أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - غودو بنتضار العراق ج 1















المزيد.....

غودو بنتضار العراق ج 1


حسين علي الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ذروة العصف الموحي باقتراب يوم الحساب , ومن رحم الزوبعه او ثقل عموادها الصادم بنيران ىالرعد وانذاراته بان المس المحرق ليس الا طيف لطيف قياسا بالحمم التي تذيب الجلد والعضم , وان فتلات الرمل التي تغلق العيون لتشوش الرويا او لتجعلها اكثر نفاذا باعتماد البصيره عوضا عنها , من خلال كل هذا ومن سيول الدم والالم الذان يحاصران الواقع تتدفق الاسئلة حائرة مضطربه .... لم يبقى على زمن التغير ولحضات صناعة المستقبل وكتابة التاريخ سوى هنيهات , اجزاء بسيطه من عمر الزمان لا تتسع لشيء وتتسع لكل شيء .
شهران ونبلغ لحضة الاختيار لحضة شطب اسما ووجوه اشبعتنا شقاء وغما وضيما وقسمات فجرت الدموع في ماقينا والالم في اعماقنا واشخاص لم نرى او نسمع من قبل حجم السوء والاذى الذي قذفونا به وهم يتضاحكون , لقد افقنا على حين غفله لنجد انفسنا تحت المطرقة والسندان رغم كوننا الحداد فنفذ الصبر تحت ضربات الالم القاطع ومن حسن الحض ان الحديد الساخن لا يبقى ساخنا كل الوقت فهو يجنح دائما للبرودة والصلابة , ان هناك امل في التغير وامل في الخلاص هذا ما يلوح كضوء في الافق , او اشراقة جديده يمكن ان تغمر الوطن بالضياء ولكن الى اي مدى يمكن ان ياخذنا طائر الامل للتحليق في رحاب حلم لا يمتلك من سماته التي يمكن ان تتحول الى واقع الا النزر اليسير .!
ان العقد الاساسيه التي تحكم المشهد العراقي وتصبه في قوالب معينه تجعل منه مشهدا غريبا يدعو الى الدهشة والاستغراب في انعطافاته واتجاهاته الراديكاليه فالذي يدركه الذين عاشوا تقلباته وما فرض على جمهوره من اماط سلوكيه متضاربه ربما يلمحون ولو على نحو غير مباشر الخيوط الخفيه التي تتارجح خلف الستار وتصنع تلك الصيرورات الغريبه والمثيرة للجدل , وانا وحد ممن نشاء في هذا المجتمع ورصد الكثير من الضواهر الطبيعيه والمصطنعه التي كانت تفذف بالحاح في اعماقه الساكته ما يثير فيها الكثير من السورات التي منها ما يحتفي بعد هنيهات ومنها ما ما يجعل لسطح يتلاطم بشده وكانه تحت ضغط عاصفة هوجاء .!
في عشرينيات القرن الماضي قامت الدوله العرافيه الحديثه وفق تصورات وتطلعات برطانيا التي كانت الحاكم الحقيقي للعراق وكانت اول طعنة نجلاء وجهتها لكبرياء وكرامة العراقين ان نصبة عليهم ملكا من خارج البلاد وان كان عربيا من اهل السنة والجماعه لتكرس نمطا سلفيا في حصر الحكم في سلالة معينه دون الاخذ بنضر الاعتبار مذهب الاغلبيه من اهل البلاد مما اشر مفارقة صارخه وتنافضا غريبا جسده ذلك التنصيب,..! الذي جرى فيه الاختيار على اعتبارات غير بعيده عن الموثرات الدينيه في جانب ثم تجاهلها وبشكل مثير للدهشه في جانب اخر ...!
لعب الملك دوره ببراعة تامه واستطاع في الكثير من الاحيان ان يجعل برطانيا على مقربه من نبض الشارع العراقي الحقيقي فكان يضغط عليها به ويضغط عليه بها في الجانب الاخر وقد فلح في ارساء مشروع لاقامة دولة مدنيه وفق النضرة التقليديه التي كانت سائده انذاك و على هدي الكثير من الروىء والمفاهيم التى ترعرعت في فكره المغلق على ثقافات وتوجهات محدده من مرجعيات عصره ولم تكن الاشارات الدستوريه او التطبيقات الشرعيه التي توفر غطائا لكل الكيانات القائمه في دول الجوار الاسلامي والتي تشير الى نفسها بالاسلاميه ان تعني شكلا من اشكال الدوله الدينيه بقدر ما هي ماهي تاكيد على ان الاسلام هو الدين الرسمي للدوله دون ان يرتب ذلك اي تبعية دنيه حقيقيه عليها ان تلتزم بها او تطبق الشريعة في تشريعاتها او قوانينها النافذه
ومع ذلك فقد كانت الاعتبارات المذهبيه قائمه ولكن بشكل خفي وغير حاد مما شكل عزوفا شيعيا عن الحكم الا في استثناءت قليله الامر الذي لا يمكن اعتباره تهميشا او ابعادا لمكون يمثل الاغلبيه بقدر ما هو امتداد لتولي المكون الاخر للحكم اسوة بالكيانات الحاكمه في سائر البلاد والاقطار العربيه مما يجعل الشكوى منه او الخروج عليه نشازا غير مقبول لذا كانت الاغلبيه تعي تلك الحالة المفروضه وتتعايش معها على مضض..!
وعلى اي حال لم تكن الدوله العراقيه الفتيه دولة دنييه او ذات اتجاه ديني حقيقي حالها في ذلك حال حال نضيراتهافي المحيط المشترك في هذا الركن من العالم والذي كان خاضعا لهيمنة ونفوذ دول الغرب الاستعماريه باستثناء الحكم الوهابي في السعويه والذي تحالف منذو الانطلاقه الاولى للحركه الوهابيه عقب تحالف ابن عبد الوهاب مع محمد ال سعود واراتكابهما الجرائم النكراء في حق اهلهم في نجد وعسير والحجاز وسائر مدن الجزير قبل انتقالهما لايتاء افضع الشنائع في الشام والعراق وسائر الساحل الخليجي , وبعد احتواء ذلك الشر الداهم في معركة الدرعيه وما اعقبه من هدوء نسبي رافق قيام الدوله السعوديه الثانيه واشتداد سواعد الوهابين من جديد الذين قدر لهم ان يلعبو اسوء دور عضده وسانده في السر والعلن الانكليز لتقويض دولة الخلافة العثمانيه تمهيدا لقيام دولة بني اسرائيل و ان تصبح الحروب والنزاعات والغزوات عربيه عربيه واسلامية اسلاميه وكانو يدعون انهم حماة العروبه والدين في القول ويسعون الى تدمير كل ماهو عربي او اسلامي حقيقي في الفعل فهم عونا للمستعمر على ابناء جلدتهم على طول الخط ورفعوا الشعارات والاقاويل الزائفه غطائنا لمحاربة اي بوادر واتجاهات تحرريه عربيه حقيقيه , وبموجب تلك الايحات والمولات او الاكراه سارت الدولة العراقيه ننهادى في فيض من التبعية للغرب وللاعتبارات العربيه والدنيه التي كان لها اثر مباشر في قيامها ., ولم يكن نهجها العقلاني يتيح لاحد ان ينسبها الى الدين او الى العلمانيه بقدر ما كانت مزيجا من الاثنين في ان واحد لقد مثلت مرحلة الديمقراطية الغربيه في اشد تمضهراتها زيفا وخداعا , انها الديمقراطية الشكليه المتمثله في الفصل بين السلطات وقيام البرلمان والاحزاب الاصلاحيه التي تتزعمها الرموز التي استسهلت العمل في ضل الاحتلال البريطاني والتبعيه الكامله للدوله المستعمره والرضوخ للاراده الملكيه التي كانت تنحو باتجاه العقلانية والتخبط ولاسيما بعد اغتيال الملك غازي ذا النزعه الوطنيه الواضحه واستغلال الوصايه على العرش في الهزيع الاخير من الليل الملكي الجاثم على صدر العراق . لم تكت هناك طائفيه سباسيه في العراق كون بنيته السياسيه لم ترتكز في بناها الفوقيه او التحتيه الى تكتلات او هياكل دنيه فقد كان المشهد السياسي يرتكز على الاحزاب الاصلاحيه المشاركه بتفاعل موثر ولم يكن بينها من اتخذ من الدن ادلوجيه اساسيه او جوهريه في حراكه , وكانت هناك تكتلات محضوره كونها رافضه للفكر الراسمالي الذي تتبناه المملكه كا الحزب الشيوعي وبعض الحركات القوميه لاحقا .
