أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل حسونة - -عيليت- بصيرة نافذة -وضوء لافت-!!















المزيد.....

-عيليت- بصيرة نافذة -وضوء لافت-!!


خليل حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


"عيليت"
بصيرة نافذة "وضوء لافت"!!
عن دار "ميم" للنشر 2011 م.
صدر العمل الجميل رغم كمَه القليل "رسائل الي ادم" للكاتبة الجزائرية المتميزة " أسيا موسى" والذي شكل حالة ابداعية عجائبية لذيذة وحاذقة. تحاول زلزلت منطق التواصل والتوصيل, وتراث التشكيل الابداعي في ان. نصوص صارخة تشع حالة جمالية أرقى من اشباع التوقع, ما يذكرك برسائل " غادة السمان" الى ذاتها " الحنين الى الياسمين" ليدفعك بقوة لتقف على رخام دهشة المفاجأة.
عبر تسع عشرة لوحة ممهورة باهداء صارخ الى اثنين متلاحمين متناقضين " نفسها ونفسها" , بمدخل نبيذ الانشاد, ل" أراغون" كبسطة نصية فكرية لا بد منها. العنوانات فيه حالة مثيرة , بما تمثله من شعرية عالية, وما تضج به اللغة الشعرية القافزة خارج المفاهيم القائمة, ما دفعنا لنشحذ أنفسنا بالدخول ضمن استراتيجية القراءة التأويلية التى تعمل على خلخلة الوعى. من خلال رؤية استشرافية لوعي جديد, مجدد, يقوم على التساؤل والكشف , ما يجعل من " الهرمنيوطيقا" هي الاساس.
انها تحلم ان تكون وادمها " كتلة واحدة برأسين" , في مملكة فيها العصافير تطعمها حنون أحلامها.. وتطعمه أنفاسها الحريصة على بقاءه" ص 14.
ولأن الابداع المختلف يحتاج الى ذوق مختلف, اعتمدت رؤية الكاتبة بكل ما تعنيه الدلالة المفنوحة من التأويل الغنوصي, وجدل الاسئلة على تفجير النص الذي يشكل نفسه. وهو ما يتناقض مع النقض الممدرس, لهذا حاول نص الكاتبة هنا أن يمَد قدر استطاعته الروح في "الزمكان" اللاهث نحوها, واللاهثة اليه.
.. لو تجاوزنا " حديث الشياطين" في لوحتها الثالثة, لوجدنا كيف يكون صفع النفير السلبي لتصل الى ان تعجبها " أناها" , بكل تشظياتها وفوضاها. امرأة فجرها ليل , وليلها فجر, وهي تبحث "عن أدمها".
" أدمي طال برد غيابك, حتى أني ألفته, مثلما تماما ألفت رائحة أشيائي" ص 16
هنا رؤية معرفية قابلة للجدل عبر ذائقة تتصل بأجواء الكاتبة نفسها , حالة ثقافية متقدمة, ثابتة, حازمة, وليست خائنة. تشرب التاريخ شربا,وتجعل من ذاكرة مضادة.
بهذا المعنى, أصبح الوعى التاريخي ثقافيا عند الكاتبة وعيا غير محايد, عبر حالة سيكولوجية نجحت الكاتبة في الارتقاء بها, الى حد الفداحة بعد أن نجحت في بعث الكلمات ومزجها بالفكرة بعثاً لافتاً, وكأني أخالها تصرخ يقولون: الاحمر, لكنني أقول: أن قوس قزح هو الكلمة الصحيحة.
" تندس في قلب فاكهة تعشقها هناك, ويبلعها قضمةً قضمة". ص 25
هكذا هبط تمرد الكاتبة, وكأنها تروض نفسها على حتَمية الحاقية ب " أدم" الذي تريده وتصفعه. هذا الامتصاص أو التحويل ,سيأتي على عالم هذه النصوص. وهذا لا يعني ضياع معالمها الى درجة الجفاء, ولكن الى درجة الانطفاء. أي انفجار الجدلية الفكرية القائمة على معرفة علاقاتية واسعة. تتوالد عبرها دلالات جديدة ومتجددة لا تخلو من غموض, تدخل في جوهر الحياة والآسئلة الكبيرة, عبر الذوبان في الاخر .
" كم أود أن أبحث عن الوجود في يديك, يداك العالم "يا أدم".. ولطالما أردت ذلك " ص 26
هنا علاقة صارخة بين الاشياء وكلماتها . وبين الكلمات وأشيائها, تطلق مدافع مناوراتها اللغوية , عبر أسطرة الكلمات التي تجعل من " عيليت| أسيا " غير "عيليت" الاسطورة , تلفها كلمات تستعيد براءتها, لتجعل من العالم مرأة لها , تسع دهشت المفاجأة, بدرجاتها المتابينة التي تذهب مع البروز الحاد للعناصر اللافتة التي لم تستخدم من قبل كسر التقاليد. بل تدفع المتلقى الى نار النص لاذابة عناقيد المعنى بيديها عبر لغة باطنية, تخرج عن المألوف والانتماء الضني لمنطق الاغتراب, والغربة, التى تحاول التحرر من الصعوبة عبر الخارق والفائض للوصول الى المكتمل والابدي, تتجاوز المكَون اللغوي نفسه , عبر دهشة الفوضى| المفاجأة. تتجاوز كل ما هو مطروق. وضح ذلك لوحتها " بين الفوبيا وفقدان الشهية" حيث تقول: " معك انتصرت كل خياناتي لنفسي" ص 99
.. هنا شرارة صارخة لزلزال النفس البشرية, وامور تبرز من خلال التعارض, والاختلاف, ما يؤكد أن للكاتبة كائناتها التي تبحث عبرها عن القيم الانسانية المتصالحة السوية, دون العودة الى الزمن الأمومي كما يعتقد البعض, او كما تعترف ب " مازوخيتها"..
- " كثير ما أتصور فقدك.. قبل استكمال خلقك .., مازوخية بطبعي, لا أعلم " ص 29
- " هذه النجوم الأفلة, وتلك " الايجوانا" وانا وانت, كائنات من وهم" ص 30
- " ما زال فيَ من حوله ما يكفي لأنتظر" ص 40
هذا العنف الآزلي حالة لمعرفة ازلية , تبحث عبرها عن صداقة صدوقة , ارضها كلمات حادة هائمة تتنافى مع مفاهيم المجتمع البضاعي بالمفهوم الايديولوجي الرأسمالي الذي يظهر الاضداد, ويحول الاشياء الى نقيضها , حيث ينتفي عنه الحسم بوضوح وجلاء, ما يؤكد أن الكاتب المختلف لا تمثله سوى كتابة مختلفة, وهو ما كان هنا. أي أن تجعل من الرموز والطلسمات حقيقة مطلقة.
- "في ذلك اليوم الماطر, عندما تأبطت ذراعك, ورحت أمسى دون وجهة محددة, لم نكن ثلاثة, لم نكن اثنان, ولم أكن وحدي حتي.., كنت وحيدة فقط " ص 59.
- " حلمتك بما يكفي لأعيد خلقك (!) , كلما انتهيت مني لأحبك, مليون مرة من جديد" ص 61.
- " صغيرة أنا أعشق " البيتزا" ورفيقا يمسح " المايونيز" العالقة بطرف فمي, دون أن يلطخني بقبلة" ص 69.
هذه اللوحات الصارخة الصادمة تعيد رغبت " عيليت" من جديد.. " عيليت" الراغبة في امتلاك " أدمها " عكس امتلاكه هو لها عبر حالة المجاسدة, لتجعل من ملامحها رسالة الوثيقة النفسية التي ارادت الكاتبة الوصول اليها.. فوحدها المختلفة عنهم جميعاً.
" لقد أشفقوا على يوسف, ووحدها التي أشفقت على زليخة. ص 72
انها المتجردة المتمردة التي تثور لحبها, وايضا لانوثتها رغم ما يبدو للعيان من اختلاف " فما زال فيها من حواء ما يكفي" ص40. وهو ما يشكل مرة اخرى كتابة الاشياء لاشيائها عبر " ماراثونات" كتنوعة, تدخل بين السالب والموجب, لتنتصر لهذا الاخير, وهي تقدم حلاً مثالياُ لأزمة المرأة الروحية.
واخيرا فان الكاتبة جعلت في هذا العمل من نفسها رائياً, تبحث عن كل اشياء الحب والألم اللذيذ, وتحلم بالشئ الذي ربما لن يأتي أبداً في زمن يقضمنا بلا هواده. فكل رمز في هذه النصوص يسهم في تحديد جزء من المعنى الكلي بهدف أن يضخ أنساقا جديدة, تغير طعم الحياة وتطرز على الصدأ الذي ينخر أرواحنا وقلوبنا منذ زمن بعيد, ما يؤكد قول الشاعر المجري الكبير " يوجف أتيلا"
" السطح يثرثر, أما الصمت فيسمع"..!
عمل أصيل لا يمكن لك وانت تقرأه الا ان تشعر بسعادة غامرة.د. خليل حسونة.

.
...



#خليل_حسونة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل حسونة - -عيليت- بصيرة نافذة -وضوء لافت-!!