أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة علي - كيف ألغاء و غيّر لفظ -واحد- التاريخ و الهوية و السيادة الوطنية لدولة مستقلة وذات سيادة ؟















المزيد.....


كيف ألغاء و غيّر لفظ -واحد- التاريخ و الهوية و السيادة الوطنية لدولة مستقلة وذات سيادة ؟


عائشة علي

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان و مازال حلم الوحدة العربية يراود كثير من الشعوب العربية , إلا أن كثير من محاولات الوحدة بين الأقطار العربية باءت بالفشل و من تلك التجارب التاريخية للإتحادات العربية:
الاتحاد العربي الهاشمي: اتحاد بين المملكة العراقية والمملكة الأردنية في عام 1958م .و
الجمهورية العربية المتحدة : بين مصر و سوريا ذلك بين عام 1958 وعام 1961 م .
إتحاد الجمهوريات العربية: كان بين سوريا ومصر وليبيا وذلك في عهد أنور السادات وحافظ الأسد ومعمر القذافي في 17 ابريل 1971 م .
الجمهورية العربية الإسلامية: كانت بين ليبيا وتونس في عهد معمر القذافي والحبيب بورقيبة، وكان ذلك في 12 أبريل 1974م .
الوحدة الاندماجية : بين ليبيا ومصر سنة 1972م .
بيان حاسي مسعود الوحدوي :بين ليبيا والجزائر 28 ديسمبر 1975م .
الوحدة الاندماجية :بين ليبيا وسوريا 1982م .
الاتحاد بين الأردن وفلسطين :ضمن المملكة الأردنية الهاشمية والذي انفرط بقرار فك الارتباط.
الاتحاد العربي الأفريقي : في 18 أغسطس 1984 بين ليبيا والمغرب وعرف ببيان وجدة الوحدوي.
و لم ينجح من الاتحادات العربية سوء توحيد دولة الامارات العربية المتحدة ,(1)
و إتحاد الجنوب العربي المحتل .

رغم إن كثير من الدول العربية تجمعها اقاليم جغرافية و احدة , و لغة واحد و تاريخ واحد و تراث حضاري واحد و ديانة غالبيتها واحدة , الا أختلاف التسميات الحديثة لبعض الاقطار العربية " الدول الناتجة من تقاسم الاستعمار الاوربي للمنطقة العربية" لم تؤثر في صناعة تلك الإتحادات بشي يذكر , وقد كان الملاحظ الجلي أن جميع الاطراف العربية التي حاولت الاتحاد لم تنتقص من تاريخ و هوية و مسمى الطرف الأخر المتحدة معه , و على النقيض تماما دعاة الوحدة العربية من اليمنين أو بمعنى أكثر وضوح القوميين اليمنين الذين أصروا على فرض رؤيتهم الخاصة لتحقيق الوحدة اليمنية التي حشدوا لها كل قواهم و كرسوها لإقصاء و ألغاء تاريخ و هوية مسمى الجنوب العربي و التهويل و الترويع من شدة خطورته , و حجم نزعات ذلك المسمى "الجنوب العربي" حسب إعتقادهم الرجعية الإمبريالية الإنفصالية .

إن طموح اليمنيين بالوصول الى توحيد اليمن الكبرى لم يبرح من ذاكرتهم حلما يمنيا عنصريا مقيتا فجل إجتهاداتهم العلمية التكتيكية القائمة على "الغاية تبرر الوسيلة" لا تتورع عن إتخاذ كثير من الوسائل الميكافيلية , فالحدود المممتدة من جنوب مكة المكرمة الى تخوم الكويت وما وقع جنوبها هي حدود اليمن الكبرى , و التاريخ يزخر بالروايات و الإدعائات التي روجها مؤرخيهم المعاصرين والقداماء , فالمؤرخين اليمنين يؤكدوا بإصرار عجيب على حدود "دولة اليمن الكبرى" التي تعدهم بالعودة اليها المنضومة التاريخية اليمنية , و قد وقع الإختيار الأول للعودة الى اليمن الكبرى على أراضي الجنوب العربي "أرض الميعاد اليمنية" .

