أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة والإنعتاق الإنساني - من -بؤرة ضوء-- الحلقة الأولى -تكنوقراط الحكومات -















المزيد.....

حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة والإنعتاق الإنساني - من -بؤرة ضوء-- الحلقة الأولى -تكنوقراط الحكومات -


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 18:17
المحور: مقابلات و حوارات
    



المعارضة التونسيّة تقضّي " سباتها الشتويّ " ... في الربيع
رياح التحالفات الإنتخابيّة تهب في كلّ الإتجاهات ...حتى غير المتوقّعة منها
جبهات يمينيّة و يساريّة تدخل مناطق الضغط الخفيف ..على بعضا البعض
و إعصار من "الإفلاس و الإنفجارات الإرهابيّة ، "متوقّع" ؟؟؟*1

1. هل تلمسون أن هناك وفاق فكري وسياسي بين المرحلة الإنتقالية الإخيرة و الطبيعة التكنوقراطية للحكومة الحالية ؟

الجواب:
بالإمكان منذ البداية الإشارة إلى أن عمليّة الانتقال السياسي في تونس قد مرّت و لا تزال من تاريخ الإطاحة بالحاكم الدكتاتوريّ , بثلاث مراحل , و هو ما يدلّ بالرغم من إجراء الانتخابات التي أدّت إلى تصعيد التحالف السياسي الذي تقوده "حركة حزب النهضة الإخوانيّ" , أنّ موازين القوى بقيت متقاربة , و لم تحقق الحسم النهائيّ في اتجاه تغليب طرف على آخر , سواء كان الائتلاف الحاكم أو المعارضة . و لذلك فإنّ مشروعا سياسيّا واضحا و متكاملا لم يتوصّل إلى فرض نفسه, فكان الحلّ المتمثل في "حكومة التكنوقراط ", بما يفيد من الناحية السياسيّة , الاقتصار على الحد الأدنى المشترك الذي تمّ التوافق حوله بعد جولات عسيرة من الحوار و الضغط , و بعد التضحيات الجسيمة المعروفة و التي من أبرزها اغتيال الشهيدين الوطنيين : شكري بلعيد عن التيار الوطني الديمقراطي و محمد البراهمي عن التيار القومي الناصري. مع العلم أن أرضيّة التوافق المذكور لا تمثل في حد ذاتها برنامجا سياسيا شاملا و متضمّنا لحلول استراتيجيّة أو تغييرات جذريّة , بقدر ما هو اجتماع حول مجموعة محدودة من النقاط الاجرائيّة و العمليّة حول الأمن و مقاومة الارهاب و إلغاء التعيينات الحزبيّة و ضمان شروط إجراء انتخابات ديمقراطيّة و التدخل الموضعيّ المحدود في في بعض الجوانب الاقتصاديّة و الاجتماعيّة الملحّة و إلغاء المليشيات . كما يجب الإشارة كذلك الى أن تحقق هذا التوافق بين القوى السياسيّة قد جاء بتأثير من ضغوط المجتمع المدني و خصوصا نقابتي العمال و الأعراف و كذلك القوى الأجنبيّة و أساسا ا الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة الأمريكيّة .

و عليه فإنّ الوفاق الفكري و السياسي بالمعنى الشامل ليس حاصلا , و أن حكومة التكنوقراط لا تعتبر محايدة بالمعنى الكامل, كما أنها ستظلّ فاقدة للرؤية السياسيّة الواضحة , و ربما هي ليست مطالبة بها باعتبار دورها يقتصر على الالتزام بالنقاط المحددة مسبقا . و بالتالي فالمجال يبقى مفتوحا على احتمالات التعثّر و تزايد فرص التدخلات الخارجيّة .

*
*

2. أَ تمارس ضغوط سياسية على الحكومة ، مما يوسع الشرخ في تغييب الرؤيا السياسية لتجاوز المرحلة ؟

الجواب :
رغم المطلب المثاليّ- النظريّ لـ "حياديّة حكومة التكنوقراط ", فإنّ الضغوطات السياسيّة التي تخضع لها قويّة و متعدّدة , و مصدرها جميع الأطراف التي كان من المفروض نظريّا , أي طبقا للتعهد الجماعي بالتزام مضمون نقاط خارطة الطريق , أن تكتفي بدور مراقبة الحكومة في مدي تنفيذها للبنود المتفق عليها و التذكير بها و تنبيهها و الضغط عليها في صورة التباطؤ أو الانحراف. إلاّ أن ما يحدث عمليّا هو سعي الأطراف المختلفة كل ذ من ناحيته إلى المحافظة على مكاسبه أو تعزيزها و هذه الأطراف هي :

ــ الائتلاف الحاكم و خصوصا منه حزب حركة النهضة الذي بلغ أثناء ممارسته للحكم أقصى درجات العزلة , و فقد خلال الحوار الوطني إمساكه بالسلطة التنفيذيّة ( الأغلبيّة في الحكومة ) . و هو يعمل حاليّا على ممارسة كلّ الضغوط الممكنة عبر الأغلبيّة التي يملكها في المجلس التأسيسي و ما زرعه في مفاصل الدولة من مسؤولين, من أجل التغطية على فشله و المحافظة على دوره السياسي , مدعما الضغوط بدعاية مغلوطة حول قبوله بالتداول و تخليه الطوعي عن الحكم ؟؟؟

ــ و الطرف الثاني يتمثل في المعارضة التي التقت موضوعيّا في إطار " جبهة الإنقاذ" بكم الأخطار الكبيرة التي أصبحت تتهدّد وجودها ( الاغتيالات ) و تهدد كذلك النمط المجتمعيّ الحداثيّ . لكنها عادت من جديد و بعد توحدها الظرفي , الى التشتت و الانقسام بين اتجاه معتدل و ليبيرالي يقدم الحلول السياسيّة و الثاني راديكالي يركّز على الحلول الاقتصاديّة و الاجتماعيّة ( اقرأ البرنامج المالي البديل ) , هذا بالإضافة الى هاجس الاعداد لكسب الانتخابات القادمة . و هو الأمر الذي أثّر كثيرا بالتشويش و الخلط على الأداء السياسي للمعارضة و جعلها تفقد نسبيّا تأثيرها السابق على توجيه الأحداث .

ــ و طرف ثالث و هو القوى الأجنبيّة و خصوصا منها الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي ( فرنسا و المانيا أساسا ) . يتدخّل هؤلاء الفاعلين بصفة منهجيّة و متواصلة و ذلك على مستويين اثنين : الأوّل سياسيّ يتمثل في الابقاء على حالة التوازن الهش بين القوى المحليّة لأطول فترة ممكنة لضمان شروط التحكم في تطوراته , يضاف له توجه حديث العهد له علاقة بالتطورات الاقليميّة ( مصر , سوريا ) نحو التقليص من قوّة " الاسلام السياسي " دون التخلي عنه نهائيّا لاستخدامه كورقة ضغط تحول دون تفوق التيارات الديمقراطيّة و التقدميّة ( القوميّة و الاشتراكيّة ) المناهضة في جوهر أطروحاتها للامبرياليّة و التدخلات الأجنبيّة و من ورائها الصهيونيّة . و مستور اقتصادي يمكن تلخيص مضمونه في التالي : المصالح القديمة للدول الأوربيّة في شمال إفريقيا و ضرورة المحافظة عليها , السعي الحثيث للولايات المتحدة من أجل تدعيم ارتكازها الاقتصادي المستحدث في المنطقة و الرهان على استغلال ما تم الإعلان عنه في السنوات الأخيرة من اكتشاف لمدّخرات ضخمة من الموارد الطاقيّة و بالخصوص منها الطبقات الصخريّة لغاز " الشّيست" الممتدّة من وسط البلاد التونسيّة إلى غرب السودان كتواصل جيولوجي للهضبة الافريقيّة ؟؟؟

ــ كما يمكن إضافة أطراف أخرى ثانويّة داخليّة و خارجيّة تتفاوت في تأثيرها حسب الامكانات المتاحة و الظروف , كالجزائر التي تحرص على أمن حدودها الشرقيّة الطويلة مع تونس , و بلدان الخليج ( قطر , السعوديّة ) التي دعّمت الاسلاميين و التطرّف السلفي , و هي لا تريد بسقوطهم أن تفقد دورها نهائيّا بعد عودة سياسة مقاومة الإرهاب . أما في الداخل فتبرز منظمات المجتمع المدني التي لعبت دورا أساسيّا في الخروج من الاحتقان السياسي دون أن تجني أيّة مكاسب لا سياسيّة و لاماديّة ...

كلّ هذه الضغوط , بتقاطعاتها و اختلافاتها , تجعل وضوح الرؤية السياسيّة لدى حكومة التكنوقراط مطلبا بعيد المنال , لتبقى الساحة السياسية في تونس مفتوحة أمام تواصل التدخل الخارجي الهادف أساسا إلى الإبقاء على البلاد في دائرة تأثير صندوق النقد الدولي اقتصاديا و في الأفق الليبيرالي سياسيا . إلاّ أن الأمر الإيجابيّ الذي يمكن تأكيده هو قوّة المجتمع المدني التي تعتبر , برغم تعاظم احتمالات الـآمر السياسي , الضمانة الأساسيّة لعدم التراجع و الانتكاس في ما يتعلّق بخيار النمط المجتمعيّ الحداثي .



_______________
* 1 . من نص للكاتب بعنوان " أحوال جويّة " انتظرونا والمفكر الأديب نور الدين الخبثاني عند ناصية السؤال "3. تطرف الأحزاب الإسلامية التي لاتعترف بالديمقراطية ، إلى أين ستأخذ تونس ،لو عادت في الإنتخابات القادمة ؟ " - الحلقة الثانية .


_



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكاية بصمتي
- مدن عارية
- بصيرة الغياب
- رجفة روح
- -لغة المرايا- حوار مع الأديب الناقد عباس باني المالكي في - ب ...
- شك عند بزوع الفجر وهسهسة نهار
- -لغة المرايا- حوار مع الأديب الناقد عباس باني المالكي في - ب ...
- -لغة المرايا- حوار مع الأديب الناقد عباس باني المالكي في - ب ...
- -لغة المرايا- حوار مع الأديب الناقد عباس باني المالكي في - ب ...
- إلى المرأة العاملة في كل بقاع الوطن والعالم
- -لغة المرايا- حوار مع الأديب الناقد عباس باني المالكي في - ب ...
- مسامرة عند قمر الليل
- حوار مع الرفيق غازي الصوراني في بروباجندات الحكام الدينية وا ...
- حوار مع الرفيق غازي الصوراني في - بؤرة ضوء - - - التمرد الثو ...
- العراق الوردي و قانون الأحوال الشخصية الجعفرية.
- حوار مع الرفيق غازي الصوراني في - بؤرة ضوء - - - المتحذلق ال ...
- حوار مع الرفيق غازي الصوراني في - بؤرة ضوء - - - الإستلاب ال ...
- 4. غسق
- حوار مع الرفيق غازي الصوراني في - بؤرة ضوء - و -عقد قران الن ...
- 3. شفق


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة والإنعتاق الإنساني - من -بؤرة ضوء-- الحلقة الأولى -تكنوقراط الحكومات -