أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الحسين المحجوبي - علاقة الأستاذ بالتلميذ، بين الأمس واليوم.














المزيد.....

علاقة الأستاذ بالتلميذ، بين الأمس واليوم.


الحسين المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 08:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مما لا شك فيه أن علاقة تلميذ أستاذ، أسالت حبرا كثيرا سواء في مجال المختصين بالشأن التربوي، أو في أعمدة الصحف أو في أشعار الشعراء أو في المجلات...إلخ. ومن الثابت أيضا ، أن هذا الموضوع يشكل إحدى الموضوعات الهامة في الأدبيات البيداغوجية، بشكل عام ومحورا هاما داخل منظومتنا التربوية، على وجه الخصوص. بناء على هذا القول ، لم يكن هدفي من الخوض في هذا الموضوع هو الكتابة من أجل الكتابة، بقدر ما كان نتيجة لتأمل في العلاقة نفسها مع فارق الزمن (الأمس واليوم).
إن طرق باب الحديث في هذا الموضوع أيضا، نابع من قناعة أساسية مفادها ، أن المؤسسة التربوية تعتبر المحضن الثاني للتلميذ بعد أسرته ، وثاني مؤسسة للتنشئة الإجتماعية ، يقتدي فيها التلميذ بأستاذه ومعلمه، ويكتسب فيها قيما تربوية و أخلاقية ، تساهم في تعديل سلوكه وبناء مشروع شخصيته الذي لم يكتمل بعد، على حد تعبير "سارتر". فإذا عدنا بعلاقة الأستاذ تلميذ إلى فترة السبعينيات والثمانينيات، فنجد أن التلميذ كان يحب أستاذه ويقدره ويحترمه أشد الإحترام، لأنه كان يعتقد أنه والده الروحي، بل تجده إذا نظر أستاذه آت في الطريق يغيرها في صورة كاريكاتورية تفوق التصور في التقدير والتوقير والإجلال، لقد كان هناك ارتباط عاطفي ووجداني بين الأستاذ وتلميذه، وكانت العلاقة بينهما علاقة إنسانية بالدرجة الأولى، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتراجعت مجموعة من المؤسسات عن أدوارها التربوية، وأصبحت العلاقة بين التلميذ والأستاذ علاقة مادية صرفة، يحكمها عاملين هما: الزمن و النجاح، عفوا، الإنجاح.
إن التلميذ اليوم، يعيش أفراحا مركبة، فهو يفرح إذا مرض أستاذه، ويفرح أيضا، إذا سخا عليه في النقط وساهم في إنجاحه، ويفرح عندما يسمح له بمغادرة القسم دون أن يسجله غائبا تفاديا لأي شر قد يلحقه من أسرته...إلخ،وهكذا دواليك. إنهم تلاميذ لم يعرفوا بعد مباهج الدراسة وأهمية العلم، لكن سيعرفونها مستقبلا عندما ستسرق منهم أحلامهم ويصبح الشارع هو مدرستهم الوحيدة التي يلقنون فيها الدروس بدون أطر تربوية، أنذاك سيشترون علبة مناديل للبكاء على زمن المدرسة، وتاريخ القسم وجغرافيا السبورة والطاولات، هنا سيستوعبون جيدا، أنهم فوتوا على أنفسهم فرصة تاريخية، لا يمكن تكرارها مرتين، للدفاع عن مصاعب حياتهم،أنذاك سيقال لهم ماقاله" المتنبي":"ومثلكم يؤتى به من بلاد بعيدة ** ليضحك ربات البيوت البواكيا"، وسيحصدون خيبة (الجهل) ستنضاف إلى خيبة واقعهم المحنط والمزري (التهميش، الإقصاء، الحرمان، البؤس...إلخ.)،هذا دون أن ننسى ما أصبح غارقا فيه تلميذ اليوم من تتبعه لأحدث ما جد في عالم الموضة، تماشيا مع آخر ماتجود به القنوات التلفزية من إشهارات في هذا السياق، إذا ما قارناه بتلميذ الأمس الذي كان يرتدي جلبابا تقليديا صوفيا،ويحمل كتبه في كيس بلاستيكي للقهوى أو لشيء آخر، المفارقة تكمن في،أن، تلميذ الأمس بالرغم من الإمكانيات المحدودة ومختلف المعيقات التي كانت تعترضه، كان شديد الحرص على الدراسة لأنه كان يدرك أهميتها في الحياة وكان يتناطح مع أستاذه فكريا عملا بحكمة "نيتشه":** إن أكبر هدية نقدمها لأساتذتنا هي أن نصبح أعدائهم** صحيح، أنه كان عدوا لأستاذه بالفكر ومطالعته ل "مقدمة"،*ابن خلدون*، و "فصل المقال"، *لابن رشد*،و "رأس المال"، ل*كارل ماركس*(...)، عكس تلميذ اليوم الذي أصبح من هواياته المفضلة ربط السروال في نصف مؤخرته، وحرصه الشديد على تتبع مؤخرة "شاكيرة" ونهدي"نانسي"و أفخاد" وهبي" (...)، بدل حرصه على مطالعة الكتب وتوسيعه لمداركه المعرفية، لقد تغير فلك الزمن ، زمن انخفظ فيه منسوب القيم وصبيب المطالعة لتلميذ اليوم ، إذا ما قارناه مع تلميذ البارحة في زمن الأمس، قد يقول قائل، أنني أنتقد دون أن أقدم حلولا تذكر، أقول: إن الإنسان عندما يكون مريضا يجب عليه أن يذهب إلى الطبيب ليشخص مرضه، أقول هذا القول، حتى لا أسقط ضحية أحكام مسبقة أحمل فيها المسؤولية لطرف دون طرف آخر، فاليوم يجب علينا أن نعترف أن التلميذ غير قادر على تبرير وضعيته الوجودية، وأنه ينتمي إلى جيل معطوب يقبل بأنصاف الحلول، ويجب على كل المؤسسات ( الإعلام، الأسرة، الشارع، المدرسة، جمعيات المجتمع المدني...إلخ)، أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الوضع.
هذا دون أن ننسى معيار الحكم على الأستاذ بالفشل و النجاح وسط التلاميذ، الذي أصبح يتم انطلاقا مما يجود به الأستاذ داخل الفصل،فإذا كان يحلق في القيل والقال ويسبح في عالم الحكاية والأسطورة ويتحدث عن مشاهير كرة القدم ، وعن الحب والغرام.....إلخ. فيعتبرونه هو المبجل و الكفء،أما إذا كان الاستاذ يشتغل بجد وبدافع من المسؤولية والغيرة والأمانة، فيتم الحكم عليه بالفشل، هذا الوضع الذي أصبح يعيشه التلميذ اليوم لم أجد أية خانة لتصنيفه ، اللهم خانة الإنفصام في الشخصية وازدواجية الانا، إنه وضع تراجيدي، ماذا عساني أقول أمامه سوى،" إن لله وإنا إليه راجعون"، وأن أقف دقيقة صمت ترحما على الأخلاق، والحياء، والإحترام، شهداء العلاقة التربوية بين التلميذ وأستاذه في فترة السبعينيات والثمانينيات.
إنني لست بحديثي هذا عن علاقة "أستاذ تلميذ" والتحولات التي طرأت عليها بين الأمس و اليوم، أريد أن أقدم خلطة غضب الإطار التربوي، ولكن أحيانا نبض الواقع هو الذي يتكلم ، وكلامي هذا يبقى نسبيا وليس الغرض منه التعميم.



#الحسين_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الحسين المحجوبي - علاقة الأستاذ بالتلميذ، بين الأمس واليوم.