توافق سوري وتعطيل إخواني لمبادرة السلام الدولية

طه الحامد

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طه الحامد
توافق سوري وتعطيل إخواني حول مبادرة السلام الدولية
النمسا - مؤتمر مبادرة السلام - قلعة شلايننغ 8- 9 - 10 آذار 2014

منذ أكثر من عام تحرك داعمو المبادرة الدولية من أجل السلام مع عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية في اوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية , من أجل العمل على وقف العنف في سوريا و البحث عن حل سلمي للنزاع بعد ان تم الوصول إلى قناعة تامة إنه لا يمكن لأحد أن ينتصر عسكرياً في الحرب الداخلية السوريةو أن فاتورة إستمرار العنف ستكون وخيمة وكارثية كلما تعمقت وطال أمدها وإن الضحايا الحقيين لهذه الحرب العبثية هم المدنيين وغالبية المجتمع الأهلي وبنية الدولة والمؤسسات العامة والخاصة .
و منذ البداية أوضح المنظمون أن مؤتمر قلعة شلايينغ - النمسا هو مغاير تماماً لمؤتمر جنيف 1 وجنيف 2 , وقد تم التركيز في الدعوات على الشخصيات والتيارات السياسية المؤثرة من كافة اطراف النزاع و الذين يريدون تأسيس هيكلية سياسية لمرحلة إنتقالية يمكن تنفيذها , والتي حرمت من الجهود الديبلوماسية و المشاركة في مؤتمر جنيف نتيجة تدخل الدول الكبرى في إنتقاء وإحتكار التمثيل في المفاوضات. وكانت الأهداف العامة تتركز على خمس محاور هي :
1- تحقيق السلام من خلال التخلص من عسكرة النزاع وإيجاد مناطق معزولة السلاح , وضمان طرق آمنة للمنظمات الإنسانية,وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين وعودة اللاجئين والنازحين ,
2- ضرورات حضارية واقتصاديةوبيئيةاساسية كتأمين الاحتياجات الأساسيةكالماء والطعام والعناية الصحية و التعليم وحماية البيئة والتراث الوطني .
3- تأمين إحتياجات اللاجئين والنازحين الكاملة والحرص على حق العودة وتأسيس منظمات تعنيب شؤونهم .
4- كل الخطوات السابقة تمهد البيئة المناسبة للحل السياسي والمرحلة الإنتقالية و تؤسس لعملية انتقال ديمقراطي بناء على مشاركة الجميع في السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية والاعلامية .
5- تشكيل لجنة متابعة مهمتها للتواصل مع كل الأطراف وتفعيل النتائج على الأرض كي تكون قاعدة لوقف العنف وبناء الثقة وتفعيل مؤسسات الدولة الوطنية .

شارك أكثر من 50 عالماً وبروفيسوراً في علوم الإجتماع والسياسة والحروب الأهلية وإحلال السلم في مناطق النزاع , وبعض الحائزون على جوائز نوبل للسلام ورؤوساء بعض الهيئات العالمية لشؤون المجتمع المدني . وبعض المنظمات الاخرى على سبيل المثال :
اتحاد السلام العالمي , رئيس كتلة اليسار في البرلمان الألماني , المنظمة العالمية للمناهضين للإمبريالية ,حركة السلام الألمانية , حركة كسر الحصار عبر البحار , منظمة الحفاظ على الإرث الثقافي , المنتدى العالمي للتغيير , المجلس الكاريبي . مهندس اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة , مجلس الكنائس العالمي , مركز الملك عبدالله لحوار الاديان , مبادرة السلام لأجل سوريا . وغيرهم .....
بالإضافة إلى عشرات الشخصيات الوطنية والسياسية والثقافية وأكاديمية ومعارضة عريقة و من كل المكونات القومية والطائفية والمناطقية والدينية والسياسية ومنظمات نسوية وشبابية وطبية تعمل على الأرض وفي مناطق التماس والنزاع . وحضرت شخصيات تعتبر مقربة من النظام السوري وممثل عن الإخوان المسلمين وعن التيار السلفي .
و كان من ضمن الحضور السوري من الداخل والخارج على سبيل المثال لا الحصر , الدكتور عارف دليلة , فاتح جاموس ,الدكتور علي أسعد وطفة ,الدكتور بسام عويل , الدكتور منذر حلوم ,الدكتورة عطارد حيدر ,الدكتور سربست نبي , الدكتور خالد عيسى , نضال الدبس , طارق عزيزة ,نوال اليازجي , هند مجلي , ماري تيريز , طه الحامد ,ناصر الغزالي , وسيم حداد , سمير أبو اللبن , الشيخ محمد السيد , نضال الدبس ,ايمن القحف , ابن الناشط حبيب عيسى , وآخرون .......