كان الفساد والانحراف متفشيا في كل مفاصل الدوله العراقيه والرشوة والمحسوبية والمنسوبيه يسريان علنا وتحت انضار الجميع والموامرات والمضاربات السياسيه التي تطبخ داخل البرلمان او خارجه مثار تندر الجميع ولم يكن مستغربااختلاس الاموال العامة ونهبها وضياع الحقوق فكان مثلا يكفي ان يحصل الفرد على وضيفة ما حتى تضهر عليه اثار النعمة والثراء بعد فترة قصيره من الزمن , وكان رايس الوزراء الاكثر براعه وذكاء هو من يستطيع ان يمرر داخل البرلمان معاهده تفوق ما سبقتها من ضلم واجحاف بحق الوطن والشعب . اما في مجال الحريات العامه فقد كانت المملكه الدستوريه الديمقراطيه جدا تسمح للفرد ان يفعل كل شي باستثناء ما يخل بامن المملكه لذل كان الملاهي الليليه والحانا ت في اوج ازدهارها وكانت هناك مواخير ومحلات تمارس الدعارة العلنيه برضى الحكومة وحمايتها . ومن الطبيعي ان لايكون هناك عنف لا طائفي ولا مذهبي ولا من اي نوع اخر لان الكثير من العقد لم تكن جذورها قد ضربت في ارض الوطن او انها لم تصل الى مرحلة النضج والصراع بعد , ولعل الاهم في ذلك هو ان الوهابيه كفكر وممارسه اي انتماء لم تكن قد وصلت الى سنة العراق او ضهرت لها اثار في سلوكياتهم .!
كان النسيج الوطني لا يزال متماسكا بشكل ملفت للنضر برغم ان الضلم الكبير المتمثل في استاثار الاقليه السنيه في الحكم على حساب الاكثريه من المكون الاخر ورغم ان البرزاني في الشمال يسعىالى نشر حركته الا نفصاليه بين الكرد وحثهم على التمر وشق عصا الطاعة ولاذعان للمملكه وكان الغضب والاحتقان الجماهير ينفس عن نفسه بالمضاهرات السلميه والانتفاضات الصاخبه او الثورة احيانا وقد كانت الحكومة وسياسيها في واد والشعب وشرائحه المحرومه في واد اخر وكان الشعراء الوطنين والمثقفون بشكل عام يمثلون حال الامه ولسانها المعبر وقد صوور احدهم حال الحكم وشكله اصدق واوضح تصوير حين قال ( علم ودستور ومجلس امة كل عن النهج الصحيح محرف اشياء ليس لنا سوى اسمائها اما معانيها فليست تعرف ) نعم كانت لنا دوله ودمقراطيه و حقوق انسان و...و كل ما تتمتع به الدول الراقيه في ضاهر الحال اما الحقيقه فقد كنا دولة محتله ذليلة خاضعه لبرطانيا وكنا شعبا مسلوب الحقوق والكرامه الامر الذي يجعل الانقلاب العسكري الذي قاده الشهيد عبد الكريم قاسم ثورة حقيقيه اصيله وليس مجرد انقلاب عسكري اطاح بنظام دمقراطي كما يحلو للبعض ان يصوره ..!
ان المرء ليحار حقا كيف يفهم بعض التجريدات التي يلجا لها بعض المثقفين وكيف يتعامل معها فكيف للمضهر الديمقراطي الزائف ان يلغي حقائق اساسيه لايمكن الغائها او الالتفاف عليها , وكم هو ياترى نصيب تلك الديمقراطيه من الصدق والنزاهه حينما ينشائها المحتل ويجعلها غطائا لحصر السلطة بين اتباعه وصنائعه ومن يشاركهم ويشاركه الراى والسلوك وكيف يمكن ان يكون دحرها وتحرير الوطن وقيام دولة مستقله هو خطا فادحا ونحرافا عن النهج الانساني القائم على الديمقراطيه والحرييه الحقيقيين وليس الزائفين كما هو الحال معنا , ومع ذلك فان الكثيرين من مثقفينا يرفض ان يتزحزح قليلا او يرسل ابصاره لابعد من قدميه ويصر على ما حدث في صبيحة الرابع عشر من تمور عام 1958 كان انقلاباعسكريا ضد الشرعية والديمقراطيه في العراق وكان الشرعية يصدرها المحتل وكان الديمقراطيه تكون كذلك فعلا حين يتابطها او يصول ويجول في ارجائها نوري السعيد ...! وكان المملكه التي يئن في جنباتها الفقراء وتتخم من اموال امرائها غواني اوربا هي الدولة المقدسه او هكذا يراد لنا ان نفهم ....!ولو اني لم اكن ممن عاش احاث تلك الثوره وخبر دقائقها عن قرب وتمعن ربما لانجررت ورائهم وخدعتني تجريداتهم الماكره .
