أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - الغنوصيه في المسيحيه Gnosticism















المزيد.....



الغنوصيه في المسيحيه Gnosticism


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغنوصيه في المسيحيه Gnosticism

هذه المقالات ليس من تأليفي وانما مقتضبات واقتباسات و ملخصات واستنتاجات من بطون الكتب والمقالات والنشرات والابحاث من مصادرها كيفما وردت لكتاب وباحثين أجانب ومستشرقين وعرب منهم المسلم او المسيحي او لا ديني والعلماني وغيرهم بهذه الصوره جمع مقال عام شامل بصوره حياديه ومعتدله -
انا لا اعتمد للمراجع البحثيه على الكتاب العقائديين و المتطرفين في الاديان والمذاهب والملل لان الشيعي متعصب والوهابي متعصب والمسيحي الارثوذوكسي متعصب الخ الخ والغرض من المقال ليس اظهار عيوب الديانات بل اظهار وجهات النظر المختلفه كلن حسب معتقده دون تدخل مني و لمقارنة الاديان مع بعضها البعض ومع الحضارات السابقه والاساطير والحكايات في قديم الزمان - لتوضح معنى الديانات واصولها تجريدا من تدخل الخالق الاله الله ولتؤكد ان الاديان بشريه الصناعه بالصوره والصوت والمنطق لا غير - أنا باحث في التاريخ و الاديان و الكائنات الفضايه
اذا كنت ديني عقائدي متطرف الفكر لا تقرأ المقال لأنه عكس هواك

مذهب الدوسيتية الغنوصى و "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه

مذهب الدوسيتية الغنوصى وعلاقته باعتقاد الاسلام بعدم صلب المسيح

وما قتلوه وما صلبوه لكن شُبِّهَ لهم
ومذهب الدوسيتية Docetism الغنوصى

مقدمة لابد منها :
احب ان انوه من البداية ان دراستى لا تدخل فى الصراع المسيحى الاسلامى حول قضية صلب المسيح ,
لقد مات المسح وصلب .. هكذا يقول المسيحى
لم يقتل المسيح ولم يصلب وانما شبه لهم .. هكذا يقول المسلم
وانما هدفى البحث عن اصل الاعتقاد الاسلامى وموقفه الرافض لصلب المسيح
وهل الاسلام هو الوحيد الذى قال بذلك ؟
واذا قال بذلك من سبق الاسلام بمئات السنين , فاليس من العقل والمنطق ان نزعم ان هذه الفكرة الاسلامية مقتبسة ومنقحة ومن صناعة بشرية ؟
أم سيتجاهل اخواننا المسلمين العقل والمنطق والتاريخ والمراجع التى دون فيها ذلك من قبل ظهور الاسلام ويظلوا يتمسكون باعتقادهم ان الله اوحى لمحمد هذه العقيدة ؟

آمن المسيحيون أن يسوع المسيح لم يكن مجرد إنسان فقط ، وانما هو الإله المتجسد الذي من فرط حبه للبشر أراد أن يخلصهم من الخطيئة " لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " فقرر أن يتجسد وان يصير إنسانا يشاركهم فى بشريتهم حتى يستطيع أن يتمم خلاصهم وفداءهم عن طريق الموت بدلا منهم ، وبموته يمنحهم الحياة.لكن هذه المنحة العظيمة لن ينتفع بها سوى من يؤمن بذلك ، وأن يؤمن أن المسيح هو الله المتجسد الذي جاء الى أرضنا فى اتضاع ومات فداءا لنا وبدلا عنا. وان يؤمن انه مات على الصليب ، حيث تجرع العذاب والآلام التى لم يقوى جسده على احتمالها.
ومنذ القرن الاول الميلادى كان هناك الاعتقاد بان بدون صلب المسيح وقيامته من الموت فلا معنى للمسيحية وباطلة محاولات تلاميذه ورسله فى التبشير بين الامم والشعوب , وهذا ما أكد عليه كاتب الرسالة الى كورنثوس – سواء كان كاتبها بولس او غيره -

فيقول فى رسالة كورنثوس الاولى 15
12 و لكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات
13 فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام
14 و ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم
15 و نوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح و هو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون
16 لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام
17 و ان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم

فمن الواضح أن العلاقة بين ألوهية المسيح وموته الكفارى على الصليب ، علاقة لا يمكن الفصل بينها فى العقيدة المسيحية. لذلك فمنذ القرن الأول المسيحى ، اعتبرت الكنيسة كل من يخالف هذه العقيدة من المارقين والضالين وأطلقت عليهم اسم الهراطقة ، الذين يعادون المسيحية ، بل يعادون الله نفسه ، ووصفتهم بأعداء المسيح Anti-Christs.

ومن بين الذين آمنوا بالمسيحية مفكرين أحبوها ووجدوا فيها ضالتهم ، لكن لم يقدروا على التوفيق بين عقائدها وبين العقل أو الفلسفة اليونانية. ومنهم من كان متأثرا بالفلسفات والأديان الغنوصية التى كانت منتشرة فى كافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية فى منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.فقاموا بمحاولات لصياغة العقائد المسيحية صياغة تتفق وأفكار تلك الفلسفات والأديان.
فمنهم من أنكر لاهوت (ألوهية) المسيح ، أى قال أن المسيح ليس إلا إنسان عظيم بل ومن اعظم الأنبياء ، ومنهم من أنكر ناسوته (إنسانيته) ، ومنهم من فصل بين المسيح الإله وبين المسيح الإنسان كشخصين مختلفين ، ومنهم من قال إن ابن الله حلَّ بروحه على الإنسان يسوع وتخلى عنه عند الصلب ، ومنهم من رفض فكرة الله الواحد ذو الشخوص المتعددة (الاقانيم) – عقيدة التثليث، ومنهم من أنكر لاهوت الروح القدس … الخ. وأمام هذه الموجات التى لا تنتهي من الأفكار والتفسيرات ، اعتبرت الكنيسة – خاصة بعد مجمع نيقية سنة 325 - كل أصحاب تلك الأفكار من الخارجين عليها ، واعتبرت أفكارهم من البدع والهرطقات والتجديف والكفر.
وفى اواخر القرن السادس ظهر الاسلام وكتب الخلود لبعض افكار هؤلاء المفكريين والصوفيين – الهراطقة والكفار من وجهة نظر الكنيسة الرسمية – خاصة القول بان المسيح لم يقتل ولم يصلب وانما شبه للناس ذلك .
ويرى المسلمون ان هذا القول هو قول رب العالمين الذى اوحاه الى عبده ورسوله سيد الخلق اجمعين والذى لا ينطق عن الهوى الا هو وحى يوحى .
ولهم ان يقولوا ما يريدوا ان يقولوا , لكن هناك فرق بين المزاعم الدينية وبين ما يمكن التحقق منه بالتاريخ والاثار الفكرية التى لا يمكن الشك فى اصولها
ومن خلال هذا البحث نحاول ان نبرهن ان هذه الفكرة الاسلامية لم تأت من عالم آخر او من وحى الهى مزعوم , وانما ما قاله الاسلام ما هو الا تكرار واقتباس بعد تنقيح لعقيدة كثير من الحركات الدينية التى انشقت عن المسيحية وخاصة فرقة الدوسيتية Docetism .
فلقد قالت هذه الفرقة ان المسيح لم يصلب فعليا وانما كان يبدو لمن ينظر اليه حينئذ انه كان يصلب , تماما كما جاء الاسلام وزعم ان الله اوحى هذه الفكرة الموجودة بسورة النساء 157
وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن
وما قتلوه يقينا
لكن الباحث المطلع على تاريخ وفكر هذه الفرقة لا يرى فى هذه الايات القرآنية الا اعادة صياغة لفكرة سبقت الاسلام بمئات السنين , وليس فى الامر وحى ولا علم للغيب , وانما اقتباس وتغليب لوجهة نظر على وجهات نظر اخرى وعملية انتقائية .

ومعظم هذه الأفكار تندرج تحت حركات دينية كبيرة ترجع إلي ما قبل المسيحية يطلق عليها الغنوصية Gnosticism .
وحتى نفهم أفكار هؤلاء الذين أطلقت عليهم الكنيسة اسم الهراطقة heretics ،وعلاقة أفكارهم بالفكر الديني الشرقى (اليهودية والمسيحية والإسلام)، يجب الإلمام بالغنوصية.ولتحقيق ذلك رأيت أن أترجم للقارئ المقال الجيد عن الغنوصية Gnosticism الذي جاء بالموسوعة الإلكترونية Microsoft Encarta Encyclopedia 2000
واطلب من قارئى التحلى بالصبر فى الاطلاع على ما اوردته من افكار من مراجع متعددة قد تبدو بعيدة عن موضوع البحث , لكن فى النهاية سيتأكد القارئ انى لم اخرج عن الموضوع

واليك ترجمتى لهذا المقال ثم يعقبها النص الاصلى بلغته الانجليزية

الغنوصية

"1-مقدمة

الغنوصية حركة دينية باطنية(سرية) انتشرت فى القرنين الثاني والثالث الميلادي وكانت تمثل خطرا كبيرا على المسيحية التقليدية.ومعظم الفرق الغنوصية أقرت الأيمان بالمسيحية ، لكن انحرفت معتقداتهم بشدة عن تيار المعتقدات الكنسية السائدة لغالبية المسيحيين فى تاريخ الكنيسة المبكر.إن كلمة غنوصية مشتق من الكلمة اليونانية gnosis وتعنى "المعرفة الموحى بها" .ومن وجهة نظر معتنقيها فان الغنوصية تهب المؤمنين بها معرفة خفية لعالم الألوهية.فان ومضات إلهية قد سقطت من هذا العالم الذي لا يدركه عقل إلي عالمنا المادي الغارق فى الشر وهذه الومضات الإلهية أصبحت سجينة الأجساد البشرية. وعندما يستيقظ العنصر الإلهي الكامن فى الإنسان ، بواسطة المعرفة ، فان هذا العنصر الإلهي يمكنه أن يرجع إلي موطنه اللائق به فى المملكة الروحية التى لا يدركها عقل.

2-منابع الغنوسية

إن النصوص الغنوصية لا تكشف لنا شيئا عن تاريخ فرقها المتعددة ولا عن تاريخ حياة معلميها البارزين.وبالتالي فان تاريخ هذه الحركة يمكن الاستدلال عليه من التراث المكتوب ومن الكتابات التى كانت موجهه ضد الغنوصية.والسؤال :هل نشأت الغنوصية كمذهب منفصل لا علاقة له بالمسيحية؟هذا السؤال لم يجد إجابة قاطعة حتى الآن ، لكن من المؤكد أن الفرق الغنوصية الوثنية كان لها وجود قبل ذلك. من المحتمل أن الأساطير الغنوصية قد نشأت عن التأملات اليهودية الطائفية التى كان مركزها سوريا وفلسطين فى أواخر القرن الأول الميلادى ، تلك التأملات التى بدورها كانت متأثرة بالأديان الثنوية الفارسية خاصة الزردشتية. وفى القرن الثاني قام المعلمون المسيحيون الغنوصيون بالتأليف بين هذه الأساطير وبين التأملات الأفلاطونية الميتافيزيقية وبين بعض البدع المسيحية.ويعد (فالينتينوسValentinus) وتلميذه (بتوليمايوس Ptolemaeus )من أبرز الغنوصيين المسيحيين الذين كان لهما كبير الأثر على الكنيسة الرومانية فى القرن الثاني. وبينما كان ينخرط الغنوصيون المسيحيون فى الجماعة المسيحية الكبيرة ، كانوا يجتمعون فى جماعات صغيرة لممارسة تعاليمهم وطقوسهم السرية.

فى أثناء القرن الثاني ظهر تيار آخر للغنوصية فى شرق سوريا أكد على تفسير تعاليم المسيح على أساس من الزهد. وفى أواخر هذا القرن ظهرت الغنوصية فى مصر واعقبها ظهور الرهبانية التى يمكن إرجاعها لتأثير الفرق السريانية الزاهدة.

3-أساطير الغنوصية

صاغ الغنوصيون أساطير مركبة لكي يقدموا تفسيرا لاصل العالم المادي. فمن الإله البدئى(الأزلي) الذي لا يمكن إدراكه ولدت مجموعة من الآلهة الصغيرة عن طريق انبثاقها منه . وإحدى تلك الآلهة وكان اسمها (صوفيا Sophia )استبدت بها الرغبة (حبلت بهذه الرغبة) فى معرفة الكائن الأعظم (Supreme Being) الذي لا يمكن إدراكه ، وكان نتيجة تلك الرغبة الغير مشروعة أن ولد اله شرير مشوه ، وهو الذي خلق هذا العالم المادي.أما عن الومضات الإلهية التى استقرت فى الإنسان فإنها سقطت إلى هذا العالم أو أن الإله الأعظم أرسلها حتى يخلص الإنسانية.وقال الغنوصيون ان الإله الشرير هو نفسه إله العهد القديم ، وان العهد القديم ما هو إلا سجل لمحاولات ذلك الإله فى الحفاظ على الإنسانية غارقة فى الجهل وفى العالم المادي ، وعقابه لمحاولات الإنسان فى الحصول على المعرفة. وفهم الغنوصيون طرد آدم وحواء من الفردوس وحادثة الطوفان ودمار مدينتي سدوم وعمورة على هذا الأساس.

4-الغنوصية والمسيحية

بالرغم من أن الغنوصيون اعتبروا أنفسهم من المسيحيين إلا أن بعض فرقهم لم تأخذ من المسيحية إلا القليل كما هو واضح فى نصوصهم الغنوصية. ورفض الغنوصيون المسيحيون الإيمان بان اله العهد الجديد ، أبو يسوع ، هو نفسه اله العهد القديم ، كما انهم قاموا بتفسير غير تقليدي (يخالف تفسير الكنيسة التقليدية) لرسالة المسيح وخدمته. ولقد كتب الغنوصيون أناجيل أبوكريفية(مشكوك فى صحتها) مثل إنجيل توما وانجيل مريم ليقيموا الدليل على ما زعموه من أن يسوع المُقام أخبر تلاميذه عن التفسير الغنوصى الحقيقي لتعاليمه ، وهذا التفسير يتلخص فى أن المسيح ، الروح الإلهي ، سكن فى جسد الإنسان يسوع ، وانه لم يمت على الصليب وانما صعد إلى المملكة السماوية(العالم الإلهي) التى جاء منها.وهكذا أنكر الغنوصيون الموت الكفارى والآلام الكفارية للمسيح وقيامة الجسد. كما أنكروا تفسيرات تقليدية وحرفية أخرى للأناجيل.

5-الطقوس

أنكرت بعض الفرق الغنوصية جميع الأسرار المقدسة المسيحية ،بينما أقرت فرق أخرى سر المعمودية والقربان المقدس وفسروهما كرمز لإيقاظ الغنوص(المعرفة الإلهية).وكانت تهدف بعض الطقوس الغنوصية الأخرى إلى تيسير ارتقاء وصعود العنصر الإلهي للنفس البشرية إلى المملكة الروحية.وكانوا يتلوا الترانيم والطلاسم السحرية لتساعدهم فى تحقيق رؤية الله .كما كانوا يتلوا طلاسم أخرى عند الموت لكي يحبطوا محاولات الشياطين الذين يريدوا أسر الروح الصاعدة ليسجنوها من جديد فى الجسد.ومن الطقوس الخاصة عند فرقة فاليتينوس ما يعرف بطقس (غرفة العُرس) حيث كانوا يحتفلون بعودة اتحاد الروح المفقودة بقرينها السماوي.

6-أخلاق الغنوصية

وتأرجحت التعاليم الأخلاقية للغنوصيين بين الزهد والتقشف من ناحية و المجون والفسق من ناحية أخرى.وتعليمهم القائل أن الجسد والعالم المادي شر أدى ببعض فرقهم إلى إنكار الزواج والإنجاب ، بينما قال غنوصيون آخرون انه طالما أن نفوسهم غريبة تماما عن هذا العالم فان ما يفعلونه فى هذا العالم ليس له أي أهمية(أى أباحوا لانفسهم أن يفعلوا أى شىء).وبصورة عامة فان الغنوصيين رفضوا وصايا العهد القديم الأخلاقية باعتبارها جزء من محاولات اله العهد القديم الشرير فى تضليل البشرية

7 -المصادر

كثير من معرفتنا الدقيقة للغنوصية يأتي من نصوص مسيحية معادية للغنوصية ترجع إلى القرنين الثاني والثالث.هذه النصوص تزودنا بالاقتباسات الكثيرة الوحيدة للنصوص الغنوصية الأصلية التى كتبت باليونانية.ومعظم النصوص الغنوصية المتبقية كتبت بالقبطية كترجمات عندما انتشرت الغنوصية فى مصر فى أواخر القرن الثانى وفى القرن الثالث.فى عام 1945 عثر فلاح مصرى بجوار مدينة نجع حمادى على اثني عشر مخطوطة تحتوى على اكثر من خمسين نص غنوصى قبطى.ولقد اتفق الرأي على أن تلك المخطوطات قد نسخت فى القرن الرابع فى أديرة المنطقة.ولا يستطيع أحد أن يجزم إن كان رهبان تلك الأديرة من الغنوصيين ، أو أن طبيعة تلك الكتابات التقشفية والزهدية كانت تستهويهم ، أو انهم قاموا بتجميع تلك الكتابات كدراسة فى الهرطقات.

8-التاريخ المتأخر للغنوصية

فى نهاية القرن الثالث بدأت تنكسر شوكة الغنوصية أمام معارضة واضطهاد الكنيسة التقليدية.وكرد فعل للهرطقة الغنوصية دعمت الكنيسة من تنظيماتها فوضعت سلطتها المركزية فى منصب الأسقف ، وهكذا بذلت قصارى جهدها فى قمع حركة الغنوصية التى افتقرت للتنظيم.علاوة على ذلك ، أمام تطور اللاهوت والفلسفة المسيحية ظهرت التعاليم الغنوصية الأسطورية الأولى بمظهر ساذج بسيط.وقام كل من اللاهوتيين المسيحيين وأفلوطين (Plotinus )-فيلسوف الأفلاطونية المحدثة فى القرن الثالث-بالهجوم على رأى الغنوصية القائم على أن العالم شر فى جوهره .كما أن المسيحيين دافعوا عن مطابقتهم لإله العهد الجديد باله اليهودية ، ودافعوا عن إيمانهم أن العهد الجديد هو المعرفة الحقيقية الوحيدة الموحى بها.وتطور كل من حركتي التصوف والنسك المسيحى أشبع بعض الدوافع التى كانت تؤدى إلى اعتناق الفكر الغنوصى ، لذلك تحول كثير من الغنوصيين إلى الإيمان الكنسي التقليدى.وفى نهاية القرن الثالث يبدو ان الغنوصية كحركة مستقلة بدأت فى الاختفاء لدرجة كبيرة.

9-بقاء الغنوصية

مازالت إحدى الفرق الغنوصية غير المسيحية ، فرقة المانديين Mandaeans ، باقية إلى الآن فى العراق وإيران ، لكن ليس من المؤكد أن هذه الفرقة بدأت كامتداد للغنوصية الأصلية.وبالرغم من أن الفرق الغنوصية القديمة لم يكتب لها البقاء ، إلا أن عناصر من نظرة الغنوصية للعالم كانت تعاود الظهور من آن لآخر فى أشكال متعددة ، فإنها ظهرت فى المانوية Manichaeism -تلك الديانة الثنوية القديمة ،وفى هرطقات مفكرى العصور الوسطى مثل (البيسينجيس Albigenses ) و (بوجوميلسBogomils ) و(بوليشيانزPaulicians ) ، وظهرت فى الفلسفة الصوفية اليهودية فى العصور الوسطى المعروفة بال (قاباله Kabbalah )، وفى التأملات الميتافيزيقية فى عصر النهضة المعروفة بعلم (الخيمياء Alchemy ) ، وظهرت فى القرن التاسع عشر فى حركة الثيوصـوفيّة (معرفة عن طريق «الكشف» الصوفي أو التأمّل الفلسفيّ) ، وظهرت فى القرن العشرين فى فلسفة الوجودية Existentialism والفلسفة العدمية Nihilism وفى كتابات عالم النفس السويسري (كارل يونج Carl Yung ). إن الغنوصية أثبتت متانة وديمومة جوهرها فى فكرتها أن الروح الداخلية القابعة فى الإنسان يجب أن تتحرر من العالم المادي الذي هو أصل الخداع والظلم والشر."

Gnosticism

I INTRODUCTION

Gnosticism, esoteric religious movement that flourished during the 2nd and 3rd centuries AD and presented a major challenge to orthodox Christianity. Most Gnostic sects professed Christianity, but their beliefs sharply diverged from those of the majority of Christians in the early Church. The term Gnosticism is derived from the Greek word gnosis (“revealed knowledge”). To its adherents, Gnosticism promised a secret knowledge of the divine realm. Sparks´-or-seeds of the Divine Being fell from this transcendent realm into the material universe, which is wholly evil, and were imprisoned in human bodies. Reawakened by knowledge, the divine element in humanity can return to its proper home in the transcendent spiritual realm.

II ORIGINS
Gnostic texts reveal nothing about the history of the various sects´-or-about the lives of their most prominent teachers. Consequently, the history of the movement must be inferred from the traditions reflected in the texts and from anti-Gnostic writings. The question of whether Gnosticism first developed as a distinct non-Christian doctrine has not been resolved, but pagan Gnostic sects did exist. Gnostic mythology may have been derived from Jewish sectarian speculation centred in Syria and Palestine during the late 1st century AD, which in turn was probably influenced by Persian dualistic religions, especially Zoroastrianism. By the 2nd century, Christian Gnostic teachers had synthesized this mythology with Platonic metaphysical speculation and with certain heretical Christian traditions. The most prominent Christian Gnostics were Valentinus and his disciple Ptolemaeus, who during the 2nd century were influential in the Roman Church. Christian Gnostics, while continuing to participate in the larger Christian community, apparently also gathered in small groups to follow their secret teachings and rituals.

During the 2nd century another strain of Gnosticism emerged in eastern Syria, stressing an ascetic interpretation of Jesus s teachings. Later in the century Gnosticism appeared in Egypt, and the emergence of monasticism there may be linked with the influence of the Syrian ascetic sects.

III MYTHOLOGY
To explain the origin of the material universe, the Gnostics developed a complicated mythology. From the original unknowable God, a series of lesser divinities was generated by emanation. The last of these, Sophia (“wisdom”), conceived a desire to know the unknowable Supreme Being. Out of this illegitimate desire was produced a deformed, evil god,´-or-demiurge, who created the universe. The divine sparks that dwell in humanity fell into this universe´-or-else were sent there by the supreme God in order to redeem humanity. The Gnostics identified the evil god with the God of the Old Testament, which they interpreted as an account of this god s efforts to keep humanity immersed in ignorance and the material world and to punish their attempts to acquire knowledge. It was in this light that they understood the expulsion of Adam and Eve from Paradise, the flood, and the destruction of Sodom and Gomorrah.

IV GNOSTICISM AND CHRISTIANITY
Although most Gnostics considered themselves Christians, some sects assimilated only minor Christian elements into a body of non-Christian Gnostic texts. The Christian Gnostics refused to identify the God of the New Testament, the father of Jesus, with the God of the Old Testament, and they developed an unorthodox interpretation of Jesus s ministry. The Gnostics wrote apocryphal Gospels (such as the Gospel of Thomas and the Gospel of Mary) to substantiate their claim that the risen Jesus told his disciples the true, Gnostic interpretation of his teachings: Christ, the divine spirit, inhabited the body of the man Jesus and did not die on the cross but ascended to the divine realm from which he had come. The Gnostics thus rejected the atoning suffering and death of Christ and the Resurrection of the body. They also rejected other literal and traditional interpretations of the Gospels.

V RITES
Some Gnostic sects rejected all sacraments-;- others observed baptism and the Eucharist, interpreting them as signs of the awakening of gnosis. Other Gnostic rites were intended to facilitate the ascent of the divine element of the human soul to the spiritual realm. Hymns and magic formulae were recited to help achieve a vision of God-;- other formulas were recited at death to ward off the demons who might capture the ascending spirit and imprison it again in a body. In the Valentinian sect a special rite, called the bridal chamber, celebrated the re-union- of the lost spirit with its heavenly counterpart.

VI ETHICS The ethical teachings of the Gnostics ranged from asceticism to libertinism. The doctrine that the body and the material world are evil led some sects to renounce even marriage and procreation. Other Gnostics held that because their souls were completely alien to this world, it did not matter what they did in it. Gnostics generally rejected the moral commandments of the Old Testament, regarding them as part of the evil god s effort to entrap humanity.

VII SOURCES Much scholarly knowledge of Gnosticism comes from anti-Gnostic Christian texts of the 2nd and 3rd centuries, which provide the only extensive quotations in the Greek of the original Gnostic texts. Most surviving Gnostic texts are in Coptic, into which they had been translated when Gnosticism spread to Egypt in the late 2nd and the 3rd centuries. In 1945 an Egyptian peasant found 12 codices containing more than 50 Coptic Gnostic writings near Naj Hammadi. It has been determined that these codices were copied in the 4th century in the monasteries of the region. It is not known whether the monks were Gnostics,´-or-were attracted by the ascetic nature of the writings,´-or-had assembled the writings as a study in heresy.

VIII LATER HISTORY By the 3rd century Gnosticism began to succumb to orthodox Christian opposition and persecution. Partly in reaction to the Gnostic heresy, the Church strengthened its organization by centralizing authority in the office of bishop, which made its effort to suppress the poorly organized Gnostics more effective. Furthermore, as orthodox Christian theology and philosophy developed, the primarily mythological Gnostic teachings began to seem bizarre and crude. Both Christian theologians and the 3rd-century Neoplatonist philosopher Plotinus attacked the Gnostic view that the material world is essentially evil. Christians defended their identification of the God of the New Testament with the God of Judaism and their belief that the New Testament is the only true revealed knowledge. The development of Christian mysticism and asceticism satisfied some of the impulses that had produced Gnosticism, and many Gnostics were -convert-ed to orthodox beliefs. By the end of the 3rd century Gnosticism as a distinct movement seems to have largely disappeared.

IX SURVIVALS One small non-Christian Gnostic sect, the Mandaeans, still exists in Iraq and Iran, although it is not certain that it began as part of the original Gnostic movement. Although the ancient sects did not survive, aspects of the Gnostic world view have periodically reappeared in many forms: the ancient dualistic religion called Manichaeism and the related medieval heresies of the Albigenses, Bogomils, and Paulicians-;- the medieval Jewish mystical philosophy known as Kabbalah-;- the metaphysical speculation surrounding the alchemy of the Renaissance-;- 19th-century theosophy-;- 20th-century existentialism and nihilism-;- and the writings of the 20th-century Swiss psychologist Carl Jung. The essence of Gnosticism has proved very durable: the view that the inner spirit of humanity must be liberated from a world that is basically deceptive, oppressive, and evil.


وجاء عن الغنوصية فى (الموسوعة الفلسفية) للدكتور عبد المنعم الحفنى:

"فلسفة صوفية ، واسم علم على المذاهب الباطنية ، غايتها معرفة الله بالحدس لا بالعقل ، وبالوجد لا بالاستدلال."


"وعرفت اليهودية الغنوصية ، وتجلت فيما عرف عند اليهود باسم (القبالة) ، وكانت القبالة اكبر غنوص عرفه تاريخ الأديان ، حيث كانت تنتشر بسرعة من فلسطين الىالإسكندرية ، وأختلطت بالفلسفة اليونانية عن طريق فيلون اليهودي الذي مهد لظهور

المسيحية ، وكان له أكبر الأثر فى يوحنا الإنجيلي.وكان المسيح نفسه ، وما أحيطت به قصته كما روتها الأناجيل ، غنوصيا ، واقتصر الغنوص فيها على المسيحية وحده ، فالاتحاد المعرفي والمادى كان بيد الله والمسيح وحده"


"وعرف العرب الغنوصية ، وتزندق منهم كثيرون وقالوا بالثنوية ، وكانت قبيلة كندة كلها من الزنادقة.ولعل أبا سفيان بن حرب هو اعتي الزنادقة العرب ، وكانت زندقته سر
عدائه الشديد للإسلام. . . ويذكر ابن النديم من الغنوصيين : الجعد بن درهم وابن طالوت ..وصالح بن عبد القدوس ..وبشار بن برد… وأبى العتاهية، وكلهم من

المتكلمين أو الشعراء أو الحكام ،ونفذت الغنوصية إلى غلاة الشيعة ، وكانت أساس الشيعة الامامية والإسماعيلية ، وكان ابن المقفع مزدكيا . . . ومع أن أبا مسلم الخرساني حارب الدعوات الغنوصية إلا أن هذه الدعوات استخدمت اسمه وادعت ان

الإله حل فيه . . .ونفذ الغنوص إلى فكر كثير من المفكرين الإسلاميين كالغزالى الذي قيل فيه انه باع الفقه بالتصوف . . . وكان الحلاج والسهروردى وعين القضاة الهمذانى وابن سبعين والتشترى ومحي الدين بن عربى من ضحايا الغنوص ، حتى
ادعى ابن عربى والشلمغانى حلول روح الله فيهما"

ص 296-298 دار ابن زيدون-مكتبة مدبولى طبعة أولى 1986


واهم النقاط التى تهمنا فى الغنوصية الآتي:-

1-الغنوصية تعنى المعرفة الإلهية ، وهى تطلق على أي مذهب باطني أو سرى ، ويعتمد منهجها على الوجدان والحدس وليس على العقل أو الاستدلال.

