أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: عبد المجيد التباع















المزيد.....

قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: عبد المجيد التباع


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 02:21
المحور: الادب والفن
    


صاحب القراءة :الميلودي الوريدي
_____________________
النص:
الوصية
كبلور الثريا التي تشهد احتضار روح الشيخ المسجى تحتها ،تلألأت الدموع في عيني ولده الأصغر..بينما كانت عينا ولده البكر شاخصتين في بلورها النفيس.. تستعجلان سقوطها .
______________

العنوان:
وهو في أقصوصتنا (الوصية )مسند إليه ,ومخبر عنه –مبتدأ-أُضمر مسنده , -الخبر- وتوارى لفظا حتى وإن كان منطق الكلام عند العرب يشترط في التركيب الذي ينعقد به القول (لا يحصل إلا من إسمين ..أو من فعل واسم ) لفظا أو تقديرا ..فما هو التقدير هنا ؟ التقدير يبقى مستعصيا ويحيل على علائقَ شتى لا رابط بينها إلا تمثلات نستحضرها في إطار عام ومرجعي مرتبط بالموت والإرث ,والأواصر العائلية ,وتشنجات اقتسام التركة ,وأدوار الوصاية على الأيتام ...وهي مرجعية اجتماعية معقدة ,لا تسعف الإستشراف ,وتبقى مُشَوِّشَة حسب منظور "جيرار جينيت" ( ينبغي على العنوان أن يشوش الأفكار ,لا أن يوحدها ) ..إلا أن هذا التشويش في عنوان (الوصية ) ليس مُشَتِّتا تماما كما هو الشأن في غالبية العناوين التي أرادها كتابها أن تكون مربكة ,ومحيرة ,ومتشعبة المرجعيات ,
(جمجمتي ...و أنا –لإدريس عبد النور – ) أو ( ندف الروح – لإسماعيل البويحياوي )مثلا , بل هو تشويش ممنهج يستحضر حمولة فكرية مخصوصة . وبالتالي فهو يلامس تصور " أمبرطو إيكو " للعنوان من حيث ضرورة كونه "مفتاحا تأويليا " ..وعلى هذا الأساس فهويجمع في دلالته السيميائية بين طرفي نظريتين نقديتين متضادتين تمام التضاد,
بحرفية عالية تؤسس لقاعدة توفيقية بين من يرى في العنوان عنصرا مشوشا , وبين من يرى فيه عتبة ومفتاحا تأويليا , مساعدا على استدعاء و حصر التمثلات المرجعية لدى المتلقي.ويتآلف كذالك مع ما أشار إليه الناقد "لويس بيريرا ليناريس" في محسناته السبعة الدالة للقصة القصيرة جدا ,بوجوب وجود (العلاقة القوية بين العنوان والحبكة والنهاية)
__________


النص:
نحن هنا أمام نص سردي ينبني على خاصية الوصف المساير للموروث العربي ببلاغته وبيانه وفصاحته , من حيث هو (السرد)من أكثر الأجناس الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له ,والركيزة الأولى فيه هي الوصف, والذي هو في عرف النقاد ,رسم بالكلام ,ينقل مشهدا حقيقيا أو متخيلا لوضعية معينة من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية ,معتمدا على النظر الثاقب ,والملاحظة الدقيقة ,والمهارة في التعبير والربط. وما يدفعنا إلى تقريرنا هذا هو :
أن النص عبارة عن أربعة جمل سردية ووصفية ,ومكون من أربعة جمل :
- كبلور الثريا التي تشهد احتضار الشيخ المسجى تحتها ,
- تلألأت الدموع في عيني ولده الأصغر...
-بينما كانت عينا ولده البكر شاخصتين في بلورها النفيس ...
- تستعجلان سقوطها.
فالجملة الأولى والثانية تنفصلان بفاصلة ,وتكونان بلاغيا ركني تشبيه تمثيلي ظاهر الأداة ,سبق فيه المشبه به (كبلور الثريا.....) ,المشبه (تلألأت الدموع في عيني....),وأصله (تلألأت الدموع .....,كبلور الثريا......).فهل كان هذا التقديم والتأخير اعتباطيا,أم هو لدواع جمالية أسلوبية فقط..أم أنه ضرورة دلالية يقتضيها منطق القول البلاغي ,وترتكز على مقومات ومقاصد وقع الكلام في نفس المتلقي ؟؟؟
في تقديرنا ,نرجح فرضية كونه ضرورة دلالية ,مخصوصة ,مستندين في ذالك إلى تقرير علماء البلاغة ,والبيان ,من أن التشبيه التمثيلي قياس موضح ,وبرهان مصاحب للسرد والإخبار ,وأنه إذا وقع في صدر القول بعث المعنى إلى النفس بوضوح ,وجلاء مؤيد بالبرهان لإقناع السامع .
أما الصورة الثانية فمكونة من جملتين ابتدأت الأولى بنقاط حذف سبقت ظرف الزمان (بينما )الدالة على المفاجأة والمكونة من (بين) و(ما )الإسمية الدالة على وقت محذوف ,يُسَوِّغُ وجود نقاط الحذف ويُشَرْعِنُ وجودها سيميائيا ودلاليا .والجملتين أيضا تكونان صورة تشبيهية إلا أنها ضمنية ,تفهم سياقا وليس تقريرا .والمشبه فيها (قضية أو ادعاء) وهو في النص (عينا الولد البكر الشاخصتين ),هذا الشخوص يحتاج إلى دليل وبرهنة على السبب والعلة ,(كأنهما تستعجلان سقوط الثريا) .وهنا أيضا وُضعت نقاط الحذف ,في محلها دلاليا وسيمائيا..
إذن نحن أمام صورتين متقابلتين تقومان على المفارقة التصويرية القائمة على إبراز التناقض بين طرفين المفروض فيهما التوافق ,وتقوم على استنكار الإختلاف بين وضعين يفترض فيهما التماثل ,ومستندة إلى المقارنة الدرامية المحدثة للأثر العاطفي ..بين الولد الأصغر الذي تتلألأ الدموع في عينيه صافية كصفاء بلور الثريا حزنا وإشفاقا على الأب .وبين شخوص عيني الولد البكر المستعجلة للوفاة طمعا في الوصية بما تحمله من نفعية مادية

واستنادا إلى ما سبق نستطيع الآن توصيف مميزات وخصوصيات نص(الوصية):
- العنوان المشوش ,والمساعد التأويلي المرتبط علائقيا بالحبكة والنهاية .
- التكثيف والإيحاء عن طريق لغة مشعة الدلالات والصور .
- التركيز على ما يسند الحبكة ويؤدي إلى النهاية ..
- الأنسنة ,القائمة على رصد حالة إنسانية شديدة الصدق .
- الإيماض والتبئير القائمين على إشعاع الصورالمتقابلة في الزمن والمكان .
- الصراع الدرامي القائم على الإختلاف بين شخوص النص.
- السرد القصير والحكاية الغنية المعاني .
- سيميائية أدوات الترقيم ,دلالة وموضعا .

وهذه الخصائص والمقومات تجعل نص (الوصية )(قصة ومضة )ناجحة بل وتؤسس لإضافات بنائية أغفلتها توصيفات نقاد القصة القصيرة جدا ,بسبب اعتتنائهم بنصوص قد تحتفي بمقوم دون الآخر . وليس على نصوص تجتمع فيها المقومات والخصائص كلها أو جلها...لذالك تجدهم استحسنوا حوارا مبنيا بحرفية في نص معين ,فيقررون بالتالي لزوميته (الحوار)في البناء القصصي القصير جدا كأساس ومقوم لا يستقيم البناء إلا به لأنه من أكثر الأساليب شدا لاهتمام القارئ,وأبلغها في عرض الشخصيات ..ونحن إذ نقول أن الأسلوب سواء كان خبرا أو إنشاء ,ما يميزه هو مطابقة واقع الحال بإيفاء القصد مقصده ,والقطع بعدم احتمال غير المراد ,وسواء أفضل القاص أحدهما عن الآخر في بناء سرده ,وجب عليه الاعتناء ببيانه وفصاحته .بالإرتكاز إلى ما يشد عضد نصه ,والإقتصار في سرده على ما يبين مقصده ,تحقيقا لما جاء في منظومة الباحث السوري الأستاذ نبيل المجلي التي جمع فيها خصائص القصة القصيرة جدا :
سرد قصير متناه في القصر,
كالسهم,بل كالشهب تطلق الشرر
وخير دليل على ما أوردناه نص (الوصية )المعتمد على السرد ,في أبهى حلله ,والذي استطاع فيه إبراز الخصائص النفسية والإجتماعية ,بل وحتى الأخلاقية عن طريق التشبيه والصور المتقابلة ,دون اللجوء إلى الحوار ,وإلى الإكثار من الأفعال ...
____________________
القصر الكبير في 23-2-2014



#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا (رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب)
- حوار مفتوح مع الناقد المغربي : محمد يوب
- ومضة شعرية
- جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-
- حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
- ليل ووهم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: عبد المجيد التباع