كنت في السابعه من عمري حين حدثت الثوره وكنت احس واشعر ولم اكن افهم واقارن واحلل لقد ادركت من ردود افعال من حولي من الاهل والمعارف والاقران ان ماحدث كان شيئا عظيما حقق اماني العرقين وقد استجاب لله لدعائهم اخير وبعث لهم من خلصهم وانقدهم من كل مواطن الشر والاثام والضلم , كنت احس ذلك واستشعره بجلاء ووضوح في الوسط الذي نشات فيه وهو وسط يعد معيارا للوطنيه كونه محتضنا للطبقات المسحوقة الكادحه والتي تمثل هواجسها وارهاصاتها رسائل صادقه في التعبير عن المعاناة والياس او البهجة والامل .ان ثورة تموز 58. كانت الاستثناء في قاعدة الانقلابات لا انها حققت الاراده العامه للعراقين وانجزت التغير الذي كان مطلوبا من الاغلبيه الساحقه من ابناء الوطن وقد جسد التقاء ارادات الجميع في الحرية والاستقلال الحقيقين .وحين تنامى وعي بتعاقب عجلة الزمن استطعت ان افهم ذلك الفرح الغامر الذي تلقى به الاهالي تلك الثورة الميمونه والعفويه والنقاء الذي كانو يعبرون بهما عن مشاعر الفرح والابتهاج في ذكراها وحين تجاوز ابطالها كل الخطوط الحمراء واخترقوا التابوات التي ما كان غيرهم يجروا على اختراقها, تكالب عناصر الشر من كل حدب وصوب حتى تمكنوا من اجهاضها واحتواء كل المكاسب العضيمه التي حققتها للشعب .
وعاد البعثيون في الكرة الثانيه وسلبو عبد الرحمان عارف ما سلبه شقيقه منهم وثبتوا اقدامهم في البلاد بنهج معتدل وروح علمانيه غير معلنه ومما مكث في ذاكرتي بقوه وعمق وكان ذلك عقب تولي صدام الراسه بفترة قصير حيث بثت الاذاعه العراقيه لقاء له مع وفد من اهالي ديالى او كركوك او حد القصبات التابعه لهما حيث تخونني الذاكره في التحديد , المهم ان الوفد طلب منه اقامة جامع في مدينتهم وكذلك اطلاق اذاعه للقران الكريم , فراح الرجل يتفلسف ويتفنن في ايراد الحجج والبراهين التي تقوض كل ما قالوه في الحاجات الملحه اليهما ليرفض الطلب في نهاية الامر بدعوى ان الجامع ليس بناء فحسب بل هو موسسه كامله تتطلب جهدا وملاكا لتنجز اغراضها مما يشكل عبأ لا طائل تحته , لقد كان المسجد في الماضي ليس مكانا للعبادة فحسب بل هو جامعة تمنح العلم لطلابه والان لدينا الكثير من الموسسات والمرافق التي تضطلع بهذا الدور ولا داعي لتحملنا جهودا اضافيه في الوقت الذي يجب ان ندخرها لموضع اخر في مجالات حيويه يحتاجها البلد , كذلك اذاعة القران الكريم التي تشكل حملا لاطاقة لنا به, فكل اذاعاتنا وموتمراتنا وقنوات بثنا الداخلى والخارجي تفتتح وتختم بايات منه فما حاجتنا للتخصص في فيه ....؟
لقد كان التوجه العلماني حاضرا في كل اقوال وافعال صدم حسين عند تسلمه مسوليه الرئاسه وقد تابع عمليات البناء التي شهدتها بغداد اذ تحولت الى غابة من ( الكرينات) كذلك تم تحجيم الاعراف البدائيه واستاصال العقد المتاصله في البلاد والغاء التابط العشائري والفئوي والمناطقي فاصبح صدام التكريتي ينادى باصدام حسين وطهه الجزراوي بطه ياسين رمضان وعزة الدوري بعزة ابراهيم , وهكذا تغيرت الكثير من المسميات والاعتبارات حتى خيل للكثيرين بان العراق يسير بالاتجاه الصحيح وانه اخذ بكسر اطواق التخلف الواحدة تلوه الاخرى .
ومما علق بذاكرتي ايظا وكنت حينها اعمل في القسم الميكانيكي لشركة بناء اهليه كانت اخذت مشروع لاسكان المواطنين في منطقة الدوره ببغداد وخرجت ضمن مفرزة تصليح لاحدى الياتنا العاطله في الباب الشرق قرب ساحة التحرير وكانت مفرزتنا مكونه من ثلاثة اشخاص مكانيكي وكهربائي سيارات وانا, وبعد انجاز المهمه لم نرجع الى مقر الشركه واستجبنا لقتراح زميلنا الكهربائي بالتريث قليلا واخذ استراح قصير في احد البارات والحانات المنتشره في المنطقه ولاسيما شارعي ابو نواس والسعدون , وعبثا حاولنا الحصول على مقاعد شاغره في اي من تلك الاماكن على كثرتها لقد كانت الساعة في حدود الحاديه عشره قبل الظهرو قد غصت حانات بغداد بالشاربين الى حد الاختناق في يوم عادي من ايام الاسبوع فمابالك بها في ايام الجمعة او العطل الرسمية الاخري , اما الملاهي الليليه التي كانت لاتقفل ابوابها الا بعد الخامسه صباحا وقد غصت بالراقصات وفتيات الليل من كل الاجناس والقوميات فقد كانت تتيح للباحثين عن اللهو والمرح ان يعيشوا اجواء لا تقل عن مثيلاتها في الكثير من العواصم المشهورة في العالم . كل ذلك في اجواء امنة تزخر بالدفيء والاسترخاء والسعاده, لقد كانت واحده من اللمحات المسروقة من عمر الزمان التي تضافرة فيها جملة من العوامل التي يمكن نوسمها بالامان والتفائل والتطلع الى المستقبل بشي من الثقة والامل نعم كانت على قصرها فترة تلاشت فيها كل عوامل الفرقة والتازم , وكانها نافذة يمكن ان يرسل من خلالها الفرد ابصاره دوان تعقبها تنهدات وحسره بل ابتسامه كبيره تزهوا بها شفتيه ولم يكن ذلك اعتباطا او من وحي خيال معتل انما هو من رواشح ارتقاء ونهوض اقتصادي واجتماعي مميزين فقد كان العراق يصدر 303 مليون برميل من النفط تبلغ عوائده السنويه 30 مليار دولار وكان رصيده من العملات الاحياطيه ( الذهب – الدلار ) 45 مليار دولار, غير من يعدون على العراقي انفاسه ويرصدونه في كل شاردة ووارده لا تسرهم تلك الابتسامه ولا يفزعهم امر اكثر من ان يكون العراقي و عراقه بخير فسعوا بكل قواهم لان يختزلوا لحضات الراحة والسرور وان يعجلوا بقدوم زمن الماسي والدموع .....!
ولم تكن الاهنيهات قصيره حتى حصل ما خططوا له ودبروا في الاروقة المضلمه والكواليس المشحونه بانفاس الشياطين وادرك الجميع ان صدام لم يسمن العراقيين قليلا الا لينحرهم في مقصلة الحرب ...! لقد استجاب لغواية الغاوين سريعا لانه كان من طرازهم تعتمر في صدره وتضرب عوامل البداوة وكل نزقها المتصابي من قسوة التصحر , فرمى بابناء وطنه في حرب ضروس لا تبقي ولا تذر .



#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستغاثه الثانيه
- استغاثه من بلاد الواق واق
- الى وزارة الكذب ......مع التحيه
- غزوان...........( والكنه )
- كوكتيل .......الالم
- الوطن الازمه ج8
- هذا الرجل .... اعجبني صعوده...!
- الساخرون
- الوطن الازمه .......ج7
- الوطن الازمه.....ج6
- الوطن الازمه.....ج5
- الوطن الازمه.......ج4
- الوطن الازمه .......ج3
- الدين ...واتلوطن


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - غودو بنتضار العراق ج 1