أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - منصور بختي دحمور - رسالة الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية:














المزيد.....

رسالة الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية:


منصور بختي دحمور

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 18:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية:
هناك فرق كبير في البحث عن الحرية بين الاعمى والبصير، "أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك" هكذا صاح رولان، ولا ننسى ذلك المثل الامريكي الذي تخالفه أمريكا في قوله:"تنتهي حريتك عندما تمس يدك الممدودة أنف رجل آخر"، ولكننا كتونسيين لا نحتاج الى من يعلمنا تلك المعاني التي زرعها التاريخ الاصيل لنا في نفوسنا ونفوس آبائنا واجدادنا من قبل، لسنا في حاجة الى من يعلمنا كيف نمشي ويأخذ بأيدينا وفي يده أغلال يريد ان يقيدنا بها في سبيل حرية لا تمت الينا بصلة، تلك الحرية التي تعني المساس بكرامة تونس الحبيب وتُبعثر آراءا طالما كانت على سكة واحدة في العمل من أجل الصالح العام للوطن.
في الثامن من ماي عام 1938 م خرج الصبي التونسي من بيته وهو يدري الى اين يتجه، وخرجت المرأة التونسية وهي تعرف الى اين تذهب وكان الرجل التونسي في مقدمة الركب الذي خرج طالبا للحرية التي يتشدق بها الغرب اليوم، خرج الشعب التنسي مطالبا فرنسا رغم سلاحها وعتادها وغدرها بصدور عارية يعلم ان الموت في ذلك الطريق، ولكنه خرج، لم يأخذ احد بيده، لم يرشده احد الى الطريق، ولم يطلب العون الا من رب العباد.
في الحقيقة ان السياسة الاستعمارية الفرنسية على غير شاكلة غيرها من سياسات الاستعمار المنبوذ مهما كانت سياساته كانت على حياد ذلك ذات تطرف عنصري اديولوجي لم يشهده العالم الانساني من قبل، ولكن الحكمة التونسية التي انتهجها رجال سياستها ابان العهد الاستدماري اجبرت الفرنسيين على الظهور في صورتهم الحقيقية التي طالما سترتها فرنسا عن العالم الانساني.
كانت الاعتقالات والاعمال القمعية التي التي طالت رجال الحركة الوطنية التونسية دليلا على ضعف فرنسا اما الارادة التونسية التي صنعت المستحيل في سبيل الاخذ بالحرية، ولم نزل الى اليوم نتذكر ذلك الشعار الذي حمله الينا من عاشوا تلك السنوات: الحرية تؤخذ ولا تعطى، يتردد في نبرات كلماتنا ضد كل من يمس المجتمع العربي المسلم بمؤامراته النتنة في سبيل السيطرة على ما رزقنا الله تعالى من تلك الارض الغالية التي رويت بدماء الاباء والاجداد.
كيف يمكن لذلك المستعمر ان يتغير بين ليلة وضحاها فيطالب بحرياتنا بعد ان سلبها منها من قبل؟
ألم يخرج التونسيون في مثل هذا اليوم مطالبين ببرلمان تونسي ودستور للبلاد يرتضونه؟
إن مقتل المئات من التونسيين يومي 8-9 من ابريل سنة 1938 يجب ان يعيد لنا تلك النفسية الحاقدة علينا من طرف المجتمع الغربي اللاهث وراء البلا العربية الى اليوم.
يجب الا ننسى تلك الجهود التي بذلها اباؤنا واجدادنا في في صناعة الحرية التي أردناها والتي تنفعنا وتنفع بلادنا وشعبنا، لا الحرية التي تتشدق بها افواه المستعمرين من قبل ليقولوا لنا اليوم انهم اكثر الناس حبا للخير لنا ويحاولون اقناعنا ان أمثالهم يبحثون لنا عن السلام؟ عن اي سلام يتحدثون؟ عن السلام الذي عاشه الاباء والاجداد على ايديهم خلال السنوات الماضية؟ ام سلاما آخر يجعلنا نحط من كرامتنا ونتقاتل فيما بيننا بينما يرتع الغرب على طاولات خمرته القذرة يضحك من تصرفاتنا في ذواتنا وبينا كإخوان يحمل بعضهم السلاح على بعض.
لماذا لا نتساءل عما نريد؟ وعما الغرب ما يريد؟ ولا نتذكر ان الله يفعل ما يريد؟
هي رسالة أخوية لا أتحمل بقاءها في صدري الى النفس التس تربينا عليها وتعلما منها وعملنا بها وسرنا اليها وبقينا معها طوال قرون من الزمن لم يهدأ للغرب بال وهو يراها في ذواتنا تتحرك تحرك الجنين لا حركة العجائر اللواتي يملأن اوربا وامريكا.
السلام سلامنا في نفوسنا ورحمتنا في بعضنا وبقاؤنا واحدا لا ثاني له واستعانتنا على الخير وطردنا للشر، فأما السلام الذي يجرنا الى حمل السلاح على بعضنا البعض فذلك سلام لا يعرفه التونسيون ولا العرب ولا دين من الأديان.

دحمور منصور بن الونشريس الحسني



#منصور_بختي_دحمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع العربي وتحديات المستقبل
- العاطفة والأدب والتاريخ
- الذات الباحثة في كتابة التاريخ: وجهة نظر في نقد النقد
- الشعراء العرب في ظل أزمة الهوية
- المسرح العربي بين الإبداع واللهو
- أغنية بلا كلمات
- الى أين ؟
- قراءة في رواية -الصوت- لغابرييل اوكارا
- العنف عند فرانز فانون
- لا أريدك
- سأكتبك
- قبر قصائدي
- غدر القوافي
- ما قولك يا أنا؟
- في يومك الأول
- إلى أستاذة
- -دموع قافية-


المزيد.....




- الصحة اللبنانية: مقتل 43 بينهم 8 من عناصر الدفاع المدني جراء ...
- لماذا لا تستطيع -وسيطة السلام- قطر إبرام اتفاق لوقف إطلاق ال ...
- كيف ستتعامل إدارة ترامب مع ملف المناخ؟
- -عدو اللقاحات-.. ترامب يعتزم ترشيح كينيدي الابن وزيرا للصحة ...
- إعلامي مصري: مخطط تهجير الفلسطينيين لن يقف عند حدود غزة
- ترامب يرشح محاميه الخاص لمنصب حكومي
- إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس ...
- إعلام عبري: المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية تطالب نت ...
- حماس: مستعدون لوقف فوري للنار لكننا لم نتلق عرضا جديا منذ أش ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - منصور بختي دحمور - رسالة الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية: