أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-














المزيد.....

جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


1) النص بعنوان : "كيان امرأة" للأستاذة: نجية نميلي
2) عنوان القراءة : جدل الاتصال والانفصال في :"كيان امرأة"للأستاذ :عبد الله الواحدي

كيان امرأة
----------
جلست قبالته بعد توضيب طاولة العشاء...
ترفل كالعادة في ردائها الذي يروق له...
لم تنس وضع الورود التي يعشقها...
حدثته عن اجتماع الشركة المضني والقرار الذي خلصت إليه
بخصوص إحدى الصفقات...و ...
ابتسامتها له تتسع وتتسع ..لتصبح قهقهة امرأة مجنونة ...
تتحول القهقهة إلى نحيب ...وككل مرة لاتبتسم لها
الصورة المعلقة على الجدار.

_____________________________________
النص ؛في مجمله؛عبارة عن عنوان مُغْـرٍ، وثلاث متواليات سردية يتحكم في خيوطها الناظمة سارد يعرف كل شيء عن الشخصية المحكي عنها narrateur omniscient)) ، لذا سيتم العروج على هذه العناصر الثلاثة : 2-1) العنوان :التركيب والدلالة. العنوان عبارة عن جملة اسمية مكونة من خبرلمبتدإ محذوف "هذا كيان" ، وهو مضاف، و "امرأة" مضاف إليه ، والكيان لغة له معان كثيرة منها: الشخصية والبنية والهيئة ، والطبيعة والذات والوجود.أما كلمة :"امرأة" فيختلف معناها عن الزوجة، فإذا عدنا إلى القرآن الكريم ، سنجد استعمال هذه الكلمة إذا تعطلت الحياة بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل ، فالبيان القرآني؛في مثل هذه الحالات؛ يستعمل : إمرأة لا زوج كقوله تعالى : (( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ )) سورة يوسف ،وقوله : (( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) سورةالتحريم ،وقوله جل جلاله(( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا )) سورة مريم ، وقوله: ((وامرأته حمالة الحطب )) ... سورة المسد. 2-2) المتوالية السردية الأولى : من :"جلست قبالته" إلى :"لم تنس وضع الورود التي يعشقها"، والملاحظ أنها تحوي أربعة أفعال،ثلاثة منها فاعلها المرأة الحاضرة "هنا والآن"، وفعل واحد فاعله الرجل الغائب/الحاضر:(جلست-ترفل-لم تنس)،(يعشق)،وفعل خامس (يروق) وفاعله الضمير العائد على :"ردائها". وإذا تأملنا هذه المتوالية نجد الشخصية/المرأة تتبختر بكبرياء وغنج في لباسها المشتهى لزوجها ، وبعد إعداد وترتيب الطعام على منضدة العشاء ، ووضع الورود تجلس قبالته. مما يوحي بجو رومانسي على مستوى سطح النص ... وغير خاف أن ثمة مؤشرين للزمان والمكان : ف"العشاء"مؤشر على الليل،ووسائل التأثيث من طاولة وورود ورداء ...تؤشر على المكان/البيت باعتباره فضاء حميما ورومانسيا. فكل الأفعال التي اضطلعت بها المرأة تأتي استجابة لما يعشقه الزوج ، وهذا ما يوحي بجدل الاتصال العاطفي والنفسي بينهما ،فهي تكرس كل طاقتها لإرضائه وإشباع حاجاته من خلال الشم والبصروالتماس... 2-3)المتوالية السردية الثانية : من:"حدثته " إلى :"لتصبح قهقهة امرأة مجنونة"، وفيها تحدث السارد عن شطارة هذه الشخصية في عالم الأعمال ، فهي تتواصل مع الزوج على المستوى اللفظي ،فتخبره عما حققته من نجاح كسيدة أعمال... لتجد نفسها فجأة تبتسم ثم تقهقه كامرأة مجنونة. وهذه الحالة الهيستيرية التي انتابتها تمهد للمتوالية السردية الثالثة حيث يقع التحول والصدمة فيما يسمى بالقفلة. 2-3) المتوالية السردية الثالثة: من :"تتحول القهقهة إلى نحيب" إلى :"وككل مرة لا تبتسم لها الصورة المعلقة على الجدار" ، ولعل فعل :"تتحول" مؤشر صريح على التحول في مسارالشخصية ، فبعد أن كانت في المتواليتين السرديتين السابقتين تعيش صوريا تماسكا سيكو- دراميا على المستوى العاطفي والسوسيولوجي والاقتصادي ، سنكتشف في هذه المتوالية الأخيرة حجم الانفصال
الانفصال الكارثي (لا يبتسم لها) بين هذه المرأة وزوجها الذي ليس إلا أيقونة معلقة على جدار. وتوظيف كلمة :"نحيب" التي هي عبارة عن بُكاء شديد أو تنفُّس سريع عنيف متقطّع مصحوب بالبكاء ناتج عن انفعال وتقبّض تشنُّجيّ واختلاجات متتابعة في عضلات الصّدر ... تأسيسا على ما سبق ذكره فكيان المرأة هنا قد اهتز بسبب فقدها لزوجها ، مما جعلها تعيش جدل الاتصال والانفصال (معه/وعنه) : الاتصال على مستوى الوهم ، والانفصال على مستوى الحقيقة .فهل حياة الوهم بمثابة تعويض عن حقيقة هذه الحياة؟ وهل الحنين إلى الماضي يعوض خسارة الحاضر؟ وأخيرا هل تضمر الكاتبة شيئا عن هذه الشخصية المنكسرة ، كأن تتطلع مثلا إلى المستقبل لتملأ خواءها على الصعيد السيكو - اجتماعي ليوازي ثراءها الاقتصادي؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
- ليل ووهم


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-