الكيمياوي وإعادة ضبط الإيقاع !

طه الحامد

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طه الحامد
الكيمياوي وإعادة ضبط الإيقاع !
هل كان المجتمع الدولي بحاجة إلى مبررٍأقوى من دماء 130 ألف شهيد سوري وملايين المهجّرين وعشرات الآلاف المفقودين؟هل كان يحتاج إلى رائحة السارين لتحريك الضمائر والبوارج الحربية؟ هل كان الإستبداد والفاشية التي مارسها النظام طيلة العقود السابقة لم تكن كافية لإثارة إنسانية المجتمع الدولي ؟ إذاً نحن أمام حالة تجاوز الخطوط الحمر الغربية لأطراف الصراع على الساحة السورية ,وبوادر فلتان الوضع بشكل يهدد مصالح تلك الدول وحلفائها في المنطقة ,والخشية من فقدان السيطرة على إدارة الصراع , وبالتالي زيادة تكلفة الفاتورة الأقليمية والاسرائيلية كمحصلة نهائية في الحسابات الغربية .
الضربة العسكرية المرتقبة , مازالت في إطار التعبئة الإعلامية وتهيئة الرأي العام , وتحريك البوارج وإنتقاء الأهداف المرتقبة , ولن تحصل قبل أسبوع من الآن , وربما يبقى في إطاره الصوتي والتهديدي لمدة طويلة , يكون اليد على الزناد والهدف تحت التهديد , وإستصدار قرار أممي بالتوافق مع روسيا والصين ,واللعب تحت الطاولة مع من يهمه الأمر .
, وربما ضربات عسكرية محدودة من باب رفع العتب , وبالتنسيق مع الروس ,وهذا هو الخيار الأكثر إحتمالاً ,بمعنى آخر لا إرادة دولية حقيقية لتغيير النظام في سوريا في هذه المرحلة ,وإنما هي عملية إعادة ضبط الإيقاع بين أطراف النزاع و قصقصة بعض الأجنحة وقطاف رؤوس هامة من أركان النظام ,ومن الدائرة الضيقة المحيطة برأس النظام , والتمهيد لتقدم ضباط ورجالات دولة مقبولة روسياً وأمريكياً من جسم النظام سواء من أعلن إنشقاقه أو مازال على رأس عمله.على صعيد المعارضة السورية يتوجه المجتمع الدولي بشكل عام إلى غربلتهم , بعد ان يتمكن من نصب افخاخ مميتة لقطعان تنظيم القاعدة , التي دفع بها وبعناية إستخباراتية منسقة إلى الجحيم السوري , بالإضافة إلى إعادة بناء وترتيب جيش قوامه عدة آلاف مدرّب وبشكل يستطيع السيطرة على الفراغ المحتمل حدوثه في بعض الأمكنة والمناطق , وتكون ذات عقيدة قتالية لا تختلف عن الجيش السوري النظامي وخاصة اتجاه اسرائيل , وإلى جانب ذلك تهيئة كتلة سياسية مطواعة ومسيّرة لا تتجاوز حدود الإرادة الدولية وترتيباتها لسوريا المستقبل , والدفع بالجميع إلى المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف .

#طه_الحامد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات