أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش * - قصة قصيرة : الأظرفة ...فضيلة معيرش














المزيد.....

قصة قصيرة : الأظرفة ...فضيلة معيرش


فضيلة معيرش *

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


وحده وجهها كعادته ينقش إغراءه المتماهي في صمته وتمويهه . الفتوحات التي حققتها طيلة تسعة أشهر من حملها زادتها اعتقادا أن الأمور ستتحسن ، سبق وأن احتفظت بالقشعريرة التي انتابتها بعيدا عن الأنظار وهي تلملم بقايا الكلمات التي سمعتها.
أخت زوجها الصغرى هبة تقف هذه الليلة على أطراف أفراحها .
في زاوية ما التحفت بعباءة الصمت ، دخلت غرفتها ،هاتفت زوجها ابتلع ريق فقره : سأحضر سيارة …تماسكي سعاد،أمسكت بطرف منديل بين أسنانها ، سبق وأن احتفظت أيضا بالذكريات التي جعلت أمها وأختيها يقررن بالموت المحقق على يد والدهم . أمها التي تلبست بأوجاعها و أهدت بقية عمرها للزهايمر . عمّار بدوره أهداها أربعة أظرفة للذكرى قبل أن تدرك أنها لمأتمها . عرفتها به ابنة عمه وهي في سنتها الجامعية الأخيرة، كانت عيناه لا تفارقان منبت حنين ضياعها ، سألها عن مجمل عشاقها الذين مروا فقال مازحا : كان الأحرى بك أن يكون لك اسمين . الأول الفاتنة والثاني المعشوقة . حين أفرج عن حلمه الأول من ظرفه رسم به أمنيته المؤجلـــة طلبها للزواج ، توقعت جواب والدها : أرسلتها لإحضار شهادة وليس رجلا . بينما الظرف الثاني أشهره في وجهها ذات لقاء حين طلب منها المضي دون الالتفات للوراء عند وصولهما مفترق الطـــــرق الفاصل بين معهد الطب الملحق لجامعة سطيف ومحطة المسافرين . الظرف الثالث لما عزم على خطبتها ، هاتفها ذاك المساء كان صوته يحمل ذبذبات أشواقه البعيدة . عاودت الاتصال به ، جاء صوت صديقه ثقيلا : عمّار مات … عاودت الاتصال وهي تتمتم : حتى مزاحه ثقيل ، أجابها أخوه : كان البكاء يصلها واضحا : عمّار تعرض لصعقة كهربائية .
مرت أسابيع جاءت صديقتها هـدى : أما زال عرضك قائما ؟ أدركت أن الوقت لم يكن كافيا لإقامـة مآتم لأحزانها ولا لتشييع أحلام عمّار . جاء الظرف الرابع في غير أوانه … حين علمت أمها ، أصابتها نفس الصعقة التي لم تخطئ عمار. أصرت أم زوجها على مرافقتها للطبيب ، جاء سؤالها مستغربا: الولادة مبكرة …!؟ رد الطبيب ضاحكا : في يومها وساعتها. أخذت تعد أصابع يدها …وتضرب كفا بكف . تسللت الصور الشاردة لسعاد ، كان صبيا بهي الطلعة . أسمته عمّار ، بعد ثلاثة أيام دخلت أم زوجها قائلة : لن أبقيَ الأمر سرا. في المساء تزينت ، أرضعته و لفته ببراءة دفئها ؛ في الصباح كان عمّار جثة زرقاء ، بكته سعاد بحرقة مؤجلة وهي تردد قتلوه … قتلوه ، أيدتها أم زوجها : ذنبه في رقبتها نامت وهي ترضعه .
* فضيلة معيرش قاصة من الجزائر






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : صور الموت


المزيد.....




- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...
- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش * - قصة قصيرة : الأظرفة ...فضيلة معيرش