أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان ملال - حتّى يغيّروا ما بأنفسهم














المزيد.....

حتّى يغيّروا ما بأنفسهم


إيمان ملال

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 00:36
المحور: المجتمع المدني
    


تحضُرُني مقولة لمؤسس شركة آبل الرّاحل “ستيف جوبز”، يقول فيها :”وقتك في هذا العالم محدود جدّاً.. لا تضيعه في محاولة عيش حياة ليست حياتك. كن شجاعاً بما يكفي لتتبع قلبك وحدسَك لأنهما يعرفان بطريقة أو بأخرى ما الذي تريده بالفعل.. أي شيء آخر يبقى ثانوياً.”
كما يبدو واضحاً من خلال المقولة أن الأهم في هذه الحياة كلّها هو إيجاد المفتاح: ما الذي تريده بالفعل من وجودك؟

هل تريد ان تكون مجرد رقم يضاف إلى عدد سكان الأرض أم أنك تريد الرحيل وقد ساهمت في بناء شيء مفيد للأجيال القادمة؟
ثم إذا كان الحاضر رديئاً ببنياته الإجتماعية والفكرية والسياسية والإقتصادية، فما الذي سنراه في المستقبل؟ وهل هناك حالة أسوء لتوقعها؟

إذا لم نقم بالتفكير الجدّي في المستقبل ووضع علامات استفهام تحت الواقع فإننا سنصطدم بحقيقة النّدم حين يكون الخطر قد وصل حدّا لا يمكن معالجته، هذا تحت افتراض أنه لا يزال هناك أمل آخر، رغم أن كل نظرة واقعية للأمور تؤدي إلى استنتاج واحد: لا تغيير للجماعة ما لم يتغير الأفراد، وحتى يتغير الأفراد يجب أن يتحرك شيء في أعماقهم. وهذا الشيء يحتاج دفعاً قوياً كي يتحرك.. ما يستلزم عودة اضطرارية إلى المُجتمع.

ليس من السّهل أن تشعر بالمسؤولية تجاه مجتمع لا يعرف طعمها، وإنه من الصعب جدّاً أن تقضي ليالٍ من عمرك وأنت تفكر كيف ستجعلهم يهتمّون أكثر بالمعرفة واستغلال الوقت في البناء في الوقت الذي يكونون فيه نياما أو غارقين في الملاهي والمقاهي بعضهم يحلّ الكلمات المتقاطعة والبعض الآخر يستمتع بمراقبة العابرين في الشوارع..

الإشكال هنا لا ينتج إجابة كاملة بقدر ما ينتج نظريات لا تفيدنا في الواقع، لأن الوسائل منعدمة الوجود.. الشّروط المبدئية لتطبيق إحدى نظريات الإصلاح المُجتمعي وبناء مجتمع المعرفة غير موجودة، إذ من المستحيل أن تقوم فئة قليلة بقيادة مجتمع بأكمله لتحقيق الهدف إذا كان المجتمع يفتقر إلى الإيمان بهذا الهدف من جهة، والقادة يفتقرون إلى وسائل القيادة من جهة أخرى.

كان يمكن ترك الواقع جانباً وسرد تفاصيل نظريات حديثة في علم الإجتماع والإقتصاد المعرفي وقوانين المجتمعات الحضارية وكيف وصلت إلى النجاح (اليابان نموذجاً)، كما كان من الممكن أن يتم استيراد مناهج لإصلاح التعليم ورأينا في النهاية كيف أنها لم تصلح أكثر مما خربت، لكن كل هذا لن يصل بنا لأي مكان، لأن ما نحتاجه هو شيء مختلف تماما عن المعرفة التي تلقّن في الكتب، ولأن الإصلاح لا يأتي من الخارج.. لهذه الأسباب وغيرها لا يمكن أن نواصل عملية السّخرية من أنفسنا.

لكن ألم يحن وقت التغيير بعد؟
الجواب الوحيد الذي أملكه الآن هو : لا تنتظر أن يجيبك أحد. انهض أنت، فكّر بجدّية بنفسك، توقف عن التنظير وطبّق، استمع للجميع، استفد من طاقاتك المخزنة والضائعة بنفسك !
ثم إن ما يجب ان نفهمه في النهاية أن ما نعيشه هو واقع، وسط مجتمع مريض من الداخل سيكون من الغباء التعايش معه ومع نمطية أفكاره وسلوكاته.. سيقولون عن الخارج عن هذه النمطية “مجنون” أو “متعالٍ” وسنقول لهم هؤلاء الذين غيّروا مسارات التاريخ كانوا مجانين جياعاً للمعرفة ومصابين بالحساسية تجاه التقليد.

وإذا كان الحل هو التغيير الداخلي فإن هذا معناه عدم انتظار أن يكتشف الآخرون مواهبنا وقدراتنا، يجب أن نفرض أنفسنا وإلاّ سنظل على هوامش النهضة للأبد.



#إيمان_ملال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانُ شذراتٍ ليلية
- الكتاب الأقل مبيعاً في العالم!
- هل للكتابة أن تحرر شعباً؟
- المسيء الأوّل للمرأة المغربية هو المغربي وليس الخليجي !
- عصير بنكهة البؤس !
- فنّ إسالة المداد بدلَ الدّماء
- للوقت الضائع فلسفته!
- قراءة في رواية -من أنت أيها الملاك؟- لابراهيم الكوني


المزيد.....




- وسط تقارير عن -إعدامات ميدانية- و-قتل تعسفي- في السويداء.. ا ...
- حملة اعتقالات واقتحامات إسرائيلية بأنحاء الضفة الغربية
- بأمر من المحكمة الجنائية الدولية... ألمانيا تعتقل ليبيا متهم ...
- المحكمة الجنائية الدولية تؤكد إلقاء القبض في ألمانيا على الل ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق -سريع- في أعمال العنف بجنوب سور ...
- السنغال أطلال الاستغلال
- إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بإلغاء لجنة حقوق الإنسان بالأراض ...
- جورجيا.. اعتقال شخصين حاولا بيع -يورانيوم- لأغراض عسكرية
- لا للعنصرية ضد المهاجرين/ات بالمغرب وإسبانيا
- ضمن نهج استهداف دور العبادة .. قصف الاحتلال كنيسة دير اللاتي ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان ملال - حتّى يغيّروا ما بأنفسهم