ريجيم فكري 5

موسى الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 02:26
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ان كل ما انجز من امور عظيمة في تاريخ الانسان بدأ بفكرة صغيرة في المخيلة فالغنى الحقيقي هو قدرة الانسان على التفكير للفكرة تأثير عملاق ليس على حياة الفرد وانما على الكون كله فان غيرت افكارك وسلوكك فلن تغير نفسك فحسب بل ستغير العالم من حولك كلما كانت الطاقة الايجابية التي تبثها في تصورك لحياة سعيدة ناضجة كلما انعكست تلك الطاقة الايجابية في حياتك اليومية
صرح باحثون في جامعة يال قائلين " انه يمكن للنظرة الذاتيه السلبية ان تقصر من متوسط عمر الانسان وانه يمكن للنظرة الذاتية الايجابية ان تطيل متوسط عمره "
افكار الانسان لها القوة والسلطة على تمديد او تقليص عمر الانسان الم يحن الوقت للسيطرة على افكارنا ان كانت بهذه الخطورة ؟
يقول اينشتاين "الخيال هو كل شيء انه الرؤية المسبقية لما سوف تجذبه الحياة وتأتي به "
يمكن ان تمتلك وتفعل وتكون اي شيء تريده كل ما عليك فعله استخدام خيالك وتصنيع الفكرة المناسبة
بوذا يقول" كل ما نحن فيه هو ثمرة ما فكرنا فيه "
الفيلسوف الصيني لاوتسو
"راقب افكاري لانها ستصبح كلمات راقب كلماتي لانها ستتحول الى افعال راقب افعالي لانها ستتحول الى عادات راقب عاداتي لانها تكون شخصيتي راقب شخصيتي لانها ستحدد مصيري "
اذا افكارك هو ما يحدد مصيرك
قال الامام ابن قيم الجوزيه في القرن الثامن الهجري في كتابه الفوائد "ان صلاح الافعال والعادات مبني على صلاح الخواطر والافكار ورد الافكار الخاطئة وابعادها عن الذهن منذ البداية ايسر من قطعها بعد ان تصبح عادة مستحكمة ان قوة الايمان والعقل والحكمة تعين الانسان على اختيار احسن تلك الخواطر والافكار وعلى دفع السيء منها "
ا ن اي شعور بعدم النجاح سيحد من النجاح الذي قد تحرزه في المستقبل يتقوف ارتقاء الانسان او سقوطه نجاحه او فشله سعادته او تعاسته على موقفه من الامور فمجرد اعتقادك انك حققت نجاحا حتى لو كان الناس يعتبرون هذا النجاح قليلا سيضعك في حالة نفسية تسمح لك بالتوصل الى المزيد من النجاح كما يقول ريتشارد باخ" ايها الانسان انت من تستدرج كل احداث حياتك "
ويقول الفيلسوف بلاتو "غير افكارك تتغير حياتك "
انت تفقد ما تشجبه وتجذب ما تحبه ان الحياة معركة لا يكسبها دائما الرجل الاقوى او الاسرع ولكن عاجلا ام اجلا فان الرجل الذي يفوز سيكون هو الرجل الذي يظن انه يستطيع الفوز عندما كان نيل ارمسترونج (اول شخص يخطو بقدميه على سطح القمر) صغيرا نظر عاليا الى القمر وقال ياللروعه ان هذا القمر جميل للغاية كم سيكون رائعا ان اذهب اليه واراه عن قرب .
اول سؤال سيخطر على بالك ان كان هذا الكلام صحيح ونحن من نستدرج احداث حياتنا عبر افكارنا وبذلك نحدد مصائرنا لماذا هنالك اناس فقراء وضعفاء !
الخطوة الاولى في ولادة الفكرة هي التركيز هذا يحدد اتجاه الفكرة ان كان سلبيا ام ايجابيا الكثير من الناس يركزون على الامور التي لا يريدونها ان تكون موجودة في حياتهم التركيز يمنح القوة للفكرة التي لا تريد ان تحدث لك في الحياة انت تغذي ما لا تريده ان يمنو !
كارل يونج يقول " كلما قاومت شيء زادت سطوته عليك "
انظر وركز على الامور التي تريدها لا على الامور التي لا تريدها الكون يمنحك كل شيءوانت من خلال تركيزك تختار ما تشاء وتترك ما تشاء انت كائن متكامل تام وقوي تمتلك القدرة الكاملة على ان تختار اما ان تبني ا وان تخرب وتهدم وفي العمليتين ستكون في غاية الدقة والجودة .
قد تمر في يوم ساحق تحدث فيه كوارث لا يمكنك تخيلها لو قمت باسترجاع بسيط لذاكرتك خلال ذلك اليوم ستجد نفسك تقول : لا اريد ان امرض لا اريد ان يحدث لي مكروه لا اريد ان اتأخر ....الخ
ستجد نفسك طوال الوقت تغذي افكار سلبية افكار لا تريدها ان تحدث وتعطيها السلطة للسيطرة عليك ما دمت انت تفكر بها فبالتأكيد ستحدث .
اما الوجه الاخر من العملة اولئك الذين يعرفون برمجة لغتهم وافكارهم وتوجيه تركيزهم بالشكل الصحيح هل تعلم بان 1% من البشر تجني حوالي 96% من اجمالي المال الموجود في العالم ؟ هل هذه صدفة ؟
انهم يتقنون التفكير انهم يفكرون فيما يريدون لا يضيعون وقتهم في تشتيت تركيزهم بما لا ينفع لا يضيعون وقتهم في الحزن والفقر وتغذيته ليزداد قوة فقط يتجاهلونه ويغذون فكرة الفرح والغنى عوضا عن ذلك

#موسى_الشديدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل