أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شيماء ملا يوسف - الله وجلال الدين الرومي(2/2)















المزيد.....

الله وجلال الدين الرومي(2/2)


شيماء ملا يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأشياء لا تُعرف ولا يكتمل ظهورها إلا بأضدادها، لا نعرف الليل حتى نعرف النهار، لا نعرف الكمال حتى نعرف النقص، كذلك السعادة والحزن، الحسن والقبح، الروح والبدن، نعرفها ونعرف غيرها بمعرفة أضدادها، إلا "الله" وحده لا نعرفه ذلك أن لا ضد له، فهو يتسامى عليها، فكل الأَضداد تمحو في الوحدة.
ذكرتُ في المقال السابق، أنه لا يمكن معرفة الله كذات، ولكن يمكننا معرفة أسمائه وصفاته، والمعرفة لن تكون من خارج العالم بل من خلاله، بالمظاهر والموجودات به، لأنها الوسيلة الممكنة المتاحة بالنسبة لنا.

لماذا لا نعرف الأشياء إلا بأضدادها؟
ذلك لأن؛ (مكان ظهور الأشياء هو ضده، وكل ضد يساعد الآخر ليظهر.
هب أنك كتبت بالقلم الأسود على الورقة السوداء، ماذا سترى؟!) / ديوان
(ومن لم ينظر لِحيّة موسى، سيظن أن الحِبال حيّات تسعى.
ومن لم يتجرع المصائب والآلام، لن يعرف معنى العناق). / مثنوي5
(ولقد خلق الله الألم والحزن، حتى تتضح لك سعادة القلب بضدها.
إن الخفايا تظهر للعين بأضدادها، ولما كان الحق لا ضد له، فهو محتجب عن الأبصار.
فلا جرم أنه "لا تُدركُهُ الأبصارَ وهو يدرك الأبصارَ" 103:6 ). / مثنوي1
و(من النار يظهر النور، من الشوك تخرج الوردة، والكنز مخبأ بين الأنقاض وحوله الثعابين.
يالله.. ورودك لا يوجد بها شوك، ونورك ليس به نار، وحول كنزك لا توجد ثعابين تكشف أنيابها وتنفخ). / ديوان

الحكمة من صفات الأضداد
(الله هو الخافض والرافع، ودون هاتين الصفتين، لن يتأتى أي عمل.
فانظر لخفض الأرض ولرفع السماء، دون هاتين الصفتين لا تدور الأفلاك، ولن يكون هناك ليل ونهار). / مثنوي 6
و(الليل برغم أنه ضد النهار فإنه معينه ونصيره، وهما يعملان عملا واحدًا. لو كانت الدنيا ليلا متّصلًا لما قامت الأعمال، ولو كانت نهارًا متصلا لبقيتا العين والدماغ منبهرين مندهشين، ولأدركهما الخبال والتعطل). /فيه مافيه
(والحكمة جمعت الأضداد، وهذا القصاب يجمع الفخذ والرقبة معًا.
والروح بدون جسد لا تتحرك، والجسد بدون الروح يصير باردًا وذابلًا.
إن قذفت الرأس بالتراب لن يُشج، وعندما تصب الماء على الرأس، لن يُشج أيضًا.
وإذا كنت تريد أن تشج رأس شخص، ما عليك إلا -جمع الأضداد- فاخلط الماء بالتراب). / مثنوي 5

الرحمة والغضب:
يرى الرومي أن أسماء الله هي أسماء رحمة، ففي الحديث عن النبي: الله يقول رحمتي سبقت غضبي. ذلك يعني أن لطف الله يسبق غضبه، وكل الموجودات هي مظاهر لأسماء رحمة الله وغضبه، ولكن الرحمة تسبق الغضب في الظهور. وإن تجلى الغضب فإن أسماء الرحمة ستُظهر نفسها. لا أجد الرومي كان موفّقا في إيضاح هذا الأمر، ولكن لنقرأ ما كتبه حول الرحمة والغضب!
(كذلك أوصافك ومعانيك كلها لطيفة ولا يمكن أن تُرى إلا بفعل من الأفعال. فحُلمك مثلا موجود لكنه لا يُرى، ولكن فقط عندما تعفو عن مسيئ فإنه يغدو محسوسا. وكذلك قهرك لا يُرى، ولكن عندما تقهر مجرما وتضربه فإن قهرك يغدو مرئيا). /فيه مافيه
(يمضى أحدهم إلى القتال فيرتدى لباس القتال، ويتقلد السلاح، ويضع الخوذة على رأسه، لأن الوقت وقت حرب. أما عندما يأتي إلى مجلس أنس، يخلع ذلك اللباس، لأنه سينشغل بعمل آخر. لكنه؛ هو هو. ولأنك قد رأيته في ذلك اللباس الأول، فستتذكره بالشكل الأول، حتى عندما يكون قد غيّر اللباس مائة مرة). /فيه مافيه
(ولو كان البيان المعنوي كافيًا، لكان خَلْق العالم باطلًا عاطلًا.
ولو المحبة لم تكن إلا فكرًا ومعنًى، فلا جدوى من صورة صومك وصلاتك.
والهدايا التي يتبادلها العشاق للتعبيرعن محبتهم ليست إلا صورًا
لكنها تقدم الدليل على المحبة المستترة). / مثنوي1
(يقول الحق تعالى: كنت كنزًا مخفيًا فأحببتُ أن أُعرف. أي خلقتُ العالم، وكان الغرض من ذلك كله إظهار ذاتي تارة بالرحمة وتارة بالغضب. وهذا مِثلما يأمر الأميرُ شخصًا أن يضرب الآخر ليؤدبه. فيصرخ الثاني ويصيح، وبرغم هذا فإن كليهما يُظهران حكم الأمير. كل إنسان يعرف أن الضارب والمضروب تحت حكم الأمير، وبهذين معًا يظهَر حُكمه. كذلك المؤمن والكافر، المؤمن المثبت للحق؛ مُظهرٌ للحق، والكافر النافي للحق؛ هو أيضا مُظهر للحق. فهذا العالم من دون مثبت وناف للحق، لن يظهر الحق). / فيه ما فيه

