أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - أيها السيسي الطيب














المزيد.....

أيها السيسي الطيب


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنا التقشف ولهم التنعم أهكذا يضبط إيقاع تدهور الميزان الاجتماعي وخلله؟ أبهذا تصعد مصر لمصاف الدول المتقدمة؟ أحمق من يقول هذا، وأحمق من يروح لهذا، وأحمق من يصدق هذا.!

كل الدول التى مرت بنفس ظرفنا التاريخي الذي نعيشه عملت بل خضعت الجميع للمساواة، الثري أولا هو من يتقشف ثم يتبعه الفقير استحياءا ورغبة في التقليد لحب الوطن، لكن يبدو أن الواقع لدينا عكس هذا تماما فالدولة دائما تطلب من الفقير التقشف أولا وكأن على الفقير أن يثبت حسن سيره وسلوكه مع الوطن والدولة بتلك الملاليم التي يحصل عليها(ذكر أخر تقرير لدخل المواطن المصري لا يتعدى 1 دولار في اليوم)،فأي تقشف وأي تبرع نطلب منه ياسيادة الدولة.؟!

طالما نسمع هذه العبارة"الفقراء أحباب الله.. الفقراء يدخلون الجنة" ولم يطلقها الفنان عادل أمام في مسرحيته الشهيرة من فراغ، لأنها مخزون معرفي واستراتيجي في مخيلة العقل المصري، كثيرا تم اللعب عليها لاستمرارية الفقير على حاله، وتسكيته بهذه الجملة المنبرية عندما يطلب العون والمساعدة " فهل جننت يا فقري في انتظارك حب الله، وجنته.. حافظ على فقرك واصمت واصمد.."!
تلك المقولة السحرية التي أدركها زعماؤنا المؤمنون منذ أن وطأت سيوفهم على رقابنا باسم الحكم. متاجرون بنا بحفنة من الشعارات من نوعية" التقشف" تلك الأكذوبة وزميلاتها، التى كنا نسمعها ونحن صغار باسم الخوف علينا والحب والرعاية والتعليم والتربية. مروجوها يلونون نفس الأكاذيب بطرائق أخرى ويدسوها لنا في العسل ونحن كبار باسم الملكية والجمهورية والإسلامية والوطنية. لكن تنحسر هذه الشعارات جميعها حول"الشحاتة" بمعناها الأكبر التى تتلون وتتحنجل حول الحرص على بناء بلادنا وعلى حاضرنا ومستقبلنا، وكم مرة تمت الشحاتة، هل تم بناء بلادنا؟!

تعقد الأمر اجتماعيا ونفسيا لتصبح "الشحاتة والسحت" أسلوبا يوميا. وأسلوب حياة عند أغلب المصريين سواء على مستوى الفرد العادي أو على مستوى رئيس الدولة... الكل يشحت. لكن حين تصير الشحاتة أسلوب استنطاع دولة على شعبها، فهنا الأزمة وخاصة رغم آلاف المرات التى شحتت فيها الدولة من الشعب، لم يتغير شيء ولم يتحسن وضع. وهذا من أيام: تبرع للمجهود الحربي.. عنق الزجاجة.. شد الحزام.. ومن أجل مصر.. مرورا على تبرع بجنيه تنقذ مريضا.. تبرع بجنيه تبني به قصرا في الجنة... للأسف ليس هذه شحاتة فحسب، بل هذا سحت واستغفال الفقراء الذين يُمارَس عليهم سحر الدولة الأكبر إلى أن وصل الأمر إلى تبرع بدمك وبأعضائك. تبرع ببدنك وبأمراضه من أجل اختبار أجهزتنا الجبارة التى يحسدنا عليها العالم. ويكون رد الجميل ترك الفوطة في بطن المريض. وحين تعترض يتهمونك من يشحتون منك بأنك غبي لم تفهم خصوصية اختراع جيشك الجبار، وتعمل لصالح خراب بلدك وجيشك. وهنا يتم تجييش مشاعر الكل لقبول أمر الشحاتة المرادفة القوية لمعني الوطنية في أيامنا النحوس هذه.

وفوق كل هذا لم يذكر تاريخ الشحاتة في مصر أنه جمع مليما واحدا من كبار الدولة وأصحابهم من السادة رجال الأعمال الكبار الذين تم تخصيص الكثير من الامتيازات والهبات والإعفاءات الجمركية والضريبية، إلخ.. لم نر ابن مسؤول بالدولة وضع جسمه تحت الاختبار أو تبرع بدمه أو بروحه حتى في خدمة الجيش المصري ومات شهيدا.. لم نر مسؤولا كبيرا مثلا تبرع براتبه المبالغ فيه لخدمة البلد ولتحسين أحوال الفقراء، كل الذي يحدث أنه يتم استقطاع قروش الفقراء لتحسين رواتب الكبار.
كل الذي يذكره التاريخ أن الفقير صاحب اليد البيضاء في هذه البلدة، وهو أول من يتبرع، يقدم ابنه لخدمة الوطن. فيأتيه شهيدا ويبكي، ويهتف لصاحب الجيش لو عندي ابن آخر سوف أتبرع به لجيش بلادي. يتبرع بنصف قوته ورغيفه كله لو احتكم الأمر من أجل بناء بلده.(فعلا مش بتهون إلا على الغلبان إللى بيطلعها من فمه عن طيب خاطر لبلده).

أيها السيسي الطيب(ربما تطلع في أخر الفيلم الرجل التاني، وتبقى وكسه) لكن، نصدق بأنك طيب.. ملامحك تظهر جوفك، والناس في بلادي سوف يمضون خلفك قائلين لك ولنظامك الجديد:"خدوا هدومنا.. خدوا قروشنا.. خدوا قوتنا.. خدوا عيالنا .. خدوا جتتنا، لكن مصر سبوها لنا.. ادونا حتة صغيرة منها حتى لو متر في متر.. أهو حاجة تسترنا في فقرنا وفي موتنا.... أو على الأقل ما تغربوناش تاني جواها ولا براها". لكن كل من حولك يا سيسي، وعلى رأي المثل "حسدوا اليتيم على الكعكة اللى في ايده" الرجاء أن تترك له أو تجبرهم أن يتركوا له حتة منها.. ظلل يا سيسي على المجاريح ومتغربهمش وتقول مافيش..!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة السيسي وخيال المآتة في المشهد المصري
- خسة العزاء في خبر وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم
- قراءة في أسباب التقدم والتأخر فى التجربة الكورية المصرية من ...
- كلنا نشترك فى هذا العار
- مصير وطن غلبان
- الخائفون من 25 يناير 3
- الخائفون من 25 يناير 2
- الخائفون من 25 يناير 1
- طقاطيق مرفوسة – على الواقع وأيامه- طقطوقة 6
- أصحاب العقول الأحادية فى الفكر الديني
- ارهاصات ثورية فى الأدب. مصر في (حواديت عيل موكوس) عند مراد م ...
- شاي المسطول.. و كُوَةُ جُدْرَانِ الخِزْيِ
- أبالسة المتشيخين
- غوغاء التيار المتأسلم فى غزوة الدستور
- تضافر كائنات الدار المغربية في رواية عزوزة -نموذج- ل الزهرة ...
- الأمية الدينية
- طقاطيق مرفوسة – على الواقع وأيامه- طقطوقة 5
- تشريح العمل الثوري-1- فى -أيقونة العشوائي- للأديبة سعدية عبد ...
- سوريا لايهمك طاعون الفئران الهاربة
- مصر مصرية لا مباركية ولا إخوانجية


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - أيها السيسي الطيب