أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دهام محمد العزاوي - العدالة الاجتماعية














المزيد.....

العدالة الاجتماعية


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 12:56
المحور: المجتمع المدني
    



يحتفل المجتمع الدولي في 20 شباط من كل عام باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية ، حيث اقرت الامم المتحدة وتحديدا منظمة العمل الدولية في عام 2008 ما سمى باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية والذي دعت من خلاله الدول والحكومات الى اقرار مفهوم المساواة والعدالة في توزيع الثروات ونبذ الظلم ومحاسبة المسؤولين عنه وازالة كل اشكال الكراهية الطائفية والقومية والعشائرية واشاعة مفهوم المساواة بين البشر بغض النظر عن لونهم وجنسهم وهويتهم وازالة التمييز ضد المراة والاقليات والاطفال ، فضلا عن اقامة نظام اقتصادي عالمي يقوم على اساس عولمة منصفة تبتعد فيه القوى العالمية الغنية عن الهيمنة واستغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة للمجتمعات الفقيرة . بلا شك ان مجتمعنا العربي والاسلامي غني بالقيم الدينية والاجتماعية التي تحث على العدالة الاجتماعية واشاعة مفهوم المساواة والعدل والانصاف ومحاربة الظلم ، فنحن مجتمع ( لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى ) ومجتمع ( والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ومجتمع ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) ومجتمع ( ما اتخم غني الا وجاع فقير ) ومجتمع ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) ومجتمع احترام المرأة ( ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم ) لكن بكل اسف نجد ان مجتمعاتنا ابتعدت عن هذه القيم كثيرا فبدانا نشاهد الظالم ولانقول له انك ظالم ونرى السارق والناهب للمال العام ونقوم له ونحترمه بينما الفقير لانقيم له بالا ولا احتراما ، بدأنا نرى المسؤول يسرق المال العام فنصفق له ونعيد تثبيته في مكانه ، اليوم مجتمعنا العراقي يعيش حالة من التراجع القيمي والسياسي والاجتماعي وعلى نحو اخذت فجوة الفقر تزداد اتساعا بن العراقيين حتى وصلت الى 19 % بل ان الاحصائيات تشير الى ان 42% من العراقيين يعيشون على حافة الفقر في بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم في ثرواته حيث وصلت ميزانيته العام الفائت الى 130 مليار دولار ، ولكننا لانرى لها اثرا في تخفيف الفقر ، فالفجوة بين الاغنياء والفقراء واعداد العاطلين عن العمل تزداد اتساعا . ومئات الاف الارامل واليتامى والمشردين يعيشون على الكفاف بلا ناصر او معين ، لازال في بلادنا الاف المشردين ياكلون من القمامة في وقت ترمى فيه اطنان من فضلات طعام الاغنياء بلا ادنى شعور بجوع الاخرين . مئات الاف العراقيين يسكنون في بيوت من صفيح وبعضهم لايجد مأوى يلمه وعياله من برد الشتاء وحر الصيف ، بل الملايين لازالت تسكن في بيوت للايجار لاتتوفر فيها ادنى مقومات الرفاهية والانسانية ، في مجتمعنا لازالت النظرة متدنية الى الاقليات باعتبارهم غرباء وليسو مواطنين لهم الحقوق ذاتها التي لنا ، ولازالت المراة تهان كرامتها بزواج الاكراه والغصب ودون السن القانونية وصورة المراة لازالت مشوهة في عرفنا وقيمنا فهي لازالت عورة ونجسة ومصدر المشاكل للرجل بل هي سلعة تباع وتشترى وتهدى في وقت الازمات كفصلية يقع على عاتقها اطفاء شرارة الدم ومحنة الثارات بين القبائل . حكومات الدول في مشارق الارض ومغاربها تتباهى بانجازات الامن والرفاهية والاستقرار السياسي والبنية التحتية ونحن في العراق نصحو يوميا على وقع الانفجارات وصفارات الانذار ومنبهات سيارات الاسعاف التي تنقل جثث الموتى واشلاء الجرحى الى مستشفياتنا المعبئة اصلا بالاجسام المثقلة بالامراض المزمنة والمستعصية مع نقص حاد في الاجهزة والخدمات الطبية مما استدعي نقل الاف المرضى سنويا الى خارج العراق للعلاج في ظاهرة تنم عن فشل ذريع في الخدمات الصحية والطبية في بلد نكرر انه الاغنى في العالم . في الوقت الذي تتباهى فيه المجتمعات المتنوعة انها قضت على كل اشكال التمييز العنصري لازالت في بلدانا ميكانزمات معلومة تحرك الطائفية والعنصرية والعشائرية وتستفيد منها للبقاء في مواقع التاثير والنفوذ بلا ادنى رحمة لضحايا العنف الطائفي والقومي . لقد اضاع المجتمع العراقي بوصلة العدالة الاجتماعية وفقد الامل في اصلاح منظومته القيمية والاجتماعية بعد ان استبد الطغيان والاقصاء والتهميش ليس في سلوك الحاكمين وانما في سلوك المحكومين الذين باتت قيم الكثير منهم مبنية على التعالى والاستئثار والغلبة والغنيمة . وفي مجتمعات من هذا النوع نحتاج الى معجزة او رجل مصلح يجود به الزمان علينا في زمن انتهت فيه المعجزات وقل فيه المصلحون .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دهام محمد العزاوي - العدالة الاجتماعية