أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شبيب - هدنة مع الشيطان!!














المزيد.....

هدنة مع الشيطان!!


محمد شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 08:39
المحور: كتابات ساخرة
    


هدنة!!
حسام.. حسام.. لك ركوض مافينى نعمل شي.. حسام مشان الله مافينى نعمل شي..
حسام ولك حسام.. ثم ركض حازم مسرعاً باتجاه الشارع الأخر.
كانت أصوات رشقات الكلاشين والبي كي سي تصم الأذان..
انسحب أخر 50 مسلح من المدينة بعد مفاوضات استمرت لشهور بين وجهاء المدينة وبعض ضباط الجيش. كان الاتفاق ينص على انسحاب ما تبقى من عناصر الجيش الحر إلى منطقة سهلية على أطراف المدينة ليسمح لأهالي المدينة مجدداً بالدخول والخروج على الحواجز بحرية، فمنذ عدة شهور لم تسمح الحواجز بخروج اي من السكان إلى العاصمة قبل خروج أخر مسلح منها. وفي هذه الحالة استثناءات كطلاب الجامعة وموظوفو الدولة وبعض الحالات النادرة، أما بالمجمل العام فغالباً ما كانت الحواجز تمنع الناس من الخروج دون أي أسباب واضحة، حتى صار الدخول والخروج من المدينة كاليانصيب الوطني الخارج كرابح أول ثلاثة أرقام والداخل أخر ثلاثة أما الذي يخرج ويعود فكأنه ربح الجائزة الكبرى ولا ضير من نشر صورته في أحد الصحف الرسمية. كان هناك الكثير من الشبان يحفظون الطرقات البرية بين المدينة وجارتها وكانوا يخرجون ويعودون يومياً رغم خطورة ذلك أحياناً. في حين كان هناك العديد ممن لا يحبذون فكرة الخروج بهذه الطريقة. هناك عدد لا بأس به من الشبان حصل على بطاقات جامعية مزورة، قسم أخر من ميسوري الحال انتقلوا إلى العاصمة دون رجعة.
حسام ابن ال25 عاماً خريج من احد المعاهد الفندقية كان قد أتم خدمته العسكرية قبل فترة وجيزة من اندلاع الثورة. رفيق طفولته حازم لم ينهي دراسته بكلية الحقوق متقصداً ذلك، لكي لا يتم سوقه إلى الخدمة العسكرية. حسام يبحث عن عمل في العاصمة بينما حازم يبحث عن سفر للهروب من الخدمة العسكرية.
كل يومين أو ثلاثة يرافق حازم صديقه حسام إلى العاصمة سالكين طريق البراري والمزارع إلى مدينة ريفية أخرى غير محاصرة قبل وصولهم إلى العاصمة.
قبل يومين من الهدنة...
________________
حسام: كيفك حازم؟ بكرى طالعين ع الشام جهز حالك..
حازم: تمام.. شو رأيك نأجل الطلعة.. عم يقولوا بعد بكرى رح يفتحوا الطرقات.. بعدين انت بتعرف بهي الأخبار أكثر مني..
حسام: بعرف بعرف.. بس ضروري نطلع بكرى لأن خليل مسافر مابدك تفهم منو شو صار معو.. وبكرة عندي موعد مشان شغل..
حازم: خير ان شاء الله الساعة وحدة بشوفك ع المفرق. سلام...
حسام: سلام.
قبل يوم من الهدنة...
______________
الساعة الواحدة والربع نهاراً عند المفرق المؤدي إلى طريق البراري.
حسام: حازم انت دائماً هيك مواعيدك انكليزية.. يلا أمشي ما بدنا نتأخر..
حازم: يضحك...
300 متر بين الأشجار الكثيفة حتى تصل إلى شارع ذهاب واياب قديم ومسدود، عليك أن تقطعه ولكن يجب أن تتأكد من خلو التلة المقابلة له من أحد الحواجز الطيارة.
بعد أن تقطع هذا الشارع يتبقى 300 متر بين مجموعة اشجار أخرى قبل ان تصل إلى المدينة المجاورة..
امرآة من بعيد تحاول قطع الطريق..
قبل أن يصل حسام وحازم إلى الطريق بعشرة أمتار يسمعان صوت طلقة قناصة قريبة. ينظر كل منهما إلى الأخر.
حازم: امشي نرجع الظاهر حاجز..
حسام: استنى بس لنشوف شو صار الطلقة كتير قريبة..
كثافة الأشجار لم تسمح لهم برؤية ما حصل أمامهم.
حازم: خلينا نمشي زحف بلا ما يكون في شي..
يتقدمان ببطئ. على أنين بشري يرتفع كلما تقدما أكثر. كانت المرآة الثلاثينة مصابة بخاصرتها مرمية أمام شجرة قبل الطريق الأسفلتي بمترين تنزف وتأن بشدة..
ارتبك حسام وحازم كثيراً، فكرا في العودة لكن أنين تلك المرآة المتصاعد منعهم من ذلك. اقتربا منها أكثر وحين وقفا، أتت طلقة قناصة قريبة، ثم رشقة رصاص خارجة من سلاح رشاش.
اقترح حسام على حازم أن يقطع الشارع بسرعة ليشتت انتباه الحاجز بينما يقوم هو بسحب المرآة إلى الداخل. رشقات رصاص أخرى قريبة أنهت معاناة تلك المرآة وأسكتت أنينها.
يندفع حسام إليها غير ابه بصرخات حازم المحزرة بعدم الجدوى من ذلك. يصل حازم إلى الشارع الأخر باعجوبة وسط رشقات الكلاشين والبي كي سي الكثيفة. فيما يرافق حسام تلك المرآة في رحلتها المجهولة بعد عدة طلقات اخترقت جسده.
في نفس اليوم مساءً...
________________
توصل وجهاء المدينة مع بعض الضباط بالوصول إلى اتفاق بشأن الهدنة على أن تبدأ غداً صباحاً.
عاد أحد الوجهاء إلى بيته وعلى وجهه بعض الأمل. دخل إلى منزله فاستقبلته زوجته ثم سألته: خير طمني ان شاء الله مشي الحال واتفقتوا ع الهدنة؟
فأجابها: اي الحمد لله من بكرى الصبح رح يسمحوا للعالم تطلع وتفوت، والحمد لله كأنوا الوضع أحسن هيك وعقبال ما تفرج على كل العالم ونخلص من المشاكل. بس بدي اسألك وينو حسام؟؟
الزوجة: مو هون انا افتكرتوا معك! يلا بكون سهران عند حازم وبدو ينام عندو.



#محمد_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طهور سالم
- دفاعاً عن المشاغبين


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شبيب - هدنة مع الشيطان!!