أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالار باپير - لا تقتلوا محمد البديوي مرة أخرى














المزيد.....

لا تقتلوا محمد البديوي مرة أخرى


سالار باپير

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتل الصحفي الدکتور محمد البديوي، من قبل أحد ضباط قوات الپيشمرگة الکردية، التابع للفوج الرئاسي في بغداد، جريمة بشعة مستنکرة، وغير مبررة بتاتاً، بالأخص، كون القتيل صحفي مسالم، والقاتل من منتسبي إحدى الأجهزة الأمنية الحکومية العليا، ويجب أن تأخذ العدالة مجراها.
يُقتل في بغداد يوميا، عدد ليس بالقليل من الأبرياء، لا يُسمع بهم، أو يبالي بهم أحد، حتى صار مشهداً مأساوياً يومياً، وکان من الممکن لهذه الجريمة أن تصبح حادثة عابرة مؤسفة أخرى، في هذه العاصمة الکبيرة، التي تعاني من فقدان الأمن والأمان، لکن سرعان ما أستُغل، کون القتيل عربي والقاتل کردي، على مستوى الشارع والحزب والحكومة، بما فيها حكومة اقليم کردستان العراق لأغراض غير نبيلة، منها إذکاء التعصب القومي.
خلال الساعات الأولى من الواقعة، حضر رئيس الوزراء السيد نوري المالکي شخصيا الى موقع الجريمة، وقال ضمن حديثه "الدم بالدم". بالطبع حديث السيد المالکي کان أقرب من کلام نابع من العقل القبلي کرئيس عشيرة، من أن يکون کلام لرجل دولة، خصوصاً في بلد حسّاس کالعراق، واعتبر الکثيرون موقف السيد المالکي دعاية إنتخابية رخيصة، لکن خطرة جداً، والأجدر به أن يحاول تهدئة الموقف، ويؤکد ضرورة فرض القانون لمعاقبة الجناة، وتکون سابقة في تطبيق القانون على کل فرد عراقي، من کردستانه الى جنوبه، بغض النظر عن الإنتماء القومي أو المذهبي أو الحزبي أو منصبه في الدولة أو الجيش.
بالمقابل، کان موقف الساسة الكرد هزيل جداً، وليس بمستوى هذه الجريمة المثيرة للاشمئزاز. فاستنکر النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني الدكتور برهم صالح الجريمة على صفحته الرسمية في موقع الفيسبوك، وطالب بأن لايُستغل "دم الشهيد بديوي إلى وسيلة لتأجيج روح العداء القومي واستثماره الفج في الدعاية الانتخابية"، وهو نفسه فعل الشيء ذاته، عندما هاجم المالکي بدون ذکر اسمه في نفس المکان " يفترض أن تشجع على فضح الجهات التي تحمي قتلة شهداء الرأي والضمير، كالشهيد كامل شياع والمدرب محمد عباس، والشهيد هادي المهدي، وعشرات الشهداء الآخرين، ومنع إسدال الستار على جرائم قتلهم، وتسجيلها على ذمة مجهولٍ معروف الهوية والانتماء ".
ربما من الأجدر أن نذکر هنا بأن صحفييّ ومثقفي کردستان ليسوا محصنين من الملاحقة والقتل، وطالما لايُعاقب أحد على التطاول عليهم. فقد أغتيل قبل أقل من شهرين الصحفي الکردي الشاب ( کاوه گرمياني ) في کردستان، والمتهم الرئيسي في الجريمة هو أحد رفاق الدرب للسيد برهم صالح، وهو أحد أعضاء المکتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني!
إذن محمد البديوي و کاوه گرمياني و غيرهم يُقتلون في کل العراق لا لإنتمائم العرقي بل لأنهم ذو الأفکار الحرة و لا تستطيع السلطة و أجهزتها و دراويشها ترويضهم و تحويلهم الى عبادهم.
ردود الفعل على مستوى الشارع الکردي والعربي کانت متباينة، ومواقع التواصل الإجتماعي مليئة بأقوال بغيضة مقززة من کلا الطرفين، حيث ينبع رأي عدد ليس بقليل من البسطاء وذو العقول الخبيثة الجريمة من منظور تعصبّي بحت، ويطالبون بإراقة الدماء وکأن عقود من الأقتتال لم تكن کافية لنبذ العنف والقتل.
يجدر بالقول هنا، أن أغلبية وسائل الإعلام المستقلة (وليست الحزبية) کان لها موقف مشرف من قتل أحد زملائهم غدراً، وکانوا أکثر تعقلا من الساسة العراقيين کرداً وعربا، وطالبوا بتهدئة الأمور وعدم تحويل هذه الجريمة إلى منبر لبث روح الشوفينية والثأر، والسطور التالية، التي تعبر عن إحساسي و إحساس الکثيرين مثلي، مقتبس من بيان لمجموعة من صحفيَ الإعلام المستقل في کردستان، تعبّر عن شعور وآمال الذين بحق هم حريصون على هذا البلد وعلى الإنسانية، ولا يريدون أن يذهب دم الصحفي محمد البديوي هدراً:
" نحن اذ نواسي عائلة الشهيد الصحفي محمد بديوي والاسرة الصحفية العراقية، نطالب القضاء العراقي القيام بدوره الجدي لتحقيق العدالة، كي لايفلت أيّ مجرم من جريمته، كما نطالب بالابتعاد عن الثقافة البعثية في بث الشعور الشوفيني والتعصب والثأر، الذي لم نذق منه سوى المرارة والخسارة وخيبة الامل، طيلة تاريخنا الحديث".



#سالار_باپير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع السني و الشارع الشيعي، الى السيد عبد الرحمن الراشد .. ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالار باپير - لا تقتلوا محمد البديوي مرة أخرى