- الثقافة المدنية والروح الديمقراطية عند السوريين كانت أقوى من الحرب

حضرت كثير من الندوات واللقاءات مع شركائنا السوريين وفي كل مرة نكتشف شيئاً جديداً يشد بعضنا إلى بعض , الإخوة والأخوات الذين قدموا من الوطن ومن خارجه الى مؤتمر مبادرة السلام ومن كل المناطق والإنتماءات كانوا ينابيع أمل و كنوز فكرية وثقافية وإنسانية حقيقية أمضينا معهم ثلاثة أيام من الحياة السورية والروح الوطنية المدنية والحضارية التي لن تنضب ولن تنهزم امام العنف أبداً , كلهم بإستثناء مندوب الإخوان والسلفيين , كانوا كالبلسم والشموس الساطعة بالحب والألفة , كانوا منحازين لكل الوطن و لقضية الشعب الكوردي ووقف العنف وفتح باب السلام بكل جوارحهم و قلوبهم . أمضينا نهارات من الجدال الفكري والسياسي المثمر وليالي من الفرح والسرور والغناء على نغمات حناجر تفوح عطراُ إنسانياً ديمقراطياً مدنيا علمانياً وطنياً غطت على كل أوجاعنا وآلامنا .

- الإصرار على تعطيل المبادرة كان واضحاً

من خلال كل المداخلات التي ألقاها مندوب الإخوان المسلمين سمير أبو اللبن ومندوب التيار السلفي محمد السيد كانت النية واضحة على تعطيل أي بارقة أمل قد تساهم في جلوس السوريين وجهاً لوجه بدون شروط مسبقة ,وكان جل كلماتهم تركز على إن وقف الحرب ليس حلاً بل إن الحل العسكري هو في صلب أولوياتهم , ولهذا لم يطلبوا من المنظمات الدولية المساعدة في وقف الحرب بل طالبوا بدعم المجموعات العسكرية المرتبطة بالإئتلاف لأجل إسقاط النظام , وقد ظهر ذلك واضحاً في اليوم الأخير من المؤتمر وبعد أن تم إختيار لجنة لصياغة البيان الختامي و الإتفاق على البيان بشكله النهائي , وفي إثناء الإجتماع الأخير إنقلب سمير أبو اللبن ومحمد السيد مندوب التيار السلفي والإخواني على البيان وقد حصل ذلك بعد أن إتصلوا مع إستانبول وإرسلوا لمن هناك من المراجع الاخوانية نسخة من البيان , النقاط الأساسية التي إعترضوا عليها كانت متعلقة ببناء الدولة الديمقراطية المدنية وحقوق المرأة حيث طلبوا عدم إدراج أي إشارة لحقوق المراة وإن حصل ذلك يجب الإشارة إلى إن تكون وفق الشريعة الإسلامية , وكذلك إعترضوا على إدراج قضية الشعب الكوردي القومية كقضية وطنية ويجب حلها حلاً سياسياً , وكانت المفاجئة من العيار الثقيل عند الأوروبيين هي عندما رفض الإخوان المسلمين إدراج بند خاص بإدانة الإرهاب وكذلك بند يدعوا إلى مؤتمر حوار وطني شامل على أرض الوطن أو في المهجر أو في المناطق الكوردية مناطق الإدارة الذاتية ,بحجة إن ذلك سينسف شرعية ال‘ئتلاف الوطني ,الفقرة الأخرى التي إعترضوا عليها كانت تدعوا إلى وقف العنف والحرب فوراً , بل قال الأخوانجي وبكل صراحة إننا من دعاة الحر لأجل السلام ورفضوا استخدام كلمة الديمقراطية وطالب بإستبدالها بالشورى ورفض عبارة إن الحل السلمي هو الحل الوحيد .
ولهذا كان الوفد الإخوانجي منبوذاً ومعزولاً ولم يجلس خارج الأعمال الرسمية ولو لخمس دقايق مع ما يفترض انهم سوريين وقادمين من الوطن ومن قلب الحرب والدمار والعنف , بعكسنا نحن السوريين الحقيقيين من كل الإنتماءات السياسية والقومية والدينية والطائفية حيث جلسات الجدال والغناء الحزين والطرب وتبادل التحيات والقبلات والكؤوس في حالة وجدانية صادقة تعكس طبيعة السوريين التي تكونت عير التعايش الممتد عبر آلاف السنين .

#طه_الحامد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل