قصة قصيرة - فضل المفسدين

نوفل كريم جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 00:50
المحور: الادب والفن
    

فضل المفسدين ..
كان هناك في غابر الزمان نبيا صالحا يدعو الناس ويعظهم كل الموعظه
كان هذا النبي الصالح يتجول في أنحاء البلاد داعيا ومبشرا بالحق والخير .
أختلف الناس في أمره ..منهم من تبعه ومنهم من حاربه ..ومنهم من تركه وشأنه ...

كان النبي الصالح يردد أحلى الكلمات و أكثرها خيرا للناس .. ويعد الطيبين منهم بالخير والرحمه ويتوعد المفسدين بالويل والثبور..
حيث قول للمفسدين : أن لم تهتدوا وتتوبوا سيكون لكم يوم وأي يوم أيها المفسدون .. يوم عصيب غاضب لا ينفع الندم فيه ..!!

وذات يوم أنبرى أحد المفسدين للنبي في الطريق وبادره بالكلام ..
انت أيها النبي الصالح .. يا من تجلب النور والخير والعمل الصالح معك ..
التفت النبي و أجاب بعطف : تفضل وقل ما عندك ..
المفسد : أتعلم أيها النبي أننا كمفسدين هنا في الأرض أصحاب فضل عليك وعلى أمثالك من الانبياء ..ولكنك أما تجهل أو تنكر هذا الفضل لنا ..!!
أستغرب النبي وقال : ماهو هذا الفضل الذي أجهله أنا وغيري من الأنبياء ..ونحن صفوة الناس ونملك خبر السماء.؟
أجاب المفسد : الفضل ..هو أنه لولاي أنا وأمثالي من المفسدين لما كان لك أي وجود أنت و أمثالك من المصلحين ..!
لما كان لكم ذاك الشان العظيم الذي أنتم عليه وما صرتم خيرا من الأخرين حيث أصبحتم بين الناس مبجلين .. وبذلك نكون نحن سببا لوجودكم وليس أنتم سببا لوجودنا ..وأعلم أيها النبي الصالح لولا الليل لا يعرف النهار.. ولولا الشر لا يعرف الخير ..
هنا أجاب النبي : غريب ما تقول أيها المفسد ..غريب
فأجاب المفسد : نعم هو غريب حقا ..ولكن الأغرب هو أنكم لا تعترفون لنا بالفضل وأنتم أنتم الأنبياء .. !!!
فما كان من النبي سوى أن رفع رأسه للسماء وأخذ يردد هذا الدعاء : اللهم لا تبقي أي مفسدا في الأرض .. وكذلك لا تبعث المزيد من الانبياء ...!!!

#نوفل_كريم_جهاد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل