مصر في حرب دون محاربين

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 10:26
المحور: الطب , والعلوم
    

تتعاقب التقارير عن سؤ أستخدام المبيدات الزراعيه وتأثيرها البالغ في الصحه العامه .
وكأن المصريين مازالوا ينظرون الي تلك الامور علي انها من فعل القوي الخارجيه .
أعلي نسبة إصابة بالسرطان بين الأطفال في مصر

بماذا تعلل الحكومه تلك الكارثه؟ او هل تعترف الحكومه بأنها كارثه قوميه لابد من مواجهتها؟

عدد الاطفال و البالغين المصابين بمرض السرطان ترتفع يوميا وبأعداد مهوله . ذهبت الي عياده احد الاطباء المشاهير الدكنور محسـن ب (أسم علي مسمي) في علاج السرطان لكي اتعرف من خلاله عن أسباب انتشار هذا المرض اللعين بهذه الصوره البشعه مؤخرا . حدد لي هذا الطبيب الانسان ميعاد متأخر من الليل للمقابله بعد الانتهاء من الكشف علي المرضي . فكما تعودت ان احترم مواعيدي علي الرغم من يقيني التام انني لن أستطيع مقابلته في الموعد نظرا لصعوبه ضبط المواعيد في العاصمه قاهره القاهريين .

خلال انتظاري في غرفه الاستقبال تطلعت في وجوه المرضي المنتظرين وفي وجوه ذويهم فبدون ان اتحدث معهم حددت من هم مكتشفي المرض حديثا وو من منهم من مر برحله العذاب واعتاد عليها كما اعتاد عليها المرافقين.

من جميع الاعمار ومن جميع الفئات من الاطفال الي الشيوخ من الفقراء ومن الاغنياء مسلمين ومسيحين . مختلفين في كل شئ ماعدا تنفس الهواء وشرب الماء واكل الغذاء فالجميع مشترك فيما يحيط بنا من بيئه.

شعرت بالحزن والاسي لما وصلنا اليه وشعرت ان مصر باتت دوله يتيمه شعبها من اللقطاء كمن ليس له اصل ولايعرف من هم ابويه .

الجميع يئنون من الم المرض ومن الخراب الذي حط باسرهم المعناه والالم للمريض و الضغط النفسي الرهيب علي الجميع فهذا المرض اللعين يعتصر الانسان من كافه النواحي يقتل الجسد ويقتل الامل يدمر الاسر ماديا ومعنويا. حلقه مفرغه من الالام التي غالبا ماتنتهي بموت المريض وفقر للغني وأستمرار الذل للفقراء.

تيقنت ان الاستاذ الدكتور محسن انسان يعاني هو الاخر وعلي الرغم من هناك عدد لابأس به من الاطباء المساعدين الا انني أشفقت عليه من طول ساعات العمل وفقده لاجمل ايام حياته وشبابه فمهما كان العائد المادي فهذا الطبيب ومساعديه يعملون بجديه وبرحمه غير عاديه مترفقين بالمرضي وذويهم وبحسبه بسيطه اكتشفت ان مهما كان العائد او الدخل فما يقدمه هذا الفريق من الاطباء وعلي رأسهم الدكتور محسن لايقدر بأموال الارض فهم فعلا يعملون حول الساعه دون كلل او ملل ولايظهرون استياء .

طلبت من احد الاستاذه المساعدين ان يقضي معي عده دقائق بدل من الاعتداء علي وقت راحه الاستاذ الدكنور وبالتالي وجدت ان غرض الزياره هو التعرف عن قرب عن سبب اندلاع حرب السرطان الغير معلنه رسميا علي شعبنا المصري .

بعد ان شرحت للاستاذ المساعد انني لست راغب في حديث صحفي للشهره لي او للطبيب الاستاذ لانه غني عن التعريف طلبت منه ان يقول لي بكل امانه ماهو السبب الحقيقي وراء اندلاع هذه الحرب الشرسه مع هذا المرض اللعين وعن سبب انتشار الاصابه به في اطفالنا وفلذه اكبادنا.

تكلم الدكتور المساعد معي لمده 15 دقيقه خرجت بعدها من عياده الدكتور وان معبئ نفسيا لحمل قلمي لكي اصرخ في وجه اعداء مصر المعتدين عديمي الرحمه اعوان ابليس . تلخص الحديث في كلمه واحده " التلوث"

عند غياب الضمير وانعدام المسئوليه العامه من الاجهزه الرقابيه باتت مصر مكشوفه من العمق لاخطر حرب شهدتها منذ اندلاع وباء الكوليرا في المنتصف الاول من القرن الماضي.

تدهور الاخلاق و انعدام روح الجماعه والخوف علي الجار و الخوف علي الاخ والاخت في الوطن وانقسام مصر انقسامات دينيه وعرقيه خطيره ناتجه عن الفساد المتأصل في الحكومه المصريه. لم يعد هناك مصريين يحبون مصر من اعماق قلوبهم!!!

لاادري كيف يقف رئيس هذه الدوله منتفخ يعدد محاسنه وهو قاتل شعبه؟ من فضلك ارحل عنا كفانا منك . لا والف لا لتجديد عهدك المظلم الظالم الكئيب أن كانت هناك عداله لما تمتعت يوم اخر بحريتك وسطوتك انت ومعاونيك . أرحـــــــــــــــــــــــــــل

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل