أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نبيل محمود والى - باترون حريق القاهرة














المزيد.....

باترون حريق القاهرة


نبيل محمود والى

الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تظل خطة حريق القاهرة في 26 يناير 1952هى النموذج الذي يظل هو الباترون التي تفصل كل الحكومات المصرية خطتها على مقاسه وبمقايسته ففي ذلك اليوم خرجت مظاهرات الطلبة وغيرهم من الجامعة في التاسعة صباحا متجهين إلى مبنى رئاسة الحكومة بشارع القصر العيني وكانت المظاهرات تتجمع في الشوارع وتنمو أثناء سيرها ، وخرجت من الأزهر مظاهرة كبيرة اتجهت إلى ميدان عابدين وغطت الشوارع الجماهير تنادى بحمل السلاح والسفر إلى القناة لمحاربة الإنجليز وتنادى أمام القصر الملكي بسقوط الملك وتجمعت في فناء مبنى رئاسة الحكومة .

وفى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر كانت بعض المظاهرات تسير في ميدان الأوبرا أمام كازينو بديعة مصا بنى واتجهوا إلى داخل الكازينو وأشعلوا النار فيه وبدء الحريق ينتشر في الملهى وبعد مدة وجيزة اشتعلت سينما ريفولى ثم سينما مترو ثم نادى الترف الذي كان يجتمع فيه بعض أفراد الجالية الإنجليزية وكما يذكر المؤرخ الدكتور البشرى أن الحريق في ملهى بديعة لم يكن له طابع سياسي فيما يبدو إنما أشعلته نوازع السخط والتطهر ضد الفساد الأخلاقي الذي كانت تستثيره جماعات دينية كجماعة شباب محمد ولكن مع اشتعال سينما ريفولى ظهرت عناصر جديدة تلقى مواد الإحراق وتنتقل على الأقدام أو بواسطة سيارات الجيب وتشتعل النار طبقا لجدول عمل من السينما إلى مقهى إلى محل إلى ملهى ليلى وانتشرت الحرائق فى منطقة وسط المدينة كلها وقد امتدت إلى ملهى في أطراف المدينة كشارع الهرم .

إذن التخطيط والتدبير بدا واضحا في هذه العملية ومن الممكن قراءته وفى مثل تلك الأحداث الجسام ذات التأثيرات الحاسمة على السياق السياسي أن يظل السؤال معلقا من الفاعل .. وما يمكن الجزم به بالمادة التاريخية المتاحة هو أنه باستقراء الأحداث السياسية التالية للحريق وما قبلها يظهر أن المستفيد المباشر كان الملك وقد استغل الحريق تماما لإعلان الأحكام العرفية في عموم القطر وأوقفت الدراسة في جميع المدارس والمعاهد والجامعات إلى أجل غير مسمى وتم اعتقال 300 من كتائب التحرير وإغلاق مبنى الحزب الإشتراكى وغيره وصدر قرار بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءا إلى السادسة صباحا .

فهناك منهج واضح مفهوم في الدول الديكتاتورية والنظم الاستبدادية مثل مصر يقوم على ضرورة تصدير روح الخوف من المجهول والفوضى أو الخطر الخارجي لدى المواطن حتى يسهل التحكم فيه وإخضاعه للحاكم المستبد وعند اشتداد التوتر ضد النظام وفى أللحظه التي يدرك فيها الحاكم أن هناك ضغوطا عليه وتكاتفا من قوى سياسية ضده وتعدد دوائر التذمر والرفض لسياسته وتشجع وإقدام الكثيرين على معارضته وتحالف المخالفين في الرأي والمتصارعين في الفكر معا ضده وسياسة النظام ساعتها يتخذ النظام سياسته المثلي وهى بث الفوضى ونشر ذعر وإعلان خطر متأجج يبرر له التدخل بالحبس والاعتقال وتكميم الأفواه ومصادرة الصحف وإغلاق الأحزاب وحل الجمعيات مستغلا الظروف الاستثنائية والتوتر والفوضى وهو ما جرى في أحداث سبتمبر 1981 وهى اللحظة التي شعر فيها الرئيس السادات أن الأمور تفلت من يده واشتدت عليه المعارضة من كل جانب ساعتها تم بث لعبة الفتنة الطائفية وتم تصعيد حالة التوتر الأمني إلى أعلى درجاته مما خلق للنظام حجة القيام بواحدة من أوسع عمليات الاعتقال والسجن والحبس والفصل والرفد والغلق عرفتها مصر .

وإذا ربطنا بين ظهور البلطجة واستخدام المسجلين خطر والسوابق والعاهرات في التعدي على مظاهرات حركة كفاية وانتهاك أعراض نساء مصر تتكشف لك خيوطا مترابطة مع حدوتة حريق القاهرة والتي يمكن أن أظن بتخوف مذهل أن يكون ظني في محله أنها أقرب حلول النظام في درج مكتبه للتنكيل بمعارضيه وللتخلص من خصومه جماعات وأفراد ا فليس لنا إلا أن نعود للتاريخ لنعرف التشابه والتماثل وندعو الله ألا تصل حماقة الحكم إلى أن ينفذ حلمه ...




#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الأطر المحددة
- قرائة فى الدستور المصرى والليبراليةالجديدة
- دساتير تحت الطلب
- فن التحنيط السياسى المعاصر
- إصلاح دورة مياه بقرار جمهورى ؟
- المسكوت عنه فى الصحراء العربية 5
- الأوضاع الجارية فى العراق
- الإنفجار السكانى
- القرداتى
- أحلام المصريين
- فلسفة 23 يوليو 1952
- !!! نحن المصريين ليس لنا لابابا ولاماما
- التحديات العراقية
- الإستبداد ودوره فى انحطاط المسلمين
- الطريق الى يونيو67
- المصاحف المفخخة
- الإصلاح إذعان و خوف أم استجابة؟
- إعلام الريادة ...أضلوا مصر وضللوها
- ! مصاحف جوانتانامو
- مليار جنيه فى صحة كأسك ياوطن


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نبيل محمود والى - باترون حريق القاهرة