أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954














المزيد.....

صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954


سيف عدنان ارحيم القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954

د.سيف عدنان أرحيم القيسي
دلت الأحوال الجوية وشدة البرد وكثرة الأمطار التي هطلت في أخريات السنة السنة 1953 وأوليات العام 1954 أن فيضاناً سيداهم العراق،مما حدا بنواب مجلس الأعيان توجيه تسألاً للحكومة فقد وجه العين نصرة الفارسي الى وزير الزراعة عبدالغني الدللي تسألاً عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لدرء الخطر

الأمر الذي دعا الوزير للإجابة عن تسألاً الوزير بعيداً عن روح التعالي بأن الخطة ستتم عن طريق تقوية السداد الضعيفة وتنسيق العمل والمراقبة لمختلف دوائر الدولة.
فكانت التوقعات في محلها لأن فيضان عام 1954 كان الأعنف في تأريخ العراق بسبب طغيانه وحدته ففي الثالث من كانون الثاني 1954 هطلت امطار غزيرة استمرت أربعة وعشرين ساعة في عقرة واثنتي عشر ساعة في السليمانية كما بلغت الثلوج المتساقطة في خورمال قرب الحدود الإيرانية 33 سنتمتر وفي شباط بلغ سمك الثلوج في السليمانية 60 سنتمتر وفي اربيل متر،لتبلغ موجة الاستياء العام سيما في مجلس الأعيان التي بدأت تطالب بوضع حلول سريعة ومؤثرة لدرء الفيضان لاسيما أن منسوب المياه وصل الى أكثر من 36 متراً وهو أمر لم يحدث منذ 48 عاماً،وهذا ما دفع الحكومة الى احداث بعض الكسرات في ضفاف نهر دجلة لتقليل حدة المياه ولم يكن المسئولين بمنأى عن المخاوف فقد كان رئيس الوزراء آنذاك محمد فاضل الجمالي الذي بقى عاكفاً ومتفرغاً للأشراف على حماية العاصمة من الفيضان ويقضي ساعات طويلة في مديرية الري العامة،ولم يبخل بوقته بل دعا الوزراء والمسئولين وأصحاب الاختصاص بل حتى رؤساء الوزراء السابقين للمناقشة وطرح آرائهم بالموضوع،ووصل به الأمر بأنه طلب على الفور نقل سكنه الرصافة الى جانب الكرخ خوفاً من الغرق،ولكن رفض الاقتراح من قبل وزير الداخلية سعيد قزاز لأن هناك جسرين فقط يربطان الكرخ بالرصافة وهذا بدوره سيحدث حالة من الذعر في صفوف السكان التي يترتب عليها حدوث نكسة أخرى تتمثل بحدث وحالات أصطدم بسبب حالة الارتباك ليزيد من المشكلة أزمة أخرى،وهذا ما دفع الحكومة للاستعانة بصمام الأمان والمتمثل بالجيش ليأخذ دوره الوطني لحماية الشعب فأستدعي وزير الدفاع اللواء خليل جميل من العمارة الذي كان في مهمة تفتيشية،ووضعت تحت تصرفه كل ما احتاجت اليه عملية الإنقاذ فرتب قطاراً يحمل التراب من صوب الكرخ إلى صوب الرصافة وأقام سدة ترابية ساعدت كثيراً على درء الأخطار المحيطة بالعاصمة.
وفي السياق نفسه قطع الملك فيصل الثاني زيارته الى باكستان وتم تحشيد مائة وثمانين الف شخص لحماية العاصمة وشاركت ثلاثة عشر شرطة هندسية.
ولم يقتصر الأمر على الجيش بل دعت القوى والأحزاب العراقية على اختلاف مشاربها العمل بجهد متفاني لدرء الفيضان فدى الحزب الوطني الديمقراطي من جانبه دعا أنصاره ومؤازريه للعمل بكل إمكانياتهم لدرء الخطر وحذت الأحزاب العلنية الأخرى(الاستقلال،والجبهة الشعبية التقدمية،وحزب الأمة الاشتراكي)حذو الحزب الوطني الديمقراطي كما أن الأحزاب السرية ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي بدوره سخر جميع إمكانياته المحدودة من خلال إصدار بيان دعا جميع أعضائه للعمل بكل طاقاتهم من أجل حماية العاصمة من الفيضان ولم يقتصر الأمر على اعضائه بل شمل القرار حتى قادته الذين نزلوا بدورهم لحمل التراب وإقامة السدود ففي السياق ذاته يذكر سعيد قزاز المعروف بمناوئته للشيوعيين بقوله"بأن العناصر الشيوعية لم تستغل هذه الفاجعة لتزيد الطين بلة،أو الوضع ارتباكاً كما هيه عادتها ولو أنها فعلت ذلك،لجعلت العاصمة عاليها سافلها،و لأصبحت بغداد اثراً بعد عين"وهي شهادة تحزب للشيوعيين عن تفانيهم في الدفاع عن العاصمة متناسين دورهم المنادي لإسقاط النظام الملكي بأسره.
وحاولت حكومة الجمالي من جانبها بمساندة المنكوبين وتقديم ما يلزم من عون وتعويض فشكلت لجنة في الثلاثين من آذار 1954 للإطلاع على الأضرار التي أصابت المواطنين وبالرغم من الجهود التي بذلها رئيس الوزراء تقدم في 12 نيسان 1954 أحد عشر نائباً طلباً بإجراء تحقيق نيابي حول كارثة الفيضان واتهموا الحكومة بالتهاون وقال معتذراً (ان الجهود التي قامت بها وزارة الزراعة والداخلية وباقي الوزارات في إنقاذ بغداد أنقذت حياة الكثيرين من ابناء الشعب ولا يمكن أن ندعي أن بأن ما جرى وقمنا به هو الكمال ولكن حسن النية وروح الخدمة ومواصلة العمل أن يعترف به ولو قليلاً).
ونتيجة ازدياد المعارضة الرسمية والشعبية تجاه حكومة محمد فاضل الجمالي مما دفعه هلى تقديم استقالته في 19/4/1954



#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- الجيش العراقي النشأة والتطور
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...


المزيد.....




- أمريكا ودول أوروبية تجلي رعاياها من إسرائيل وسط استمرارالتصع ...
- وزير دفاع أمريكا: لدينا خطط لكل شيء حتى لليوم التالي لضرب إي ...
- كيف سترد إيران على أمريكا إذا تدخلت عسكريًا في الحرب؟ مسؤول ...
- هدوء مشوب بالحذر في طهران: شوارع فارغة في ظل استمرار التصعيد ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الهجمات الإسرائيلية على ...
- عرض مشاهد لحطام صاروخ إيراني سقط على الأراضي الإسرائيلية
- المتحدث باسم عملية -الوعد الصادق 3-: الصواريخ المدوية لن تسم ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي سفيرة سويسرا بصفتها ممثلة للمصالح ...
- غوتيريش يدعو إلى تجنب تدويل الصراع الإسرائيلي الإيراني
- حرب وجود.. خامنئي يتحدى ترامب ونتنياهو


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954