ولم يقنصر اليمنيون على الإثبات التاريخي في حقهم في عودة أراضيهم , إذ لم تتحقق لهم الغاية المنشودة بالإعتماد على جبهة واحدة , لذا عمدوا على فتح جبهة اُخرى تتبنى حلمهم التاريخي و تكون الحاضنة الرئيسية لغايتهم المنشودة "الضرورة اللازمة للعرب و المسلمين حد ترويجهم " , وكانت تلك الجبهة الحاضنة لمشروع اليمننة هي جبهة القوميين العرب , الذين اٌستغلوا و قمة حماسهم المتصاعد للوحدة العربية .

في الخمسينات من الماضي بدأ اول ظهور لجماعة القوميين العرب , وحينها كانت عدن في قمة أزدهار الحركة الثورية الشعبية لشعب الجنوب العربي ضد الاحتلال البريطاني , و أصبحت عدن و كثير من المدن و المناطق الجنوبية العربية عدن الثائرة و منظماتها المدنية و النقابية و الحزبية و الطلابية ترفع رايات النار والموت للمحتلين المعتدين , وأضحت تسطر بدماء الثائرين الجنوبيين الاحرار ساحات النضال في عدن و كثير من مناطق الجنوب العربي , و هناك حيث النضال السياسي الدولي كان المناضل شيخان الحبشي "غفر ا لله له" في قلب مبنى الامم المتحدة يصدع بصوته ليرفع قضية وطنة المحتل ويناقش محاورا أعضاء الامم المتحدة حجم عدالة قضيته و الحجج و الإباثات لمدى مشروعية نضال شعب الجنوب العربي المحتل .

و بعد أن إجتازت ثورة الجنوب العربي أكثر و أكبر الحواجز الثورية مع تواصل دعم الاشقاء المصرييين و الزعيم جمال عبد الناصر "غفر الله له" خاصة مع الثوار الجنوبيين الاحرار , فعندئذ بدأ بزوغ مسمى القوميين اليمنين , أولئك الذين لم يقدموا للقومية العربية شي يستحق الذكر بالقارنة بغيرهم , بل أثبتوا فيما بعد أن القومية العربية خدعه زائفة و سوق لتجار الشعارات البراقة كسراب يحسبه الضمآن ماء , طرفيها بين مخدوع خاسر و ثعلب ماكر , وكانوا من صنف الطرف الأخير.

بينما فجر الحرية الجنوبية العربية يفصل بين خيطه الابيض من خيطه الاسود , وقتئذ لم يبرح شعب الجنوب العربي ساحات نضاله ثابتا صامدا في ثورتة و تطلعاتة للإستقلال و الكرامة , وفي الجهة الاُخرى القوميين اليمنين مناوراتهم السرية للغاية فمنذو إنظمامهم إلى القوميين العرب و هم في رحلاتهم المكوكية بين تعز و صنعاء و بيروت و القاهرة و أحيانا قليلة يستطلعون الاوضاع في عدن , وظل الغموض يكتنف تلك الرحلات , الى أن صدر أهم النتائج التاريخية لتلك الرحلات هو اطلاق رصاصات العداء لمسمى الجنوب العربي وبزغت ثقافة التباكي على جدارالوحدة اليمنة المسروقة من الاحتلال البريطاني .

تصاعدت المعركة اليمنية ضد الهوية السياسية و التاريخية للجنوب العربي تبث سمومها بين القوميين العرب و حتى تشربها كثير من العرب القوميين و بعض من القيادات الثائرة الجنوبية العربية آنذاك , و للاسف كان القوميين العرب سند هام و فعال بشكل أساسي لتك الجريمة التاريخية الشنعاء و سيظل أولئك القوميين العرب مسؤوليين تاريخيين .

لقد توغلت الحملة العدائية اليمنية الشرسة لتنقض على جسد الشعب الجنوبي العربي لما يخصه و يعنيه لفظ الجنوب العربي بالنسبة لوطنيته و لإنتمائه و لتاريخه ولهويته ,,, فمنذو ذلك الحين اعتبر كل من لم ينكر مسمى دولة الجنوب العربي "المشبوهه على حد إعتقاد اليمنين" هم الإنفصاليين العملاء , وهم الإنتهازيين الدُخلاء , ويعتبر بقائهم في الساحة الجنوبية العربية رأس البلاء , رغم ذلك أعترض كثير من الجنوبيين عن تلك الحملة الجائرة الغادرة في حق شعب الجنوب, لكن كان الطرف اليمني مسنودا بقوة في معركته ضد شعب الجنوب و دولته و هويته و تاريخه , و تعرض كثيرمن القاديادات المعارضة " أبناء الجنوب العربي" لتك الهجمة العدائية ضد دولتهم و هويتهم وتاريخهم للسياسة الإقصاء و التهميش و التصفية لصالح الوجود اليمني " الوافدين اليمنين الى عدن للدراسة و العمل" , ولم يكن حينها وجود لقوميين يمنيين من مواليد عدن مهما روجوا لذلك" .

لقد كان نجاح القوميين اليمنيين في الوصول للهرم القيادي الجنوبي على حساب الأوائل الجنوبيين المخلصين من قيادات النضال الثوري لشعب الجنوب العربي كان نجاحا سياسيا باهرا , وخطة أستراتيجية محكمة ناجحة بكل المقاييس , خسر أمامها الشعب الجنوبي العربي تاريخه و هويته و وطنه و سيادة دولته ,, هكذا تصدر قياديو حركة القوميين العرب اليمنيون إلى السلطة في جنوب العربي , تلك هي الاشكالية الدخيلة على الجنوب العربي و تاريخه و هويته ,و هكذا تبلورت الخلفية المنهجية و المناورات السياسية التي تبناه القوميين العرب عامة و القوميين اليمنيين خاصة .

حتى نصل لفهم أكثر عمقا للحقيقة التاريخية لدولة الجنوب العربي , لنذهب حالا للوقوف على تفاصيل تاريخ الجنوب العربي الحديث تحديدا منذو العهد العثماني في المنطقة العربية , و الذي كانت اليمن جزء من خلافته "الخلافة العثمانية" , بينما الجنوب العربي لم يخضع و كثير من دول الجزيرة العربية للخلافة العثمانية آنذاك , و لنستعرض أهم الأحداث و منها :
اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538م وصلب عامر بن داوود آخر ملوك بنو طاهر... عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصب نفسه أميراً عليه .

وعندما علم سلطان الشحر في حضرموت بقدومهم عدن، قام بإرسال المؤن للعثمانيين فيها ,كانت حضرموت خاضعة لعدة إمارات صغيرة لم يهتم بها العثمانيون واكتفوا بأمرهم ذكر سلاطين آل عثمان في خطب الجمعة وخشي سلطان الشحر تقدم الزيدية من عدن نحوه. (2)
كانت سلطنة لحج مسيطرة على عدن حتى العام 1839م ، حين خسرت ميناء عدن لصالح الإمبراطورية البريطانية في 19 يناير عام 1839م.(3)


خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، كانت عدن قد أصبحت أحد أكثر موانئ العالم نشاطاً، بل كانت الثانية في الترتيب بعد نيويورك, كانت عدن جزءا من الهند البريطانية إلى أن أصبحت مستعمرة عام 1937م ...
عام 1841 حاول العبادلة وآل فضل مهاجمة الإنجليز في عدن بقوة تعدادها خمسة آلاف مقاتل، تصدى الإنجليز للهجوم بخمسمائة جندي وطلب سلطان الفضلية العفو منهم متوعدا بعلاقات أفضل معهم في المستقبل.(4)
و في عهد الاستعمار البريطاني 1839---1967م كان الجنوب العربي مقسم إلى 24 سلطنة وإمارة ـ و في عام 1950م ـ تم إعلان رسميا تشكيل اتحاد إمارات الجنوب العربي , و كان ذلك المسمى ليس بغريب عن الجنوب العربي , فاللفظ الجنوبي العربي كا ن يطلق على موقع الحضارات الاولى في الجزيرة العربية , و الذي كانت تسمى العربية السعيدة و التي تم تزويرها لتصبح "اليمن السعيدة" , كذلك البحر العربي لم يكن يوما بحرا يمني فمذو القدم أرتبط مسمى البحر العربي بالبحارة العرب "الحضارم" و تجارتهم , و لم يطلق قط لفظ البحارة التجار اليمنيين أو البحر اليمني .

وكان لإسترجاع المسمى التاريخي للجنوب العربي ترحيب كبير لدى الشعب الجنوبي العربي , حتى إعلان إتحاد الجنوب العربي و الذي ضم في بدايته 6 إمارات هي: بيحان ومشيخة العوالق العليا والفضلي والضالع والعواذل ويافع ثم تتابعت بقيت الإمارات , و كانت هذه الإمارات الجنوبية العربية المتحدة جميعها تحت الحماية البريطانية الى أن قامت الثورات و تحقق الإستقلال .

و الشعب الجنوبي العربي لم يرى في هويتة الجنوبية العربية و تسمية إتحاده بإتحاد الجنوب العربي شي من الإنتقاص لإرثه الحضاري أو الإنحراف عن وطنيته و هويته , و حينها لم تكن هناك أي إشكالية سيادية أوسياسية تؤثر في عملية نضاله ضد الاحتلال البريطاني و لم تعكر مطالبتة بالحرية و الإستقلال لدولته الجنوب العربي إشكالية اللفظ "دولة الجنوب العربي" .

تقرير مصير شعب الجنوب العربي هو القرار الذي رفعه جميع الاحرار الجنوبيين وقدموا الغلي و النفيس في سبيل تحقيقه , و لم يكن حينها مُعرف مسمى "الجنوب اليمني" إطلاقا , بل حين ذكر ذلك اللفظ "الجنوب اليمني" أستنكر جميع الاحرار هذا الارباك لنضال شعب الجنوب و وطنيته و هويته و سيادته , و لم يجلب ذلك المسمى النشاز على الدولة الجنوبية العربية إلا الصراعات و المناكفات و التصفيات , و بالمثل كانت قربية من ذلك العهد تحرر لبنان "سوريا الساحلية " من الاحتلال الفرنسي و لم ينكر أحد من القوميين العرب على لبنان و هي مركز تنظيمهم "بيروت" ذلك المسمى الإستعماري الذي إتخذته مسمى لدولتها المستقلة !!!
ولم يتسلق أحد منهم على نضال الشعب اللبناني ليعلن الضرورة اللازمة لتحقيق الوحدة السورية !!!
كذلك هناك سوريا الجنوبية التي لم يعد لذلك المسمى وجود بعد أن نالت إستقلالها من الإحتلال البريطاني !!!
إذن لماذا كل هذا الحقد على مسمى الجنوب العربي و هويته و تاريخة و سيادته الوطنة المحتلة الذي لم يعرف مسمى الجنوب اليمني إلا من إنجازات القومية العربية؟!!

فالإنجز العظيم للقوميين العرب هو يمننة الجنوب العربي وطمس هويته و تاريخه لصالح اليمن وسلطة صنعاء , و وحدها الجبهة القومية الجنوبية من بين جميع أحزاب و مكونات الثورة الجنوبية من إنخدعت بتك الهوية الدخيلة الميمننة ,و ذلك بضغوطات من الترغيب و الترهيب الذي مارسه القوميين العرب مع أتباعهم من القوميين الجنوبيين.
و بالنظر الى الحقبه التاريخية المعاصرة للثورات الجنوبية ضد الإحتلال البريطاني , خاصة عندما تكونت التنظيمات و المكونات و الاحزاب و النقابات الشعبية الجنوبية العربية من قلب وطنها الجنوب العربي عندئذ لم يكن للمسميات و الالفاظ الميمننة الشاذة من وجود على الأرض الجنوبية و شعبها , فأهل مكة أدرى بشعابها , و لنعزو ذلك نور أسماء أهم الأحزاب النضالية الجنوبية و هي أهم الأحزاب الوطنية للجنوب العربي :

* الجمعية الإسلامية تعتبر النواة الأولى للمكونات السياسية .
* رابطة أبناء الجنوب العربي أنشئت عام 1950م .
* تأسيس نادي الشباب الثقافي عام 1953م.
* حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1956م
* مؤتمر عدن للنقابات أنشئ في عام 1956م .. بعد ذلك النقابات الست .
* تأسس الحزب الوطني الاتحادي 1958م .
* منظمات الحركة الطلابية بدأت 1954م .
* الحركة النضالية العمالية و دورها الفعال
* أول تأسيس لحركة القوميين العرب في عدن في عام 1959م
في الأعوام من1958م إلى 1960م ازداد عدد ا والمكونات (أحزاب وجمعيات ) السياسية بعضها استمرت وأخرى لم تستطع الاستمرار .