الخير والشر
ليس هناك ما هو مطلق في العالم، فلا توجد قوة مطلقة، ولا عدل مطلق، ولا حياة مطلقة، ولا علم مطلق، ذلك أن كلها كانت صفات الله، وعندما نزلت تلك الصفات إلى العالم وابتعدت عن مصدرها؛ خبتت وبهتت.
كذلك الأمر يجري على الخير والشر، فوجودهما نسبي وبدرجات متفاوتة،
(ليس هناك شر مطلق في هذا العالم، واعلم أن الشر نسبي.
فسم الأفعى هو حياة لها، وموت لك). / مثنوي4
(كالأضداد كلها التي تبدو أضدادًا في مقاييسنا، وأما في نظر الحكيم، فإنها تعمل عملًا واحدًا.
مثلا، قصد أحدهم أن يقتل، ولكنه انشغل بالزنا، وهكذا لم يرق دمًا. ففعل الزنا هذا من جهة أنه زنا فعل قبيح، أما من وجهة أخرى فهو مانع للقتل، فعل حسن). /فيه مافيه
و(أظهر لي أنت خيرًا دون شر؟
هذا محال، لأن الخير لا ينفصل عن الشر، ليس بينهما انفصال وليس لهما إلهين). / فيه مافيه
لكن، لماذا لا يمنع الله وجود الشر؟
إقرأ قصة الصوفي والقاضي، لتعرف:
( قال الصوفي: إن الله قادر على أن يجعل تجارتنا بلا خسارة.
وذلك الذي يخرج الورد من الشوك، يستطيع ان يجعل برد ديسمبر ربيعًا.
وذلك الذي يجعل الشجر سرو ممشوق القوام، قادر على تحويل الحزن إلى سرور.
وذلك الذي صار العدم وجودًا بالكاف والنون، ماذا ينقص من ملكه إذا تركه باقيًا؟!
وذلك الذي يجعل الجسد روحًا من أجل أن يحيى، ما الذي يضره إن لم يُمِته؟!
بعد كل هذا، ماذا يكون لو يهب الوهّاب العبد، دون كدٍ وتعب؟!
فكان جواب القاضي على الصوفي:
إن لم يوجد الطعم الحلو والمر، وإن لم يكن الجميل والقبيح، والحجر والدر.
وإن لم توجد النفس والشيطان، وإن لم يحدث الطغيان والخصومة والوغى.
فكيف يصف الله عبده بالصبور والحليم؟ وكيف نعرف الشجاع والحكيم؟
وأيُّ وجودٍ سيكون للصابرين والصادقين دون وجود لشيطانٍ لعين.
فالعلم والحكمة من التفرقة بين الطريق واللاطريق، وعندما يكون الوجود كله طريقا، فتلك الحكمة لا جدوى منها.
أَعلم أنك طاهر ولستَ بالساذج، وسؤالك هذا من أجل العوام.
إن جور الزمان وكل أمل يكون، أسهل من الغفلة والبعد عن الحق). / مثنوي 6

أرأيتَ الخباز؟
ف (الخباز يريد جوع الناس ليكسب معاشه، ولكن لا يرضى بجوعهم، وإلا ما باعهم الخبز). / فيه ما فيه



* باحثة وكاتبة كويتية



#شيماء_ملا_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله وجلال الدين الرومي (1/2)
- في حضرة جلال الدين الرومي2
- في حضرة جلال الدين الرومي
- رحلة مع جلال الدين الرومي
- عن الحرية
- رموز الدين.. والله


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شيماء ملا يوسف - الله وجلال الدين الرومي(2/2)