الدار ليلة 18-19/2/1949 ووجد فيها كل من عمر علي الشيخ وعادل سليم وعاصم الحيدري وبقيت الدار مراقبة لكل من يتردد عليها وكان من بينهم رفيق توفيق جالاك الذي بدوره أوصل منتسبي التحقيقات الجنائية الى مقر اعضاء اللجنة المركزية وهم(ساسون شلومو دلال وصبري عبدالكريم ويعقوب مصري و محمد علي الشبيبي وهادي هاشم وحسقيل قوجمان وعمومة مصري وسعيدة ساسون وحبيبة ساسون) في منطقة المربعة وليتم أعتقالهم في ليلة 19-20/2/1949،وصدر حكم الإعدام بحق ساسون شلومو دلال في 27/4/1949 لينفذ بحقه كما تم لقادة المكتب السياسي الذين سبقوه.
يبدو ان اللجان التي تقع في قبضة التحقيقات الجنائية سرعان ما يكون لها بديل بالرغم من عدم وضع الترتيبات لقيام لجان تحل محلها لكون أغلب اللجان التي تقع في قبضة الأمن سرعان ما تبدي بالاسترسال عن تنظيمات الحزب الشيوعي وكوادره ولكن تشكيل اللجان كان يقود بشكل فردي ويتصل الأفراد الذين لم يقعوا بقبضة الأمن لجنة لقيادة التنظيمات مثلما فعل جاسم الطعان مسؤول تنظيمات العمال في كركوك الذي حضر لبغداد واتصل بسمير عبدالاحد وبدأ الطعان بالأتصال بمهدي حميد مسؤول كركوك وحميد عثمان مسؤول السليمانية والعمل بتشكيل لجنة مركزية في الثامن من نيسان 1949 ضمت كل من (سمير عبدالأحد ،و مهدي حميد،وحميد عثمان ،وعبدالوهاب عبدالرزاق الشيخلي).
ووزعت اللجنة الجديدة نشرة للأعضاء في 31/1/1949 أعتباراً من هذه اللحظة يكون جميع الأعضاء تحت الأنذار والأتصال المستمر ليلاً ونهاراً بدون انقطاع ويشير البيان على ضرورة التأكيد على"أننا نسمى الطليعة فيجب ان نبرهن على ذلك"، مشيراً أن الحزب الشيوعي العراقي "لا يتهدم بالتجسس والخيانات والمشانق"،مع التأكيد ان الحزب الشيوعي يمر بظروف حرجة وخيانة من داخل الحزب التي وصفها بأنها"باعت اسرار الحزب لقاء فتات موائد التحقيقات الجنائية ولقاء ابقاء حياتهم الخبيثة لحظات معدودات".ووصفهم بالغرباء عن الحزب.
وفي نشرة داخلية لكوادر الحزب بعنوان"رد على الشائعات والآراء الغريبة" والتي تتضمن ثلاث محاور ناقشتها النشرة الحزبية وهي:
1-انه لم يبق في الحزب قادة 2- بضياع المطبعة ضاع كل شيء 3-ان في الحزب جواسيس
وكان رد اللجنة عن تلك الشائعات بأن القضية الأساسية في الحزب ليست المطبعة أو الجريدة أنما الكادر فالمطبعة آلة أوجدها الحزب ويستطيع أن يوجد غيرها متى أراد ومتى أحتاج ،أما قضية الكادر فالحزب الشيوعي كما تشير المادة الثانية من نظامه الداخلي"حزب ثوري يناضل تحت الأرهاب ضد الأرهاب وفي ظروف صعبة شاقة فمن الطبيعي والمحتمل بل والمحتم أحياناً أن يسقط في الكفاح قسم من كادر باستمرار قتلى وجرحى وقد ينضم بعضم الى معسكر الخصم في الساعات الحرجة"،والأمر ينبطق على الجواسيس في داخل الحزب مشيراً بان ليس للحزب معلومات كافية بهذا الصدد طالبا تزويده بالمعلومات من الأعضاء وهي محاولة لرفع معنويات الكوادر الحزبية لمواصلة العمل.
وبالفعل أعادت اللجنة صلتها التنظيمية بفروعها بالألوية فالقطاع الشمالي والجنوبي أصبح مسؤوله مهدي حميد إضافة الى الفروع الأخرى عن العمال
وأشارت اللجنة الخامسة الى الظروف التي مر بها الحزب الشيوعي العراقي في رسالة الى حزب توده الإيراني في 1/6/1949 بأن القيادة سارت على السياسة التوفيقية فسمحت بدخول كتل انتهازية لا يمتون بصلة بحزب الطبقة العاملة بل كانوا يطعنوها بسمومها الخبيثة.
وأكدت اللجنة بأن مسار عملها سيعتمد على ضرورة:
1-الاعتراف بجميع الأخطاء والانحرافات علناً دون تردد أو خوف.
2-تقوية المركزية في الحزب وفرض ضب حديدي.
3-تطهير الحزب من العناصر المندسة.
4-رفع نسبة العضوية بين العمال.
5-تنمية الثقافة السياسة-الثورية وأحياء خطط فهد وتدريب كادر حزبي بمختلف نشاط الحزب.
6-السير على قاعدة الانتقاد الذاتي والالتفاف الى طلبات الأعضاء وشكواهم.
أن طرح هذا النهج يراد به معالجة الأخطاء التي وقعت بها اللجان الحزبية السابقة وسرعة سقوها بيد قوات الأمن وأتخذ الحزب شعار استراتيجي لتلك المرحلة وهو"حكومة ديمقراطية شعبية وكنس الاستعمار والطبقات الحاكمة المأجورة والقضاء عليها".
ومن ضمن التعديلات التي ارتأتها اللجنة الخامسة هو التحييد عن شعار الجبهة الوطنية الموحدة بين الأحزاب الوطنية لكونها حسب وجهت نظرها بأن الأحزاب البرجوازية الحرة قد انهزمت وأن الشعار العلمي هو جبهة شعبية محلية،أي قائمة على تضافر جهود منظمات الحزب الشيوعي العراقي المختلفة.
وفي السياق نفسه،وفي محاولة من اللجنة المركزية لإظهار مكامن القوة من جديد رأت من الضروري الاعتماد على المطبوعات لكونها واجه ستزيد من إقبال الجماهير نحو حزبهم وما يمثله الأعلام من تعزيز وقوة للشيوعيين فطلبت اللجنة من خلال سعيد خلاصجي بشراء مطبعة للحزب والتأكيد بضرورة تجهيز كادر حزبي متمرس على الطباعة،بالإضافة لذلك أصدرت اللجنة المركزية نشرة خطية باسم"الصراع"،لتكون لسان حال الحزب الشيوعي العراقي لحين الانتهاء من تجهيزات المطبعة.
ولكن ملاحقات التحقيقات الجنائية تمكنت من القاء القبض على جاسم الطعان في أيار 1949 ليدلي بدلوه بالاعترافات بحق التنظيمات التي ترتبط به وحكم المجلس العرفي العسكري بحق أعضاء اللجنة في 24/5/1949 على كل من مهدي حميد ورجب عبدالكريم بالأشغال الشاقة المؤبدة وعلى وعبدالوهاب عبدالرزاق وبهنام بطرس شماس بالأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات وجاسم محمد بسنتين سجن،ومن ثم اعتقل حميد عثمان في 13/6/1949.
بعد كبس مقرات اللجنة المركزية الخامسة أعيد تشكيل اللجنة المركزية من جديد حيث تمكن يعقوب قوجمان من جمع كوادر الحزب الشيوعي ممن لم يطالهم الاعتقال أمثال زكي وطبان مسؤول البصرة وبهاء الدين نوري مسؤول السليمانية وهادي سعيد عن تنظيمات بغداد.
فأوعز يعقوب قوجمان عن طريق هادي سعيد بارسل رسالة بواسطة بلال عزيز أحد طلاب دار المعلمين الابتدائية الى بهاء الدين نوري لتسلم المسؤولية موقتاً لحين حضور المسؤول الأول زكي وطبان من البصرة،والشيء المهم في هذه اللجنة انه بعد القاء القبض على حميد عثمان وضع الترتيبات المناسبة للقيادة الجديدة في حال القاء القبض على لجنته الخامسة بأن يكون زكي وطبان مسؤول أول وبهاء الدين نوري مسؤولاً ثاني.
وفي 25 حزيران 1949 كل من زكي وطبان مسؤول اول ،وبهاء الدين نوري عضواً،وهادي سعيد عضواً،مقتصرة على هؤلاء الثلاثة بعد سفر يعقوب قوجمان الى ايران معللاً ذلك بالإتصال بحزب توده الإيراني وإفهامهم بضرورة خلق الكادر النظري الذي يستطيع قيادة التنظيم بعد فقدان اكثر كوادر الحزب بين الاعتقال والمطاردة وكان في حوزته (60)دينار تعود للحزب ولكنه لم يعود للعراق بعد ذلك .
ومهما يكن من أمر،ففي تلك الظروف الجديدة تمكن هادي سعيد من السفر الى الحلة وربط لجنتها بكربلاء والنجف موقتاً ،ومن ثم السفر الى العمارة وربط تنظيماتها من جديد.
فأصبحت التنظيمات الجديدة وفق التقسيم أدناه:
1-البصرة مسؤولها يحيى صالح 2-الناصرية عبدالعال دفتر.
3-العمارة ماجد حمد 4-الحلة عبدالرزاق جمعه
5-كربلاء يحيى مجيد بابان 6-النجف عبدالله الديوان
7-ديالى عثمان محمد سلمان 8-كركوك بلال عزيز
9-السليمانية عبدالله خالد 10-اربيل وريا أمين
11-تكريت وسامراء برهان السامرائي
وبدأت اللجنة المركزية السادسة كحال اللجان السابقة من أعادة هيكلية اللجان الحزبية والبدء بتوزيع البيانات عن طريق آلة الرونيو التي طبع عدد منها في البصرة والتي حملت مع زكي وطبان عند وصوله لبغداد وطالب البيان الأول للجنة في 16 آب 1949 بضرورة نبذ الجماعات التي خانت الحزب الشيوعي وأنها"خارجة من القلعة وليس لها سوى التخريب" ودعا الى ضرورة محاربة هؤلاء من خلال العمل على كشف هؤلاء المندسين"لطردهم خارج قلعتنا".
وكان للحزب الشيوعي رأي في الظروف التي مر بها العراق لاسيما الوضع الأقتصادي المتردي الذي مر به العراق ودعا بضرورة:
1-إسقاط الحكومة السعيدية المجرمة وكل حكومة أخرى تتألف من الجزارين اللصوص وعملاء الاستعمار .
2-الغاء معاهدة 1930 والمعاهدتين العراقية-التركية والعراقية الأردنية.
3-اطلاق الحريات الديمقراطية،حرية تأليف الأحزاب والنقابات وحرية الصحافة وإبداء الرأي والإضرابات والمظاهرات وإطلاق سراح المسجونين.
ودعا الحزب من مؤيديه التعضيد والمساندة ولحملة أكتتاب معللاً ذلك بالظروف السرية الصعبة التي يمر بها الحزب الشيوعي ورفعت حملة الاكتتاب شعار"الفلس الذي تقدمه تصهره الطليعة بسماراً تدقه في نعش الاستعمار البريطاني الهرم".
ولكن عمر هذه اللجنة لم يستمر طويلاً لوقع عضو اللجنة المركزية هادي سعيد بيد الشرطة ومعه مناشير حزبية وأسماء الأعضاء المستعارة واعترف ان محطة الرسائل في بغداد عن طريق شنطوب شميل العامل في صيدلية الاعتماد في شارع الرشيد فقبض عليه وعن طريقه تم القاء القبض على زكي زكي وطبان المسؤول الأول بعد اصابته بطلق ناري وبدأ هو الأخر يدلو باعترافاته عن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي كحال مالك سيف-يهودا صديق في حين تمكن بهاء الدين نوري الإفلات من قبضة الشرطة لتيمكن فيما بعد من اعادة تنظيمات الحزب لتستمر حتى عام 1953،لتنتهي فترة تلك اللجان الغير مفوضه من مؤتمر حزبي في تسيير دفة الحزب الشيوعي العراقي ولكنها حققت للحزب مكاسب لايمكن نكرانها بالرغم من أنفراط عقدها بسرعة واعترافات كوادرها ولكنها أبقت صلة الوصل بين الحزب الشيوعي العراقي ومؤيديه في وقت سببت موجة الإعدامات صدمة للشيوعيين بفقدان كوادرهم المعروفة في شباط 1949.
د.سيف عدنان ارحيم القيسي
المصادر
1-الشرطة العامة-مديرية التحقيقات الجنائية،موسوعة سرية خاصة بالحزب الشيوعي العراقي السري،6 أجزاء،مطبعة الحكومة بغداد،1949..
2--بهاء الدين نوري،مذكرات بهاء الدين نوري،مطبعة جامعة صلاح الدين،السليمانية،1995.
3-حنا بطاطو،العراق،الكتاب الثاني الحزب الشيوعي،ترجمة عفيف الرزاز،دار الأبحاث العربية،بيروت،1992.
4-سيف عدنان ارحيم القيسي،الحزب الشيوعي العراقي من اعدام فهد حتى ثورة 14 تموز 1958،دار الحصاد،2012.
5-صلاح الخرسان،صفحات من تاريخ الحركة الشيوعي في العراق،دار الفرات،بيروت،1993.



#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام عادل-عبدالكريم قاسم ثوابت ومتغيرات
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- الحزب الشيوعي العراقي في الحكم مطلب عظيمي
- الحلقة الأشتراكية الأولى في العراق
- صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- الجيش العراقي النشأة والتطور
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - اللجان الحزبية غير المفوضة ودورها في قيادة الحزب الشيوعي العراقي 1947-1949