أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين دمق - إصدار شعري جديد بعنوان - قمر لمعمار الغياب -















المزيد.....



إصدار شعري جديد بعنوان - قمر لمعمار الغياب -


أمين دمق

الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


أمين دمّق




قمر لمعمار الغياب


الإهـــداء


إلى روح والدي و من نفث فيّ إكسير الشعر،
إلى من هدهدتني بمهد اللغة و سقتني حليب المجاز نزيهةً في زمن التحولات،
إلى هبة الروح و الذاكرة،
إلى كل الأصدقاء و رفقاء الدرب،
إلى كل من آمن بتجربتي و بجدوى الشعر.



مقـدّمـة

نواعير الفراغ وعزلة التاريخ في
>
بقلم: خالد الغريبي

أمين دمّق عرفته يعرش في الحرف ويسكن أعاليه. ولما قرأت ماكان ينشر في صحائف الكلية بدا لي صادق العزم وافر الموهبة والمعرفة واعدا بالشعر له "لغة أخرى غير التي تعاورها الشعراء " وله" بحور أخرى غير التي ركبوا".
بهذه الرغبة الجامعة دخل فضاءات المدينة وأنديتها الثقافية متسلّلا يرهف السمع إلى شعرائها ومبدعيها من أجيال مختلفة، حتّى صارت له رفقة وصار له درب وصار له بيت من الشعر يؤويه. قوي النبض وصار للكلام وسع وممرّات وجهات ومسافات وصعود وسطوع وصعق شفيف وكهربة من طفولة السحاب والتماع في الخاطر ووسواس وسلالة تاريخ وحشد من النواعير تدير رياح الشهوة "ويذكر أنّ الحبيبة إن جاءت اليوم .. لن يتّقيها .. بلى، ربّما يصطفيها كزاد لهذا الجنون الأخير".
هو من نسل الشعراء الأصلاء وهو معجب بمحمود درويش في كيمياء العبارة يركبها ملفوفة برعشة غموض ورنّة صورة ونفحة رؤيا، فإذا الفكرة الشاردة تفتح أقاصي الكلام لا تهيم إلاّ متسلّقة "مهبط الأنفاس" ولا تنأى إلاّ لتتوهّج بنار النصوص الدافئة تسكن بيت الذاكرة وتمرق من واقع حجر صوّان، تصعد من عهود قديمة يوم كان الشعر العربي يفيض بزمانه فيتسلق أزمنتنا ويسلمنا إلى ألواح الدهشة إلى معلّقات سبع فعشر فلا تحصى ولا تعدّ لأنها كانت ومازالت تتكتم على أسرار كثر مازلنا نفتح مغالقها فتأبى علينا قصائد بشار وأبي نواس ونظل لقصائد المتنبي نبيت الليل جرّاها ونختصم ويعجزنا الكلام. ونظلّ مع درويش نبحث عن ظلّنا الهارب منّا نقتفي ما تبقّى من طلل النجوم على عطش وماء الشعر يهدينا السبيل. هو الشعر في كل الأزمان ملحمة الوجدان وسؤال الكيان ودهشة الأعالي تتدلّى من الألوان. هو ماتبقّى من خوف ماكث فينا ومن رعشة نستنشق عبيرها ومن صمت مدجّج بالكلام ومن عظام القبور تحدّق فينا "خفف الوطأ فما أديم الأرض إلاّ من هذه الأجساد" .
من كلّ هذا ومن بعض هذا: من الرحيل والهديل والنشيد والصهيد يتشكل قمر لمعمار الغياب بين غنائية يتصدرها الأنا الباحث عن أناه وملحمية مسكونة بضمير الغياب: لعبة حضور وتستر لعبة تنكّر وتذكّر ونسيان. وهل يلبس القناع إلاّ شريد الرؤى، من كان صوفيّ المزاج، خفيف الهوى له شكل العائدين من نصف الطريق شاحبا بالسؤال وامضا بالأسرار "وما في رؤاه وجبّته.. غير تلك العظام التي .. ملّت الصدر والجبة المترعة".
والمجموعة هي باقة من قصائد تسع عناوينها وهي عتبات للمتن توحي ولا تصرّح وأغلبها جاء مركّبا إضافيا وهي على التوالي "عتاب" "طاعن في الرؤى" " هديل الغريب" " قمر على سفح النشيد" "قمر لمعمار الغياب" "كلّ المدائن عتّقت" "الأرض تجهش بالرحيل" "أنشودة اليتيم" "ممنوع من التلوين" " أوراد غرباء ما بعد الحداثة ". ولا يعدم قارئ العناوين حضور معجم الإنشاد في الهديل والأنشودة والنشيد. ولا يعدم حضور مفردة القمر في عنوانين هما "قمر على سفح النشيد" و"قمر لمعمار الغياب". ولا يعدم حضور ما يدلّ على الفضاء والترحال في الزمن في مفردتي المدائن والأرض. وكلّ هذه العلامات هي مفاتيح لذات الشاعر وثقافته خلاصتها الرغبة في الانعتاق من خلال الرحيل في الغياب. وإذا كان قدر الشعر أن يظلّ في غياب وقدر القمر أن يظلّ في خسوف فمن ههنا يندلق الشعر معتّقا بالغريب دالاّ وبالغربة مدلولا وبالغرابة معنى يصل الشاعر بقارئه حيث يلتئم العجيب بالتعجيب والغريب بالتغريب بالمعنى البرشتي. والغرابة هنا في سياق تجربة الشاعر هي معنى المعنى بلغة الجرجاني لأنّها جوهر الرؤية للعالم وأساس اللغة التي بها نصوغ العالم. وقد يغدو الوعي بالحداثة، لا محاكاتها شرطا من شروط ابتداع أنساقها التصويريّة والتعبيريّة.
ويغدو الوعي بالإيقاع عن طريق لعبة الاشتقاق والتجنيس البلاغي بالقلب "رحيق/حريق" والاحتفاء البيّن بأصوات معلومة مثل الميم والنون والباء بوصفها أجراسا، حالة إيقاعية تستحقّ التأمّل والتحليل. وهي في ظنّي لا تخرج عن منظومة الإيقاع والوزن اللذين تلبّسا بالشاعر مذ حفظ القرآن ومذ شنف الشعر بنوعيه القديم والحديث مسمعه. وكدت أن أعيب على الشاعر كثرة احتفائه بكيمياء اللغة وإيغاله في الغموض حدّ الالتباس. ولكن بمعاودة القراءة أيقنت أنّ هذا الغموض هو صنعة لا تحجب المعنى بقدر ما تكشفه. وتفضي إلى تنوّع الأفق التأويليّ مادام الشعر هو أعلى درجات التفلسف. وما دامت قصائد الشاعر تلهج في بعض المقامات بنفس صوفي لا يمكن إلاّ أن يكون موغلا في الستر لا في العلانية مندرجا في غموض الوضوح وشفافية الغموض.
والمجموعة موقّعة يشدّ بنيانها الميزان ولها معمار حرّ في توزيعها على الورق. فهي إلى شعر التفعيلة أميل تجري الموسيقى فيها مجرى الصورة وتجري الصورة فيها مجرى اللغة وتتداعى اللغة لتنتج المعنى. فالكلّ منسجم في أصل عنصره مادامت اللغة تولّد الإيقاع والإيقاع يولد الصورة ولا معنى للقصيدة خارج الطقس الرمزي الذي ينشئه الشاعر.
والشعر الذي يكتبه أمين دمّق ليس من السهل المستساغ الذي يجري على لسان عامّة القوم، بل قد لا يستساغ بعضه عند التقلديّين من قرّاء الشعر لكونه يميل في أسلوبه إلى الاستخدام المكثّف للتركيبات الإضافية والنعتيّة وفيها ينزاح الشاعر عن مألوف الصور وعن السائد من التراكيب الواضحة البسيطة حيث يمتزج المجرد بالمجسد والملموس بالذهني وتتشاكل المتنافرات من الألفاظ وتتباعد المتشابهات ولعلّ هذه التخريجات تدعو القارئ النبيه إلى أن يعيش صدمة التأويل أو لنقل صدمة تحديث الشعر. هكذا تصير عبارات من جنس ["كروم اللغة" و"أرجوحة للغياب" و"عتاب الدوالي" و"الفاحم المتوسّط" و"صوتها القزحيّ" و"تجاعيد الصديد" و"تجاعيد القصيد" و"رعاف الدرب" و"نعيب القيظ" و"بوار النفط" و"ينابيع التأوّه" و"تضاريس التشوّه"] وغيرها كثير، علامات على ميل الشاعر إلى العبارة المركّبة والاستعارة المشكّلة والصور المكثّفة ذات المناخ السريالي. فيستحيل اللامعقول مدارا تدور عليه الرؤيا ودليل رغبة في تعقّل الموجود والمعيش. ويكون "الترحّل في اللامكان" شبيها بالترحّل خارج العناصر المألوفة التي تشكّل جوهر اللغة ومنطق بنائها: لعبة ميتافيزيقية تستهوي الشاعر لأنها تعبر عن غربته السحيقه في عالم مشرنق لا خلاص فيه ومنه إلاّ بلغة تعبر عنه. قد يراني البعض أبحث عن مسوغ لغموض النص الشعري الذي يكتبه أمين دمّق وأنا أقول إنّ البحث عن هوية الكتابة مرتبط بالطقس الشعري العام للقصيدة وبمزاج الكاتب وبثقافته. لذا لا معنى للقصيدة خارج ما ينتجه النظام العلاميّ الذي هو جماع مكونات لها بالدوالّ وبالصياغة اللغوية والبناء الإيقاعي وإنتاج الدلالة صلات لا فكاك منها.
ومن عجيب ما أفترض أنّ شريحة من عبّاد الحداثة الرافضين للشعر الموزون بنوعيه العمودي والحرّ لا يرون في كتابة أمين دمّق إلاّ محاكاة لشعراء التفعيلة من قبيل السيّاب وحاوي ودرويش. والرأي عندي أنّ الكتابة الإبداعيّة التي تصحّ عليها هذه الصفة النبيلة لا ترتبط بالوزن أو باللاوزن وإنّما التي يكون إيقاعها جوهر مبناها ودليلا على معناها. وليست الموسيقى في الشعر مصدرها التنغيم والترنيم والتقطيع وإنّما مصدرها اللغة وتركيبها والصورة ونسجها والصور ومكوناتها والبياض وتشكيله والصمت ودلالاته. ولا أرى في شعر أمين دمّق الموقّع الموزون أيّ غضاضة في وزنه لصلته بهذه المكونات واشتغاله على نصه اشتغال الصانع الحاذق لصناعته حتّى وهو يعيش تجربته الغضّة مقدّرا صعوبتها ومغامرة خوضها.
وإذا نظرنا إلى هذه المجموعة من جهة المعنى ألفينا أن المسافة بين الذاتيّ والموضوعيّ تكاد تنعدم. والشاعر حين يحدّثك عن مآسي التاريخ إنّما يحدّثك عن صميم فجيعته بالتاريخ: ألم يتّخذ من تاريخ المدن قناعا لينبش في الأرض اليباب؟ أرض قال عنها "عبيد بن الأبرص" وهو يلخّص مشكلات الوجود بالكشف عن قدرة الزمن على محْق الذات، متأمّلا لعبة الحياة والموت:

