عدنان الصباح المقداد
الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 02:58
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
غوطة دمشق نداء الحياة
هي غوطة الشعراء منذ أن بدء الجمال ومنذ ان بدأت الحكايات ..ايها الشعراء .... ايها العشاق هلموا الى غوطة دمشق ..نرثي بقايا الذكريات ونرثي بقايا الطبيعة
الغوطة تفاحة تذوب في فم المرتزقة لقمة لقمة .. بيئة يلتهمها خصيان التاريخ أصحاب الرايات الصفراء .. وابناء الليل الطويل ..
الغوطه : زهرة الثوره كما سمتها الشاعرة السورية هيام عبدو : ((الغوطة التعبير الأرقى و الأنقى للثوره السوريه ، والأكثر أمانه لأهدافه الثوره ، من يريد الإنتصار للثوره فما عليه إلا الإنتصار للغوطه الباسله و الجريحه بأن معاً .)) ومن الغوطة تطل الحياة ..حيثما يتبقى للإنسان ظل يستريح فيه، وجرعة ماء يرتشفها ، وشتلة من الخضرة تجتذب السحابة وأعين العشاق .
كنت في السابعة عندما حملت كفي الحقيبة المدرسية في ركن الدين ودخلت تلك البوابة الكبيرة ، واصطففت مع المئات من التلاميذ.. وأمام المعلم الذي كان يحمل عصاه كنا نرتجف ونحن نتساءل عن الذنب الذي يمكن ان نقترفه ويجعل ذلك المعلم يلوح بعصاه ...وما إن كنا نغادر البوابة حتى ننسى العصا ونغيب بين بساتين الغوطة نشرب ماءها ونأكل ثمارها ونستمتع بشجرها وظلها ... وكم كان الاعتداء على الغوطة صادما للسكان عندما بدأت المساحات الخضراء تزول وتتحول الى ابنية سكنية في بداية السبعينات عندما اغارت اشباح السلطة الجائعة على الغوطة .
والآن تذوب قلوبنا ونحن نرى السلطة الرعناء تقود قطعان المرتزقة لتدمير تلك البيئة التي تكونت عبر التاريخ وتدمرها بالصواريخ والبراميل المتفجرة وبسلاح الكيماوي وتحولها الى بيئة ميته ليس فيها اي شيء حي .
لا بد من وقف هذا الاعتداء المريع على حرمة المكان وحرمة التاريخ وحرمة الحياة...نداء الحياة لعالم يصمت عن هذا الغزو البربري. ليس هناك اسوأ من تاريخ ينتهي بمجزرة للحياة .
#عدنان_الصباح_المقداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