|
مهداة الي كل مثقف ووطني
عبد الكريم الحملاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 12:12
المحور:
كتابات ساخرة
مهداة إلي كل مثقف ووطني
منعت نفسي عن الكتابة كثيرا ضانا إن نفسي قد تبتعد عن واقع الحياة ،وإذ أجدني اغرق أكثر في بحر من الذين يحاولون إيضاح أنفسهم قبل إيضاح فكرتهم ، والي ذلك كمثل الذي يحاول أن يتسلق الجبل آلاف المرات ويقع ملايين المرات لان عملية التسلق لها شروط واستراتجيات. ليس اقسي علي النفس من تقييد حريتها وسلب ثقتها وروحها وخيالها وإبداعها وتميزها في الانطلاق واقسي ما يكون هو ان نتفق علي حرية الكلام والتعبير وبعد ذلك يتم نقض هذا الاتفاق ،ومع ذلك تكلم يا سيدي ولكن دعني افهم أولا ثم دعني اقتنع ثانيا . منعت نفسي من الكتابة خوفا من التأويل والتفسير والقيل والقال ولان الكتابة هي لغة تفاهم قررت أن أجمد لغتي ،فلا مجال للتفاهم إذا ذهبت العقول ، وإذا جمدت في مكانها ،ومع ذلك رأيت إن لا أحدا يستطيع التفاهم فأدركت إني علي صواب
منعت نفسي كثيرا من الخوض في نقاشات والظهور كمبارز قوي يحمل سيفا من خشب فقط لا يهش به حتي علي تنوين الكلمات ومحلها من الأعراب في ساحة النقاش لان الكل هنا يستجدي الكلمة إلا من رحم ربي ،وهم مثلي كانوا في زاوية المشاهدة و النقد والتقييم.
دعني اضرب مثلا ما في إخوة زرعوا بستان ورووه بدمائهم وعرقهم ثم أثمر هذا البستان وبدأ موسم القطاف وإذا بالأخوة تنازعوا فيما بينهم علي من تعب وبذل جهد أكثر في الري والزراعة والحرص والتضحية "،ومع ذلك فكلهم كانوا سواسية في العطاء وانعدمت روح الثقة والمحبة ،فذهب حصادهم أدراج الرياح ،ومكثوا بعد ذلك يتخاصمون ويتشاجرون فيما بينهم ،ولم يقم احد بزرع فكرة أن نبدأ من جديد ، أو تعالوا إلي كلمة سواء ، أن نتساوى في حرية الكلام والتعبير ،وان نتساوى في العطاء والتضحية ، وان نفكر كيف نعيد ما ضاع منا ، والي ذلك الحين مازالوا يحكون في الماضي ويحكونه في شجن
منعت نفسي من الكتابة ضانا مني إني استطيع إعادة حساباتي والعالم الجديد ،وإعادة صياغة أفكاري بما يتلاءم والواقع الدموي المفروض علينا كعتمة الليل بدون أي ضوء يلوح في الأفق ، وحاولت كثيرا الابتعاد بفكري عن دموية المشهد ،ولكن حينما انظر ببطاقة هويتي أجدني أقف أمام نفسي في الصورة المتبثة في الركن الأيسر ، إذن أنا عربي ، هكذا تقول لي الهوية ، وفلسطيني بالتحديد ، ويا هول ما كان وقع ذلك علي أفكاري التي كانت تعيد الحسابات وتجيد إعادة الصياغة وكأني في مصنع يعمل ليلا نهارا ، وأعلنت حينها وقف الأعمال في المصنع وإغلاق كافة الأبواب رحمة بعقلي .
منعت نفسي من الكتابة ولكن حديثي لم يتوقف وذهبت ألي كل قادتنا ناصحا ومبشرا ومرهبا ، وذهبت اقرأ جبران وبولوكويني والماغوط ، لعلي أقنعهم بهم ، وعرفت ابن رشد وابن عربي وابن تيمية ، وحذرتهم من القادم ، وحاورت طه حسين وسارتر وغيرهم لعلي أجد بعض الحلول وان لا أكون سوداويا ، ولكني ما وجدت غير ان أحدا من قادتنا لم يسمع بهؤلاء وكأني أعيش في قرن سابق قبل اكتشاف عالم النت والفيس بوك عبد الكريم الحملاوي
#عبد_الكريم_الحملاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|