أرْضٌ توَارثَهَا الجدوب فكلُّ من حَلَّـها محْروبُ
إمَّا قَتيلاً وإمّا هَالكًــا والشيْبُ شيْنٌ لمَنْ يَشِيبُ
إنّ استدعاء أسماء المدن القديمة المقدّسة في قصيدة "كلّ المدائن عتّقت"-على سبيل المثال، لا الحصر- هو ضرب من قياس الماضي على الحاضر حيث تغدو مدائن الشاعر مقبرة وتصير المشاعر أشلاء ما دامت المدن العتيقة قد جرفتها جحافل التتار الجدد فهذه نينوى ذات التاريخ العريق صارت ترزح تحت نعال الأمريكان وهذه سبأ التي "تواري سوأة الماضي" تحكي وتعيد تراجيديا الإنسان. وهذه إرم قد "تمطّت في تجاعيد الصديد" وكربلاء صارت رمزا لـ"الدم المراق" والسواد حتى صار التاريخ مقصلة والقبائل أنكرت شعراءها. وكأن الشاعر يقول لنا بصريح اللفظ: لقد سقطت كل المدن المعتّقة بعبق التاريخ لأن السيوف "تعولمت" و"تأمركت".
هكذا يجلدنا الشاعر شرّ جلد وبنفسه الحالمة يبدأ ما دامت كربلاء قد تقطّعت أوصالها فصارت"كرب.. لا" وما دام الحسين الشهيد، وقد لبس الشاعر قناعه صار غريب الدار. فلا حلّ إلاّ أن تجهش الأرض بالرحيل ويجهش الشاعر الطفل-سليل القول- بالسؤال وهو يرى الأرض يغمرها الطوفان ويرى قرطاج ترتجف فيعاتب صمتها وخسوفها وكأنّ قدر الشاعر أن يظلّ يرتجف من هول غربته ووحشة مدائنه. هكذا يولد الشاعر اليتيم من أنقاض المدن المسبيّة ويظلّ يبحث عن لائه بين قصائد درويش حيث يتسلّل الفرح إلى جراح القصيدة فيعبّ من "شفة الفجيعة " نورها ونارها وأوارها عسى تذهب الظلماء بظلمائها. ولكنّ القلق لا يبرحه و"يمضي على مضض" بحثا عن عشق آت "يستلّ من وحي الرياح لقاحه". ومن رماد العنقاء تولد القصيدة فلربّما يعرش فيها بعض الأمل. أو «قليل من المطلق الأزرق اللاّنهائي/ سيكفي لتخفيف وطأة هذا الزمان/ وتنظيف حمأة هذا المكان/على الروح أن تترجل/وتمشي على قدميها الحريريتين/إلى جانبي، ويدا بيد، هكذا صاحبين/قديمين يقتسمان الرغيف القديم..»

هكذا بدت لي تجربة أمين دمّق الشعريّة من خلال "قمر لمعمار الغياب" واعدة، مسكونة بالوجائع : وجائع الذات والأمة لها حفيف خفيف من الإيقاع المتلوّن تتوحّد بلغتها العصيّة وبشهوة العبور من زمن الأهوال إلى زمن الأحوال. تلوذ بغامض الكلام لتعبّر عن غموض الروح وشحوب الزمن العربيّ، لتقول وعيها ووعي اللغة بجذورها ووعي الألوان بسيلانها ووعي الأجراس بإيقاعها ووعي الصور بمداها. لعلّها في وجه من الوجوه تسطع بالحيرة وتوقد جمر الكلمات وتصنع مسارب للتيه والترحال. أليست الكتابة هدما وبناء فكأنّي بصاحب قمر لمعمار الغياب يشدو مع الشاعر الكبير شوقي عبد الأمير: "كتبت السماء انحدارا /كتبت مسارا / محوت مسارا /كتبت على الأرض طين النبوءات/ أسماء من غادرونا اقتدارا/كتبت لكم صار موتي سفوحا وعشقي قفارا.. كتبت لكم بين حرف وحرف حصارا.."
لعلي بهذه الكلمات أختزل هوية الكتابة الحائرة المنقوعة بنفس وجودي المحدقة في الفراغات والبياض يتجاذبه الصمت والعذاب، عذاب الذات تستنشق عبق التاريخ ومجازاته الكئيبة وترصد عبر شرفة الحاضر نداء التائهين السالكين غبار العزلة .
ألم يقل الشاعر في حوار له > .
أرجو أن تكون كروم اللغة قد أينعت وحان قطافها بهذا المولود البكر وأنّ ينابيع المجاز ستسيل وتسيل حين يتقاسمنا الشعر كما يتقاسمنا الهواء ./.














تصدير:

"كيف نٌرِي ما يجب أن يٌرَى لمن لا يريد أن يَرَى..."

قليلاي



عتاب...

شاحب في تفاصيل لهفته المربكه
تائه في غضون الزقاق الذي ..
زفّ وحشته للورى
فانبرى مثل جرح تهدهده الأنسجه
لم يكن واعدا في تمدرسه العاطفيّ
فقد طعّم الوجد بالرّوح والرّاح والأمزجه





لم يكن واثقا بالقصيد
فأودع للبحر سربا من الاشتياق وعنوانها
حينها ازورّ من موجه البحر ،
عانق زرقته الأبديّة،
مات وفي صدره حشرجة.

تـذيـيـل:
لا بيت من شجن القصائد
سوف يؤوي من تشبّه بالنخيل

طاعـن في الرؤى

أراه على قيد قنبلة..
من جذام الكلام
ومن لوثة الصّابئين
يؤثّث ممّا اعتراه رؤاه ...
وأمثولة الانشطار





غريب...على شاطئ الانتظار
وفي راحتيه قليل من الاشتياق لمريم
أو للتي أسكنته الغياهب دهرا
فما عاد جبّ الهوى يحتويه
ويرتاب فيه
ليستلّ من رطبها دمعة أو بلدْ



وظلّ الفتى طاعنا في الرؤى
ليكتب إنجيله المأتميَّ
على همهمات القصيد وأيقونة من مسدْ

غريب ..ومذ كان في المهد لم يمتشق
نخلة للعناق...فقد هنّدته القوافي
فصار ملاذ الحيارى...
يعرّي اعوجاج الكلام إذا الوجد... جدْ



يسجّر في غفلة من عواء الحنين دماه
ويمضي إلى مشتهاه
يعمّد طيف التي لم تلد غير هذا الغياب

بعيدا عن اللائمين سيولم للأشقياء رؤاه
لينتابه الشّعر كالأنبياء فيبقى دليلا ...
ويبقى سندْ

وحين التقينا على سفح مشوارنا الجامعيّ
حسبت الفتى طافحا بالتشظّي
يسخّر للتائهين كروم اللّغه



ينتشي بالتعرّي من الأمنيات ∕-;---;-- السبات
ومن ريبة الأسئله
لا يرى غير تلك الأماسي
التي تحتسي عمرنا.... تسكب الحلم فينا
لتفتضّ عقم الشّعار ولؤم الصحاب
الذين استقالوا كأنشودة الجامعه
آنَ لي أن أعي شقوتي بالقصيد
الذي أربك النّبض
حين ادلهمّ المصير...



فصار الفتى:
قاب جرح دنى أو دعى..
أودع الفيض فينا
ففي قهوة الصبح..
بعض التذرّي إذا كان قلب...
الذي نصطفيه سرابْ
وفي دربنا ∕-;---;-- دأبنا
فسحة للتأنّي وأرجوحة للغيابْ
نأتْ بالكلام إلى شاطئ
فرّخ الجرح فيه وشابْ

هديل الغريب

يحنّ الغريب...
إلى شرفة في أعالي السؤال...
إلى آهة لم ترق للصحارى
فعبّت صداها...
وأنشأتِ الصدَّ من ضلعها
كأنثى تروم الإيابَ ...
إلى شجر طلعٌهٌ من خطايا...
الترحّل في اللاّ..مكان



سيأتي زمان ..له
من عتاب الدّوالي...جراح
تغمّدها الليل بالبرتقال
سيأتي زمان.. تفرّ له...أو به
الأمنيات ليكتمل البوح...
ينأى.. إلى موجة لوّحت بالعويل...!
على شاطئ عمّدته الظّلالْ.
وكان الغريب على شركه بالدّروب..
التي أقفرت من خطاه...
فكل الدّروب تؤدي إليه
ليزهر إشراقها بالهديل...



له الآن أن يعتلي قمرا أنثويّ
التوثب حتى يلملم...
ميتته الافتراضيّة المقبله...
له الآن أن يتعرّى...
من الحامض اللغويّ ويرمي..
بإيماءة للجبال
فمن سغب القول قد يتلاشى...
يحلّ.."كمهديّ" من أجهشوا بالسّؤال
وما في رؤاه وجبّته...
غير تلك العظام التي...
ملت الصّدر والجبّة المترعه



ويبقى يراود أحلامه عن قرى...
هتكت سرّ من يمّموها
وما تيّموها..
ويذكر أنّ الحبيبة إن جاءت اليوم
لن يتقيها..
بلى ربّما يصطفيها كزاد...
لهذا الجنون الأخير
سينحر شهوته عند شبّا....كها
ثم يقري الشفاه بما ألفت..
من مفاتنها الجائره
عساه إذا ما توحّد بالفاحم المتوسّط....
يرتدّ خِضرا

قمر على سفح النشيد

تـصديـر:
قمر على بعلبــكْ ودم على بــيـروتْ
يا حلو من صـبّكْ فرسا من اليـاقـوتْ
قل لي ومن كبـّـكْ نهرين في تــابوتْ
يا لـيت لي قلبــكْ لأموت حين أموتْ
محمود درويش





من أنا لأقول لكم
ما أقول لكم؟

أنا كوكب واجم بالتجلي
وقلبي يطلّ على جيد زيتونة
باذخ بالهروب من الناي
و المرحله



لم أفتّش كثيرا
على حلمة الموج لكنّني كنت وحدي
و وحدي كنت
أسيرا بمملكة البوح
و اليتم قيثارة اليم:
يشفي الغزاة من الليل
و يكوي الرواة بما يجعل الخيل
أحجية المتنبي
ومن سبقوه إلى الشعر واللغة القاتله



ذبحنا معا يا أخي..
يا ابن أمّي..
بجلطة تفعيلة ماحله
و كانت غنائية الرّوح / إغفاءة الرّيح
أسلوبنا في القتال
وكانت لنثرية القمر المتحذلق بالصدّ
ٳ-;---;--جهاشة لا تراود سرب محال



فهب أنّ سرديّة النبض
ملت لظى قلبك المتأجّج:
بالرفضِ والركضِ في قاعة العرضِ
و كان الحضور قساة
فلم يمهلوك اعتلاء الصليب على مهل
ولا نبش أرجوزة واحده
لهذا سلكت صعيد القيامة
صحت
بمن بايع العري في صوتك:
هــَيــْـــــــــ...تَ لَـــــكْ



بدون جدارية أو وداع
تشمئل هندسة للفراغ
وتمضي نبيذا
لمن أترعكْ
سمرقند ما بارحت كرمة العشق
يا أيّها الليل
ولكنّها سلّمت أنّ درب الحرير.... قصيّ
بدون قنا فارس يائس
من تخنث ليلكه الغجريّ
يدير زعاف القُرى.. في القِرى
كي تهبّ.. و كي تقتلكْ



هــَيــْـــــــــ...تَ لَـــــكْ

سريعا تقمّصك الوجد يا لاعب النرد
فالْهُ بما يجعل الرّوح أكذوبة
في فِناء الغياب
تزوّد من الشّعر
في وحشة القبر
علّ القصيدة تنأى عن الموت كي تسألكْ



سمرقند ما بارحت كرمة العشق
يا أيّها الليل
ولكنّها صلبت كل عشّاقهـا
فوق أحداقها
كي تراود "لوركا"
على وئد أحزانه...
كيّ أكفانه
بالدموع التي بشّرت بالقصيد
وما أربكتكْ.

هــَيــْـــــــــ...تَ لَـــــكْ



من أنا لأقول لكم
ما أقول لكم؟
من أنا؟

أنا
سائح في الوجوه
التي أرهقتها الأماني
و جادت بها
لفتة الشجن المتورّد بالحب والأسئله



أنا
سابح في مدى ناسك
صابئ مثل أحلامه
يرجأ الحبّ والخمر للآخره.
من عساني أكون؟
إذا مسّني وتر من تلعثمه
يجهش البدر في بردة الوحي..
يرمي بسجّيله في سجال القوافي
التي أرضعتكْ.

هــَيــْـــــــــ...تَ لَـــــكْ



من عساني أكون؟
و روما تكحّل بالملح أجفان قرطاج
كي تستبيح دم المتوسط.
تسبي نمارق صور
لتنحت صورة "دُوْقيَانُسَ"
المتحدّر من سحت أوهامه النافقه



أكون كما ينبغي أن أكون
سلاما على هامة الماء يمشي..
وصفصافة في مهب الرياح..
و أيقونة بالعراق ستفشي..
سدى عقمنا للبلاد التي شيّـعتـكْ

سلاما عليك إذن يا رحيق الأغاني
حنانيك ربّت على ساعة الرمل فينا
و كن حاديًا أو نجِـيـَّا



لك الآن من قحط أيامنا
زورق للنجاة ففز بالعشاء الأخير
وعد جدولا أو نبِـيـَّا
وكن آبقا بالفصول التي خيّمت في الهباء
عسى صوتنا لا يناغي قصيـَّا
سلاما عليك أيا سافر الحلم
يوم ولدت
ويوم تموت
ويوم ستبعث بالحب حيـَّا

قمر لمعمار الغياب...

نم يا بن غربتِنا
على سفح العبارةِ ريثما
تعد القصيدة شاعرًا
بالا..
نـ..
كــ..
سا..
ر..
على مناسكِ عريهَا



نم يا بن أوبتنا إلى شجر المجاز
لعلّنا..!
نهدي انتجاعك في قلاع الظنِّ
ريبتنا المذابة في خطاكْ
مازلت مكتنزًا بآهاتِ الصنوبر
يا المسافرُ..
في صليب الامتثال إلى الشتاتْ
لكأنّك البدوي دوما لا تساومُ
موجة ثكلى وريحًا ثيبا
سحبَا دمائكَ منْ رؤاكْ



كم كنتَ مزدحمًا بلغوِ الموجِ..؟
كي ترقى طُوَى
كم كنتَ ملتهبَ الخطى..؟
لتعلّق الفوضى
على شجن الحدائق والمسلّة والقطا
من فلقتيْ قمر توحّد بالغوايةِ
مِـــ..
لْـ..
تُ..
باليمنِِ السّعيدِ إلى رٌبَاكْ



لعلّني أستلّ حلمي بغتة
وأعيد للشعراء أجراس الخليلِ
ولوعة التكوين في سفر الخروج
من الجناسْ
لم أجترحْ لغة الرّعاةِ
وما سيسمل حلم إخوانِ الصّفا
لم أعتصرْ من لؤمِِ سمعانَ
المشككِ في دموع المجدليّةِ
فوق أقدام المسيحِ..
قيامة العبثِ المخنثِ في مداكْ



نم يا بن توبتنا
من الماضي المحنّك بالخيالْ
لتعير من رجموا ظلالك فرصة أخرى
ليكتمل المحالْ..
لك أوبة أخرى:
فثق في الرملِ
في طمي الحنينِ
وفائض الأحزان
كي تتوسّد التاريخ
والعمر المتهتهِ بالزوالْ



سَلْ يا ابن راحيــلَ : ..المتاهةَ
عندما رحلت شظايا الساحل المرثيّ ِ
في غبش الكلامْ
سل لوعتكْ..
فهواك يعتور المكيدة..،
عورة الجب المسافرِ
في الغيابةِ والغيابْ
لا ذئب ينهش حلمكَ
إلا دموعكَ حينما
انفرطت على زغب السّلامْ



ما زلت في تحنانك العنبيّ
ترفو ما تآكل من عناقيد الخرافةِ
هازئً من أبجديّاتِ..
التوحّدِ فيكَ.. في غنج السؤالْ
لكأنك المستقبل ،الماضي
وفي شريانك اللغويِّ
يتّحد
المثنى بالمكنى والكمالْ

كلّ المدائن عتّقت

أمشي إلى ما يشبه العدم المفضّض
بالأماني و الدجى
فمتى ينيخ الدهر أحزاني
أمشي.. فتنمو بالورى مدن
تناغي قحطها الشبقيّ
وتسرّ وصمتها لأجفاني





يا حادي الأنواء...
مقبرة مدائننا ...
و أشلاء مشاعرنا
و كلّ الكلّ أجراس بأشجاني
هل "نينوى" شبح تشكّل من رؤى
أم دوحة للبوح ترنو للمدى
و تفرّ من مزقي إلى نزقي
لتجهض ريب ألواني؟



يا عابثا بالنجع ملهاة مواضينا
و شطرنج... أراضينا
و طاعون يفرخ في مآقينا
يفرخ في ثنايا الوقت
مثل الداء أبلاني
و أنساني
ذرى محني!
كلّ العواصم عتّقت
و تشرنقت...
حتّى بدت مُرْتَابَةً أَوْصَالُهَا...
كنِصَالِهَـــــا...



ومضت تدوزن ريبتي
لأفرّ من قلقي و أوزاني
يا صاحبي...
سبأ تواري سوءة الماضي...
بلا حجج
و تسكب صوتَها القزحيَّ في لجج...
لتلقاني...
يا حادي الأنواء.. هل إرم تمطت
في تجاعيد الصديدِ
لتسبك التاريخ مقصلة
تداعبني و ترعاني



سجع من "النيلوفر" النزقيِّ
يغزو مهجتي
رجع كروث الهاتف الخلويِّ
أدمى نَغبتي
بل نُغبتي الأولى...
التي قدّت عواء الشعر
في غددي ووجداني
مالي أرى كل القبائل أنكرت شعراءها؟
فخزاعة خارت ببوق العــــــــــــــولمه
و استنسخت
عُرفا يقي لقطاءها



وتِهَامَةٌ... تاهت
بسفر الصفر... كي لا تعتني
بالتاء تاهت في مرايا التيه..
بل في الأوسـمه
و الهامة العرجاء هامت كالبغايا
في تخوم الخزي حتى تنثني..
و تصكّ من لغط النهود
فصاحة..
لغة.. تسيّج حانة..
وتعو سج الوطن..
المدجّج بالربا والأتممه...



مالي أرى كل القبائل بايعت سفهاءها؟
و استبسلت حتى تقايض من غزاها
بالحرائر..
والمصائر..!
و النهى المتلملمه.

في برزخ.. من فرسخ
زرع البلاء بكربلاءْ
قلنا بلى


لا كرب ... لا
إلا رعاف الدرب أو مزق الفكرْ
لا كرب ... لا
إلا نعيب القيظ... أو بخل المطرْ
لا كرب ... لا
إلا بـوار النفط أو عـقـم الشجرْ

رتّل زئيرك يا حسين
فقد عزفت بكربلاءْ
فقّه رماتك بالفحيح
و علم الخصيان صولات المهلهل
بالسّلاف .. و بالنساءْ



يا.. يا غريب الدار
يا من ترتجى...
هوّد حروف الضاد... مجّس عريها
فلربما انبجس الرمادْ
يا.. يا صفي الدار
يا من تبتلى...!
أسرج بغام البغي من موسى و عادْ
فلربما ترضى العبادْ...!
ولربّما تنأى الجيادْ
يا من بٌلِيتَ بكربلاءْ...
يا من نٌسِيتَ بكربلاءْ...
صاحوا... بلى...!



"دع عـنـك ذا السـيـف الذي جـرّدته"
فـلـهــاث يـمّـك يــائـس مـن مـدّهِ
وحـسـامـك الـورديّ أمـسـى مـجـهـدا
مـن شـدّة الإمـساك مـات بـمهـده
كلّ السيوف "تعولمت" و "تأمركت"
وقـضيـبـك الخـشـبيّ نـام بـلحـده
لا تـحـتـلـم بـالـنـصر إنّــك عــاجـــز
فثغاء عصرك رابض في سـرده
أصبـحـت خــبّــا كالمُدى مـسـلـولــة
تبغي السلام وتنتشي في عـهــده
لا تـرتـش الأحـلام نوحـك لــم يـفــد
فـفـؤادك الملغـوم فـتّ بـوجـــده
قـم.. يـا قـصيّ النُـبـل إنّـك زائــــف
واتـرك حصانـك للفلاة بنجـــده

الأرض تجهش بالرحيل...،

الأرض أدركها المخاض وهالها...
أن لا ترى أثقالها...
تحنو على الطين الخؤون...
و تقتفي أثر التعرج في فجاج سعالها
النخل أدمن هيبة الهلع المماطل
لانفجار سؤالها...
و مضى يؤرّخ لامتثال الليل...
و القمر المناوئ للسطوح...
وحالها...





و أنا أشاكس يا رفيق الليل نجما أو نعاسا يائسا
يهب المدينة حلمها و سجالها...!
قِـــفْ...
قف يا رفيقي ربّما...؟
تبدو لك الأمصار نائية...
وآنية لخطيئة لم تكتملْ
أو ربّما ترد القبائل...؟
قبلة الوجع المتاخم للقصيد وخطوتي...



و أنا سليل القول
أربكني انحسار مشيئتي...
و مشيمة الزمن اللقيط...!
تخيط لي...
ثوبا تثاءب من لواعج لوعتي
اعتدتني طفلا
يجرّد جفوة اللغة العصية...
إذ يهيم بلأيها...
و يعفّر المدن الشقيّة كي يباغت نأيها...



حتّام أجهش بالسؤال...؟
وذي خطاي تخطّني...
مزقا تلملم صبوتي
لأقولها مترقرقا...
لليل أدعية تبدد ريبتي...
لتريق إصحاري و تثبط ميتتي
وأنا أهشّ على دمي...!
كي أعتلي درب الدسائس
في شتات تمردي



أمضي لبعضي.. كي أرى
كل الوساوس تبتني في قلبي الأعشى مدائن وحشتي
و أنا أهش على فمي...!
لأضرج الكلمات بالذكرى وبي...
مازلت أعمَهٌ يا أبي...
ما بين ناصية القصيد و بين حلة حيرتي
ما زلت أهمس يا أبيّ...
قـرطاج ترتجـفٌ ودمـي يعـاتـبها
حتّام نـقـتـرفٌ حـبّـا يعـذّبــها
أيّان نـنخـسـفٌ و القلب يـطـلبها



ما زلت أكرع لوعتي...!
فالأرض أربكها الدوار و نالها...
شبق الجمود على شفا أوحالِها...
أوحى لَها...
قمر الندامى أن تعدّ رمالها
فاللعنة انبجست و هلّ وصالها.

أنشودة اليتم

من يتم هذا اليمّ...
أسرجت الورى ورما
ورمت الخطو لي حمما
فأنا الذي..
نادمت جرحا زئبقي القيض محتدما
وأنا الذي...
ظلّت نهاياتي تفخّخ أوبتي
وتصكّ ملحا من ملا مح نوبتي
و تعدّني للبؤبؤ الموبوء إن وجما





فيصيح بي...
هذا حريقك.. أم رحيقك
أم رحيلك في شظايا العمر مذ رسما
و يقول لي...
هيّئ رعافك للتي سكنت...
تجاعيد القصيد
صغ من نعابك في اغترابك
موعد اليتم الجديد



هب لانبلاجك من سعال الدّرب أغنية
و تنفس الأرزاء هدا القلب...
قد وَرِمَا
فأقول لا...
وأنيخ جمجمتي على أرداف مقصلتي
فيعبّني فرح تسربل من لظى رئتي
و يذيبني بذخ التشرذم في سدى لغتي
فأقول لا...
لن أقتفي تلفي وهذا الكرب قد علما



لن أقتفي مزقي..
وبرادة القلب استفزّت ذرّها
ومفرّها
ومضت تبدد سرها
كيما تثنِي الجرح إن ختما
وما اضطرما
وأظلّ أهذي هكذا...
أجتثّ من شفة الفجيعة
نارها
وأوارها



وأزفّ للماضين في صوتي...
ثغاء بوارها
وأصيح بالماشين في موتي...
دعوا لي الشّعر والأجداث إنّ النّعش...
قد سئما...

قالوا: توسد غربتكْ
دع مشتهاك وصبوتكْ
فالرّمس قد رسما
و الأمس قد خصما
و البؤبؤ الموبوء ما ابتسما



من يتم هذا اليمّ...
أسكنت الأسى أرقي
وصغت الشجو والألوان من قلقي...
"على قلق"
أختطّ من رجع الوجائع هجعتي
وأبثّ للبحر الممغنط بالهزائم سورتي
فيعيرني موجا تسامق من... نسائم لعنتي
و يموسق الأحزان من ألقي



أبقى أشاكس خطوتي...
أفتض ذاكرة المكان و نأيها
فيصدّني ترف اليبابْ
أستل من سنم المرارة نعيها
فيفتّني بَرَدُ الغيابْ
و يحلّ بي وَلَهٌ تناما قد برى... مزقي
وَلَهٌ... لَهُ الآهات قد سبكت
وفرّت من تخوم الروح...
كي تروي مواكب نكبتي
وترمّم الأشواق من وجعي
ومن نزقي



نزق... تعوسج من مراسم محنتي
ومضى يداعب خُصلة للريح
أو عريا لقافية تترجم غصتي
يــا عـلّـ...تـي
البؤبؤ الموبوء أسرج عورة الذكرى
وأشعل دورة النسيان في طرقي
و مضى يمسرح غربتي
و يصيح بي...
هب أنّ فاطمة تبرّج بُعدها



هب أنّ دافئة القوام تسلّقت
أسمال قلبك والمَدى
هب أنّ جرحك قد تثاءب بَعدها
ماذا ستلعق إن مضت و تملّقت...؟
أضغاث شعرك... أم حنينك والمُدى...!؟
ماذا ستكرع يا الفتى...؟
قد أينعت لجج الفراق فعبّها
واستنسخ الترحال من شبق الندى
يعوي نواح البين... من نتف السدى
و يقول لي...



لا الـرّبـــع ربـعـــك فـالمضارب غـلّـقـت
لا الـــدّرب دربــــك فـالـمغـارب شـرّقـت
لا الصّحب صحـبك فـالــمـآرب عـتّـقـت
لا الــقـلـب قـلـبــك فـالـمزارب مـزّقـت
كم أرهقت...
وتعلّقت...
أشلاؤك الثكلى بمدّ القيض
أو لغط السرابْ
كم هرولت أنفاسك العجلى لجزر الفيظ
أو عبث الخرابْ
يا من له العمر المتيم باليبابْ



فأقول لا...
لن أصطفي نتفي...
لتهوي في محارق شهوتي
لن أصطفي صلفي...
ليعوي في مجاهل كبوتي
قد أجهل البسمات لكنّي سأمضي
لست مبتئسا
أتوكّأ الشّعراء والرّفقاء...
كي تغدو هشاشة أضلعي أو برزخ الأحزان
مفترشا يضمّد أدمعي
لا لن أصيخ لشحّ نبضي
أو تحجّر مسمعي.

ممنوع من التلوين

يمضي على مضض...
يؤجّج صمته و البحر عانق مشتهاه...،
و ما رءاه
يضمّخ الأيّام أو كبواتها...!



مازال يفترش القصيد لطيشه اللغويّ..
ينبئ عشقه أنّ المسافة... أدمنت عثراتها
ودواتها... خطّت على طلل الوريد نجيعها
وصقيعها...
لتصدّر الآلام في قارورة...
مذعورة بنقيعها
تهب البحار ثبورها و مواتها...!



يمضي على مضض...
و في طياته أنصاف عشق للتي وعدت و لم تأتِ..
لترتشف الحنين و بوحه المستلّ من عقم اللغات
و ما تبقى من طنين القلب...!
قد كان يدرك حين لوّح للخطاف بقلبه...
أنّ المدينة خاتلته و ما بكته...
لأنّه... قد ظلّ يظفر شِعره لليل،
والشرفات في سكراتها...



ما زال يزدرد الوداع و يرتشي...
طمي الكلام وما تقادم من وعيد الدرب...:

درب غـدى ورما قـد يـربـك المشهد
سرب أبى الحلما لن يعـتـلي المعـبد
قـلب غوى أمـمـا سيباد في الموعد



يمضي على مضض...
ولا شجن يباغت خطوه
يستلّ من وحي الرياح لقاحه..
ونواحه... و يضمّ عنقاء اشتياقه
في امتشاقه...! نخلة القلب المضرّج بالأماني...
ما كان يقعي فوق آثار انكساره...
مثل خرّوب الكناية و الأغاني...




ما كان مكتنز الوساوس والحنان...
ليسرق النار الخبيئة... في مفازات التوجّس والحصار...
و ينتشي بفجيعة ازّينت
و اجمرّ طيف نواتها...
و اصفرّ فصل سباتها...
ما كان موبوء البذار...
و ما تسربل صوته حتى يتمتم باسما:




درب غـدى ورما قـد يـربـك المشهد
سرب أبى الحلما لن يعـتـلي المعـبد
قـلب غوى أمـمـا سيباد في الموعد

يمضي على مضض...
يدحرج صبره...
والليل ترياق لوجده و اندثاري




قد كنت مثله أبتني أعشاش شوق عائمه...
قد كنت مثله أدعي أن القصيدة
اِمرأه...
تبغي التبرّج في اللغه...
تهوى مداعبة الجناس و ما يؤرّخه انفجاري...
من عبارات مفخّخة... و بوح مرجئ...،
يستمطر الإيقاع و الكلمات في وكناتها...




و"كنانة"...! سكبت رعاف رماتها...
لتصوغ من حيض المعاجم طلقة
مشكاة سهد... قد تهلّل لانكساري...
كيما أقاد إلى القصيدة صاغرا... !?
و الليل عسعس قرب عوسجة النهار...
ليصطفي ما لست أعرف...!
من ينابيع التأوه... أو تضاريس التشوّه للظّلال...




وكلّ ما اقترف الخيال من المسارات الرّجيمة...
حيث لا تغني شفاعة حلمه الملغوم بالذكرى
وبالأحلام أو شهواتها...
قد كان يرمق طيفها... حين اشرأبّ فراقها...
قد كان يرمق حيفها...
و الفجر يبصق شمسه الثكلى بدون جماعها...
ليعنّ للبحر ارتشاف عناقها...
و القول ملئ الموج لا...




لا تنبش الأصداف بحثا عن أناتك أو أنايْ...
لا تمتطِ الألوان حتى تصطفيك و تبتغيك...
لبرزخ لا يستلذّ إلى بكايْ...
من ضلعك المعوجّ سوف يؤسّس الإسراء...
في غدد الصليب إذا تصلب مبتغايْ...
سأقول إن ضاق الرّفيق و ما تفتح في رؤايْ...




لا لون بعدك سوف يمتشق القصيدْ...
أو يعتلي سبلا من الحلم المخصّب في الوريدْ...
إلاّك...... لا..!
فاذهب و لا ترد الديار و عُـقْـمَـهَا...
من دفء صوتك سوف نخترع الوداعْ...
كي نسأل الأمم القميئة عن قناعْ...




"قحطان" فتّش عن غنائمهم و عن دمن الضّياعْ...
"قحطان" ردّد مرّة:

درب غـدى ورما قـد يـربـك المشهد
سرب أبى الحلما لن يعـتـلي المعـبد
قـلب غوى أمـمـا سيباد في الموعد



#أمين_دمق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصدار شعري جديد بعنوان - قمر لمعمار الغياب -


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين دمق - إصدار شعري جديد بعنوان - قمر لمعمار الغياب -