أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزوز رفيق - تلاميذ يعانون في صمت - تيسة نموذج















المزيد.....

تلاميذ يعانون في صمت - تيسة نموذج


عزوز رفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 17:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ليس من الضروري أن يكون المرء ملما بأنظمة التربية والتعليم، أو خبيرا متخصصا في هذا المجال، ليكون صورة عن ما آل إليه واقع التعليم بالمغرب، أو ليعرف عمق الأزمة التي يتخبط فيها هذا القطاع الحيوي، فتجليات الأزمة أصبحت منذ زمن ليس بالقريب بادية للجميع، وخاصة في السنوات الأخيرة مع تنزيل "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" ونسخته المشوهة "المخطط الاستعجالي"، والتي يهدف النظام من خلالها إلى خوصصة التعليم، وحرمان أبناء الشعب المغربي من هذا المكتسب التاريخي، الذي قدم من أجله تضحيات جسام، وإن انتفاضة 23 مارس 1965 التي خلدنا ذكراها قبل أيام لأسطع مثال.
وهنا سنحاول، ولو بشكل جزئي، تعرية واقع مؤلم يعيشه تلامذة إحدى مناطق المغرب، رغم شح المعطيات وصعوبة الوصول إليها. فعلى ايقاع المعاناة اليومية، يتجه تلامذة ثانوية "المنصور الذهبي" صوب فصول الدراسة، وهم كلهم أمل في مستقبل أفضل، لكن الوضعية الكارثية التي تعيشها الثانوية على غرار باقي المؤسسات التعليمية ببلادنا، تحطم كل أحلامهم وتطلعاتهم، فبمجرد الدخول على باب القسم، تصطدم باكتظاظ مهول، فثانوية "المنصور الذهبي" تغطي مدينة تيسة كاملة بالاضافة إلى 6 جماعات (اوطا بوعبان، راس الواد، بوعروس، مساسة، عين كدح، بسابسة)، فعدد التلاميذ بالقسم الواحد يتراوح ما بين 40 و50، وهو الرقم الذي يمثل ضعف الحد الأقصى الذي تقترحه الدراسات في هذا المجال، والتي تؤكد على ضرورة أن لا يتجاوز 25 تلميذ، ما يجعل الحضور شكليا وفقط، فالأستاذ يصبح عاجزا أمام هذا الكم على التواصل مع كل التلاميذ، ليكتفي بإلقاء الدرس بطرق جافة. وهذا إن وجد الأستاذ أصلا، فالثانوية تعاني من نقص كبير في الطاقم التعليمي، وعلى سبيل المثال أحد أقسام الثانية باكالوريا علوم انسانية درسوا لمدة 3 أشهر بدون أستاذ اللغة العربية في الوقت التي تعتبر مادة أساسية عندهم، ومقبلين على اجتيازها في الامتحان الوطني، الشيء الذي لم يترك أمام التلاميذ من خيار غير الاحتجاج، ليتم تجسيد وقفة أمام الادارة، ما فرض عليها الاستجابة لمطلبهم، لكن بطريقة مشوهة، فقد أقدم 2 من الأساتذة في المؤسسة على تدريسهم، أحدهم الدرس اللغوي، والآخر درس النصوص، ما خلف ارتباك كبير عند التلاميذ وخاصة مع الامتحانات، حيث رفض الأستاذان وضع امتحان موحد، ليقوم كل واحد منهم بوضع امتحان خاص، هذا دون أن ننسى أن المؤلفات لا يدرسونها بشكل نهائي مع العلم أنها أساسية في الامتحان الوطني، مع غياب متكرر للعديد من الأساتذة دون تعويض الحصص الضائعة. هذا إلى جانب أزمة حقيقية على مستوى البنية التحتية والتجهيزات، فهي تتوفر على 18 قاعة فقط، بل وصل الأمر إلى تحويل مسجد الثانوية إلى قسم، أما المختبرات فلم تخرج عن السياق، فغياب الأجهزة لإجراء التجارب المبرمجة في المقرر الدراسي يؤدي إلى القفز على العديد منها، ضاربة عرض الحائط كل الشعارات حول جودة الشواهد، كما ان قاعة الاعلاميات تتوفر على حواسيب جد مهترئة وقليلة، بالإضافة إلى غياب المراحيض وفسادها، مع غياب مكتبة أو قاعة للمطالعة، بل أكثر من ذلك يتم إجبار التلاميذ على مغادرتها إن لم تكن عندهم دراسة، كما نستحضر عدم تمكين التلاميذ من الكتب الدراسية، وخاصة مع ارتفاع أثمنتها، وتغييرها باستمرار، وذلك نزولا عند مصالح بارونات المطابع المشرفة على طبع المقررات، كما أن التلاميذ لا يسمح لهم بالاستفادة من المطبعة الموجودة بالإدارة، وفوق هذا هم من يتحمل تكاليف طباعة الفروض، أما المنح الدراسية فلا حديث عنها، فقد تم الاجهاز عليها بشكل نهائي.
إن هاته المعاناة تتضاعف كلما كان انحدار التلميذ من المناطق المجاورة ل"تيسة"، فأول ما يصطدم به هو الغياب التام للنقل المدرسي، ما يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، وفي حالة المناطق البعيدة جدا يضطر التلاميذ إلى الاستقرار بتيسة بغية متابعة دراستهم، وهنا نستحضر أن عدد كبير من التلاميذ لا تساعدهم الظروف لتحمل تكاليف السكن بتيسة، ما يؤدي إلى انقطاع العديد منهم أمام هذه الشروط القاسية، والتي ينقطع معها كل أملهم في الخروج من براثين العذاب التي يعيشونها، أما الذين يقررون التحدي والاستمرار في الدراسة، فتواجههم شروط مجحفة، فمدينة تيسة تتوفر على الداخلية ودار الطالب والطالبة (الخيرية سابقا)، لكن الطاقة الاستيعابية لهما تبقى ضئيلة جدا مقارنة مع عدد التلاميذ الخارجيين، كما أن معايير وشروط القبول فيها غير معروفة نهائيا للتلاميذ، يلفها الغموض والضبابية، أما شروط العيش فيها قاسية جدا، فالطاقة الاستيعابية تناهز 200 تلميذ، لكن يتكدس فيها حوالي 450 تلميذ، وهي تتوفر على 2 بنايات، أحدها مخصصة لتلاميذ الثانية باكالوريا، وأخرى للباقي، فيها غرفتين كبيرتين في كل طابق، يسكن في كل منها 80 تلميذ على شاكلة السجون، أما الطامة الكبرى فهي الوضعية الكارثية للوجبات الغذائية المقدمة من داخلها، والتي خاض على أرضيتها التلاميذ العديد من الخطوات النضالية، ففي الدورة الأولي أقدم التلاميذ على مقاطعة الدراسة لمدة يومين مع تظاهرات، وعندما قدم المدير، في محاولة منه لتكسير المعركة، سأله أحد التلاميذ إن كان قادرا على تناول هاته الوجبات، ليجيب بلا، ضاربا كل قيم الانسانية والمساواة عرض الحائط، كما أن التلاميذ لا يستفيدون من الدوش وكذا وضعية كارثية للمراحيض، ناهيك عن اصطفاف أزيد من 200 تلميذ على 2 صنابير كل صباح، كل هذا إلى جانب الإشكال الذي يعاني منه كل تلاميذ الداخلية، وهو توقيت الدخول والخروج، فالجميع ملزم بمغادرة الداخلية عند الثامنة صباحا سواء كانت عنده الدراسة أو لا، سواء كان سليما أو مريضا، وما يزيد من تعميق الجراح هو غياب الفضاءات المناسبة للتلاميذ، من دور للشباب أو الثقافة، ما يتركهم أمام خيار الاتجاه للمقاهي، والتي لن يتعلموا فيها العلم بطبيعة الحال، بل تعلمهم استعمال المخدرات، ولعب الورق الذي لا ينتهي، وفي المساء يتكرر نفس الاشكال لكن هذه المرة بشكل معاكس، فباب الداخلية تغلق أبوابها في حدود التاسعة والنصف مساء، ليصبحوا في وضعية اعتقال، وتصبح الغرف بمثابة الزنازين، هذا بالإضافة إلى اطفاء الأضواء في وقت مبكر، ليفرض عليهم التخلي عن كتبهم الدراسية، أما النادي الداخلي فقد تم الاجهاز عليه منذ سنوات، حيث تم تحوليه إلى غرفة للنوم، وبالتالي القضاء على كل الأنشطة الثقافية التي كانت تقام فيه وخاصة ليالي الجمعة، كما أن اللجن التي كانت قائمة تم حلها، من قبيل لجنة الرياضة ولجنة المسرح، أما المستهدف الأكبر كان لجنة الداخلي والتي كانت معنية بتنظيم الأشكال النضالية التي كان يخوضها التلاميذ في مواجهة الاجراءات والقرارات التي كانت تستهدف مصالحهم. أما التلاميذ الذين لم يستفيدوا من السكن، فتواجههم شروط أقصى، فأثمنة الكراء في ارتفاع مستمر، في غياب أي دعم مادي لهم لتغطية النفقات، كما أنهم لا يستفيدون من الوجبات الغذائية المقدمة في الداخلية.
أما أحداث الاعتداء على التلاميذ لا سواء داخل الثانوية أو خارجها، لا تعد ولا تحصى، ونبتدأ بحالة أحد تلاميذ الجدع المشترك، الذي تعرض إلى طعنة خطيرة على مستوى البطن أثناء محاولة سرقة هاتفه وهو متوجه إلى الثانوية، والخطير في الأمر أن الادارة لم تحرك الساكن في هذا الموضوع، على غرار الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا "الأمن"، وهو يرقد الآن في مستشفى CHU بفاس في وضعية جد خطيرة، كما أن مصاريف العلاج المكلفة، تحملتها الأسرة كاملة، لنطرح التساؤل هنا حول دور "التأمين" الذي يؤديه التلاميذ بداية كل سنة، بل يكونون مرغمون على أدائه وإلا لن يكملوا دراستهم، وبطبيعة الحال تنقل تلك الأموال إلى جيوب المحتالين. وعلى نفس المنوال، تعرضت إحدى التلميذات لاعتداء هستيري من طرف أحد "أساتذة الفيزياء"، الشيء الذي دفع التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة ليوم كامل تضامنا معها ودفاعا عن كرامة التلميذ، لكن الإدارة لم تقدم على أي رد فعل لرد الاعتبار لكرامة التلميذة المسلوبة. إنه نفس النهج الذي تم التعاطي به مع أحد تلاميذ الداخلية، حيت تعرض إلى اعتداء همجي من طرف أحد حراسها مستعملا سلسلة حديدية ما سبب جروح غائرة عنده، وكالعادة تمر الجريمة مرور الكرام. وفي أحد ليالي المطالعة التي يقوم بها تلاميذ الداخلي، أقدم نفس "الحارس" بمنع أحد التلاميذ من المطالعة واهانته بكل أشكال السب والشتم، والاعتداء عليه، لكن لم يكفيهم العنف والتعذيب اللذان مورس عليه، بل وبسرعة البرق ينقلب الجلاد إلى ضحية، ليقدم بمعية "الحارس العام" على كتابة تقرير بالتلميذ المعتدي عليه، بغية طرده وإيقافه عن الدراسة، الشيء الذي لاقى رفضا واسعا من لدن التلاميذ الذين جسدوا تظاهرة ليلية تنديدا بالاعتداء الذي طال رفيقهم وكذا التقرير الذي دبج في حقه، ليلقاهم "الحارس العام" بألفاظ نابية تمس كرامة التلميذ، وكذا تهديدهم بالطرد إن هم استمروا في نضالهم، ما أجج غضب التلاميذ ليصعدوا من أشكالهم النضالية ذلك المساء، وكذا يوم غد من داخل الثانوية، ما فرض على الادارة التراجع عن التقرير الذي سبق تدبيجه في حق التلميذ.
أما الجريمة الكبرى التي تم ارتكباها مؤخرا، هي طرد ثلاث تلاميذ من الثانوية، بطرق تنم عن حقد دفين لدى القائمين على ادارة المؤسسة، فقد شهد يوم 11 مارس 2014 خلافا بسيطا بين أحد التلاميذ (م.ب) وأحد الأساتذة الملقب "بالحاج"، المعروف بتسلطه على الجميع من داخل الثانوية (تلاميذ، أساتذة، اداريين، موظفين)، فبعقلية القرون الوسطى أضحى هذا "الأستاذ" يلعب دور الناهي والآمر. ومباشرة بعد الخلاف معه اقتاد التلميذ إلى الادارة "لتأذيبه" أو بالأحرى تعذيبه، وفي اللحظة التي كان صديقاه ينتظرانه أمام الادارة أقدم "البواب" على استفزازهما وسبهما بألفاظ نابية، ليصل الأمر للاعتداء عليهما بشكل سافر، ليلتحق مباشرة المدير رفقة "الحاج"، ليصدرا قرارهما فورا للتلاميذ بمغادرة المؤسسة، والرجوع يوم غد لسماع قرار "المجلس التأذيبي" القاضي بحرمانهم من الدراسة لمدة 60 يوما، ما يطرح أمامنا العديد من التساؤلات، أين هو مجلس القسم ؟؟ أين هو مجلس التدبير ؟؟ أين هي جمعية آباء وأولياء التلاميذ ؟؟ أين تمثيلية التلاميذ ؟؟ أهكذا تتخذ القرارات ؟؟ كيف للمدير و"الحاج" أن يحددا لوحدهما القرار الذي سيصدر عن "المجلس التأذيبي" ؟؟ أين النيابة الاقليمية ؟؟... إنه الشيء الذي لم يتقبله التلاميذ، ليقدموا في اليوم الموالي على تجسيد مقاطعة شاملة للدراسة مرفوقة بتظاهرة داخل الثانوية تضامنا مع التلاميذ المطرودين. لكن بدل الاستجابة لمطلب التلاميذ وارجاعهم للدراسة، تمت اضافة لائحة اخرى من التلاميذ بغية عقابهم على تضامنهم مع رفاقهم المطرودين، وللمزيد من تعميق الهجوم أقدم الملقب "بالحاج" في اليوم الموالي على منع الأساتذة من التوجه إلى قاعات الدراسة، وقام بجمع التلاميذ داخل المؤسسة وإلقاء خطبة فيهم، في محاولة منه لتجريم نضالات الحركة التلاميذية، وتسييد ثقافة القبول بالذل والهوان والمعاناة التي يعيشونها، بدل تسييد ثقافة الرفض والاحتجاج والانتفاض على الوضعية المزرية التي نعيشها كأبناء الشعب، وذلك على شاكلة جل نقابات الأساتذة التي أصبحت منذ مدة تلعب أدوارا في فبركة التهم في حق المناضلين وتجريمهم، بدل القيام بالمهمة الأساسية المنوطة بها كنقابة، أي الدفاع عن التعليم ومكتسباته، وبكل تأكيد لا ننسى أن نحيي كل الأساتذة الشرفاء الذين يرفضون التآمر على مصالح التلاميذ، ويحملون رسالتهم العلمية بكل أمانة. وفي مساء نفس اليوم وللمزيد من الضغط على التلاميذ، تم استدعاء أولياء أمورهم بغية تقديم أبنائهم لهم في ثوب المجرمين، ولاحتواء الوضع تم تقديم وعد للأولياء بحل هذا المشكل بشكل نهائي، وارجاع التلاميذ إلى مكانهم الطبيعي، أي فصول الدراسة. وفي يوم الاثنين 17 مارس 2014 انعقد "المجلس التأذيبي" الشبيه بالمحاكمات الصورية التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون، وأول ما يتم تسجيله هو منع المعنيين بالأمر من الحضور في الجلسة، ما يعد اجهازا على حقهم في الدفاع عن أنفسهم، ونفس الشيء بالنسبة لأولياء أمورهم الذين منعوا بدورهم، وبطبيعة الحال "جمعية آباء وأولياء التلاميذ" غائبة عن الساحة، وهنا نستحضر أن هاته الجمعية ومنذ زمن أصبحت تحت قبضة جماعة تابعة لحزب "العدالة والتنمية" شغلها الشاغل انتزاع الدراهم من التلاميذ في بداية السنة دون فعل أي شيء يذكر، وهنا نشير إلى أن كل المؤسسات التعليمية بتيسة (ثانوية، إعداديتان، ابتدائيتان) تعرف سيطرة نفس الجماعة على "الجمعية" ونفس الرئيس في كل المؤسسات "خ.ي" رغم أنه ليس له أبناء متمدرسين. أما "تمثيلية التلاميذ" فقد تم الاجهاز عليها منذ سنة 2010 التي عرفت آخر تمثيلية بالثانوية. ليبقى القرار كاملا بيد المدير و"الحاج" الذي نصب نفسه سيدا على المؤسسة، ليكون القرار كالتالي: بالنسبة لكل من (م.ب) و (ع.ج) و (م.ق)، فقد صدر في حقهم قرار بتغيير المؤسسة (الانتقال التأديبي)، في حين تم توقيف (ح.س) عن الدراسة لمدة 15 يوم، و (أ.ك) لمدة شهر دون اجتياز الفروض. إنه القرار الذي لا يختلف عن الطرد إلا في العبارات، فكيف للتلاميذ تغيير المؤسسة وهم على أبواب الامتحانات، وأين سيجدون ثانوية تقبلهم، وكما سبقت الاشارة فتيسة تحتوي على ثانوية واحدة، الشيء الذي لم يترك خيارا أمامهم سوى التصعيد من أشكالهم النضالية، ليقرروا الدخول في اعتصام داخل الثانوية والذي ابتدأ يوم الأربعاء 19 مارس 2014 على الساعة الثامنة صباحا أمام الإدارة، وقد عرف تفاعلا كبيرا من لدن التلاميذ الذين قدموا للتضامن معهم، ليخرج الحراس العامون، والذين أقدموا على تهديد كل التلاميذ، وتوعدهم بنفس المصير، ليصبح الطرد هو الاجابة التي يقدمونها لكل من يناضل في سبيل العيش الكريم، وذلك بغية الانتقام منهم وارهاب باقي التلاميذ للحيلولة دون اتساع رقعة الاحتجاج التي تتوسع يوما بعد يوم. وفي حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، في الوقت الذي غادر فيه التلاميذ الثانوية، سيقدم النظام على انتهاز الفرصة للقيام بجريمته في صمت، ليرسل قوى القمع "الدرك الملكي"، و"الباشا" ومعاونيهم إلى الثانوية، ليقوموا بفض الاعتصام بالقوة، وارغام التلاميذ على مغادرة الثانوية، ولحدود الآن لازال التلاميذ محرومين من حقهم في متابعة دراستهم.
إن حقائق الواقع تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن النظام مستعد لتشريد التلاميذ والطلبة وارتكاب أبشع الجرائم في حقهم، بغية تمرير مخططاته الرامية إلى خوصصة التعليم، وما تنزيل "برنامج مسار" إلا حلقة في مسلسل الاجهاز، الذي أثار موجة من الغضب العارم في صفوف التلاميذ وطنيا، وتلامذة "المنصور الذهبي" لم يشكلوا الاستثناء، فبدورهم كانوا في الموعد، حيث أقدموا على مقاطعة الدراسة لمدة 3 أيام متتالية وتنظيم تظاهرات موازية، مطالبة برفع "برنامج مسار" وبالمقابل توفير الشروط السليمة والضرورية التي تخدم فعلا المدرسة العمومية، لكن برنامج مسار لازال قائما والمعاناة اليومية لازالت قائمة، ما يسترعي المزيد من النضال والصمود في مواجهة المخططات التصفوية التي ينهجها النظام في حق التلاميذ، كما أن معاناة التلاميذ غير محصورة داخل أسوار المؤسسات التعليمية، فعلى غرار أبناء الشعب قاطبة، يعانون بدورهم من تدهور كل القطاعات (الصحة، السكن، الشغل، النقل،...) ما يستلزم ضرورة النضال على كل الواجهات وإلى جانب أبناء الشعب قاطبة، ومن جانب آخر وجب على الجميع أن يستوعب أن تدهور التعليم بالمغرب لن يمس الشبيبة التعليمية وفقط، بل سيمس كل أبناء الشعب، نظرا للدور الهام الذي يحتله التعليم داخل كل المجتمعات، والدفاع عن التعليم وتحصين مكاسبه مهمة أبناء الشعب قاطبة (عمال، فلاحين، معطلين،...) لدى وجب على الكل الانخراط والعمل على تفجير معارك كبيرة وطنية، والمساهمة الجادة في تأطير نضالات الحركة التلاميذية وإيجاد القنوات السليمة لربطها بحركة التحرر الوطني، لأجل تحقيق النصر النهائي على هذا النظام الجاثم على صدور المقهورين والمضطهدين.

عزوز رفيق



#عزوز_رفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزوز رفيق - تلاميذ يعانون في صمت - تيسة نموذج