و من الاحزاب التي ظهرت بعد تقديم الدعم العربي "المصري" لشعب الجنوب العربي الثائر:-
في عام 1962م شُكل حزب الشعب الاشتراكي .
في أكتوبر عام 1963 م إعلان تكوين الجبهة القومية ـ
في يناير عام 1966م إعلان جبهة التحرير
في نهاية عام 1967م تحصل الجنوب على الاستقلال .. (5)

كان دولة الجنوب العربي المحتل عدد من القوات النظامية المحلية في أكثر من منطقة من دولة الجنوب العربي المحتل و التي كان للوجود البريطاني مساهمة في الاشراف علية و كان ذلك عام 1928 م و لم يذكر بينها لفظ "الجنوب اليمني" وهي:
جيش محمية عدن ” جيش الليوي” ومن ثم إلى "جيش الجنوب العربي"
البوليس المسلح في مستعمرة عدن “ِِAram police”.
الحرس القبلي”T.g”.
الحرس الحكومي”G.G”.
الجيش النظامي اللحجي.
جيش المكلا النظامي.
جيش البادية الحضرمي.
بعض التشكيلات العسكرية الصغيرة في المحميات الشرقية.(6)

خلال فترة الاحتلال البريطاني قامت ثورات وانتفاضات مسلحة قبلية متفرقة في معظم مناطق الجنوب ـ ولعل من أهم وابرز هذه الثورات .والانتفاضات ما سنذكره: ـ

في عام 1941م ثورة قوية في حضرموت المعروفة بثورة بن عبدات استمرت هذه الثورة خمس سنوات 1941م / 1945م كانت مقاومة قوية قدموا فيها ضحايا كثيرة وكبدوا الانجليز خسائر.(7)
شهدت عدن حوالي 30 إضراباً عمالياً في مارس 1956 ، وفي يونيو من العام نفسه قام الثوار في بيحان محافظة شبوة بالهجوم على المركز الحكومي، وفي خريف عام 1956م أثارت الأحداث - التي شهدتها مصر، إثر العدوان الثلاثي على مصر من قبل إسرائيل وفرنسا وبريطانيا - غضب الشعب اليمني، فازدادت وتيرة العمل الوطني، ضد التواجد البريطاني في مستعمرة عدن والمحميات الشرقية (السلطنة الكثيرية و القعيطية و المهريه)والغربية.

وقد شهدت المحميات الغربية في فبراير 1957 أكثر من خمسين حادثة معظمها إطلاق نار على المراكز البريطانية وعلى المسؤولين المحليين في كلٍ من ردفان وحالمين والضالع، وفي 24 فبراير 1957 نصب (16) رجلاً من قبيلة الأزارق كميناً لدورية عسكرية بريطانية تتكوّن من 22 فردا من أفراد قوات الكاميرون مايلاندر أسفر عن مقتل اثنين من الدورية وإصابة ستة بجروح. وفي أغسطس أو سبتمبر من العام نفسه بدأت انتفاضة قبيلة الشعار في إمارة الضالع ، فتضامن معهم أبناء القبائل الأخرى، و عند مرور القوات العسكرية الخارجة من عدن عبر لحج لقمع تلك الانتفاضة وزعت منشورات في لحج، تدعو أفراد جيش الليوي والحرس الحكومي إلى الثورة والهروب من الخدمة العسكرية، وتمّ رمي تلك القوات أثناء مرورها بلحج بالحجارة، كما انتفضت قبائل بيحان و دثينة وقامت القوات البريطانية باعتقال العديد منهم وصادرت الممتلكات.

وفي عام 1958 رفض سلطان لحج علي عبد الكريم الانضمام إلى اتحاد الإمارات للجنوب العربي ، فأرسلت بريطانيا في أبريل 1958 4000 جندي تدعمهم الأسلحة الثقيلة واحتلت السلطنة، تحت مبرر اكتشاف مخازن للأسلحة والذخائر، وإثر ذلك نزح جزء من قوات سلطان لحج إلى تعز وبلغ عددهم 45 ضابطاً و300 جندي. وفي 22 أبريل 1958 قامت قبائل الشاعري والدكام والحميدي والأحمدي والأزرقي والمحاربة وجحافة وبني سعيد وحالمين وردفان باحتلال مركز السرير في جبل جحاف بقصد السيطرة عليه، أما في يافع السفلى فقد نشب خلاف بين السلطان محمد عيدروس والبريطانيين على أسعار القطن الذي كانت تتحكم به السلطات البريطانية، فعملت بريطانيا على عزل السلطان محمد عيدروس الذي قاوم الإجراءات البريطانية، فاستمرت العمليات القتالية بين السلطان عيدروس وقوات الاحتلال البريطاني من فبراير 1958 إلى أبريل 1961 واستخدمت القيادة العسكرية البريطانية كل وسائل التدمير ضد قوات السلطان بما فيها الطيران الذي دمر تدميراً كاملاً معقل السلطان محمد عيدروس في قلعة (القارة) الحصينة في يافع .

وفي 19 يوليو 1958 اندلعت اتنفاضة قبائل سيسان و المناهيل في حضرموت ، كما قامت قبائل الربيزي في العوالق في مارس 1959 بإجبار القوات البريطانية على الانسحاب من المراكز العسكرية التي أقاموها في العوالق، فقامت القوات البريطانية بقصف مناطق تلك القبائل بواسطة الطيران ما أدى إلى استشهاد عدد من الثوار وأحرقت المزارع، وأبيدت المواشي وتشردت الأسر ولجأ الثوار إلى الجبال لمواصلة المقاومة.
خلال الفترة من 1956 - 1958 شهدت الانتفاضة (الثورة) في المحميات الغربية والشرقية اطراداً في الكم والكيف بأهمية النضال ضد المستعمر.(8)
في عام 1959 م قامت الدبابات الإنجليزية بتدمير منازل بعض قيادات الرابطة في منطقة العوالق العليا.. وفي عام 1960 م صبت الطائرات البريطانية حممها من القنابل والصواريخ على كور العوالق طوال عام كامل، وطاردت وحاصرت كل «الانتفاضات» المسلحة التي كانت تدعمها الرابطة في العديد من مناطق الجنوب مثل الصبيحة والضالع ويافع والعواذل ودثينة وباكازم وبيحان.(9)

- على الصعيد السياسي نقلت الرابطة قضية الاستعمار في الجنوب إلى كل المحافل العربية والدولية وأدخلت القضية إلى الأمم المتحدة منذ عام 1959 م وخاضت نضالاً واسعاً حتى صدرت قرارات الأمم المتحدة في عام 1963 م.(10)
في عامي 1961م / 1962م قامت قبائل يافع بانتفاضات مسلحة في فترات متعددة ضد الانجليز .. في عام 1961 م قامت قبائل حضرموت الساحل بانتفاضة مسلحة قوية ردت بريطانيا بقوة وحزم لقمع الثوار استشهد عدد كبير منهم . وفي نفس العام قامت قبائل حضرموت الصحراء الربع الخالي بأعمال شبيهة بحرب العصابات وهي التربص وقطع الطرقات ومهاجمة قوافل الجيش الانجليزي .(11)
يتبع


---------------
1- ويكيبيديا وحدة عربية
2-ويكيبيديا اليمن في العهد العثماني
3-ويكيبيديا الإستيلاء على عدن 1548م
4-يكيبيديا عدن
5- موقع التجمع الديمقراطي الجنوبي -تاج
6-ويكيبديا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
7-موقع التجمع الديمقراطي الجنوبي- تاج
8-ويكيبيديا ثورة 14 أكتوبر
9- ويكيبديا رابطة أبناء اليمن
10- ويكيبديا رابطة أبناء اليمن
11- موقع التجمع الديمقراطي الجنوبي -تاج



#عائشة_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنعاء و واشنطن ماذا تريدان من عدن ؟؟؟2
- صنعاء و واشنطن ماذا تريدان من عدن ؟؟؟
- بيعة الناس للخليفة بتفعيل الديمقراطية المباشرة 2
- بيعة الناس للخليفة بتفعيل الديمقراطية المباشرة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة علي - كيف ألغاء و غيّر لفظ -واحد- التاريخ و الهوية و السيادة الوطنية لدولة مستقلة وذات سيادة ؟