أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - الانسحاب والمستوطنات بين الواقع والطموح















المزيد.....

الانسحاب والمستوطنات بين الواقع والطموح


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


دأبت وسائل الإعلام على إطلاق قنابل إعلامية دخانية للتمويه على قضية الانسحاب والمستوطنات ، فقد تضاربت الأنباء حول موعد الانسحاب ومصير المستوطنات ، بحيث أصبح المواطن الفلسطيني مضيعا لا يدرك شيئا عما يجري من حوله وكان الأمر لا يعنيه ، لم يعد هذا المواطن متأكدا من أن شيئا ما سيحدث ، فقد تعرض هذا المواطن لعملية تضليل مستمرة أفقدته الثقة بكل ما يتردد من حوله عن الانسحاب أو مصير المستوطنات ، وقد بات هذا المواطن في خشية مما سيحدث ، وهل سيستأثر البعض بالمستوطنات بعد الانسحاب ، كما سبق وأن استأثر هذا البعض بمقدرات البلد الاقتصادية وحولوها إلى احتكارات تخدم مصالحهم دون بقية أبناء الشعب الفلسطيني، وقد أدى ذلك إلى ازدياد فقر الفقراء والمسحوقين، في الوقت الذي تحولت فيه شريحة طفيلية إلى حالة من التخمة وتراكم رأس المال بطريقة لم تساهم بشكل واضح في تخفيف الأزمة الاقتصادية في الوطن ؛ بل على العكس ، نجد أن أزمة البطالة قد تفاقمت وانضمت طوابير جديدة إلى العاطلين عن العمل ، ومن المؤكد أن أعداد العاطلين عن العمل ستزداد حتما بعد الانسحاب ومغادرة المستوطنين للمستوطنات ، والسؤال الذي يطرح نفسه بجدية : ما هو مصير الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات ؟ وما مصير المباني التي سيتركها المستوطنون بعد مغادرتهم ؟ أسئلة كثيرة تلوح في الأفق من حق المواطن الفلسطيني أن يتلقى إجابات شافية لها ، فقد ظل هذا المواطن مهمشاً فترة طويلة ، لم يهتم أحد باستمزاجه أو استفتائه حول مصيره وحول رأيه في الحلول المطروحة ، يجب أن يشارك هذا المواطن في صياغة مصير الأراضي التي يخليها المستوطنون عن طريق استبيان يشمل شرائح واسعة ومتنوعة من فئات الشعب الفلسطيني المختلفة ، يكفي هذا المواطن ما تعرض له من تجاهل وإهمال ، فمنذ توقيع اتفاقية أوسلو لم يهتم أحد بالرجوع إلى الشعب الفلسطيني لإطلاعه على أمور تمس حياته بشكل مباشر ، وقد عانى هذا المواطن نتيجة ذلك معاناة شديدة طيلة السنوات العشرة الماضية ، لقد تسبب الارتجال في اتخاذ القرارات وعدم إعطاء دور لأوسع الجماهير في القرارات في هدم جسور الثقة بين صانعي القرار وبين المواطن العادي الذي يطمح إلى توفير لقمة العيش له ولأسرته وتوفير الحد الأدنى من الكرامة له ، بعد أن تم إهدار كرامته على الحواجز والمعابر وأماكن العمل وأثناء الوصول إلى هذه الأماكن .
موضوع الانسحاب وقضية المستوطنات هما مصلحة وطنية بالدرجة الأولى ، ومن حق الجميع الإطلاع على ما يحدث ، وتوضيح حقيقة الإشاعات التي تتردد هنا وهناك حول إمكانية شراء البنك الدولي لهذه المستوطنات أو قيام هذه الجهة العربية أو تلك بشرائها واستثمارها ، أو حول بقاء المباني التي كان المستوطنون يشغلونها وبقاء الحمامات الزراعية، يجب أن تكون الأمور واضحة حتى لا يفاجأ المواطن الفلسطيني بالسلبيات الناجمة عن الغموض الذي اكتنف اتفاقية أوسلو .
ليس من حق أي طرف كائنا من كان أن يتصرف في الأراضي بعد إخلائها وكأنها شأن خاص ، ولا يجوز الإبقاء على المباني في هذه المستوطنات ؛ بل يجب أن تزال ، حتى لا نفاجأ ذات يوم بمن يأتي لزيارة بيت هنا أو بيت هناك بحجة أنه ولد فيه ، في حين حرم أبناء الشعب الفلسطيني من رؤية بيوتهم في مسقط رأسهم وحرموا من حق العودة إليها ، يجب هدم المستوطنات إذن وإلقاء المخلفات في البحر لاكتساب مساحة جديدة منه تقام عليها مناطق سياحية ، وبعد إتمام عملية الهدم يتم التخطيط لإقامة مدن عصرية لها مخططاتها الهيكلية بحيث تكون بنيتها التحتية جاهزة ، من مد خطوط للمجاري وإنشاء شبكات للمياه والكهرباء والتليفون تحت الأرض حفاظا على سلامة المواطنين ، وبعد إنجاز هذه المدن تتم عملية إعادة تأهيل السكان للإقامة في هذه المدن وهدم المناطق المنخفضة من مدينة خان يونس وإلقاء ركامها في البحر ، على أن تستغل الأرض مكانها للزراعة التي لن تحتاج إلى تسميد لفترة طويلة من الزمن ؛ لأن المدينة تعوم على بحر من المجاري لوث مياهها الجوفية وشوه منظر شوارعها ، وفي المنطقة التي تقع حول القلعة تقام منطقة سياحية واسعة تجذب إليها السياح من كل أنحاء العالم بعد إقامة متحف آثار فلسطيني يحفظ أثار وتراث الوطن والفلكلور الشعبي الفلسطيني . إن الانسحاب من جانب واحد يأتي نتيجة للضعف العربي الشامل وانشغال العالم بالحرب المفتعلة ضد الإرهاب والتي نقلت القضية الفلسطينية من بؤرة اهتمام العالم إلى هامش هذا الاهتمام ، وبالتالي عدم الفعالية في الضغط على إسرائيل لتنفيذ ما وقعت عليه من اتفاقيات لتحقيق السلام مع الفلسطينيين ، وعدم اهتمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بالطرف الآخر سواء أكان هذا الطرف فلسطينيا أو عربيا أو عالميا ، وقد أشار إلى ذلك بقوله إن الاتفاقيات مع العرب لا تساوي الورق الذي كتبت عليه ، لقد استنزف المستوطنون قطاع غزة ودمروا بنيته التحتية ، فلم تعد مياهه صالحة للشرب بسبب تضاعف كمية الأملاح فيها وارتفاعها عن المستوى المسموح به عالميا، حتى أن هذه المياه لم تعد صالحة للزراعة أو للحيوانات ، وهذا يجعل الفلسطينيين بحاجة إلى البحث عن مصادر للمياه الصالحة للشرب والتي سيكون توفيها مكلفا جدا ، كما لوث المستوطنون تربة الأراضي التي استولوا عليها بالمبيدات الزراعية الضارة ودفن براميل السموم على عمق كبير في جوف الأرض ؛ مما يشكل خطراً على حياة الإنسان والحيوان والنبات ، وحين فكر شارون في تحقيق الانسحاب من غزة من طرف واحد وضع في ذهنه عدة اعتبارات من أهمها :
1 – قطع الطريق على قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة ، لأن قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل يشكل هاجسا مرعبا لليمين الإسرائيلي الذي يؤمن بوعد الرب في التوراة ، وهم يدركون أن قيام مثل هذه الدولة يترتب عليه التزامات تجاه الفلسطينيين انطلاقا من قرارات الأمم المتحدة المتراكمة عبر السنين التي عاشتها الأمم المتحدة .
2 – محاولة ابتلاع معظم أراضي الضفة الغربية وإشراك الأردن في السيادة على الجزء المتبقي منها ، ولعل الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري يشكل دليلا واضحا على هذا التوجه ، والذي من خلاله يسيطر شارون على أكثر من 42 بالمائة من أفضل أراضي الضفة الغربية عدا عن الاستيلاء على أكبر خزان للمياه في المنطقة .
3 – يراهن شارون على شق الصف الوطني الفلسطيني وإثارة النعرة الفصائلية تمهيدا لاندلاع اقتتال داخلي لا سمح الله ، وهذا إن حدث ، سيعطي إسرائيل ذريعة تدلل من خلالها أن الفلسطينيين لا يستطيعون إدارة أمور مساحة صغيرة من الأرض أعيدت لهم ، فكيف يمكن بعد ذلك تسليمهم مناطق جديدة أو الوثوق بهم .
إننا مطالبون برص الصفوف والعمل ضمن رؤية واضحة تحدد الهدف بوضوح ، كما تحدد كيفية التعاطي مع عملية الانسحاب إن تمت ، والعمل على منع حدوث ما يتمناه البعض، حتى لا تتاح الفرصة أمام من يريدون التنصل من كل المشاريع التي تسعى من أجل تحقيق سلام ولو شبه عادل في المنطقة ، لأنه من المستحيل أن يكون هناك سلام عادل في الوقت الذي يحرم فيه الفلسطينيون من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم قرارات الشرعية الدولية .



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوابيس تأتي في حزيران
- الكوابيس تاتي في حزيران
- صور وحكايات
- المؤسسات غير الحكومية بين التجني والجناية
- الشبح
- لماذا كل هذه التعقيدات يا وزارة المواصلات
- دويلة في قطاع غزة
- أين علم فلسطين
- المستنقعات البشرية
- رسالتان من فيتنام
- خطة مقترحة لإحياء ذكرى النكبة
- صورة العربي في الأدب العبري
- البنية الروائية في أعمال رجب لأبو سرية
- معابر الهوان في فلسطين
- يوم الأرض .. أيام الأرض
- الجامعة العربية في غرفة الإنعاش
- قروان ع الباب
- ( قصة قصيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي بعنوان: ( قبض الريح
- المرأة في فلسطين
- هدية من عامل إلى معلمه


المزيد.....




- ترامب أمام تحدي اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس بين أنصاره الم ...
- البيت الأبيض يُعلق على تقرير CNN حول انتهاكات مزعومة في أحد ...
- -القسام- تنشر فيديو لإطلاقها الصواريخ نحو مدينة بئر السبع بر ...
- السعودية.. ما حقيقة -القلعة- التي ظهرت بعد سيول وادي فاطمة ب ...
- بايدن يوجه بإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون د ...
- واشنطن تؤكد أنها ستعارض مجددا في مجلس الأمن الدولي طلب فلسطي ...
- -العقرب العراقي-، أحد أكبر مهربي البشر المطلوبين للعدالة في ...
- رفضا الخدمة العسكرية فكان السجن بانتظارهما.. سجينان إسرائيلي ...
- شاهد: جرفت كل شيء في طريقها.. فيضانات مُفاجئة تضرب شمال أفغا ...
- النازية.. من أخرجها من القبور؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - الانسحاب والمستوطنات بين الواقع والطموح