2-آمن الغنوصيون المسيحيون بوجود إلهين:إله الخير (إله العهد الجديد) وإله شرير(إله العهد القديم)

3-آمن الغنوصيون أن يسوع مجرد إنسان تقي أختاره ابن الله(المسيح) وتجسد فيه أو حلَّ به .ولان المسيح فى جوهره روح ، والروح منزه عن العالم المادي ، لذلك قالوا أن المسيح لم يصلب ولم يتعذب .

وبعد أن أخذنا صورة عامة عن الغنوصية ، آن الوقت لتركيز دراستنا حول النقطة المركزية التى من اجلها كتبت هذا البحث ، وهى أصل الاعتقاد الإسلامي بان المسيح لم يقتل ولم يصلب وانما شبه لهم ذلك حيث علم محمد اتباعه:

{وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله

وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم

وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن

وما قتلوه يقينا} النساء 157

ومن المعروف تاريخيا أن الفكر الغنوصى كان منتشرا –منذ القرن الثانى الميلادى- فى كافة الأنحاء بما فيها ارض العرب .تلك الأرض التى نشأ فيها نبى الإسلام وتأثر بما كان فيها من عقائد ومذاهب دينية متباينة.فاخذ منها ما يتناسب ودعوته .

هنا نجد محمد يؤكد أن المسيح لم يقتل ولم يصلب ، وانهم { ما قتلوه يقينا} ، وهذا صدى لما قال به الغنوصيون المسيحيون بوجه عام منذ القرن الثانى الميلادى.وإن شئنا الدقة ، فهذا ما قالته فرقة الدوسيتية Docetism لفظا ومعنى.
فوجد محمد فى فكر هذه الفرقة المسيحية ما يتفق ودعوته للتوحيد ، فقال بما قالت هذه الفرقة واعتبر كل ما خالف ذلك من الضلال والزيغان عن الحق.
فماذا قالت الدوسيتية التى تبنى محمد رأيها فى قضية موت وصلب المسيح؟
وكل ما يمكن أن أقدمه لاثبات ذلك هو تقديم حقائق تاريخية ثابتة مصدرها مراجع تنقل وتلخص ما جاء بالوثائق والمخطوطات القديمة التى اكتشفها الباحثون وحققوها.
ولنسمع ما قالوه عن الدوسيتية.

فى دائرة المعارف البريطانية 2001 وتحت مادة : الدوسيتية Docetism
ترجمة لمقتطفات تخص بحثا , ثم النص الاانجليزى كاملا
الدوسيتية : هرطقة ( بدعة ) مسيحية وهى من احدى المذاهب المسيحية المبكرة ,
تزعم ان المسيح لم يكن له جسد حقيقى او طبيعى اثناء حياته على الارض وانما كان له جسدا وهميا ( ظاهريا )...
واعتقد الدوسيتيون ان كل اعمال المسيح وآلام حياته بما فيها الصلب كانت مجرد تهيؤات

(from Greek dokein, "to seem"), Christian heresy and one of the earliest Christian sectarian doctrines, affirming that Christ did not have a real´-or-natural body during his life on earth but only an apparent´-or-phantom one. Though its incipient forms are alluded to in the New Testament, such as in the Letters of John (e.g., 1 John 4:1-3-;- 2 John 7), Docetism became more fully developed as an important doctrinal position of Gnosticism, a religious dualist system of belief arising in the 2nd century AD which held that matter was evil and the spirit good and claimed that salvation was attained only through esoteric knowledge,´-or-gnosis. The heresy developed from speculations about the imperfection´-or-essential impurity of matter. More thoroughgoing Docetists asserted that Christ was born without any participation of matter and that all the acts and sufferings of his life, including the Crucifixion, were mere appearances. They consequently denied Christ s Resurrection and Ascension into heaven. Milder Docetists attributed to Christ an ethereal and heavenly body but disagreed on the degree to which it shared the real actions and sufferings of Christ. Docetism was attacked by all opponents of Gnosticism, especially by Bishop Ignatius of Antioch in the 2nd century. __

وجاء فى قاموس الميراث الأمريكي American Heritage Dictionaryعن هذا المذهب:



Do•ce•tism n. An opinion especially associated with the Gnostics that Jesus had no human body and only appeared to have died on the cross. [Probably from Late Greek Doktai, espousers of Docetism, from Greek dokein, to seem. See dek- below.] --Do•ce“tist n.

الترجمة:

الدوسيتية

رأى ارتبط على وجه الخصوص بالغنوصيين ، أن يسوع لم يكن له جسم بشرى وانه كان يبدو-فى الظاهر- انه مات على الصليب.وأصل هذه الكلمة يحتمل انه من الكلمة اليونانية المتأخرة Doktai وتعنى:الدوسيتيين(المؤيدين للدوسيتية) ، وهى مشتقة من الكلمة اليونانية dokein وتعنى:يظهر أو يبدو

وجاء فى موسوعة انكارتا الإلكترونية Microsoft® Encarta® Encyclopedia 2000 :

ترجمتى للمقال:
الدوسيتية

هى إحدى الهرطقات (البدع) المسيحية المبكرة التى أكدت على أن يسوع المسيح كان له جسد (ناسوت) ظاهر فقط

(أي لا وجود حقيقي له). وهذه العقيدة تعددت صورها. فإحداها أنكرت بشرية المسيح ، وغيرها وافقت على تجسده ، لكن أنكرت آلامه وقالت انه اقنع أحد اتباعه-يهوذا الاسخريوطى أو سمعان القيروانى-بان يصلب بدلا منه على الصليب.وأخرى نسبت للمسيح ناسوت سماوي منزه عن التعرض للمعاناة البشرية.

إن إنكار حقيقة المسيح الناسوتية (الجسدية) نبع من الثنوية ،وهى العقيدة الفلسفية التى كانت تنظر للمادة باعتبارها شر. وباعتناق الدوسيتيين لهذه الفكرة ، انتهوا إلى أن الله لا يمكن أن يرتبط بالمادة بأي صورة من الصور. ولم يقبلوا التفسير الحرفي لما جاء فى إنجيل يوحنا 1:14 " والكلمة صار جسدا"

وبالرغم من أن العهد الجديد قد أشار إلى فرقة الدوسيتية، فان عقائدها لم تتبلور وتكتمل حتى القرنين الثانى والثالث. ولقد واجهت معارضة قوية من الكتاب المسيحيين الأوائل بدءا من اغناطيوس الانطاكى وايرانيوس فى القرن الثانى. ولقد أُدينت الدوسيتية رسميا فى مجمع خلقدونية سنة 451 "

النص الاصلى
Docetism,

an early Christian heresy affirming that Jesus Christ had only an apparent body. The doctrine took various forms: Some proponents flatly denied any true humanity in Christ-;- some admitted his incarnation but not his sufferings, suggesting that he persuaded one of his followers—possibly Judas Iscariot´-or-Simon of Cyrene—to take his place on the cross-;- others ascribed to him a celestial body that was incapable of experiencing human miseries.

This denial of the human reality of Christ stemmed from dualism, a philosophical doctrine that viewed matter as evil. The docetists, acknowledging that doctrine, concluded that God could not be associated with matter. They could not accept a literal interpretation of John 1:14 that the “Word became flesh”.

Although Docetism is alluded to in the New Testament, it was not fully developed until the 2nd and 3rd centuries, when it found an ally in Gnosticism. It occasioned vigorous opposition by early Christian writers, beginning with Ignatius of Antioch and Irenaeus early in the 2nd century. Docetism was officially condemned at the Council of Chalcedon in 451”

وجاء فى (موسوعة الألف الأولى من المسيحية) الإلكترونية

(Encyclopedia of the First Millennium of Christianity)

ترجمتى:
الدوسيتية
هي إحدى الهرطقات التى تدور حول شخصية يسوع المسيح.والكلمة مشتقة من الكلمة اليونانية dokeo وتعنى (يبدو) او (يظهر) .وبحسب فرقة الدوسيتية فان ابن الله الأبدي لم يصير إنسانا بالفعل كما انه لم يتألم على الصليب ، كل ما هنالك هو انه كان يظهر انه يفعل ذلك.نشأت هذه الهرطقة فى بيئة هيلينية(يونانية) مؤسسة على عقيدة ثنوية ترى أن العالم المادى إما عالم غير حقيقي أو انه شرير فى جوهره.وكانت توجد نزعات اعتبرت المسيح روحا صرفا بإنكارها لناسوته(جسدانيته) ، هذه النزعات ترجع لزمن العهد الجديد.فان رسائل يوحنا عالجت هذه المشكلة عدة مرات(1 يوحنا 4 :2-3 ، 2 يوحنا 1 : 7).وقد ساهم فى انتشار التعاليم الدوسيتية المؤيدين للغنوصية فى القرن الثانى ، لكن آباء الكنيسة فى القرن الثانى ، خاصة ، أغناطيوس الانطيقىIgnatius of Antioch وايرانيوسIrenaeus ، قاموا بمحاربتهم .
وكان دفاع الآباء عن التجسد الحقيقي لابن الله يستند على تعاليم العهد الجديد فى عقيدة الخلق التى بموجبها العالم المادى ليس وهما ولا هو شرا وانما خير فى جوهره."

النص الاصلى:
Docetism



Docetism is a heresy concerning the person of Jesus Christ. The word is derived from the Greek dokeo, meaning "to seem"´-or-"to appear." According to Docetism, the eternal Son of God did not really become human´-or-suffer on the cross-;- he only appeared to do so. The heresy arose in a Hellenistic milieu and was based on a Dualism which held that the material world is either unreal´-or-positively evil. Tendencies to spiritualize Christ by denying his real humanity were already present in New Testament times. The Johannine Epistles addressed the problem several times (1 John 4:2-3-;- 2 John 7). Docetic teachings were also advanced by the 2d-century proponents of Gnosticism and were combatted by the 2d-century church fathers, especially by Ignatius of Antioch and Irenaeus. The fathers based their defense of the true Incarnation of the Son of God on the Old Testament doctrine of creation, according to which the material world is neither unreal nor evil but basically good.


وجاء فى موسوعة انكارتا تحت مقالChristology (علم المسيحيات)

من زمن اغناطيوس الانطاقى Ignatius of Antioch فى القرن الثانى وحتى زمن مجمع خلقدونية عام 451 والمفكرين المسيحيين فى صراع مع القضايا المنطقية التى قدمت للعقلية اليونانية عن طريق التفكير المسيحي فى العهد الجديد: لو أن (الابن) هو نفسه (الله) وفى نفس الوقت هو شخص غير (الأب )، فكيف يكون الله واحد؟ لو أن المسيح كائن إلهي ، فكيف يكون أيضا كائن بشرى؟ ولقد قال معتنقي المذهب الدوسيتى فى القرن الثانى(كلمة dokein اليونانية تعنى :يبدو او يظهر) أن بشرية المسيح كانت ظاهرية وليست حقيقية لانه فى الفكر اليوناني الألوهية غير قابلة للتغير أو الألم.ونتيجة لذلك أضاف (المسيحيون)لقانون الإيمان هذه الكلمات :"ومن مريم العذراء ولد" ليؤكدوا على بشرية يسوع"

From Ignatius of Antioch, in the 2nd century, through to the Council of Chalcedon in 451, Christian thinkers wrestled with the logical problems presented to the Greek mind by the christological thinking of the New Testament: if the Son is God, yet distinct from the Father, how can God be called “one”? If Jesus is divine, how can he also be human? The 2nd-century Docetists (Greek, dokein,”to seem”) maintained that the humanity of Jesus was apparent rather than real, for in Greek thought the deity was held incapable of change´-or-suffering. Against them, Ignatius insisted on the reality of Jesus flesh. The outcome was the addition to the creed of the words “born of the Virgin Mary” to safeguard Jesus humanity.

وجاء فى موسوعة انكرتا تحت مقال إنجيل يوحنا Gospel of Jhon:
كتب مؤلف إنجيل يوحنا مؤلفه للكنيسة المبكرة فى وقت كانت منتشرة فيه معتقدات الديانات السرية والغنوصية جنبا إلى جنب مع تعاليم المسيحية. ويبدو انه أراد بإنجيله أن يكون تفسير لاهوتي لشخص ورسالة يسوع.فقدم إنجيله بمصطلحات تتفق مع النزعة الفلسفية لعصره وبصياغة قد يفهمها كلا من مسيحيي الكنيسة فى الأجيال التالية والأمم الهيلينية اكثر من معاصريه.ومن الواضح أن هدف المؤلف الرئيسي كان ينصب على مواجهة تعليم غنوصى دوسيتى يقول أن المسيح كان كائن إلهي ظهر فى شكل بشرى لكنه كان غير قابل للألم أو الموت.إن الهدف الرئيسي لهذا الإنجيل كشفت عنه الآيات 31-20:30

The author of John wrote when the beliefs of mystery cults and Gnosticism were circulating in the early Church along with the first doctrines of Christianity. He seems to have intended his Gospel to be primarily a theological interpretation of Jesus’ person and mission. He presented his message in terms related to the philosophical trends of his time, in a form perhaps more understandable both to Christians of the later Church and to Hellenistic Gentiles than to his contemporaries. The author’s main purpose apparently was to counteract a teaching of Docetic Gnosticism that Christ was a divine being who appeared in human form but was incapable of mortal feeling´-or-of dying. The express purpose of the Gospel is revealed in 20:30-31.

أما بعد :
وبعد هذه الجولة نلخص هذه النتائج:

1-الدوسيتيةDocetism من فعل يوناني يعنى (يظهر أ و يبدو) ، فهى تعنى "الظاهرية" أي المذهب القائل أن يسوع كان له جسد ظاهري(وهمي) وليس جسدا حقيقيا وان الذين قتلوه وصلبوه لم يقتلوه ولم يصلبوه لانهم كانوا واهمين (شبه لهم) وانهم لم يقتلوه حقيقة (وما قتلوه يقينا)



2-الدوسيتيون الغنوصيون هم أول من قالوا أن المسيح لم يقتل أو يصلب وإنما شُبِّه لاعدائه من اليهود والرومان انهم صلبوه وقتلوه ، وذلك لانهم أنكروا مجيء الله فى الجسد ، أى أنكروا أن يكون يسوع هو الله أو ابن الله.وهذه الفكرة ترجع الى القرن الأول المسيحى بدليل ان الكتابات التى تنسب ليوحنا تلميذ المسيح تتعرض لهذه القضية فنقرأ فى إنجيل يوحنا

{واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة

باسمه} يوحنا 20:31

فهو يؤكد على أن يسوع(الإنسان) هو المسيح ابن الله ، بعكس ما كان يزعم الدوسيتيين الغنوصيين أن يسوع الإنسان غير المسيح ابن الله.كما جاء فى رسائل يوحنا ما يحارب هذا التعليم صراحة فنقرأ فى رسالة يوحنا الأولى 4:1

{أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لان أنبياء كذبة كثيرين

قد خرجوا الى العالم. بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في

الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من

الله.وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم. }

وجاء فى رسالته الثانية الآية السابعة:

{ لانه قد دخل الى العالم مضلّون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد.

هذا هو المضلّ والضد للمسيح. }.

وكما حارب يوحنا هذا التعليم الدوسيتى ، حاربه أيضا آباء القرن الثانى والثالث مثل أغناطيوس الانطيقى وايرانيوس وغيرهما.

وهكذا يتضح أن هذا التعليم قديم قدم المسيحية ، وان المسيحية حاربته فى نصوصها المقدسة(مثل كتابات يوحنا) وفى كتابات الآباء الأوائل نظرا لمخالفته للعقيدة المسيحية الرسمية ، ونظرا لانتشاره الكبير فى شتى البقاع.



فلما جاء محمد كتب لهذه البدعة المسيحية الخلود بتبنيه لها كجزء أساسي من العقيدة الإسلامية. فقد وجد فيها ما يتفق ودعوته التوحيدية .فهو كان يرى أن المسيح ما هو إلا مجرد نبي عظيم زوده الله بالمعجزات الخارقات لتكون دليلا على نبوته .أما أن يكون هو الله المتجسد ، فهذا ما رفضه محمد رفضا قاطعا لما يتنافى ذلك مع صورته لله الواحد الأحد الذي لم يولد ولم يلد ولم يكن له كفؤ أحد .فلِمَا لا يأخذ هذه الفكرة خاصة أن القائلين بها هم فى النهاية ينسبوا أنفسهم للمسيحية وان اختلفوا مع المسيحية الرسمية ، فلخصها بإيجاز دقيق فى سورة النساء 157

{وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله

وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم

وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن

وما قتلوه يقينا}

ولو طلبنا من أحد الدوسيتيين أن يلخص فكرته عن هذه القضية ، لقال تماما ما قاله محمد فى هذه الآيات.

واختم بما قاله الفيلسوف برتراند رسلBertrand Russell عند عرضه للفكر الفلسفي الغنوصى فى القرون الأربعة الأولى للمسيحية:

"استمر ت الغنوصية والمانوية فى الازدهار حتى اعتنقت الحكومة(الرومانية الوثنية) المسيحية. بعد ذلك اضطر الغنوصيون والمانويون لاخفاء معتقداتهم ،
لكن عقائدهم السرية ظلت لها تأثير .وان إحدى عقائد إحدى الفرق الغنوصية قد تبناها محمد.
تقول هذه الفرقة أن يسوع لم يكن سوى مجرد بشر ، وان ابن الله نزل عليه (حلَّ به) فى المعمودية وفارقه فى وقت الآلام. وقاموا بتدعيم رأيهم بالاستناد على نص
" إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (إنجيل مرقص 15:34 )
هذا النص الذى يجب على المسيحيين الاعتراف بصعوبته.
لقد رأى الغنوصيون انه لا يليق بابن الله أن يولد ،أو أن يصير طفلا ،واهم من ذلك انه لا يليق به ان يموت على الصليب.
وقالوا إن كل هذه الأمور قد حدثت بالفعل للإنسان يسوع ، وبرئ منها ابن الله ذو الجوهر الإلهي.
على الجانب الآخر ، فان محمد ، الذى عرف يسوع (عيسى) كنبي وليس كإله ، كان يميل بشدة للاعتقاد انه لا ينبغي لحياة الأنبياء أن
تنتهي نهاية بشعة.
ولذلك يبدوا انه اعتنق رأى الدوسيتيين DOCETICS وهم من الفرق الغنوصية ، كانوا يروا أن الذى رآه اليهود والرومان معلقا على الصليب كان مجرد طيف (phantom) وهذا الطيف هو الذى كانوا يعذبونه بلا جدوى. وهكذا فان بعض العقائد

الغنوصية قد انتقلت الى العقائد الإسلامية."

(A History of Western Philosophy. Bertrand Russell.p345 , London , George Allen and Unwin LTD)

وختاما
لم يكن هدفى اثبات او دحض للعقائد المسيحية او الاسلامية فى موضوع صلب المسيح , فهذا موضوع آخر , وكل ما كنت اهدف اليه هو وضع هذا الاعتقاد فى سياقه التاريخى بالاستناد على مراجع وكتابات قديمة ذكرت امر هذه القضية
واتمنى ان اكون وفقت فى اثبات ان " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " فكرة دوسيتية غنوصية قديمة لا ينكرها الا مكابر , وان هذه الفكرة كتب لها الخلود والديمومة عندما وافق عليها الاسلام ونقلها فى القرآن على انها من وحى رب العالمين , بينما هى من وحى مفكرين ومتصوفة ماتوا قبل الاسلام بمئات السنين لكن فكرتهم لم


تعليقات وردود واراء


فانطقتنى ما لم اقله , لم اقل ابدا ان قتل المسيح حقيقة , ولم اقل ان فرقة الدوسيتية فرقة ضالة , وانما ذكرت بكل وضوح ان هذا هو رأى الكنيسة التى رأت منذ الرسائل المنسوبة ليوحنا فى القرن الاول ان من قال بذلك مهرطقين , يبدو انك قرأت دراستى بدون تركيز , والتمس لك العذر فجللا من لا يسهو .
وتناقضك واضح فى انك تعترف لى انى ذكرت من البداية ان هدفى ليس فى الجدل المسيحى الاسلامى حول قضية صلب المسيح وانما هدفى كما اوضحته بالدراسة هو تتبع هذه القضية تاريخيا , وذكرت من الادلة والبراهين ما يكفى لاثبات ان فكرة عدم قتل المسيح وصلبه وانه شبه للناس والتبس عليهم - هذه الفكرة ظهرت منذ القرن الاول عند من اعتبرتهم الكنيسة هراطقة , فهذه الفكرة تسبق الاسلام باكثر من 500 عام ولم تكن جديدة , اذن عندما جاء الاسلام وقال بنفس الشئ فانما ما قاله ما هو الا اعادة قراءة او تكرار او اقتباس - سمه ما شئت من الفاظ -
اذن هذه الفكرة عندما نؤرخ لها علميا نقول :
قال بذلك الدوسيتيون فى القرن الاول
وقال بذلك الاسلام فى القرن السابع
فهل تجاوزت الحقيقة التاريخية ؟


كان تشابه رأى الدوسيتية وراى الاسلام فى قضية عدم الصلب من وجهة نظرك يرجع الى احتمالية ان الدوسيتية على حق فانك تقول :

لا ندري لعل الغنوصيه على حق ( بتحفظ طبعا ) وجاء الإسلام ليأكد هذه الحقيقه ......

فانه لا مانع عندك ان تكون الدوسيتية على حق طالما توافق معتقداتك بالرغم من عقائدها الغنوصية التى لا اعتقد ان لا الاسلام ولا المسيحية الرسمية توافق عليها
انت نفسك لا تدرى ما سبب تشابه الفكرة عند الاثنين , ولانك مؤمن بالاسلام لا ترى مانع ان تكون الدوسيتية على حق .
هذا من حقك بصفتك مسلم لا تقدر ان تكذب القرآن
اما انا فهذا غير ملزم لى , وانما ما يلزمنى التاريخ الذى يسجل ان هؤلاء الغنوصيون هم اول من قال بذلك
فاذا وجدت الاسلام بعد خمسة قرون يقول بنفس الشئ فالعقل والمنطق يلزماننى ان صاحب الفكرة ليس الاسلام .

تقول :

" واذا ثبت أن الكثير من المعتقدات الكتابية - يهودية ومسيحية- لها سوابق وأشباه قبلها بقرون أفلا يكون من المنطق حينئذ أن نزعم أنكم اقتبستم ديانتكم عن السابقين "

اوافقك تماما انه لو وجدت معتقدات عند الثقافات والاديان القديمة لها سوابق وأشباه فى المعتقدات الكتابية , فمن العقل والمنطق والصدق مع الذات ان نسمى الاشياء باسمها الصحيح ونقول انها اقتبست او تأثرت بها .

فهل توافقنى بذلك وتطبق نفس المبدأ على الاسلام ؟

واضرب لك مثلا :

قالت الاسطورة البابلية ان الملك سرجون العظيم الذى عاش حوالى اكثر من الفين عام قبل الميلاد ان امه عندما ولدته وضعته فى سلة وطلتها بالقار والقتها بالنهر واخذت السلة تطفو وتعوم على الماء حتى انتشله شخص وقام بتربيته وصار فيما بعد من الشخصيات العظيمة

وبعد مئات السنين نجد هذه الاسطورة تتكرر بمنمنماتها وتفاصيلها فى التوراة فى شخص موسى
فماذا يلزمنا العقل والمنطق ان نقول؟
لابد ان نقول ان هذه القصة التوراتية ما هى الا اقتباس من الاسطورة البابلية بعد تعديلات طفيفة لجعلها تنطبق على موسى
وماذا يجب ان نقول ايضا عندما توافق المسيحية والاسلام على نفس القصة التوراتية ؟ اترك لك الاجابة

وتقول :

وهل تقتصر في تطبيق هذا المنهج العلمي على الاسلام فقط أم على المسيحية والكتاب المقدس أيضا
وألا تجد في الكثير من العقائد والروايات الكتابية أشباها وسوابق في ديانات قديمة أخرى

وضح لك اننا نستخدم المنهج العلمى ولا نكيل بميكيالين , لان من يخدع فانما يخدع نفسه

اعتقادك انى اطبق المنهج العلمى على الاسلام فقط يرجع لعدم قراءتك لدراستى قراءة موضوعية
قبل ان يطالب القارئ الكاتب بالموضوعية عليه اولا ان يلتزم بنفس المبدأ فى قراءته حتى تتم الفائدة . اليس كذلك؟

لكن القراءة المتربصة والقارئ الذى يقرأ قضية بفكر مسبق اصدر عليها الحكم مسبقا فلن ينفعه شئ ولن يستفيد مما يقرأ !

عندما اقرأ قضية شائكة انتظر جديدا ويجب ان اعيد تفكيرى لو وجدت ما يستحق ان يجعلنى اراجع نفسى والا فانا اخدع نفسى حينئذ

أتفق تماماً مع النتيجة النهائية لهذه الدراسة الرائعة للأخ الكريم سواح، وهي أن نظرية "الشبيه" هي نظرية قديمة قدم المسيحية ذاتها.
وإنتشار هذه النظرية وذيوع صيتها بين العرب هو أمر بديهي، فالعرب قد عرفوا المسيح وأمه مريم وكانا يشكلان إثنين من ضمن 360 إلهاً ضمتهم كعبة مكة.
وإنتشرت العقائد المسيحية واليهودية (سواء أكانت الرسمية منها أم الغنوصية السرية) في شتى أرجاء الجزيرة العربية، بل كان انتشار المذاهب الغنوصية السرية في صحراي الجزيرة العربية هو الغالب وذلك لهروبهم من إضطهاد الكنيسة الرومانية الرسمية .. وطبعاً لا يمكننا أن ننسى أن بولس الرسول قد عاش ثلاثة سنوات في العربية (التي هي سيناء في نظري) قبل أن ينطلق في رحلاته التبشيرية الشهيرة. (وهو ما يعني في رأيي أن بولس قد تعلم وتتلمذ على يد إحدى الجماعات الغنوصية التي كانت تعيش في الصحراء العربية (وشبه جزيرة سيناء جغرافياً وتاريخياً جزء من الصحراء العربية)).
كما أننا قد لا نفاجئ عندما نعرف أن الإنجيل الوحيد الذي ذكر معجزة يسوع بالتحدث في المهد، وخلقه من الطين كهيئة الطير، هو إنجيل الطفولة العربي، متفقاً تماماً مع ما ورد في القرآن.
وأنا لم أتمكن من معرفة الزمن الذي يعود إليه إنجيل الطفولة العربي، ولكن المخطوطة التي عثر عليها في الجزيرة العربية، كانت مكتوبة بحروف عربية بدائية ووبلغة ركيكة ومحتوية على كثير من الأخطاء، ويرجح البعض أن من كتبها هو راهب قبطي هرب من مصر إلى الصحراء العربية وأنه تعلم العربية هناك.
طبعاً .. إنجيل الطفولة العربي هذا هو إنجيل منحول (وفقاً لعقائد الكنائس المسيحية الرسمية) .. إلا أنه في حالة كون هذا الإنجيل سابقاً للإسلام (وهي معلومة لم أتأكد منها) فسيكون مصدر المعلومات الواردة في القرآن حول خلق الطير والتحدث في المهد ليسوع المسيح قد اتضح للباحثين.
أي أن .. أساطير يسوع المسيح .. سواء الرسمية منها أو المنحولة (وفقاً لعقائد الكنائس الرسمية) لم تكن أبداً غريبة على المجتمعات العربية، بل وربما تكون بعض هذه العقائد قد نشأت داخل البيئة العربية.

وتأييداً لرأي الأستاذ سواح وإضافة لما تفضل به من بحث قيم ، فهذا المقطع من كتاب كشف بطرس Apocalypse of Peter من كتب مكتبة نجع حمادي القبطية الغنوصية يقول :

" وقلت ما هذا الذي أراه يا سيدي؟ .. أهذا أنت نفسك الذي يأخذونه؟ ..وأنت الذي تمسكني بقوة؟.. أو من هذا الشخص الذي يضحك سعيداً أعلى الشجرة؟ .. وهل هو شخص آخر الذي يخرقون يداه وقدماه؟
قال المخلص لي: هذا الذي تراه على الشجرة يضحك سعيداً هو المسيح الحي. وهذا الذي يدقون المسامير في يديه وقدميه هو جسده المادي الذي هو البديل الذي بقي في شبهه يوضع في العار، لكن.. إنظر إليه وإنظر إلي، وعندما نظرت قلت : سيدي .. لا أحد ينظر إلينا، دعنا نغادر هذا المكان"
وفي كتاب آخر بعنوان " المقالة الثانية لسيت الأكبر" من مكتبة نجع حمادي القبطية الغنوصية يقول
" كان شخص أخر، أباهم، الذي شرب المرارة والخل، لم يكن أنا، ضربوني بالقصبة، كان آخر، سيمون، الذي حمل الصليب على كتفه، وكنت شخص آخر غير الذي وضعوا إكليل الشوك على رأسه، وكنت أنا مبتهجاً في الأعالي فوق ثروة حاكمهم ونسل خطاياهم ومجدهم الزائف، أضحك لجهلهم"



وشكراً مرة أخرى للأستاذ سواح على مساهمته الغنية.. وللجميع تحياتي
وعندما جاء المسيح بعد مئات السنين قال:
فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس و الانبياء (متى 7 : 12)

و كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا (لوقا 6 : 31)

فليس من المنطق الزعم ان كاتب الانجيل اقتبس هذه المقولة ونسبها للسيد المسيح وذلك لان كل مصلح اجتماعى لابد ان يصل الى هذا الحكمة البشرية النبيلة

اما عندما ننتقل للحوادث والوقائع فهناك فرق
ففى حادثة صلب المسيح نجد ان اتباع المسيح من تلاميذه واتباعهم واباء الكنيسة الاولى كان ايمانهم يستند بالدرحة الاولى على عقيدة الفداء , ولا داعى ان اكرر ما ذكرته فى دراستى عن الايات الموجودة فى العهد الجديد باناجيله الاربعة وسفر اعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا , وجميعها يعتبر من اقدم المصادر المسيحية , وجميعها يذكر حادثة قتل المسيح وصلبه وقيامته باعتبارها الفكرة المحورية التى تنبنى عليها العقيدة والايمان المسيحى ,
وذكرنا ايضا انه منذ القرن الاول ظهر مفكرين مسيحيين متأثرين بالفكر الغنوصى الذى يرى ان المادة شر , فرأوا ان المسيح لم يكن له جسد مادى حقيقى وانما كان يظهر هكذا لمن يراه , وبالتالى قالوا ان المسيح لا يمكن ان يموت ويصلب فعليا , اى كانت العملية خيال فى خيال , كان الناس يروه يصلب ويموت على الصليب بينما كان هذا وهما لان المسيح ( الكائن الروحى ) لا ينتابه ما ينتاب البشر الماديين , هذا كان رأى الغنوصيين بوجه عام والدوسيتيين بوجه خاص . ومن ابرز ما يميز الفكر الدوسيتى قولهم ان المسيح لم يصلب ولم يقتل بالفعل وانما كان يبدو ان هذا يحدث له لمن كان يشاهد الواقعة .
اذن هذا الامر قالت به فرقة اعتبرتها الكنيسة فرقة ضالة مهرطقة خلطت بين تعاليم المسيحية والفلسفة والتصوف والخرافات
فيسجل التاريخ هذه الاراء لهذه الفرقة
وعندما ياتى شخص بعد مئات السنين ويجد امامه آراء مختلفة حول قضية الصلب واذ به يختار احدها ويقوم بتغليب رأى على رأى , فان هذا ليس من باب توارد الافكار مثل فكرة ما لا تتمنى الا يفعله بك الاخر لا تفعله له

واذا وضعنا النقط فوق الحروف , واردنا ان نحترم تاريخ الفكر البشرى ونضعه فى اطاره الزمنى دون تعصب فالمنطق والعقل والحقيقة التاريخية تلزمنا ان نقول ان هذه الفكرة قال بها اول من قال الغنوصيون والدوسيتيون بدءا من القرن الاول ’ واستمرت سارية فى القرون الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة , وتشهد بذلك المراجع التاريخية القديمة وكتابات اصحاب هذه المذاهب , كما يشهد التاريخ ان هذه الفكرة كانت منتشرة فى كافة ارجاء العالم عند اصحاب المذاهب السرية الغنوصية التى كانت تطلق عليهم الكنيسة مصطلح هراطقة
وعندما جاء الاسلام قال بنفس موقف هذه الفرق

وتقول :

من ناحية أخرى وفي اطار المنطق الديني الاسلامي يمكن للمسلم أن يدفع استنتاجاتك بقوله صحيح ان الاسلام لم يبتدع القول بعدم صلب المسيح بل سبقته في ذلك اتجاهات أخرى عرفت "الحقيقة" وحافظت عليها في تعاليمها ثم جاء "الوحي" القرآني مؤكدا لذات "الحقيقة" ومحافظا عليها وهل كنت تنتظر منه ك"وحي رباني" أن يحرف "الحقائق" حتى لا يقال أنه اقتبسها
فبماذا ترد على هذا المنطق

واقول :

احترمك لموضوعيتك عندما تعترف ان الاسلام لم يبتدع القول بعدم صلب المسيح بل سبقته فى ذلك اتجاهات اخرى
لكن
لماذا تفترض ان هذه هى " الحقيقة " ؟
لماذا يكون قول هؤلاء هو " الحقيقة " ؟
هل لمجرد ان الاسلام قال بما قال الدوسيتيون والغنوصيون , فالحقيقة معهم ؟
انك بهذا تجعل معتقداتهم هى الحق والحقيقة , وتتناسى ان افكارهم الغنوصية لا تتفق مع الاسلام ولا المسيحية
وتتناسى ان ما قالوه بشأن عدم صلب المسيح وموته يرجع لفلسفتهم الغنوصية التى ترى ان المسيح كائن الهى روحى لا يخضع لقوانين المادة والطبيعة , فارادوا ان ينزهوه عن المادة فقالوا انه لم يكن انسانا كباقى البشر وانما كان جسده خيال يظنه من يراه انه يمشى ويتحرك ويأكل ويشرب ويقتل ويصلب ولكن هذا خداع بصرى ووهم .
فدافع الدوسيتيين من القول بعدم الصلب يرجع لاعتقادهم الصوفى الغنوصى .
وختاما اراك تستخدم وتجل المنطق والعقل
وانا اسألك اليس من المنطق والعقل ان هذه الفكرة ما هى الا فلسفة او تصور لا يجوز عقلا ان نطلق عليه " حقيقة " ؟
يمكنك ان تأخذ هذا موضع ايمان واعتقاد , ولا الومك على هذا حينئذ , تماما مثل اعتقادك بامور غيبية وعقائدية لا يمكن برهنتها بالعقل والمنطق مثل الايمان بالملائكة وبالجن وبالعفاريت وبالعرش وبحادثة الاسراء والمعراج الخ
لكن لا يمكن باى حال من الاحوال لمن يحترم المنطق والعقل ان يعتبر امر ظنى لا دليل عليه ولا يمكن اثباته على انه " الحقيقة "
واخيرا
تقول ان " الوحى الربانى " جاء فاكد على هذه " الحقيقة "
وانا اسألك اليس غريبا ان هذا " الوحى الربانى " يوافق على فكر هؤلاء الغنوصيين الذين مزجوا الفكر الدينى بالفلسفة وبالاساطير والخرافات ؟؟

ولكن من منظور لاديني لا شك أن تلك القصص وتلك الطوائف تفسر جوانبا مهمة اعتمد عليها النبي محمد في نبوته ولعلي أشير هنا إلى طائفة أخرى أنكرت الصلب قد تكون امتدادا لما أوردته في مقالك وهي (الأبيونية) التي عرف عنها الإنجيل العبراني الذي يعتقد أن القس ورقة ابن نوفل عكف على ترجمته إلى العربية في مكة ، وإليه يشير النبي محمد بقوله (الإنجيل) بصيغة المفرد لا الجمع الذي سيشير إلي أناجيل أخرى كانت موجود قديما سواء ما أقر في مجمع نيقية أم ما تم رفضه ، والأبيونية من وجهة نظري أقرب إلى أن يكون محمد أخذ منها حادثة عدم الصلب لوجود تشابه أكبر بين ما تقول به من حيث حلول الملاك على عيسى والمعبر عنه في القرآن بقوله (وأيدناه بروح القدس) 87 البقرة .
( وأيدتك بروح القدس) 110 المائدة.
في حين أن الدوستية تنكر ناسوت المسيح وتقر ألوهيته وترى أنه خيال يتراءى لا على الحقيقة ، والإشارات الأخرى في القرآن عن عيسى لا تشير إلى ذلك بل تشير إلي عكس ذلك.

ولنرى سويا مخالفا للدوستية:

حصره بالرسالة كغيره من الرسل

(ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) (75) المائدة

مثل الناس هو وأمه يأكل الطعام

( وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ...(75) المائدة

استفهام إنكاري لإلزام الحجة على من قال بألوهيته

(أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين) 116 المائدة

يضاف إلى ذلك الآيات التي تقول بالكفر على من قال بأنه إله

(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) مرتين 17 المائدة و 73 المائدة.

ومخالفا أيضا للأبيونية

لو كان يرى أن هناك فرق بين عيسى والمسيح في قضية عدم الصلب لاكتفى بالمسيح في الآية التالية ، ولكن كونه يراهما واحدا ذكرهما جميعا ، وهذا في غاية الأهمية.

(وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا(157) النساء

وأنظر هنا يخاطبه بعيسى ولم يقل المسيح مع أنه ذكر معجزاته

(إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين(110) المائدة

وهنا أيضا ليثبت بشريته مع فعل الكينونة

(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(59) آل عمران


وهنا على العكس تثبيت بان المسيح عبد لله ولم يذكر عيسى

(لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا(172) النساء


هنا رابط يوضح أثر القس ورقة والأبيونية في فكر النبي محمد
http://ice.prohosting.com/~f3/warqa2.htm


أما قصة عدم الصلب الواردة في القرآن ولدى بعض الطوائف المسيحية فقد تكون احتمالا واردا على أرض الواقع ، فهل التشبيه في صلبه جاء نتيجة كون المسيح ظهر لمن صلبه أنه مصلوب في حين كان غيره هو المصلوب ؟ كما يراه المسلمون ، أم أن الملاك ( المسيح) الذي تم تأييده ( عيسى) به انفصل عنه ( عيسى) بما جعلهم يتصورون أنهم صلبوه ( المسيح) ؟ كما يقول الأبيويون ، أم أن المسيح ترآى أنه على الصليب ولم يكن؟ كما يقول الدوستيون؟

فأرى أقربها أن غيره قد صلب..

أرى بالمجمل أن الفكر الغنوسي بعيد كل البعد عن نظرة محمد للمسيح ، وكون محمد يرى أنه لم يصلب كفكرة لا يمكن الجزم بمصدرها لأننا نرى أن هناك من المسيحيين من قال بان غيره هو من صلب ، وربما لا تعدو الحادثة قريبة المنال ونحن نبحث بعيدا.

إلا أنني أرى أن معالجة الصلب قد تكون أكثر وضوحا لو عالجنا قضية الولادة المعجزة للمسيح من غير أب الذي يتفق فيها المسيحيون والمسلمون وبتسليط الضوء على مصدر تلك الفكرة ربما يقودونا إلى تبين الأفكار التي ترتبت عليها وهذا مبحث آخر.

أشرح لك موقفي ومداخلتي السابقة بكيفية أخرى...
من الناحية المنطقية توجد فرضيتان:
1- يسوع الناصري صلب حقا.
2- يسوع الناصري لم يصلب.

اذا كانت الفرضية الأولى صحيحة تاريخيا فهذا يؤدي الى القول حتما بخطأ القرآن في نفيه لحادثة صلب يسوع الناصري ولكن لا يؤدي حتما الى القول بأن محمدا اقتبس نفيه لصلب يسوع الناصري عن مرجعيات سابقة بل يمكن أن تكون هذه الفكرة من مبتكراته حتى يبرر لنفسه الدعوة لديانة جديدة طالما أن الفداء المسيحي لم يتحقق لأن الصلب لم يقع أصلا.

اذا كانت الفرضية الثانية صحيحة تاريخيا فهذا يؤدي الى القول حتما بأن كل من روج لها في تعليمه اتخذ الموقف الصحيح وقد يكون اللاحق أخذ عن السابق لكن هذا القول لا يلزم من يؤمن بنزول وحي على محمد يعلمه الحقيقة دون حاجة الى نقل أو اقتباس.



ألأبيونية في المسيحيه اليهوديه
Ebonite’s
Gospel of the Ebonite’s
خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية (منذ البدايات حتى ظهور الإسلام
العودات، حسين، العرب النصارى (عرض تاريخي
كتاب "البحث عن يسوع" لـ كمال الصليبي مرجعاً داعماً..

مصطلح "اليهودية المسيحية" يشتمل على طوائف.. ولكن هدفنا الدقيق هو: الأبيونية:
>
>
الأبيونية.. الأبيونية.. وتحديداً قسمها الثاني.. والتي تؤمن (كرروا من بعدي وبصوت مرتفع): << تؤمن بأن يسوع المسيح ولد من عذراء والروح القدس، لكنهم لم يؤمنوا بأن له وجوداً سابقاً، وهو - بالتالي - ليس إلهاً..... والإنجيل الذي يعتمدونه هو "إنجيل العبرانيين
هو "إنجيل العبرانيين".....>>
ولكن ما تاريخهم وأين تواجدوا في الجزيرة العربية؟.. فلنقرأ:
<<حيث بدأ التبشير النصراني نتيجة لهجرة النصارى المبكرة إلى جزيرة العرب، ويرى بعض المؤرخين أن أول هجرة نصرانية بدأت عام 70 م بعد تدمير أورشليم، ثم توالت الهجرات كلما حصل اضطهاد في فلسطين، وهجرات نصرانية ويهودية. وهجرات مجموعات عقائدها مزيجاً من اليهودية والنصرانية وجدت سبيلها إلى جزيرة العرب مثل الأبيونيين والناصريين والكسائيين. فالأبيونيون جماعة من قدماء اليهود المتنصرين، معتقداتهم مزيج من اليهودية والنصرانية، وهم يعتقدون بوجود الله الواحد خالق الكون، وينكرون رأي بولس الرسول في المسيح، ويحافظون على حرمة يوم السبت. وبعضهم آمن أن المسيح بشر وأنكر الصلب، وأن الذي صلب هو غير المسيح وقد شبه على من صلبه. والناصريون اعترفوا بألوهية المسيح وحافظوا على شريعة موسى، أما الكسائيون فقد كانوا يحافظون على الختان وحرمة يوم السبت، وكانوا يتوجهون بصلاتهم نحو بيت المقدس، ويعتقدون بوجود إله واحد وباليوم الآخر وبالملائكة.>>
بأن أتباع يسوع "الناصري" عُرفوا في أورشليم بـ "شيعة الناصريين" أو "النصارى" (Nazaraioi) (أعمال الرسل 24 : 5) قبل أن يتسموا "مسيحيين" (Christianoi) للمرة الأولى في أنطاكية (أعمال الرسل 11 : 26). وكان مذهب "النصارى" يسمى "الطريق" (hodos كما في أعمال الرسل 9 : 2)، أو "طريق الرب" (hodos tou kuriou كما في أعمال الرسل 18 : 25؛ قابل مع التسمية الإسلامية للمذاهب الصوفية بـ "الطرق"، وبالمفرد "طريقة").... ويبدو أن مذهب النصارى الذي هو "الطريق" كان مركزه أصلاً في "العربية" (أي بلاد العرب) قبل أن تنتقل به جماعة يسوع إلى فلسطين. وعندما تبيّن لبولس - وهو اليهودي المتعلم، والفريسي أصلاً - بأن يسوع هو المسيح بالفعل، لم يشأ أن يتوجه من دمشق إلى أورشليم ليتلقى المعلومات عن مذهبه من أتباعه النصارى الذين بقوا هناك، وهم الذين كانوا "عاميين" و "عديمي العلم" (أعمال الرسل 4 : 13) ، بل توجه فوراً إلى "العربية" ليقف على حقيقة أمر "الطريق" من مصدرها الأصلي. ويبدو أن ما وجده بولس في "العربية" وعاد به إلى دمشق هو "الرقوق" (membrana) التي يتحدث عنها في الرسالة الثانية التي بعث بها من سجنه في روما إلى "الابن الحبيب" تيموثاوس، في أواخر حياته، إذ يقول (2 تيموثاوس 4 : 9 - 13)
"بادر أن تجيء إليّ سريعاً.... لوقا وحده معي.... الرداء الذي تركته في ترواس (مقاطعة بغرب الأناضول).... أحضره [معك] متى جئت، والكتب أيضاً، ولاسيما الرقوق."
يتضح من هذا الكلام أن بولس كانت لديه "رقوق" مهمة يعتمد عليها كأصول لتبشيره بـ "المسيح يسوع" ثم بـ "يسوع المسيح"، مهما كان مصدر هذه الرقوق. وهي التي كان لوقا وتيموثاوس، في الأقل، من بين أتباع بولس، على علم بوجودها. ولعل هذه "الرقوق" بقيت موجودة بعد وفاة بولس إلى حين، فاستُخدمت كمصادر في كتابة الأناجيل ثم ضاعت، أو أُتلفت.>>
المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص107 - 109.
هل هذه الرقوق هي إنجيل الأبيونيين؟ أو ما يسمى "إنجيل العبرانيين"؟ إنجيل "عيسى" وليس إنجيل "يسوع"؟
عيسى ابن مريم.. ليس يسوع.. هل اختلط عليك الأمر يا "بولس"؟.. هل قمتَ بإسقاط اسم أم "عيسى" على أم "يسوع"؟.. هل أخذت قصة ولادة "عيسى" وإنجيله "إنجيل العبرانيين" فمزجته بقصة "يسوع" والروايات عنه (أناجيله)؟
Canoiques اناجيل تعتمدها الكنيسه

Apocryphes اناجيل لا تعتمدها الكنيسه ابوكريف
الاناجيل الاربعه الاربعه متي –مرقص – لوقا الاناجيل الازائيه synoptiques
الانجيل الرابع يوحنا ذو طابع غنوصي او عرفاني في القرن الثاني ميلادي

رسائل بولص الرسول
رسالة برنابا
القرن التاسع انقسم المسيحيون الى كاثولك و ارثودوكس
303 م اتلف الامبراطور ديوكلسيبانوس أمر باتلاف الكتب المسيحيه
العهد الجديد يشمل الاناجيل الاربعه وسفر اعمال الرسل و رسائل القديس بولص وبطرس وسفر الرؤيا
انجيل العبرانيين الابيونيه
النصارى من الناصره
الغنوصيه Docetism
الغنوصيه على النقيض من الابونيه
الطبيعه البشريه هي الناسوت
الطبيعه الالهيه هي اللاهوت هذه الكينوته متحدتان ام منفصلتان يعني الصلب حصل على الناسوت و اللاهوت معا ام على الناسوت فقط
"النصارى" (Nazaraioi)

هو "الرقوق" (membrane

Gospel of the Ebionites



#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصرانية في أرض العرب
- البحث عن يسوع الناصري
- المسيح في الكتب
- المسجد الأقصى
- عندما سرق الحجر الأسود
- كورش في تراث ألاديان
- التراث اليهوديّ
- الصعاليك في شبه جزيرة العرب
- قصة الخليقة والبعث والقيامه
- أسطورة خلق أدم و الجنه
- أسطورة شعب الله المختار - أصل التوحيد الإبراهيمي
- الاساطير في الاديان
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان – 4
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 3
- تأثيرات زرادشتيه في الا ديان – 2 -
- تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 1 -
- أساطير صينية ايضاً موجودة في القرآن
- اساطير سرجون السومري و موسى 2
- ألتناقض بين بولس و المسيح - 3 -
- ألتناقض بين بولس و المسيح - 2 -


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - الغنوصيه في المسيحيه Gnosticism